الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علم الاجتماع/النظرية الاجتماعية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إصلاح باستخدام أوب
سطر 24:
 
== الجزء الأول ==
 
=== النظرية الاجتماعية التقليدية ===
السطر 34 ⟵ 33:
( 1825 - 1970)
 
المقاربة الوضعية هي منهجية
 
القاموس الثنائي
السطر 50 ⟵ 49:
عاشَ “سان سيمون” (1760- 1825) في نظام إقطاعي سليلاً لأسرة أرستقراطية فرنسية، وحملَ لقباً اجتماعياً هو “الكونت”، وكان ضابطاً برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حرباً ضد الإنجليز في شمال القارة الأمريكية.
 
 
نضجَ فكره خلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفي فرنسا خاصة، وثورة على النظام المعرفي التقليدي وعلى النظام السياسي الملكي. تأثر بالفكر الموسوعي، حيث اتخذَ عنده طابعاً تطبيقياً عملياً وليس نظرياً مثلما كان سائداً في المرحلة التجريدية. وطوَّر “سيمون” آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني، وصارَ موضوع الدين أول اهتماماته، الذي عدَّه أداة مدنية لحكم المستنيرين لغير المستنيرين، ويلعب دوراً في التربية التي تُعدُّ العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديمقراطية وتحقيق القيم الأساسية. ومفهوما “السياسة” و”الديمقراطية” يساويان لديه الحرية التي تعني نبذ التميز العرقي والثقافي والسياسي. وعندما يلتقي المفهومان يحدث تغييراً في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولاً وضعياً وتصوراً موضوعياً فإن أمة جديدة ستنبثق، أمة متحررة من التميز الديني والانغلاق ومن تبعات الإقطاعية، ويسميها “سيمون” بـ”الأمة العاملة”.
السطر 60 ⟵ 58:
إذن الصناعة في الفكر السياسي والاجتتحليلية تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون ، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديد تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي :
 
الظاهرة الظاهرة الظاهرة
 
 
مرجع لاهوتي مرجع ميتافزيقي مرجع إنساني / الوضعية
 
الدين الطبيعة = التجريد العقل
 
هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين ، إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع او مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة . وبما انه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع ، وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848 ، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون .
السطر 74 ⟵ 69:
 
== بداية المقاربة الوضعية ==
 
بدأت المقاربة الوضعية في مرحلة الفكر الموسوعي الذي عرفه في القرن 18 واتخذت عند سان سيمون طابعا تطبيقيا عمليا وليس نظريا مثلما كان سائدا في المرحلة التجريدية أي العلم النظري المجرد ، ففي القرن 18 طور الفكر الموسوعي آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني لذا سيمثل هذا الفكر مرجعية سان سيمون . فمن أين البداية إن لم تكن من المقاربة الوضعية للدين ؟
السطر 87 ⟵ 81:
 
* مفهومي " السياسة " و " الديموقراطية = الحرية "
 
* السياسة هي علم الانتاج .
 
* الحرية هي نبذ التميز العرقي والثقافي والسياسي .
 
السطر 95 ⟵ 87:
 
=== استنتاج أولى ===
 
من الملاحظ أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج . فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن أمة عاملة بالمعنى السان سيموني لان السياسة كانت حكرا على طبقة معينة ولان المجتمع ليس حرا ولا يتمتع بأية عدالة ، ومثل هذه السياسة والعبودية كانتا تجدان لهما شرعية ذات طابع ديني او طبيعي . بيد أن الوضعية بوصفها استعمال للعقل ورفع من مكانة الإنسان قدمت السياسة كأداة حيوية في تنشيط الحياة الاجتماعية والاقتصادية ونقلت الأمة من طور الخمول والكسل الي طور العقل والإنتاج ووضعت الجميع على قدم المساواة واصبح الإنسان سيد نفسه حرا من ا ي تمييز عرقي او ثقافي او سياسي .
السطر 129 ⟵ 120:
والسؤال هو: ما هي مستويات التغيير الجديد بحسب المقاربة الوضعية ؟
 
أولا : تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية
 
ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة ذو بعد شخصي وعلمي لدى سان سيمون . هذا المبدأ هو وجوب جبر الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين ، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين النظري والتطبيقي ولعل أوضح مثال هو ما طبقه سان سيمون على نفسه تعلق في دعوته إلى تحقيق العدالة تخليه عن لقب الكونت وإعلائه لشأن المواطنة ( لم يعد بيننا أسياد…).
 
هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية ستسعى عمليا إلى :
 
* هدم العناصر السياسية والمؤسسية المكونة للنظام السياسي والاجتماعي القديم والتي من بينها التميزات الطبقية والاجتماعية والمسيحية في شكلها التقليدي
 
* لذا فان سان سيمون سيرسي دعائم تعامل معرفي جديد مع الظاهرة الدينية بمختلف تنظيماتها ومؤسساتها ، تعامل يقوم على اعتبار الظاهرة الدينية ظاهرة اجتماعية إنسانية من خلال إخراجها من دائرتها المقدسة والنظر إليها باعتبارها ظاهرة إنسا نية ، هذا المبدأ المعرفي الجديد تجاه الظاهرة الدينية سنجده حاضرا وقائما في كتابات الكثير من العلماء مثل غاستون لبلوس G.lebles و هنري و دوركايم و مارسيل موس ، هذه الأسماء بالإضافة إلى ماكس فيبر سيكونون أهم المتخصصين في علم الاجتماع الديني مستنيرين باطروحات سان سيمون ومفهومه للدين ومنهج التعامل معه .
 
السطر 142 ⟵ 132:
 
== مجتمع سان سيمون ==
 
إن مجتمع سان سيمون هو مجتمع صناعي علمي ، ومثل هذا المجتمع يبحث عن دماء جديدة لضخها في عروقه كما انه يحتاج إلى وحدة معرفية ومعيارية وبالتالي لابد من القضاء على مخلفات النظام القديم بكل منظوماته وتشكيلاته ومعتقداته وتصوراته وبناه وأنماط تفكيره وتحليله إذا ما أردنا تحقيق العدالة والتقدم فكيف العمل ؟ وما العلاقة بين الدين والمجتمع الجديد ؟
السطر 149 ⟵ 138:
 
* معرفة لاهوتية ومعرفة علمية .
 
* سلطة إقطاعية وسلطة صناعية .
 
