شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الخامس
الفعل وعلامات معرفته.
الفعل لغة : هو ما دل على حدث. واصطلاحا : كلمة دلت على معنى في نفسها، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة. ماض/ حاضر/ مستقبل. والاسم عكس هذا ، إذ هو: " لفظ دل على معنى في نفسه ولم يقترن بأحد الازمنة الثلاثة من حيث الدلالة". فمن علامات الفعل ما يلي :
- ".....بتا فعلتَُِ...".
وهي تاء الفاعل الموجودة في آخر اللفظ ، سواء ضمت أو فتحت أو كسرت، فهي صالحة لأن تكون علامة خاصة بالفعل. مثل : " سافرتُ كما سافرتَ". " ولم سافرتِ ياسلوى؟". فالتاء في الجميع علامة على فعلية ما دخلت عليه. لكونها ----سواء كانت تاء الفاعل للمتكلم أوالمخاطب أو المؤنثة لا تدخل الا على الأفعال. ولذلك علق المصنف الحكم على وجود تاء الفاعل في آخر الكلمة، سواء فتحت أو ضمت أو كسرت. العلامة الثانية التي تخُص الفعل : ما كان مثل تاء "أتت". في كونها تاء للتأنيث الساكنة. مثل : ضربتْ/ وطلعتْ.... وقد تفتح أو تكسر لعارض مثل : "قالتِ الوكالة" .... أما هاء التأنيث فليست علامة على الفعل، مثل " فاطمة". إذ هي خاصة بالأسماء.. وقد تلحق تاء التأنيث الساكنة بعض الحروف مثل : رُبتْ وثمتْ،.... وذاك قليل جدا. والخلاصة : من علامات معرفة الفعل ، تاء الفاعل ، والتي للتأنيث ... قال ابن مالك : " .... و يا افعلي /.........". يريد ؛ أن الياء التي يقصد بها خطاب المؤنث، هي مما تختص بالفعل لا بالاسم ولا بالحرف.
مثل قولك لحقوقية : "احذري خطاب الفتنة".
فلفظ "احذري"، فعل، لوجود ياء المخاطبة في آخره ، للتدليل على أن الخطاب موجه لأنثى. ولا تكون الا في محل رفع فقط. وإنما قال المصنف : " ياء افعلي" تمثيلا، ولم يطلق في الياء ، لأن الإطلاق يقتضي دخول ياء المتكلم، وليست خاصة بالفعل، بل هي مشتركة بينه وبين أخويه. مثل قوله تعالى : " رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي". ف'ياء أوزعني وعلي ووالدي'، للمتكلم لا للمؤنثة المخاطبة. ثم تمم علامات الفعل بقوله : "..... و نون أقبلن فعل ينجلي" ومراده : أن من علامات تمييز الفعل عن أخويه، دخول نون التوكيد عليه بقسميها. فقولك : " لأنتقلنَّ في الحركة الوطنية، أو ليكوننْ في النفس حسرة". فقولك : " لأنتقلنّ"، فعل ؛ لوجود نون التوكيد المشددة. ومثله : " ليكونن" بالتخفيف. لأن هذه ، مختصرة من تلك. وقيل هما متباينان.
وهذه العلامات، منقسمة على جنس الفعل ، ولا تختص بماضيه أو مضارعه أو أمره، وسيبين الناظم هذا الإجمال ويفسره بعد.
والتقدير : فعل ينجلي ويظهر من أخويه، بتاء فعلت، وتاء أتت، وياء افعلي، ونون اقبلن"
باب تمييز الحرف من أخويه وذكر أنواعه. قال ابن مالك رحمه الله : "سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ" الحرف لغة:" طرف الشيء وغايته... ويقال للكُم ، حرف، لانه طرف القميص، وفي موضوعنا ، هو طرف الأنواع وآخرها ونهاية تعدادها. واصطلاحا : " كلمة دلت على معنى في غيرها ولم تقترن بأحد الأزمنة الثلاثة". ومقصود الناظم : أن مالا يصلح لقبوله خواص الاسم وخواص الفعل قل فيه حرف. ثم مثل لأنواع الحروف بقوله : (.....كهل.......).
وهي حرف استفهام ، يؤتى بها لقلب معنى الجملة من خبرية إلى طلبية استفهامية.
فتقول في الاخبار : " البرد قارس". وفي الاستفهام : " هل البرد قارس"؟ . وتدخل على الأسماء والافعل معا .
تقول في اقترانها بالفعل مستفهما : "هل سقط الثلج على جبل الأقرع"؟.
(جبل فوق مدينة شفشاون). وفي الجملة نفسها مخبرا : "سقط الثلج على جبل الأقرع".
(........وفي .....)
ومعناها الظرفية، وهي خاصة بالأسماء، مثل قولك :
" أنا في المسجد".
(........لم.......). وهي حرف جزم للفعل المضارع لفظا، ولقلبه إلى المضي معنا. فتقول : " لم أقم من مجلسي منذ الظهر الا للصلاة". ف(هل وفي ولم) حروف لعدم قبولها لعلامات الاسم أو الفعل إذ لا يقال :"يافي" ولا "فينَّ"، ولا " الهَل" ولا "هلتْ........" ومراده : سوى الاسم والفعل حرف، أي غير القابل لعلامة أحدهما اجعله قسما ثالثا وسميه حرفا. وذلك مثل : ' هل وفي ولم...' لذا قيل : والحرف ما ليست له علامة// ترك العلامة له علامة. وقال ابن مالك في التسهيل : الاسم والفعل والحرف مثل حروف: ج ح خ . فالحرف منزلة "ح" خيف من نقطها بواحدة من أسفل الالتباس بالجيم، أو من فوق للاتباس بالخاء..... فتركت بدون ذلك، ومثل الحرف مع أخويه مثل هذا... يرجع ذلك إلى الوضع لا إلى مجرد التفنن، فالعرب خصوا "مِنْ" بالجر ، وجعلوها أداة لبيان المعنى المبهم فيها ، والتي لا تستقل بالدلالة عليها الا في غيرها وهذا من عمل الحروف عندهم.... وخصوا "مَن" بمواقع متعددة نصبا ورفعا وجرا ، وافتقرت عندهم إلى الصلة ، وأبهموها في العاقل المتعدد، واستقلت بالمعنة ، فعلم أنها اسم.. و"إن" كذلك، لكونها أداة للتأكيد ولا يمكن أن تكون اسما، لأنه لو قيل فيها ذلك ، لكان التأكيد منحصرا في أداة واحدة ،