كانت مركبة الفضاء الأمريكية غير المأهولة مارينر - 10 المركبة الوحيدة التي وصلت إلى عطارد ودارت حوله. فقد اخترقت تلك المركبة الفضاء من الأرض حتى وصلت إلى بُعد 740 كمً فقط من عطارد، وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر مارس سنة 1974م، والمرة الثانية في 24 سبتمبر 1974م، ثم مرة ثالثة في 16 مارس سنة 1975م. وقد كشفت هذه الرحلات عن وجود مجال مغنطيسي حول عطارد. كما تمكنت من إرسال صور لأجزاء من سطح عطارد إلى الأرض.
دخلت مارينر ـ 10 التاريخ بوصفها أول مركبة فضائية تتمكن من دراسة كوكبين من كواكب الشمس في رحلة واحدة. فقد تمكنت من تصوير كوكب الزهرة وإجراء تجارب علمية عليه وهي في طريقها إلى عطارد، وقد تأثرت المركبة الفضائية بقوة جاذبية كوكب الزهرة أثناء مرورها بالقرب منه، ممَّا جعلها تزيد من سرعتها لتصل إلى عطارد في زمن أقصر، مع استهلاك وقود أقل مما يلزمها لو أنها انطلقت من الأرض مباشرة إلى عطارد دون المرور بالزهرة. وربما رأينا في المستقبل القريب مركبات أخرى غير مأهولة تتخذ مدارات لها حول عطارد، أو ترتطم به، أو تهبط على سطحه. وسوف تسهم البيانات التي تبعث بها تلك المركبات في رسم صورة أوضح للكوكب، وتُمكِّن العلماء من معرفة شيء عن نشأة ذلك الكوكب. أما ارتياد عطارد بسفن مأهولة بالبشر فسوف يكون من الصعوبة بمكان نظراً لعدم ملاءمة الأحوال على سطح الكوكب.
من أحداث رحلات عطارد
عدل- العواصف الرّعدية: في عام 2006 في شهر 1 يوم 23 وقد رصدها علماء جامعة "أيوا" واستخدموا المركبة الفضائيّة "كاسيني"، ولكن بسبب عدم ثبات المركبة لم يتم تصوير العاصفة فاستعانوا بعالم فلكٍ لكي يؤكّد أنّ العاصفة تضرب الجزء الجنوبي من عطارد وفق وكالة "أسوشيتد برس"، وقد كانت قوة هذه العاصفة أقوى بألف مرة من العواصف على الأرض، وقد سجل العلماء 35 عاصفة متتالية وكلٌّ منها يبلغ طوله عشر ساعات.
- أخطر رحلة إلى عطارد: في عام 2004 في شهر 8 بدأت وكالة "ناسا" للفضاء أخطر رحلةٍ إلى كوكب عطارد، وقد تعرضت السّفينة إلى درجة حرارةٍ عالية جدّاً وهي 700 درجة مئويّة، وضربتها أشعّة شمسٍ تعادل 11 ضعفاً بالنّسبة لوهج الشّمس على الأرض، ولذلك فهي أخطر رحلةٍ فضائيّة لكوكب عطارد، وقد سميت المركبة تلك "بماسينجر"، وانتهت الآن مهمتها وهي عائدةٌ إلى الأرض ويتوقّع وصولها بين عامي 2011م و2013م.
- عطارد يقترن مع الشّمس: في عام 2006 في شهر 11 اقترن عطارد مع الشمس اقتراناً سفليّاً بدرجة 26 شرقاً (الاقتران في علم الفلك هو مرور جرمين على خط واحد بالنّسبة للمشاهدة من الأرض)، وتسمى هذه الظّاهرة عبور عطارد ولا يمكن مشاهدة هذا الحدث إلاَّ من الأمريكيّتين.
- التحليق حول عطارد من جديد منذ 33 عاماً: في شهر 1 من عام 2008 يوم 14 بدأ ماسينجر بالتقاط الصّور للجهة المجهولة من كوكب عطارد ولم يتم رصد هذه الجهة من عطارد من قِبل أيّ مسبار سابقاً، ولذلك فيعد التقاطها حدثاً هامّاً وجديداً.