السطر 177 ⟵ 165:
 
* التأكيد على سعيه إلى تكوين مجتمع حر .
 
* التأكيد على نشر المبادئ والقيم التي ستكون أرضية النظام الجديد .
 
* التأكيد على إن النظام الاجتماعي يستند على ثلاث فئات :
 
السطر 193 ⟵ 179:
 
== استنتاجات ==
 
أ.) في مجتمع العدالة والمساواة ، هو المجتمع الحر الذي يقوم على حركة جمعانية أي مجموعة من المواقف لم يعد الفرد فيه خاضعا
 
* هذا المجتمع أُخرج الفرد من مرحلة الفكرة ليصبح مواطنا . وهذه نقلة سياسية واجتماعية .
 
* أشرك الفرد مع الآخرين ( المجتمع ) في عمل جماعي واحد وإبداع واحد وخلق واحد .
 
هذا يعني أن الوضعية بالمضمون السان سيموني تعبر عن مردودية الفرد وليس فقط تغيرا في الأوضاع الاجتماعية والسياسية . كما يعني أن سان سيمون يراهن على دور المجموعة على التغير ، هذه المجموعة التي تبنى على ثلاث مستويات وهي :
 
* الانتاج
 
* التقنية
 
* الصناعة
 
السطر 216 ⟵ 198:
 
* مبدأ العلمية ؛ فلا تعامل بعد الآن مع الظواهر والأشياء الا من منظور علمي .
 
* مبدأ العلمنة وفيه تحييد وإقصاء صريح للدين .
 
السطر 228 ⟵ 209:
 
== الوضعيــــــــــــة - 2 ==
 
 
أوجست كونت / A. Comt
السطر 244 ⟵ 223:
 
* فوضى عقلية فاضطراب خلقي وفساد عام
 
* وإن انسجام المصالح المادية والمنافع المتبادلة لن تحقق الاستقرار والتقدم.
 
لذا فإن تنظيم أي شأن من شئون الاجتماع والأخلاق والسياسة والدين لن ينجح إلا إذا سبقه تنظيم عقلي للآراء ومناهج البحث وطرق التفكير .
 
== ماهية فوضى العقل ==
السطر 268 ⟵ 246:
 
== المنهج الوضعي ==
 
* يقوم على الملاحظة وتقرير طبائع الأشياء كما هي
 
* يدرس الحقائق الجزئية وعناصر الظواهر بحثا عن أسبابها المباشرة
 
* يؤمن بخضوع الظواهر لقوانين يمكن الكشف عنها
 
* منهج نسبي غايته كشف القوانين العلمية
 
== المنهج الميتافزيقي ==
 
* يقوم على التأمل النظري والبحث المطلق.
 
* يدرس الحقائق الكلية بحثا عن العلل الأولى
 
* لا يؤمن بخضوع الظواهر لقوانين يمكن الكشف عنها
 
* منهج مطلق غايته وضع مبادئ فلسفية لاسبيل إلى تصورها
 
من الواضح أن مقاربة هذين النمطين من التفكير أو أي محاولة للجمع بينهما ستؤدي إلى اضطراب عقلي في أذهان الناس . لذا ينبغي التخلي عن هذه المقاربة المستحيلة بسبب الفرو قات الحادة بين الفكرين .
 
ثانيا : صرف النظر عن التفكير الوضعي وإنجازاته وإخضاع كل العقول والعلوم إلى المنهج التيولوجي الميتافزيقي كمنهج عام وشامل .
السطر 296 ⟵ 266:
 
* من استحقاقات هذا الحل القضاء ليس على الطريقة الوضعية فحسب بل إنكار كل الانتصارات العلمية التي تحققت في التاريخ الإنساني انطلاقا من التفكير الوضعي . مثلا علينا أن نتنكر لاختراع الطباعة وإنجازات كوبرنيك و جاليليو و ديكارت و بيكون و نيوتن وغيرهم ممن اشتغلوا بالأبحاث الوضعية وأوصلوا لنا تراثا عقليا أورثونا إياه .
 
* من جانب آخر فإذا تراجعنا عن الوضعية كنمط للتفكير فهل سننجح في تجميد القدرة على التفكير؟ هل نستطيع الحد من تطور التفكير وابقائه جامدا على حاله؟ وهل نستطيع أن نتحكم في قوانين الطبيعة التي حكمت على المراحل السابقة بالفساد فنمنعها من ان تحدث النتيجة نفسها؟ من المؤكد أن جعل التفكير الوضعي شيء من قبيل العدم مستحيل شكلا ومضمونا .
 
السطر 312 ⟵ 281:
 
== ولادة علم الاجتماع الحديث ==
 
أول اسم أطلقه كونت على العلم الجديد كان " الطبيعة الاجتماعية = الفيزياء الاجتماعية = physique social " ثم اسماه بعلم الاجتماع sociology .
 
== مفهوم الظاهرة الاجتماعية ==
 
لم يعطها تعريفا على الرغم انه عني بتعريف الظاهرة الطبيعية والكيميائية والبيولوجية . لماذا؟
السطر 324 ⟵ 291:
 
== موضوع علم الاجتماع ==
 
مثل لم يحدد كونت موضوعا لعلم الاجتماع معتبرا ان الإنسانية هي موضوع العلم وهي الحقيقة الجديرة بالدراسة والبحث . ولكن إذا كانت الإنسانية هي موضوع علم الاجتماع . فكي) .
السطر 332 ⟵ 298:
تدور أبحاث كونت في هذه الحالة حول نظريتين أساسيتين هما قانون الأدوار الثلاثة وتقدم الإنسانية .
 
أولا : قانون الحالات الثلاث
 
يجيء ثمرة لدراسة كونت للديناميك الاجتماعي الذي رأى فيه:
 
[ دراسة قوانين الحركة الاجتماعية والسير الآلي للمجتمعات الإنسانية والكشف عن مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في تطورها ]
 
إن ملخص القانون قانون الأدوار الثلاثة هو:
السطر 342 ⟵ 308:
" إن العقل الإنساني أو التفكير الإنساني قد انتقل في إدراكه لكل فرع من فروع المعرفة من الدور الثيولوجي ( الديني اللاهوتي ) إلى الدور الميتافزيقي وأخيرا إلى الدور الوضعي او العلمي " .
 
