شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الخامس عشر

الحروف كلها مبنية. قال ابن مالك رحمه الله :

21- وَكُلُّ حَرفٍ مُسْتَحِقُّ لِلْبِنَا/وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا 22-وَمِنْهُ ذُو فَتْحٍ وذُو كَسْرٍ وَضَمْ/أيْنَ أمْسِ حَيْثُ وَالسَّاكِنُ كَمْ. في هذين البيتين من النظم ثلاثة أمور:

الأمر الأول قوله : (وَكُلُّ حَرفٍ مُسْتَحِقُّ لِلْبِنَا) يقصد ان كل الحروف تستحق البناء، وعبر بالاستحقاق عن الوجوب العرفي، فهي إذن مبنية ولا تحرج عن هذا الحكم، فتقول:( قرأت من الفاتحة إلى سورة الناس). ف(مِنْ) حرف جر مبني على السكون لا محل له. و(إلى) حرف جر مبني على السكون لا محل له. ومعنى (لا محل له) أي لا يعمل فيه أي عامل.

الأمر الثاني قوله :(وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أنْ يُسَكَّنَا) مراده؛أن الأصل في المبني (اسما كان أو فعلا أو حرفا) أن يبنى على السكون، لأنه هو الذي يناسب حالة البناء، إذ التغيير لا معنى له في المبنيات، كما أنها ثقيلة والسكون خفيف صناعة، فقوبل بذلك.

الأمر الثالث قوله: ( وَمِنْهُ ذُو فَتْحٍ وذُو كَسْرٍ وَضَم. كَأيْنَ أمْسِ حَيْثُ وَالسَّاكِنُ كَمْ. مقصوده؛ أن بعض المبنيات (أسماء/وأفعال/وحروف) خالفت اصلها في البناء، وبنيت على الحركات بدل السكون، ونوع الأمثلة رحمه الله لبيان مراده، فمنه ذو وصاحب بناء على الفتح مثل (أينَ)، و(قام)و(تضربَن).... ومنه صاحب بناء على الكسر مثل (أمسِ) وباء (بسم) ولام (لله) دون الأفعال. ومنه ذو ضم مثل (حيثُ)، و(بعد)..... ومنه ما بني على اصله مثل (كمْ) و(اضرب) ..... فهي مبنية في جميعها لا محل لها من الإعراب.

  • الإعراب: (كل) مبتدأ،و(مستحق ) خبره، و(الأصل) مبتدأ، و(أن يسكنا) خبره وهو مؤول، (منه) خبر مقدم، و( ذو فتح)

مبتدأ مؤخر ، والباقي معطوف مع تقدير المبتدأ.