منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان/المادة والفضاء
تتكون المادة(Matter ) من أجسام والأجسام تتكون من جسيمات وكل جسيم له شحنته سواء أكانت شحنة سالبة أو موجبة كالأيونات أو متعادلة كالذرة. لكن الجسيمات التي تتكون منها الذرة لها أيضا شحناتها، ففيها الإلكترونات سالبة الشحنة والبروتونات موجبة الشحنة والنيترونات المتعادلة لهذا فهي أكثر ثقلا من الإلكترونات والبروتونات. وهذه الشحنات بالذرة تعطي للمادة شكلا. والفضاء(Space) خواء وهو نسبي ويطلق عليه الفراغ. فنراه يوجد في أي مادة أو ذرة بالكون وله أثره علي شكل وحجم المادة .حتي الذرة بها فراغ تدور فيه الإلكترونات حول الذرة. والفضاء فيه النجوم متباعدة حتي لايرتطم بعضها ببعض. لأن حجم الفضاء يعادل 10 مليون مرة حجم ما يحتويه من نجوم. لهذا نجد أن متوسط المسافات بين المجرات فيه يفوق عدة مرات حجمها. والمادة والفضاء صنوان متلازمان في هيئة الكون. والمادة به هي أداة قياس البعد والسرعة والزمن فيه. وإذا فرغناه من مادته فلن يبقي منه سوى الفراغ. وهذا الفراغ لاشيء ومن ثم لن يعطي مدلولات مادية محسوسة. لأن الكون عبارة عن مادة وفراغ وهما معا يحددان الزمكان الذي حدثنا عنه إينشتين. وهما متلازمان. فبدون الفراغ لن يكون ثمة بعد للمادة وسيتغير مفهومنا عن كتلة المادة وأبعاد الكون والزمن .لأن الفراغ يجعل للمادة معنى له قيمة. فبدون الفراغ ستصبح المادة متحيزة في مكان ثابت تقاس بالأطوال العادية والزمن الذي ستعيش فيه سيكون تقويما نمطيا يعد بالسنين العادية. وسيصبح الكون بلا سرعة لأنه سيكون متحيزا. ولن يكون سرعة الضوء مقياسا للزمان والمكان ولن يصبح للنظرية النسبية لاينشتين معنى. وفي إنعدام المادة الكونية نجد أن قوانين الفيزياء ستتوارى تلقائيا. لأن مفهوم الزمكان لإينشتين وجودي تتلازم فيه المادة والفضاء معا كوحدة واحدة. فهما معا يصنعان قوانين الفيزياء.. فوجود المادة بالفضاء جعلت للكون منظورا ومعنى ومظهرا. وإضاءة الأجرام فيه من نجوم جعلت له لغة. فمن خلال الضوء نراه ونقيس أبعاده ونقدر حجم أجرامه ونحس فيه بالسرعة. والفراغ الذي نتصوره كحيز خال تماما نجده يضم آلاف الأنواع من الجسيمات التي تتكون وتتحد وتتفاعل وتختفي في محيط لايعرف الهدوء أو السكون فيه. وهذه الصورة ترسمها لنا نظرية الكم التي أمكنها اكتشاف المواد الموصلة للكهرباء في المكان والزمان مما يجعلها تغير من شكل ذبذبات الفوتونات (جسيمات الإشعاع الكهرومغناطيسي ) مما يجعلها تولد قوى يمكن قياسها عن طريق الموصلات الكهربائية. فالفضاء يعتبر وعاء ضخما يضم مواد الكون ولايعتبر بهيئة أجرامه خواء. والفضاء باق حتي ولو إنتزعت منه هذه الأجرام أو كل المادة الكونية. لهذا نجد الكون عبارة عن مادة وفضاء كما في نظري أن حساب عمر الكون أو معدل إنتفاخه أو تمدده لايتحقق إلا من خلال تقدير متوسط سرعة تمدده في كل اتجاه لو عرفنا مركزه. لهذا كرة القدم لو حسب زمن تمددها بالإنتفاخ فلا بد أن يوضع في الحسبان مقاومة حدها الجلدي والضغط الجوي الواقع عليه. ولو قدرت كتلتها لابد من مراعاة الجاذبية الأرضية .ولو حسب حجمها لابد من مراعاة الضغط الجوي ودرجة حرارة الجو. لهذا عندما حسب العلماء كتلة مادة الكون وسرعة تمدده في الفضاء خارج منظومته لم يراعوا جهلهم بكينونة هذا الفضاء الخارجي اللاكوني. وهل له تأثير يقاوم التمدد الكوني بداخل حيزه ؟. لهذا لابد أن يعرف الفضاء اللاكوني. وهل له كتلة؟. أو هو عبارة عن جسيمات لا تخضع لقوانين الطبيعة؟ .