معنى هذا الملخص :
 
* يعني أن تاريخ الفنون والنظم والحضارة إجمالا وتطورها ومظاهر القانون والسياسة والأخلاق وما إليها لا يمكن فهمه إلا إذا وقفنا على تاريخ التطور العقلي بوصفه المحور الأساس الذي تدور حوله كل مظاهر النشاط الاجتماعي والسبب في ذلك أن الفكر هو الدعامة لكل نواحي الحياة الاجتماعية .
 
* ولما كان الفكر / العقل بهذه الأهمية الحاسمة فلا بد إذن أن يتبعه تطور منسجم معه في جميع نواحي الحياة الاجتماعية ، وهذا يعني أن كل تغيير في الحياة الاجتماعية إنما يكون نتيجة للتطور التفكير الانساني .
 
السطر 369 ⟵ 334:
 
* المرحلة البيثولوجية = تشبه مرحلة الطفولة لدى الفرد .
 
* المرحلة الميتافيزيقية = تشبه مرحلة الشباب والمراهقة .
 
* المرحلة الوضعيـة = تشبه مرحلة الرجولة والاكتمال .
 
السطر 403 ⟵ 366:
 
* دراسة المجتمعات الإنسانية في حالة استقرارها كونها ثابتة في فترة معينة من تاريخها.
 
* كذلك دراسة هذه المجتمعات في تفاصيلها وجزيئاتها من حيث العناصر والنظم الاجتماعية المكونة لها .
 
السطر 440 ⟵ 402:
دعا كونت لأن تبنى الأسرة على أساس الأخلاق وترويض الأفراد على تقبل مبدأ التضامن الاجتماعي ونبذ الأنانية. ولهذا الغرض منح الأم دور كبير في التنشئة الاجتماعية والتربية وغرس مبادئ الدين الوضعي في الأطفال او ما اسماه كونت بـ" عبادة الإنسانية " .
 
----
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
=== 3-إصلاح النظام السياسي===
 
السطر 450 ⟵ 412:
== ثالثا : أسس الدراسة ومنهج البحث ==
 
أهم أسس البحث الوضعي
 
1. تشدد الوضعية كنمط تفكير علمي على إحلال فكرة القانون محل فكرة القوى الخارقة للعادة التي تحكمت طويلا بتفسير الظواهر العلمية .
 
هكذا فان الوصول إلى القانون العلمي الذي يحكم سير الظاهرة ويفسرها سيكون في إطار الوضعية المطلب الأول والمحور الأساسي الذي تدور عليه الدراسة والبحث .
السطر 476 ⟵ 438:
=== الوسائل المباشرة ===
 
1. الملاحظة
 
ليست هي الإدراك المباشر للظاهرة او وصف للحوادث . اذ ثمة وسائل أخرى تكون مصاحبة لهذه التقنية بحيث تطور وتعمق من فهمنا للظاهرة الملاحظَة :
السطر 483 ⟵ 445:
 
* دراسة العادات والتقاليد والآثار ومظاهر التراث الأخرى .
 
* تحليل ومقارنة اللغات.
 
* الوقوف على الوثائق والسجلات التاريخية .
 
* دراسة التشريعات والنظم السياسية والاقتصادية .
 
* الاهتمام بكل مصادر المعرفة التي تساعد على الكشف العلمي.
 
السؤال : هل الملاحظة وسيلة أم أسلوب علمي ؟
 
v لان الظواهر الاجتماعية هي ظواهر عادية ومنتشرة ومتداخلة في صميم الحياة الفردية بحيث يكون الباحث نفسه مشاركا فيها إن قليلا او كثيرا ...
السطر 524 ⟵ 482:
== 3. المنهج المقارن ==
 
§ مفهوم المقارنة
 
المقارنة الاجتماعية هي وسيلة منهجية تتأسس على تحديد اوجه الشبه واوجه الاختلاف بين الظاهرتين ، ويبين كونت ثلاثة أشكال للمقارنة الاجتماعية كما سنوضح .
السطر 533 ⟵ 491:
 
* مقارنة المجتمعات الإنسانية ببعضها .
 
* مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحدهما تطورت بسرعة وأخرى بطيئة التطور .
 
* ملاحظة وجود مجموعة من النظم في مجتمع بينما لاتؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر أو ليست بالدرجة نفسها.
 
ثانيا : مقارنة في مستوى الميكرو وسوسيولوجي " مقارنات أضيق نطاقا "
 
مثلا كأن تقع مقارنة في مجتمع واحد بين الطبقات او الهيئات والمؤسسات او في مستوى المعيشة ، والأخلاق ، الأذواق العامة ، اختلاف اللهجات ...الخ ، درجة التحضر والتريف .
السطر 559 ⟵ 515:
 
== المدارس الاجتماعية ما بعد الوضعية ==
 
بعد شيوع الوضعية وتأسيس علم الاجتماع ظهرت العديد من المدارس الاجتماعية التي نشطت في جمع المعلومات عن الظواهر الإنسانية والاجتماعية أو حاولت تفسيرها وتحليلها ، ومن هذه المدارس نعرض لبعض منها :
السطر 585 ⟵ 540:
§ المدرسة الاثنولوجية ( تين : Tain ، ميشليه : Michelet ، ممن : Momen )
 
تفسر الظواهر الاجتماعية بالرجوع إلى فكرة الجنس
 
§ مدرسة الانثربولوجيا الاجتماعية = دراسة المجتمعات البدائية :
 
مدرسة واسعة تزعمها الكثير من العلماء امثال فريزر وستمارك Frezer Westrmarek و Maclenanو lang وTaylor و Rivers و B. smith و Gillen. وقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة المجتمعات البدائية وأشكالها التي ما تزال قائمة سواء في أمريكا او أستراليا او أفريقيا واسيا فتعرف روادها على النظم الاجتماعية الأولى ، واتسم الرواد بأنهم جمّاعين مهرة للمعلومات غير انهم اقل قدرة على التحليل ، هذا النقص الذي بدأته المدرسة الأنثروبولوجية تداركته مدرسة دوركايم .
 
 
=== المدرسة الاجتماعية البيولوجية ===
السطر 599 ⟵ 552:
( 1820 - 1903)
 
أولا : حياته العلمية
 
أولا : حياته العلمية
 
§ بدأ حياته مدرسا ثم مهندسا . ولكنه ترك وظيفته واشتغل بالسياسة والأدب والاجتماع واعتنق مذهب التطور " في النشوء والارتقاء " ووصل إلى حقائق دقيقة قبل أن ينشر داروين بحوثه. ولما نشر سنة 1850 كتابه " الستاتيك الاجتماعية " اخذ نجمه يسطع فكتب بعد ذلك في علم الحياة ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، والتربية ، والسياسة .
 
