علم الفلك/الصورة الكبيرة
هذا الكتاب أو المقطع لا يتضمن أي محتوى تعليمي جاد. الرجاء إعادة الكتابة أو صياغة الأسلوب بشكل أفضل. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
إنَّ علم الفلك علم قديم أدركه الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى وأوجده على هذه الأرض ؛ فخرج ليرى الشمس بالنهار والقمر بالليل ، ويرى النجوم والكواكب المضيئة المختلفة في مواقعها وإضاءتها وأحجامها . وقد امتدح الله تعالى عباده الذين يتفكرون في خلق الله تعالى ، فيكون فيه زيادة إيمانهم ويقينهم ، قال تعالى : [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] {آل عمران:191} .
وقد جعل الله الشمس سراجاً وهاجاً يبصر به الناس معاشهم ، وجعل القمر نوراً وقدره منازل ليكون حساباً للناس يعرفوا به ابتداء الشهر ونهايته . وجعل في النجوم علامات يهتدون بها في البر والبحر ؛ فيعرفوا الاتجاهات ، مع زينتها في السماء ، وكذلك أعد الله منها ما جعله رجوماً للشياطين الذين يسترقون السمع .
أمور عظيمة تشهد بوحدانية الله تعالى وقدرته وقوته وحكمته وعظيم إنشائه .. ليتدبر الإنسان ويخر لله تواضعاً فتتعمق عبودتيه لله تعالى ، ويزداد إيماناً وتقوى .
وفي الجانب الآخر أقوام ضلوا عن سواء السبيل ، وجعلوا من أمور الفلك علوماً مادية بحتة ، لا يدركون غير نظراتهم القاصرة ، وكلاً له نظر واستدلال يجمعهم الجهل بغايات هذا الخلق ، وطائفة اعتقدوا في تلك المخلوقات من شمس وقمر ونجوم اعتقادات باطلة ، فمنهم من عبدها واتخذها آلهة من دون الله ، ومنهم من اعتقد فيها التصرف بالأرزاق وأحوال الناس وطبائعهم . ومنهم صنف من الكهنة وأهل التنجيم الذين يكذبون المائة لتصيب واحدة .
فاعتبروا يا أولي الأبصار ، واجعلوا من هذه العلوم زيادة في الإيمان والتقوى ؛ فإن القرون الأولى ما أغنت عنهم علومهم المادية وقدراتهم الجسدية وأموالهم وجودة بنائهم وصناعتهم ؛ فلما أعرضوا عن الله أنزل الله عليهم العقاب ؛ فتلك ديارهم اليوم خاوية كأن لم تغن بالأمس .. وكذلك يكون مثل القوم المجرمين إلى أن تقوم الساعة .
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .