غوامض الكون/القوى العظمى في الكون
هناك حقيقة وهي أن العلم ليس لنطبقه في حياتنا فقط ،أونكتشف فيه كل جديد . ولكنه يمتد إلى آفاق لننمي من خلالها مداركنا ومعارفنا نحن البشر . فالعلماء عندما وضحوا طبيعة الطاقة المظلمة والمادة المظلمة مؤخرا . نجدهم قد أنهوا عدة عقود من النقاش والجدل الطويل حول طبيعة الكون . وهذا ما بين لنا أنه فعلا أكثر غرابة مما نتصور . فالمادة المظلمة به ، نجدها تتمدد بلا توقف بفعل قوة الطاقة المظلمة. وهذا ماجعل الكون بصفة عامة مظلما. لهذا مازال هذا الكون سرا مغلقا لم يفصح عن الكثير من مكنوناته وألغازه . مما حير العلم والعلماء في متاهاته حتى باتوا فيها يعمهون. وقد اخترت في هذا المقال تناول القوى العظمى في الكون ولاسيما وأن الحديث عنها بات يتداول بشدة بين علماء الفلك والفيزياء الفلكية . والجدل حولها مازال محتدما هذه الأيام، حيث نجد أن ثمة قوتين في كينونة الكون تهيمنان عليه لدرجة لايمكنه الإنفلات أو التحرر منهما. حتى أصبح كونا مسيرا بغير هدى، أسيرا بلا إرادة ، مدفوعا دفعا في عالم مجهول لنا ، وبعيد عن رؤيانا وإدراكنا. مما جعل هذه الكينونة الكونية متاهة مستعصية . لايعرف العلماء في مداها سوى النذر الضئيل ، حتى باتوا فيها يعمهون. وكلما كشفوا غطاء كونيا، كانوا بالنجم فيه يهتدون. فعجزوا عن تفسير ما يتحدثون فيه وما يتحدثون عنه .حتي أصبح حديثهم يترى. ولم يهتدوا فيه برأي قاطع أو قول فاصل . رغم أن الكون حقيقة واقعة وماثلة داخل هذا الكون القصي أبعاده والمترامية أطرافه والمجهولة مسيرته . لكنه كون قائم يتحدى الإعاقة الكونية والزمن الكوني متحيزا على ذاته. لكنه يمتلك زمام أموره بقوى مظلمة تسوده ومادة خفية تؤثر عليه ويتأثر بها في مسيرته الخالدة في صمت مطبق لا يحيد عنه ولا يميد فيه ، خاضعا لقوى عظمى توارت عن أنظارنا . فنستشعرها ولا نراها . يقف أمامها العلماء لاحول لهم ولاقوة ، وقد عجزوا تماما عن إدراكها أو إستبيانها أو تبيان الغموض الذي يكتنفها . وفرضوا فيها ما فرضوه . وتضاربت فروضهم وتعددت آراؤهم وتنوعت تصوراتهم . لكن الكون مازال صرحا هائلا لم تنتهك حرماته، شامخا بعظمة خالقه ، ليعيش في ديمومة أزلية ترجع إلى 15 بليون سنة أو يزيد .. لهذا لا يسعنا إلا طرح الفرضيات حول القوى العظمى في الكون كما تصورها علماء الفلك. وكما صورها علماء الفيزياء الفلكية والطبيعية، حيث تجادلوا فيها، واختلفوا في وضع مفاهيم ثابتة متفق عليها.