§ حاول تطبيق فكرة " النشوء العضوي والتطور " على الكائنات الحية في ميدان علم الأحياء وعلى الإنسان في ميدان علم النفس والأخلاق وعلى المجتمع في ميدان علم الاجتماع والسياسة .
 
 
ثانيا : المبادئ العامة لفلسفته
 
‌أ. يتحدث سبنسر عن نفسه قائلا :
السطر 624 ⟵ 573:
 
=== حقائق بيولوجية ===
 
 
* نماذج الأنواع
السطر 635 ⟵ 582:
ب. نماذج الاختلاف والتباين او اللاتجانس :
 
في النباتات الراقية يمكن ملاحظة الاختلاف في ميدان التذكير والتأنيث . وفي الحيوان يعتبر الإنسان هو الأرقى ولاشك أن الاختلاف اشد وضوحا .
 
* مميزات الأنواع
السطر 657 ⟵ 604:
أولا : كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد تخصصا وتفردا .
 
ثانيا :كلما ازدادت الأعضاء تفردا واختصاصا ازدادت استقلالا
 
 
* من الحقائق البيولوجية إلى الحقائق الاجتماعية
السطر 667 ⟵ 612:
نشط سبنسر في تطبيق ما توصل إليه في الميدان البيولوجي على الميدان الاجتماعي :
 
1. الأفراد وحياة الفطرة
 
اتسمت حياة الجماعات البشرية الأولى بالتشابه والتماثل في انتسابهم إلى مجتمع تتشابه فيه طرق المعيشة والحاجات والغايات ووسائل العيش والاقتصاد والنمو والدفاع والأمن والزواج والدين والمعتقدات والأساطير...الخ
السطر 679 ⟵ 624:
§ كلما ازداد التخصص والتفرد كلما انقسمت المجتمعات إلى طبقات أكثر .
 
§ شيوع ظاهرة التخصص والتفرد في أدق مظاهرها .
 
 
تعقيب / تساؤل : هل التخصص والتفرد يشكلان مصدر قوة أم ضعف للمجتمع ؟ تماسك أم تفكك ؟
السطر 694 ⟵ 637:
 
§ هذه المعاني لا تتغير ، فهو شرحها في كتابه " المبادئ الأولى " وفي كتبه الأخرى " مبادئ علم النفس وعلم الحياة وعلم الاجتماع ".
 
 
=== ثالثا : نظريته في طبيعة المجتمع === سبنسر
السطر 727 ⟵ 668:
يلاحظ أن المجتمعات الحيوانية ليست معقدة كالتعقيد الذي يمكن ملاحظته في المجتمعات البشرية . لماذا ؟ وأين يكمن التعقيد؟ مبدئيا فإن الاجتماع الحيواني يشتمل على ضرب من السلوك والأثر ما هو أشد تعقيدا مما لدى الاجتماع الإنساني ، غير أن الاجتماع الإنساني ينطوي على تفاعل في مستوى العلاقات الإنسانية وتشابك المصالح والرغبات بين الأفراد مما ينجم عنه ضروبا من السلوك والآثار أشد تعقيدا وأشد تنوُّعا إلى الحد الذي يجعله أرقى صورة للتطور العضوي.
 
‌ج. محتوى المماثلة البيولوجية
 
المجتمع كائن حي ؟
السطر 769 ⟵ 710:
هي كل العوامل التي تقع خارج نطاق الخواص الفردية ولكنها تؤثر على الافراد تأثيرا مباشرا وعلى الظواهر الاجتماعية بوصفها نتاج لأوجه نشاط الافراد .هذه العوامل هي البيئة : كالبيئة الجغرافية والطبيعية وظروف المجتمع المناخية وموقعه وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية .
 
2. انحلال المجتمع :
 
ان ارتقاء وتطور المجتمع عملية تنسحب على شتى مناحي الحياة الاجتماعية من نمو في الوحدة السياسية ( الاسرة ، قبيلة ، مدينة ، دولة ، هيئة ، أمم...الخ ) والوحدة الاقتصادية (صناعة منزلية ، مهن ، ثورة صناعية آلية ثم ثورة صناعية كهربائية ، وكذلك نظم الشركات المساهمة والاحتكار والاستعمار...الخ ) ونمو في الوحدة السكانية (عائلة ثم قرية ثم مدينة ...الخ )...الخ
السطر 782 ⟵ 723:
 
== رابعا : نظريات سبنسر في شؤون المجتمع ==
 
 
كثيرة هي النظريات التي يعرض لها سبنسر في فلسفته الاجتماعية ، منها ما يتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية وبعضها يتعلق بالشؤون الاخلاقية والدينية .
السطر 791 ⟵ 730:
:يقسم سبنسر المجتمعات باعتبارين :
 
1. من ناحية التكوين المورفولوجي : مجتمعات بسيطة أومركبة
 
في هذا النوع تكون الوحدات الاجتماعية أو التجمعات البشرية متجانسة بما يشبه الفوضى البدائية شأنها في ذلك شأن الانواع الدنيا من الحيوان ثم تاخذ في النمو كما ينمو جسم الانسان فترتقي وتتجه بالتدريج نحو التعقيد في التركيب والتنوع في الوظائف والظواهر والنظم ومن ثم الاستقرار . ومن الضروري أن يحدث اتحاد بين هذه التجمعات إما عن إرادة وقصد وإما عن طريق القهر والتغلب لكي يحصل الانتقال من حالة التجمعات البسيطة الساذجة إلى حالة التعقيد والتركيب .
 
2. من ناحية الوظيفة : مجتمعات حربية أو صناعية
 
يرى سبنسر أن بعض المجتمعات من يعيش سكانها رغبة في القتال كالتي سادت نظم الحياة الاقطاعية في أوروبا سابقا وهو حال المجتمعات الحربية . وهناك من المجتمعات من يقتصر عيشها على مكافحة المتاعب في الحياة والصراع في معركتها . مثل هذه المجتمعات ليس لها غاية الا العمل للتغلب على مصاعب الحياة وهو حال المجتمعات الصناعية .
 
 
 
== النظرية الوظيفيــــــة ==
 
 
 
اولا : جذور النظرية
 
 
لما نتعرض للوظيفية بالدرس والتحليل والفهم علينا اولا ان نأخذ بعين الاعتبار ان للنظرية الوظيفية :
السطر 839 ⟵ 768:
بعد هذه التجربة المعرفية في تنميط مراحل التطور البشري الفكري توصل كونت إلى تجاوز الفلسفة النظرية المجردة التي اخفقت لانها عجزت عن تحليل واقع الانسان وشرع كونت في بناء شجرة المعرفة متوجا اياها بعلم الاجتماع الذي كان عليه ان يلعب دورا اساسيا في تحليل وافع الانسان . وهكذا ستكون المقاربة الوظيفية ترجمة لكل التصورات التي حصلت داخل المقاربة الوضعية .
 
ثانيا : المرجعية العلمية للمقاربة الوظيفية
 
ثانيا : المرجعية العلمية للمقاربة الوظيفية
 
حين نبحث عن المحددات العلمية المرجعية للوظيفية سيكون امامنا اثنتيين من المرجعيات هما :
 
§ الاولى : هي العلوم الطبيعية
 
§ الثانية : هي العلوم البيولوجية
 
ستأخذ الوظيفية هاتين المرجعيتين بعض العناصر الاساسية :
السطر 855 ⟵ 782:
فالطبيعة تقوم على عدد من القوانين التي تتحكم بظواهرها فاذا ما حدثت تطورات جيولوجية معينة فمن الطبيعي ان يصاحبها او يتولد عنها عددا من الظواهر الطبيعية . وثمة قوانين طبيعية تندثر بفعل عوامل طبيعية اخرى لذا نجد اوجست كونت يعرف الظواهر الاجتماعية تماما مثل تعريفه للظواهر الطبيعية ومثال ذلك تعريفه للدين كظاهرة اجتماعية تولد وتنمو وتكبر ثم تشيخ . أي تبدأ مرحلة التآكل والاندثار .
 
العنصر الثاني هو : الوظيفة الكامنة في التحليلات البيولوجية للمجتمع
 
اذ نلاحظ ان مفهوم الوظيفة هو مفهوم قديم في علم الاجتماع ، فقد بدأ التفكير فبه مع هربرت سبنسر ثم تواصل مع اوجست كونت وتطور مع اميل دوركايم و مارسيل موس وايضا مع سان سيمون . كل هؤلاء هم ممثلي المدرسة الوظيفية الفرنسية.
السطر 870 ⟵ 797:
 
والنتيجة القابلة للاستخلاص تبين أنه ثمة تكامل بين الوظيفة و الكلية.
 
 
=== ثالثا : المجتمع من منظور وظيفي ===
السطر 880 ⟵ 805:
 
هكذا كان لابد من العودة إلى دوركايم لإخراج المفهوم من إطار الحتمية إلى إطار النسبية ، فالحتمية والاطلاقية ليست ولا يمكن أن تكون من سمات الوضعية التي تنظر إلى الظواهر نظرة نسبية . لهذا يشار إلى المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع بجهود دوركيم التي نحت بالوضعية التقليدية نحو ما عرف بـ الوظعية الصحيحة.
 
 
=== رابعاً : مفهوم الوظيفة لدى دوركايم ===
السطر 903 ⟵ 826:
فالمؤسسات مثلا تملك نفس الاهداف والوظائف التي تمثل اعضاء الانسان وهو ما يرفضه دوركايم كون سبنسر يختزل النشاط الانساني في الوظيفة التي تقوم بها كل ظاهرة اجتماعية والتي يتم ارجاعها إلى حاجيات الجسم الانساني .
 
أية استنتاجات ؟
 
ان الاستنتاجات الرئيسية التي يمكن الخروج بها :
السطر 925 ⟵ 848:
للوظيفية قضايا كبرى تشكل منطلقات لها في أي تحليل سوسيولوجي .اذ يمكن الحديث عن بعض المفاهيم التي ينبغي التعرف عليها بالنسبة للوظيفية كرؤية سوسيولوجية . فما هي ابرز هذه القضايا او المفاهيم ؟
 
اولا : تصورها للمجتمع
 
والسؤال هو: كيف تنظر الوظيفية إلى المجتمع ؟ وكيف تتصوره ؟
السطر 939 ⟵ 862:
* شروحـات:
 
ان عبارة التصور الاجتماعي ذو الطبيعة المتعالية هي عبارة ذات جذور دوركايمية توازي مقولة دوركايم الممثلة بـ ( الضمير الجمعي ) ؛ فللمجتمع ضمير يسمو ويتعالى على ضمائر الافراد مجتمعين او منفردين .
 
وحسب الوظيفية فالمجتمع مجموعة لا متناهية من البنى وكل منها يقوم بوظيفة فاذا تساءلنا مثلا : لماذا بنية المجتمع الاسرية صغيرة ؟ نجيب بأن المجتمع يحتاج إلى مثل هذا النوع من الاسر كونها تلبي حاجات ووظائف اجتماعية . ان الضبط الاجتماعي هو أية وسيلة يستعملها المجتمع للتحكم بسلوك الافراد سواء عن طريق اللغة ، الاعراف ، التقاليد …الخ فهذه العملية تمثل رقيب اجتماعي . فالافراد الذين يتكلمون لغة معينة او يختصون بعادات وتقاليد واعراف وتصورات معينة يصبحوا تلقائيا مقبولين في المجتمع ومعبرين عنه وعن احتياجاته ووظائفه وضميره الجمعي .
السطر 958 ⟵ 881:
 
الإجابة : نجدها لدى الكثيرين من الوظيفيين . والمسألة تتصل بالنسق الثقافي الذي يشتمل على القيم والافكار والمعايير والاساطير كما يسميها بيير برديو او بالرموز . لذا يؤكد بارسونز على أهمية التوازن الثقافي لتحقيق التوازن الاجتماعي والا فان اختلال النسق الثقافي سيؤدي إلى فقد المجتمع لتوازنه وذلك يعني انهيار المجتمع .
 
 
== البنيويـــة الوظيفيــــة ==
السطر 966 ⟵ 887:
نالت هذه النظرية النصيب الاوفر من الكتابات التي تصدت لموضوع النظرية الاجتماعية . وحتى اواخر الستينات من القرن العشرين ظلت هي النظرية المهيمنة على ساحات علم الاجتماع بل انها أكثر النظريات انتشارا وهيمنة.
 
ومع انها شهدت تراجعا ملحوظا عن مكانتها منذ السبعينات من القرن العشرين بسبب ظهور نظريات اخرى كعلم الاجتماع الديناميكي وعلم اجتماع التنظيمات والفردوية المنهجية والبنيوية التكوينية إلا ان هذا التراجع لا يبرر عدم التوقف عندها ومحاولة فهمها لاسيما إزاء المدة الطويلة التي هيمنت فيها على الساحة الاجتماعية .
 
