الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علم الاجتماع/النظرية الاجتماعية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 52:
نضجَ فكره خلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفي فرنسا خاصة، وثورة على النظام المعرفي التقليدي وعلى النظام السياسي الملكي. تأثر بالفكر الموسوعي، حيث اتخذَ عنده طابعاً تطبيقياً عملياً وليس نظرياً مثلما كان سائداً في المرحلة التجريدية. وطوَّر “سيمون” آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني، وصارَ موضوع الدين أول اهتماماته، الذي عدَّه أداة مدنية لحكم المستنيرين لغير المستنيرين، ويلعب دوراً في التربية التي تُعدُّ العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديمقراطية وتحقيق القيم الأساسية. ومفهوما “السياسة” و”الديمقراطية” يساويان لديه الحرية التي تعني نبذ التميز العرقي والثقافي والسياسي. وعندما يلتقي المفهومان يحدث تغييراً في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولاً وضعياً وتصوراً موضوعياً فإن أمة جديدة ستنبثق، أمة متحررة من التميز الديني والانغلاق ومن تبعات الإقطاعية، ويسميها “سيمون” بـ”الأمة العاملة”.
أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج، فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن “أمة عاملة” بالمعنى الـ”سيموني”، لأن السياسة كانت حكراً على طبقة معينة والمجتمع لم يكن حراً ولم يتمتع بأية عدالة. هكذا فالانتقال من المرحلة الإقطاعية اللاهوتية إلى المرحلة الصناعية العلمية هو انتقال من ساحة العلم النظري إلى ساحة العلم التطبيقي العملي، أما فالوضعية فتأبى الاعتراف بفواصل مابين النظري والعملي، إذ ثمة ترابط بين المعرفة والواقع الإنساني.
 
---
 
يوجد وجهان لكل عمله. فاو يعلم البعض عن طفولة سان سيمون وكيف كان في مدرسة دينية متشددة لحد التعصب والتطرف الذي كان بادءا لشبابه, ويقود بعض آرائه. حيث كان سيمون على اتم الجهل حتى عام 1820 ان آراءه أو اهتماماته كان لها اهتمام خارج عالمه وقوقعته.
ويخفى على الجميع بعض اخاء سيمون في افكاره وسبب انقياده لها. وحسب مايعرف البعض عنه انه لم يحاول الوصول خارج اهتمامه في نفسه ومأزقه. حتى ان بعض افكاره تبقي الكل ينظر إليه, حاول النسيان, الإستغباء الإستمطار. لكن مشيئة الله سائده.
 
---
 
ربطََ “سيمون” بين مفهوم المواطنة، الذي جلبه معه من أمريكا حيث كان يقاتل الجيش الإنجليزي، وبين العدالة الاجتماعية، بل أنه ينحاز إلى مفهوم المواطنة معلناً في كتابه “المسيحية الجديدة” تخليه عن لقبه “الكونت”، حيث اعتبره وضيعاً أمام مفهوم المواطنة. تبع هذا الإعلان تأييده للثورة الفرنسية، ثم نالَ لقب “المواطن الصالح” مرتين متتاليتين، مما يعني أنه بات رمزا للتحرر والمساواة والتجديد. ليست هذه النقلة في حياته نقلة سياسية فحسب، بل نقلة اجتماعية وفكرية ومعرفية، ونتيجة عمله الدؤوب من أجل تغيير مضمون الدين من الداخل وإكسابه مضموناً جديداً يقوم على مبدأ الحرية والمساواة.
 
 
--
مجرد نظريات. في رأيي ان سيمون يجهل ما يدور حوله وينتظر ويستبز بكل قوته حتى يوقفه فاعل خير.
--
 
قدَّمَ “سيمون” الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحليلها تحليلاً علمياً كبقية الظواهر الأخرى، وبهذا تخلَّصَ من كل الثوابت المقدّسة التي بإمكانها أن تعيق تطور المجتمع نحو الحرية والمؤسسات المدنية. والوضعية الجديدة كما مارسها “سيمون” لا تهدف فقط إلى تغيير شروط إنتاج المعرفة فحسب، بل إلى تغيير النظام السياسي والمؤسساتي والاقتصادي، أي أن الوضعية تمثل نقلة جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم، وإذا لم تحدث هذه النقلة فمن المستحيل أن نتحدث عن “أمة عاملة”. إذن ثمة تغييرات تجعل من المجتمع عنصراً إيجابياً، الذي يكمن في تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية.
ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة، وهو ذو بعد شخصي وعلمي لدى “سيمون”، الذي يكمن في وجوب ردم الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة، لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين، ولعلَّ أوضح مثال هو ما طبقه على نفسه عندما أعلنَ تخليه عن لقب “الكونت” وإعلائه شأن المواطنة (لم يعد بيننا أسياد…). تسعى هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية إلى هدم العناصر السياسية والمؤسساتية المكونة للنظام السياسي والاجتماعي القديم، والتي من بينها التمايزات الطبقية والاجتماعية في شكلها التقليدي.

