عام الوفود/وفد بني حنيفة

« كتاب عام الوفود
وفد بني حنيفة
»
إسلام بني عبد قيس وفد بني طيء ووفاة زيد الخيل

جاء وفد بني حنيفة إلى رسول الله، وكانوا سبعة عشر رجلاً فيهم مسيلمة الكذّاب، فأسلموا ونزلوا في دار بنت الحارث التي كانت مخصّصة للوفود، أما مسيلمة فكان يطمع في الملك والرياسة واستنكف عن الإسلام، ولذلك كان يقول لمن حوله: "إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته"، فلما سمع رسول الله مقالته أقبل إليه ومعه ثابت بن قيس رضي الله عنه، وفي يده عليه الصلاة والسلام قطعةٌ من جريد النخل، فقال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتك إياها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وهذا ثابت يجيبك عني". ثم انصرف عنه، وكان رسول الله قد رأى في منامه كأنّ في يديه سوارين من ذهب، فأصابه الهمّ لذلك، حتى سمع في المنام من يأمره أن ينفخ فيهما، فلما فعل ذلك استحالا تراباً، فأوّلهما النبي بخروج من يدّعي النبوة كذباً وبهتاناً، فكان أحدهما العنسيّ في اليمن، والآخر مسيلمة في بني حنيفة.