أيضا وقبل الدخول في ماهية النظرية ينبغي الاعتراف بان البنيوية الوظيفية هي نظرية كبيرة وليست نظرية صغيرة ، فهي تنطلق من المجتمع ولا تعطي أهمية للفرد ، ولكونها نظرية مجتمعية فهي غير مستوحاة من الفرد .
السطر 983 ⟵ 904:
 
هذا يعني ان البنى لم توجد بطريقة عشوائية لان لها وظائف سوف تقوم بتحقيقها . وبهذا المعنى فان للبنى الاجتماعية حتمية لامفر منها وهي وجود وظائف لها . هكذا فلكل بنية اجتماعية وظيفة تؤديها ، وبما ان كل شئ محكم فسوف تسير الامور على ما يرام في المجتمع دون انتظار طويل للصراعات والثورات ، فالمجتمع عبارة عن سيمفونية من الوظائف تتسم بالتناسق والتوازن .
 
 
== ثالثا : أشكال البنيوية الوظيفية ==
السطر 998 ⟵ 917:
الاسرة النووية التي تتكون عادة من أبوين وبضعة أولاد ظهرت لتلبي بعض الحاجات الفردية كالتمتع بالحرية والعيش بالاستقلالية والعمل والتربية الخاصة في مقابل ذلك لم تعد الاسرة الممتدة المكونة من الابوين والابناء والازواج والزوجات وابناءهم ؛ لم تعد قادرة على تلبية الحاجات الفردية .
 
2. الوظيفية العلاقاتية
 
في هذا الشكل يقع التركيز على آليات العلاقات الاجتماعية التي تساعد في التغلب على التوترات التي قد تمر بها العلاقات الاجتماعية . هذا النوع نجده موضوع اهتمام لدى الانثربولوجين امثال راد كلييف براون و مالينوفسكي . فالوظيفية العلاقاتية تعمل ، مثلا ، عبر شعيرة طقسية من الشعائر ، على التخفيف من التوترات في اطار العلاج النفسي .
 
3. الوظيفية الاجتماعية
 
هنا يقع التركيز على البنى والمؤسسات الاجتماعية الكبرى وعلى علاقاتها ببعضها البعض وتاثيراتها الموجهة لسلوكات الافراد والمجتمعات كالوظيفية التي تقوم بها مؤسسات كالجامعة او المستشفى او الاذاعة او التلفزيون او الاسرة او المسجد او المدرسة... فالمسألة تتعلق بالمجتمع لا بالافراد .
 
رابعا : الاصول الانثروبولوجية والبايولوجية للنظرية
 
رابعا : الاصول الانثروبولوجية والبايولوجية للنظرية
 
ظهر مصطلح الوظيفية في الثلاثينات من القرن العشرين عند علماء الانثربولوجيا على الخصوص أمثال راد كليف براون و برونسلوي مالينوفسكي . وفي الاربعينات درَّس هذان العالمان في جامعة شيكاغو مما أدى إلى انتشار مصطلح الانثربولوجيا الوظيفية في الولايات المتحدة الأمريكية . وفيما بعد مثلت اعمال كل من تالكوت بارسونز و روبرت ميرتون البنيوية الوظيفية في أعمق ما كتب حول النظرية التي تنظر إلى المجتمع باعتباره نظاما نسقيا يتمتع بالكثير من الانسجام بين مكوناته البنيوية . أما النظرية البايولوجية فتعد أحد مرجعيات الوظيفية ، ومنها يمكن القول انه إذا كانت العناصر المكونة للجسم الانساني تكون وحدة بيولوجية متكاملة ، أي سيفونية متكاملة تتسم بالانسجام ، إلا أن الوظيفيين وكما هو الحال في النظرية الاجتماعية البيولوجية في ملاحظاتها لفروق بين الجسم البشري والمجتمع لا يتجاهلون أيضا عنصر الصراعات في المجتمعات لكنهم ينظرون اليها بوصفها توترات بريئة . أي انها عبارة عن تمهيدات إلى اقامة نظام اجتماعي أفضل . فهي في منظورهم ايجابية وليست هدامة للمجتمع .
 
خامسا : الاصول السوسيولوجية للنظرية
 
خامسا : الاصول السوسيولوجية للنظرية
 
ان البنيوية الوظيفية كنظرية سوسيولوجية تعتبر المجتمع مجموعة من التنظيمات المتراتبة التي يساهم كل منها في الاستقرار الاجتماعي للمجتمع هذا يعني أن الوظيفية تركز أكثر ما يكون التركيز على التوازن الاجتماعي للمجتمع وليس على التغير الاجتماعي . فالعناصر المكونة للمجتمع تُدْرَس من حيث الوظيفة الخاصة والمحددة التي تقدمها للحفاظ على ترابط النسق الاجتماعي لهذا المجتمع او ذاك . اما النسق الاجتماعي فهو عبارة عن مجموعة من العناصر المترابطة بعضها ببعض ، وأي خلل في أحدها لابد وان يؤثر في باقي العناصر . وبدورهم يقول الوظيفيون ان النسق الاجتماعي يمكن ان يحافظ على الاستقرار طاما ان كل عنصر يقوم بوظيفة .
السطر 1٬020 ⟵ 935:
أخيرا يمكن القول ان كونت و دوركايم و سبنسر كانوا أهم ثلاثة رواداجتماعيين اثروا تاثيرا كبيرا على النظرية البنيوية الوظيفية .
 
1. اوجست كونت
 
نظر كونت إلى المجتمع باعتباره وحدة تتمتع بالكثير من الاستقرار ، وعلى الرغم من انه عارض الثورات والانقلابات والانتفاضات الا انه لم يبد قلقا على مصير المجتمع بما ان الاستقرار يغلب عليه . بل ان كونت كان مؤمنا بان المجتمع يتصف بالتوازن وليس بالصراعات . لذا رأى في الانساق الاجتماعية وكأنها أنساق عضوية او بيولوجية .
 