-
يحق لسيمون الصراخ والبكاء وفعل مايحلو له في حرمة منزله. وحقه على ضيفه عدم فتح خزانته واطالة النظر فيها. فإن الصحابي عمر لما سمع الغناء في دار احدهم. ساله عنها. فرد عليه الآخر وقال -بمامعناه- هل تجسست علي في منزلي؟ رد عليه عمر وقال صدقت. فتركه ومشى.
من سمو وحلي أخلاق عالم الدين و قائد امته ان يبذل جاهدا في مد يد الخير. وينسى الإنتقاد وتجاهل المساعدة والجلوس خلف التلفاز لمشاهدة الأخبار للإنتقاد غير البناء.
-

أرسى “سيمون” دعائم تعامل معرفي جديد مع الظاهرة الدينية بمختلف تنظيماتها ومؤسساتها، تعامل يقوم على اعتبار الظاهرة الدينية ظاهرة اجتماعية إنسانية من خلال إخراجها من دائرتها المقدّسة والنظر إليها باعتبارها ظاهرة إنسانية. ولكن لماذا يجهد “سيمون” لاستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية ويشدِّد على تشجيع التعامل الجماعي بين أفراد المجتمع؟ ولماذا تنقلَ بين الكنائس مبشرا بالمسيحية الجديدة؟. إن مجتمع “سيمون” هو مجتمع صناعي علمي، ومثل هذا المجتمع يبحث عن دماء جديدة لضخها في عروقه، كما أنه يحتاج إلى وحدة معرفية ومعيارية، وبالتالي لابد من القضاء على مخلفات النظام القديم بكل منظوماته وتشكيلاته ومعتقداته وتصوراته وبناه وأنماط تفكيره إذا ما أردنا تحقيق العدالة والتقدم، إذن ما العمل، وما العلاقة بين الدين والمجتمع الجديد؟. يحرص “سيمون” على تجاوز الدين اعتقاداً منه أنه العقبة التي تشجع الفراغ، ولأنه ثمة تناقض بين الفراغ والعمل الجماعي المنتج، لذا ينبغي أن نغير مضمون الدين وذلك بأن نكسبه مضموناً جديداً يتمثل في نظام بشري جديد. ولأن الإنتاج الجماعي أو الخلق الجماعي يقوم على الإنتاج البشري، لذا ينبغي فك التناقضات التي يعاني منها مجتمع ما بعد الثورة، أي المجتمع الصناعي، إذ لاحظَ أن المجتمع ما زال في حالة صراع قائم على معرفة لاهوتية ومعرفة علمية، سلطة إقطاعية وسلطة صناعية. إذن ثمة تحالف بين المعرفة اللاهوتية والسلطة الإقطاعية ضد المعرفة العلمية والسلطة الصناعية، ولفك هذا التناقض أو التحالف ينبغي استبعاد الدين للسماح بمرور العمل الجماعي المنتج وقتل الفراغ.
 
-
ولأن الإنتاج الجماعي أو الخلق الجماعي يقوم على الإنتاج البشري، لذا ينبغي فك التناقضات التي يعاني منها مجتمع ما بعد الثورة، أي المجتمع الصناعي، إذ لاحظَ أن المجتمع ما زال في حالة صراع قائم على معرفة لاهوتية ومعرفة علمية، سلطة إقطاعية وسلطة صناعية. إذن ثمة تحالف بين المعرفة اللاهوتية والسلطة الإقطاعية ضد المعرفة العلمية والسلطة الصناعية، ولفك هذا التناقض أو التحالف ينبغي استبعاد الدين للسماح بمرور العمل الجماعي المنتج وقتل الفراغ.
 
-
حسب الكتاب الذي قرأت منه, سيمون كان شخصا طيبا لايرى عيبا في غيره الا في فترة كانت صعبه عليه. سيمون شخص كريم ولاينسى الكرم. فهو يعامل الناس كما يحب ان يعاملوه (انا صديقط حتى الموت. سيمون فقط يصاب بالدهشه العارمة عند تقلب مجتمعاته المفاجئة بلا مبرر.
-
 
 
اعتقدَ “سيمون” أن انتشار الأفكار الوضعية ستساعد وستشجع على انتشار الصناعة التي هي الشرط الأساسي والوحيد لقيام مجتمع مدني ومعرفة وضعية، فالصناعة بطبيعتها تخلق مجتمعاً مدنياً وتصورات وضعية التي تعني بالمعرفة العلمية. والصناعة هي مبدأ مركزي في كل النظريات المعرفية، فالفكر الاشتراكي الذي يُعدّ “سيمون” عميده بُني على مركزية مبدأ الصناعة، بمعنى أن الصناعة تشجع بطبيعتها على خلق القيم الوضعية المستقلة عن الفكر الديني والكنسي في نفس الوقت. كما نجد مركزية مبدأ الصناعة عند “إميل دوركايم” من خلال كتابيه “تقسيم العمل الاجتماعي” و”الانتحار” وكذلك عند “ماكس فيبر” في كتابه “الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية”.
إذن الصناعة في الفكر السياسي والاجتتحليلية تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديد تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي :