في حديقة قلبي لمؤلفته شذى الروسان - الفصل الثالث
قاعدة -3- وعدتُ نفسي ... وعدتُ نفسي كلما اوجعني السقوط أكثر كلما عدت ونموت من جديد بقوه أكبر , وعدتُ نفسي ان اكون ذاتي ولا اتأثر برأي أحد ولا شخصية أحدهم , وعدتها ان احاول ان اصلح ما دمى قلبي بنفسي , ان اكون انا ذاتي , اقارن يومي هذا بيوم امس فقط , وان اجد سعادتي بنفسي , وعندما استقيظ في كل صباح , انظر في المراه الي نفسي واتكلم معها , واقل لنفسي هذا انا , ولا شيء يستحق بأن لا اقبل نفسي وارضى الرضى التام بلا رغبةً في التغيير العنيف . وعدت نفسي في كل مره تعرضت فيها للخذلان , ان اكون صديقه وونيسه لنفسي , وان في كل مره تحتاجني تجدني اتكلم معها , وافهمها واشعر ما بها , وعدتها ان اكون صديقتها قبل ان اكون صديقة أحدهم , تفكرتُ للامر قليلاً فوجدت نفسي , لا يمكنني ان اتقبل الاخريين ان لم اتقبل نفسي . وايقنتُ بلا شك ان قبولي لذاتي هي الوسيلة الوحيده للتطور والنمو نحو هذا العالم الواسع , حتى لو وجدتُ كثير من التناقضات والاحوال . وعدتُ نفسي بأن ابعد كُل البعد عن الأشخاص المحبطين الذين كلما رأُوني تأثرت نفسي مما عكر صفو روحي ومزاجي واستعذابي بتأنيب نفسي , وعدتها بأن اتخذ قراراتي بما انا اجدهُ صحيحاً , لما يوافق العقل والمنطق , وعدتها بأن استقبل كل صباح وكأنني التقي بأعز صديق على قلبي . وعدت نفسي ان يكون قلبي نظيفاً , فكلما اتسع بالطيب زاد السلام في قلبي , وعدتها وعداً بأن أحافظ على ثروتي وهو قلبي الذي يفيض بالصدق والاخلاص والطيب , وان اكون ممتنه لكل إنسان دخل حياتي في كل لحظه . وعدتُ نفسي ان أرمي همومي واحزاني وان يتسع قلبي بالصبر , فكلما زاد الصبر بنفسي , رضيت بقضاء الله وقدره وايقنتُ فأن الكمال لله وحده , وان اخلق سعادتي بنفسي فكلما كنت متصالحة مع الماضي ورضيت بالحاضر اعيش يومي سعيده مهما كان قاسياً وحزيناً , لم ادعهُ بأن يسلب لحظاتي الانيه وايامي الباقيه , فأنا ابنة هذا اليوم , لما اقاضي نفسي على شيءً جرى , بأن لا افكر بالامس واحزانه فلن استفيد من ذلك فقد مضى ما مضى ولن يتغير شيء , وعدتها بأن اخزن طاقتي ليومي هذا الذي انا فيه , فلما اغرق نفسي بالماضي , اجد نفسي بين إنفاق مظلمه فلا احصد شيء سوى السراب , وعرفتُ بأن الحقيقة في هذه اللحظة التي تمتلك فيها القدرة على جعل حياتي أفضل , وعدتها فقط بأن اتذكر كل شيء جميل واتناسى كل شيء آخر . وعدتُ نفسي بأن سأجعل كل يوم يمر من عمري مليء بالتسامح , فكلما زاد التسامح اتسع السلام داخلي واعيش حياتي بالكامل بلا خوف أو وجل .