2. الوظيفية عند سبنسر
 
رأى سبنسر أن المجتمع في انساق يتشابه مع كثير من الانساق البيولوجية بل انه أكثر الرواد الذين شبهوا المجتمع بالانساق البيولوجية ، فالكائنات العضوية والانساق الاجتماعية في المجتمع هي كائنات متشابهه من حيث قدرتها على النمو والتطور . ان ازدياد حجم الانساق الاجتماعية كازدياد الكثافة السكانية – مثلا - سيؤدي إلى ازدياد انقسام المجتمع إلى انساق أكثر تعقيدا وتمايزا وهذا هو حال الاعضاء البيولوجية او الكائن الحي . وقد لاحظ سبنسر ان التمايز التدريجي للبنى في كل الانساق الاجتماعية والبيولوجية يقترن بتمايز تدريجي في الوظيفة . ولعل أهم ما جاء به سبنسر هو استعماله لمصطلحي " البنية والوظيفة "هاتين الكلمتين بلورهما سبنسر أكثر من كونت .
السطر 1٬030 ⟵ 945:
أخيرا فان قانون التطور الاجتماعي الذي جاء به سبنسر قد اثر في نظريات التطور عند علماء الاجتماع الوظيفيين الذين جاؤوا بعده وفي طليعتهم تالكوت بارسونز و دوركايم .
 
3. الوظيفية عند اميل دوركايم
 
لاميل دوركايم دور موثر في تأسيس النظرية الوظيفية . ومبدئيا فان تاثيرات كونت و سبنسر في الوظيفية تجد امتدادتها عند دوركايم في الكثير من ابحاثه سواء المتعلق منها بـ" تقسيم العمل الاجتماعي " او " الاشكال الاولية للحياة الدينية ". اما فعليا فثمة معالجة لمفهوم الوظيفة وعلاقتها بالبنى الاجتماعية كالدين والعمل والثقافة والفرق بين السبب الاجتماعي والوظيفة الاجتماعية ...الخ
 
 
=== بعض اسهامات دوركايم في تأسيس البنيوية الوظيفية ===
السطر 1٬059 ⟵ 972:
رفض دوركايم رفضا قاطعا فكرة اسطورية الدين ، واكد في المقابل على انه ظاهرة عالمية وبالتالي لابد وان تكون له وظيفة في المجتمعات البشرية . فمن بين وظائف الدين عند دوركايم وابن خلدون العمل على توحيد الناس وخلق روح التضامن الاجتماعي بينهم عن طريق القيم الثقافية والاعتقادات الدينية التي يدعو اليها هذا الدين او ذاك .
 
مثال : وظيفة الشعائر الدينية
 
يقدم دوركايم في كتابه " الاشكال الاولية للحياة الدينية " نموذجا للمعنى الاجتماعي للشعائر الدينية او الحفلات المراسمية . ففي نظره تحقق الشعلئر الدينية التماسك الاجتماعي من خلال أدائها لاربع وظائف :
السطر 1٬073 ⟵ 986:
عبر هذه الحالات الاربع فإن الشعائر الدينية تساهم بتلبية الحاجات الدينية للفرد ، ومن ثم يتضح من التفكير السوسيولوجي الدوركايمي ان كل وحدة اجتماعية في المجتمع لها علاقة بالمجتمع الكبير وفي كل الوحدات الموجودة فيه ويعتقد دوركايم ان الانسجام في المجتمع يصبح واقعا مجسما عندما تسود هذه الحالة الطبيعية . أي عند قيام هذه الوحدات الاربع بوظائفها في المجتمع ككل .
 
خــامسـا : مفهوم الوظيفة عند دوركايم
 
يعرفها كما يلي :
 
" تتمثل وظيفة العناصر الاجتماعية في مساهمتها في الحفاظ على مجرى الحياة في المجتمع " .
السطر 1٬087 ⟵ 1٬000:
 
" تقسيم العمل الاجتماعي "
 
 
يعتبر الكتاب أهم النصوص المنهجية في علم الاجتماع والتي حللت التصورات الطارئة خلال القرنيين 18 و19 م ، لذا خصص دوركايم الكتاب ليوضح رايه في امكانيات تطبيق المقاربة الوظيفية انطلاقا من مبدأ دوركيمي يعتبر الوظيفية مبدأ نسبيا منهجيا .
السطر 1٬102 ⟵ 1٬013:
1.المجتمع لايمكن ان يستمر الا اذا وجدت درجة كافية من التجانس والتربية ترسخ وتدعم هذا التجانس .
 
2. اما وظيفة المجتمع فهي تحقيق التجانس ، وادوات التجانس هي التربية .
 
وفي نفس الكتاب نجد نفس الفكرة تقريبا : " ان المجتمع هو قبل كل شئ ضمير ، وهو ضمير المجموعة الذي يجب ايصاله إلى الطفل " .
السطر 1٬111 ⟵ 1٬022:
 
ان ظهور المدرسة الوظيفية عند بعض رواد علماء الاجتماع الغربيين ما لبث ان انتقل إلى العالم الجديد وباتحديد إلى المجتمع الأمريكي حيث عرفت الوظيفية أوج نموها بين العديد من علماء الاجتماع الأمريكي فيما بين الخمسينات 1956م والسبعينات 1975م من القرن العشرين ، اذ اصبحت المدرسة السوسيولوجية تتمتع بسلطة لا تضاهى في هذه الفترة بالذات . أي انها كانت سيدة الموقف كنظرية سوسيولوجية معاصرة والاكثر انتشارا.
 
 
=== أولا : الوظيفية عند تالكوت بارسونز ===
السطر 1٬133 ⟵ 1٬042:
 
2. تعمل الاسرة النووية بنظر بارسونز على تمكين شخصية الكهول من الاستقرار . فالعمل والعلاقات الخارجية عن الاسرة في المجتمع يمكن ان تكون صعبة ومصدرا للضغوطات على الافراد والكهول ومن ثم يعتقد بارسونز ان وظيفة الاسرة الحديثة تتمثل في التقليل من درجة التوتر الناتج عن المحيط الخارجي للاسرة وهكذا تحافظ الاسرة النووية على توازن واستقرار شخصية الكهول وهو ما لم تعد توفره الاسرة الممتدة في المجتمع الصناعي .
 
 
ثانيا : الوظيفية عند روبرت ميرتون [ = الوظيفية الامبريقية المتوسطة ] و " الوظيفيون الجدد "
السطر 1٬144 ⟵ 1٬051:
ينتقد ميرتون ثلاث مسلمات يتصف بها التحليل الوظيفي :
 
1. الوحدة الوظيفية للمجتمع
 
ترى هذه المسلمة ان كل العقائد والممارسات الثقافية والاجتماعية تؤدي وظيفة واحدة لكل من الافراد والمجتمع . كما تعتقد ان اجزاء النسق الاجتماعي تتمتع بدرجة عالية من التكامل . وفي هذه النقطة بالذات يشير ميرتون إلى صحتها ولكن بالنسبة للمجتمعات البدائية الصغيرة وليس بالنسبة للمجتمعات الكبيرة المعقدة . لذا ينبغي عدم تعميم هذه المسلمات .
 
