قصص خيالية لمؤلفته شذى الروسان/القصة الثالثة

« قصص خيالية لمؤلفته شذى الروسان
القصة الثالثة
»
القصة الثانية القصة الرابعة

النَّجْمَةُ الْحَزِينَةُ كَانَ يَا مَا كَانَ فِي قَدِيمُ الزَّمَانِ كَانَتْ مَيَلَاَنِيُّ تَجْلِسُ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى ارجوحة فِي حَديقَةِ مَنْزِلِهَا تَتَأَمَّلُ السَّمَاءُ وَتَتَكَلَّمُ مَعَ النُّجُومِ, وَكَالْْعَادَةِ بِتَوْقِيتِ اثْنَىْ عشرليلاً 12 تُذْهِبُ إلى مَكَانَهَا الْمُفَضَّلَ وَتَتَأَمَّلُ السَّمَاءُ وَتَتَكَلَّمُ مَعَ النُّجُومِ. ذَاتُ يَوْمِ اتى اباها إلى غُرْفَتَهَا لِيُطَمْئِنُ عَلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْهَا, بَحْثٌ عَنْهَا فِي الْمَنْزِلِ واذ هِي جَالِسَةٌ فِي الْحَديقَةِ, ذَهَبَ الِيِّهَا وَتَحَدُّثِ مَعَهَا وَهَذَا مَا حَدَثٍ فِي حِوَارِ بَيْنَ مَيَلَاَنِيٍّ وَوَالِدِهَا الأب: مَيَلَاَنِيٌّ مَيَلَاَنِيٌّ: نَعَمِ ابي الأب: كَيْفَ حَالِكُ يَا اِبْنَتِي؟ مَيَلَاَنِيٌّ: بِخَيْرِ يَا ابي الأب: مَا بِكَ ؟ اراكي تُجْلِسِينَ بِغَيْرِ فِرَاشِ النَّوْمِ مَيَلَاَنِيٌّ: لَمِ اُرْغُبْ بِالنَّوْمِ يَا ابي الأب: سَمِعَتْكَ تَتَكَلَّمِينَ مَعَ النُّجُومِ مَيَلَاَنِيٌّ: اُجْلُ يَا ابي الأب: وَهَلِ النُّجُومُ تَتَكَلَّمُ يَا اِبْنَتِي مَيَلَاَنِيٌّ: اُجْلُ يَا ابي, انا اتحدث الِيَّهَا كُلَّ يَوْمٍ الأب: وَمَاذَا تَتَكَمَّلِي مَعَ النُّجُومِ مَيَلَاَنِيٌّ: اتمنى انَّ اِزْوَرَّ السَّمَاءُ يَا ابي الأب: بإمكانك انَّ تَزُورِيهَا يَا مَيَلَاَنِي مَيَلَاَنِيٌّ: وَكَيْفَ يَا ابي الأب: اُغْمُضِي عَيْنَكَ وَتَخَيَّلِي هَيَّا يَا اِبْنَتِي, ابدأي بِتَجْهِيزِ حَقِيبَتِكَ, سَافِرِي إلى السَّمَاءَ, تَجُولِي بَيْنَ النُّجُومِ, تَكَلَّمِي مَعَهَا اخبريها بِمَا تُرِيدِينَ ذَهَّبَتْ مَيَلَاَنِيُّ إلى السَّمَاءَ فِي عَالَمِهَا وَ تَجَوَّلَتْ فِيهَا واخبرت وَالِدَهَا بِذَلِكَ عَنْدَمًا عَادَتْ مَيَلَاَنِيٌّ: رَأَيْتُ الْكَثِيرَ مِنَ النُّجُومِ الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ وَالْمُتَوَسِّطَةِ, جَمِيلَةَ جِدًّا, مُضِيئَةَ كَثِيرَا جَمِيعِ اللَّوَانِ وَلَكِنَّ يَا ابي وَجَدَتْ نَجْمَةُ صَغِيرَةُ فِي غَايَةِ الْجَمَالِ حَزِينَةَ الأب: وَمَا بِهَا النجمه الصَّغِيرَةَ, لِمَاذَا حَزِينَةَ؟ مَيَلَاَنِيٌّ: ضَاعَتْ بَيْنَ النُّجُومِ الْكَبِيرَةِ بِالسَّمَاءِ وَ فَقَدَتْ وَالِدَتُهَا الأب: وَمَاذَا فَعَلَتِ اُنْتِي؟ مَيَلَاَنِيٌّ: بَحَثَتْ فِي السَّمَاءِ يَا ابي وَوَجَدَتِ أمها نَجْمَةَ كَبِيرَةَ فِي غَايَةِ الْجَمَالِ يَا ابي, ألوانها تشبَة النَّجْمَةَ الصَّغِيرَةَ الأب: احسنت يَا مَيَلَاَنِي مَيَلَاَنِيٌّ: فَرِحَتْ كَثِيرَا النَّجْمَةِ الصَّغِيرَةِ ل لِقَاءَ أمها النَّجْمَةَ الْكَبِيرَةَ الأب: وَهَلِ السَّمَاءُ جَمِيلَةَ يَا مَيَلَاَنِيِّ مَيَلَاَنِيٌّ: كَثِيرَا يَا ابي, اُحْبُ السَّمَاءَ ك جَمَالَهَا. وَهَكَذَا رَجَعَتِ النَّجْمَةُ الصَّغِيرَةُ إلى حُضِّنَّ وَالِدَتَهَا وَفَرِحَتْ مَيَلَاَنِيٌّ لِفَرَّحَهَا وَ اِبْتَهَجَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ بِمَا فِعْلَتِهِ مَيَلَاَنِيٌّ فَجَمَالُ السَّمَاءِ لَيْلًا وَهِي ظَالِمَةٌ وَ تُزَيِّنُهَا بِالنُّجُومِ وَيُصْبِحُ كَوْكَبُنَا اُجْمُلْ وَيَهْمِسُ لَنَا بِمُنَاظِرِ طَبِيعِيَّةِ, تَعُودُنَا إلى عَالَمَنَا الخلاب وَبَوَّابَةَ سَحَرِيَّةِ إلى كَوْنٌ مِنَ النُّجُومِ وَالشُّهُبِ وَالْكَوَاكِبِ..