عام الوفود/حجة الوداع

« كتاب عام الوفود
حجة الوداع
»
الخلاصة

تجهز الرسول للحج وتركه المدينة. بدأ الرسول بالتجهز للحج في ذي القعدة، ثم خرج إلى الحج وقد بقي ثلاث ليالٍ من ذي القعدة، فوضع على المدينة أبا دجانة الساعدي (ويقال أيضاً أنه وضع عليها سباع بن عرطفة).

خطبة الرسول في حجة الوداع

عدل

بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابداً، أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلّغت، فمن كانت عنده أمانة ليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (وكان مسترضعاً في بني ليث، فقتلته هذيل) فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد، أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبَد بأرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم. أيها الناس: إن النَّسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا يحلّونه عاماً ويحرّمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرّم الله، فيحلُّوا ما حرّم الله ويحرِّموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعةٌ حرم، ثلاثة متوالية، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقاً ولهن عليكم حقاً، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرّح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولى، فإني قد بلّغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيّناً، كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، إن كل مسلم أخ للمسلم، وإن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه من طيب نفسه منه، فلا تظلمن أنفسكم، اللهم هل بلّغت؟ فقال الناس: اللهم نعم. فقال الرسول: اللهم اشهد.

وبعدها ألقى الرسول بعض الوصايا في عرفة وأكمل الحج. ثم توفي بعد بعد ذلك بقليل في 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ودُفن في المدينة، صلى الله عليه وسلم.