2. الوظيفية الشاملة
 
تعني هذه المسلمة ان كل الاشكال والبنى الثقافية والاجتماعية في المجتمع تقوم بوظائف ايجابية ويرى ميرتون ان هذا قد يكون مخالفا لواقع الحياة اذ ليس بالضرورة ان تكون كل بنية او تقليد اوعقيدة تتصف بوظائف ايجابية . ومن واقع المجتمعات العربية فإن فكرة الوحدة العربية على سبيل المثال ربما لا تصمد في بعض الأحايين امام الفكرة الوطنية التي تسعى إلى ابراز الهوية القطرية على حساب الهوية القومية كما ان الفكرة قد تثير تحفظات بين العرب لا سيما لمن يحاولون احياء التراث القديم كالفرعونية والامازيغية وكذلك الامر ينطبق على فكرة الوحدة الاسلامية حيث يبدو الدين يلعب دورا وظيفيا متفاوتا بين الشعوب العربية والاسلامية .
 
3. ضرورة وجود الاجزاء
 
ترى هذه المسلمة ان الاجزاء المكونة للمجتمع لا تقوم بوظائف ايجابية فحسب بل هي تمثل عناصر ضرورية لعمل المجتمع ككل . وهذا يعني ان البنى الاجتماعية والوظائف ضرورية بالنسبة لمسيرة المجتمع الطبيعية أي انه ليس هناك بنى ووظائف اخرى قادرة على القيام بمسيرة المجتمع كالوظائف القائمة الان . وحسب ميرتون المتأثر بأستاذه بارسونز لابد من الاعتراف بوجود عدة بنى ووظائف داخل نفس المجتمع .
السطر 1٬158 ⟵ 1٬065:
== مشروعية النقد ==
 
يتلخص بطموح :[ نحو نظرية امبريقية متوسطة أكثر شمولية واقدر على تفسير الاحداث من الوظيفية التقليدية التي يعتبرها ميرتون جزئية وسطحية وغير قادرة على التفسير]
 
يرى ميرتون ان المسلمات الثلاثة السابقة لاتستند إلى معطيات امبريقية بقدر ما هي مجرد افكار وانساق نظرية بحتة في حين ان واجب عالم الاجتماع فحص مدى مصداقية كل منها امبريقيا . لماذا ؟ لان الاختبار الامبريقي وليس المقالات النظرية هو الذي يمكن التحليل الوظيفي من التوصل إلى ارساء منظور او باراديقم او شكل تحليل يكون بمثابة مرجع لتكامل النظرية مع البحث الامبريقي .
 
لذا يرى ميرتون ان التحليل الوظيفي ينبغي ان يدرس ظواهر محدودة مثل الادوار الاجتماعية ، الانماط المؤسسية ، العمليات الاجتماعية ،ا لانماط الثقافية ، البنية الاجتماعية وادوات الضبط الاجتماعي . ومن الواضح ان ميرتون أولى اهمية للدراسات الامبريقية في النظرية الوظيفية بدلا من التركيز على الدراسات الامبريقية لظواهر محدودة كجنوح الاحداث أو مدى علاقة ادوات الضبط الاجتماعي في الانحراف وما اذا كانت الانحرافات ناجمة عن خلل في التنشئة الاجتماعية او المنظومة القيمية والمعيارية كما ان ميرتون فرق بين " الدور" الذي يعالج فكرة الصراعات في المجتمع ويزداد تنوعا وتخصصا في المجتمعات المعقدة وبين " الوظيفية " ، فالفرد مثلا يمكن ان يؤدي ادوارا معقدة ومتخصصة ولكنه يعجز عن القيام بكل الوظائف . لهذا تبرز فكرة التخصص في الادوار عوضا عن القيام بشتى الوظائف .
السطر 1٬176 ⟵ 1٬083:
قسم ميرتون الوظائف في المجتمع إلى نوعين :
 
1. الوظائف الظاهرة
 
وهي التي ترمي إلى تحقيقه التنظيمات الاجتماعية . مثلا بأن تكون الجامعات مخصصة للدراسة والبحث العلمي والخدمة الاجتماعية .
 
2. الوظائف غير الظاهرة
 
وهي التي لاتأحذ التنظيمات الاجتماعية بالحسبان تحقيقها او العمل لاجلها ، كأن تمارس الجامعة وظائف سياسية او اقتصادية او تمثل فضاءات اجتماعية للتسلية والترفية واضاعة الوقت او تحقيق مكانات اجتماعية ...الخ
 
'''الخـــــــــلاصة'''
 
لاشك ان توضيحات ميرتون تمثل اضافات هامة بالنسبة لعلماء الاجتماع الذين يصرون على استعمال التحليلات الوظيفية في دراساتهم للوظائف الاجتماعية ، فتعديلات ميرتون للصيغ القديمة للنظرية الوظيفية تعد تعديلات ضخمة بحيث يمكن تسمية علماء الاجتماع الذين تبنوا تفكيره بـ" الوظيفيين الجدد "
 
 
السطر 1٬194 ⟵ 1٬099:
 
== النظرية الاجتماعية المعاصرة ==
 
نظرية الصراع الاجتماعي
" رالف داهرندوف " R. Dahrendof
 
 
 
مفهوم الصراع الاجتماعي :
السطر 1٬213 ⟵ 1٬113:
2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة .
 
بعض تعريفات الصراع الاجتماعي
 
يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية ، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات :
 
أولا : رالف داهرندوف
 
يقدم عالم الاجتماع الألماني هذا الصراع على انه "حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث " .
السطر 1٬231 ⟵ 1٬131:
وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف إلى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم .
 
مشروعية الصراع الاجتماعي
 
§ الجذور :
السطر 1٬241 ⟵ 1٬141:
من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية . بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت أوروبا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها . وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية .
 
§ في علم الاجتماع
 
بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة إلى المعالم التالية :
السطر 1٬261 ⟵ 1٬161:
{{مراجعة}}
 
[[Categoryتصنيف:علم الاجتماع]]