فإذا كان العلماء حائرين في الكون المنظور فما بالهم باللاكون الغير منظور أو متصور أصلا ؟. لأن هذا يعتبرونه تفكيرا فيما وراء الطبيعة .أقول هذا التصور كمثل يمكن لأي شخص إتباعه في تصوره للكون والتفكير في آلائه .وهذه الفرضية أطرحها للتعود علي التفكير العلمي التحليلي التساؤلي المتسلسل .وهذا ماجعلني شخصيا أضع تصورا لنظرية الكون الأعظم من خلال التفكير المنطقي البحت.لأن القوانين الطبيعية ثابتة في كل مكان وزمان بالكون. وسم هذه النظرية ضربا من الخيال العلمي إلا أنها لن تكون خيالا علميا جامحا. ولاسيما وأن العلماء لن يستطيعوا الوقوف فوق حافة الكون الغائر القصي ليروا ما بعده أو حوله. فلو كانت بداية كوننا ذرة ثقيلة تعادل في كتلتها كتلته مجتمعة إلا أنها أدت إلي الانفجار الكبير الذي تشكل بعده هذا الكون الذي لا يعرف ما وراءه حتي الآن.لأن تفكير علمائنا قاصر. وما يضير أن تكون هذه الذرة هي إحدي الذرات التي تبعثرت في كون أكبر؟. ولاسيما وأن القرآن حدثنا عن سبع سماوات طباقا أي يوجد سبعة أكوان في الوجود قد نشأت بانفجارات كبري تشكلت بعدها هذه السبعة أكوان. لكن السؤال هل كانت توقيتات هذه الإنفجارات متزامنة وثابتة ؟. وهل معدلات شدة تفجيرها واحدة ؟. فإذا كان هذا. فمعناه أن عمر هذه الأكوان الزمني واحد وهيئاتها الفلكية واحدة وأحجامها موحدة. بعدما تشكلت لها مدارات تدور فيها حول كون أكبر يمكن أن نطلق عليه الكون الأعظم أو الكون الكبير أو الكون الأم. فيسيرها حسب بعدها عن شدة جاذبيته في مدارات كونية ثابتة. وقد تكون هذه الأكوان ضمن مجرة كونية عظمي من بين ملايين المجرات الكونية في الوجود أو قد تكون جسما فضائيا تتجه نحو كون أكبر ليجذبه في فلكه كما تجذب الأرض المذنبات من الفضاء .كل شيء وارد وكل فرضية مقبولة لو كانت منطقية. ولاشك أن الكون الأعظم يخضع لنظرية الكثافة الحرجة التي تعتبر ميزان هذا الكون وكل الأكوان الأخوات التي تدور في فلكه. فكثافاتها أقل من الكثافة الذاتية الحرجة لكل منها. فلو بلغت كثافة أي كون للكثافة الحرجة فهذا معناه التوقف التام عن التمدد الكوني. لأن الزمن سيتوقف في حالة( أوميجا)التي تعتبر نهاية الزمن ليعود الكون بعدها في الماضي حسب نظرية الإنسحاق الكبير Big crunch ويصبح كونا هشا ليتقلص ويعود لسيرته الأولي في الزمن القديم ليصل إلي الزمن صفر في حالة( ألفا)التي تعتبر بداية الزمن. عندما كان الكون ذرة متناهية ومدمجة. ويقال أن كثافة كوننا الآن ثلث معدل الكثافة الحرجة لهذا يتمدد في الفراغ الكوني. وإذا صحت هذه النظريات. فهذا معناه أن ثوابت الكون تنطبق عليها. ومن بينها أن الكون الأعظم متناسق في هيئته الكبري وأنه يضم بلايين البلايين من المجرات الكونية والسدم بينها والمادة المظلمة التي تعتبر مقبرة لهذه الأكوان.وإذا كان العلماء في شك من هذا فليس لديهم من شواهد أو دلائل منطقية ليتحققوا من هذه الفرضيات. لأنهم لم يروا حتي حافة الكون السحيق الذي نعيش به .فهم عاجزون حتي الآن عن الوصول إلي مهد ميلاد كوننا, وقد بلغت نظرتنا الضبابية فيه علي بعد بليون سنة ضوئية من مهده. لهذا لا يمكنهم البت بقول حول ما وراء الكون وما بعده. لأن حافة الكون تبعد عنا ببلايين السنين الضوئية. فما بال ما يحتمل أن يكون عليه بعد كوننا من الكون الأعظم ؟.. فلاشك سيكون بعده بلايين البلايين من بلايين السنين الضوئية مما يتعذر على علماء الفلك رؤيته أو رصده ولو شاهدوه تصورا من فوق سطح كوننا بأدق وأكبر التلسكوبات فلن يروه لأنه سيبدو كذرة لاترى