شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس السادس
" معرفة الفعل المضارع". فصل في معرفة الفعل المضارع. ما هو المضارع ؟ قالوا: هو المشابه ؛ لأن المضارعة تعني المشابهة. فيكون المضارع شبيها بماذا؟ قالوا شبيه باسم "الفاعل" في الحركات والسكنات وعدد الحروف. فيضرب مثلا شبيه بضارب في عدد حروفه—أربعة وفي وجود متحرك فيهما ثم ساكن يلي فتحهما معا ثم كسر وضم... قال ابن مالك رحمه الله: ( فعل مضارع يلي لم كيشم). لما ذكر الناظم رحمه الله علامات الأفعال إجمالا ، ذكر هنا ذلك تفصيلا ، غير أنه اقتصر على ذكر بعض ما يخص كل فعل دون تفصيل منه في ذلك. فأخبر هنا ، أن الفعل المضارع يمتاز عن أخويه بكونه يأتي تابعا ل"لم" ، فكل فعل مضارع قابل لدخول لم عليه، مثل (لم تنته الحرب بعد) . ومثل لم في ذلك ، أخواتها من الجوازم. وبعبارة جامعة : الفعل المضارع ما كان يقبل دخول "لم" عليه. وعليه فكل لفظ وجدته مقرونا بلم فاعلم أنه فعل مضارع. ومثل الناظم رحمه للمضارع وهو مجرد من لم ، فقال : ( كيشم) . يقصد أن "يشم" يقبل لم، وقبوله لها، دال على مضارعته. فتقول "لم يشم" . ومثله في هذا باقي الأفعال: لم يقم/لم يسافر/لم يستشعر المسؤولية.