شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الرابع عشر

لما انتهى من مبني الأسماء ومعربها، ذكر حكم ذلك في الأفعال فقال : 19- وَفِعْلُ أَمْرٍ وَمُضِيٍّ بُنِيَا // وَأعْرَبُوا مُضَارِعاً إنْ عَرِيَا 20- مِنْ نُونِ تَوْكِيدٍ مُبَاشِرٍ وَمِنْ/نونِ إنَاثٍ كَيَرُعْنَ مَنْ فُتِن.

في هذين البيتين من النظم ثلاث فوائد: الفائدة الأولى قوله : (وَفِعْلُ أَمْرٍ وَمُضِيٍّ بُنِيَا) يقصد أن (فعل الأمر) و(الفعل الماضي) مبنيان ابدا، فتثول مثلا في: (ابتهلْ) فعل أمر مبني على السكون، وفي (ادع الله) فعل امر مبني على حذف حرف العلة، لا محل له. وفي الماضي من مثل : (طلبَ/ استسقى/ تضرعَ) مبني على الفتح لا محل له، سواء كان ظاهرا او مقدرا. الفائدة الثانية قوله: (وَأعْرَبُوا مُضَارِعاً). يقصد ان الفعل المضارع معرب بخلافهما، فتقول في مثل قولك :(يدعو/ يبتهل/ يسعى/يصلي) فعل مضارع مرفوع إما بالضمة الظاهرة، او المقدرة المانع من ظهورها إما تعذر ظهورها، كما في (يسعى) او ثقل النطق بها كما في: (يدعو/ويصلي). الفائدة الثالثة قوله : ....................................................................إنْ عَرِيَا 20- مِنْ نُونِ تَوْكِيدٍ مُبَاشِرٍ وَمِنْ/نونِ إنَاثٍ كَيَرُعْنَ مَنْ فُتِن. يقصد ان الفعل المضارع لا يعرب إلا بشرطين:

  1. الشرط الأول: ألا يتصل به نون التوكيد المباشر، (مثقلة او مخففة)، فقولك (يضربَن) فعل مضارع مبني على الفتح العارض لأجل النون.
  2. الشرط الثاني : ألا يتصل به نون الإناث.

مثل قولك: (يتربصْنَ/يجتهدْن)، فهو فيهما مبني على السكون العارض، ومنه مثال الناظم ك(يرعن). خلاصة البيتين إذن : (الماضي والأمر) مبنيان، و(المضارع) يبنى إذا اتصلت به "نون التوكيد بقسميها، ونون الإناث،" وإلا فيعرب. وإعراب البيت وتقديره واضح.

فوائد

عدل

أ/ يبنى الماضي على الفتح دائما، إلا اذا اتصل به (واو الجماعة) فيضم،ك(ضربوا) او (ضمير رفع متحرك) فيسكن،ك( قمْت). ب/ الماضي متفقون على بنائه، والأمر بناه البصريون وأعربه الكوفيون. ج/ إذا فصل بين (المضارع) والنونين بفاصل، أعرب، لذلك قيده بقوله(مباشر)، فغير المباشر مثل(تضربان).