شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الثاني والعشرون
الباب الثاني الذي تنوب فيه الحروف عن الحركات، باب المثنى، وهو نوعان: (حقيقي/ وملحق)........ سؤال : ما هو المثنى؟ الجواب : قالوا في تعريف المثنى: (هو الاسم الدال على اثنين بزيادة في آخره، صالح للتجريد وعطف مثله عليه). واذن لا تثنى الا الأسماء بشروطها،(أذكرها لك في الفوائد) ولا يكون المثنى إلا بزيادة (ان/ين) في آخره. ولا يكون مثنى حقيقة الا إذا قبل التفكيك واتفق المفردان مثل (رجلان) رجل/رجل، بخلاف (القمران)شمس وقمر، و(الأبوان) اب وأم، هذه تسمى تثنية تغليبية.
...قال ابن مالك رحمه الله: 32- بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى وَكِلا……إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ 33- كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ واثْنَتَانِ……كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ 34-وَتَخْلُفُ الْيَا في جَمِيعِهَا الأَلِفْ/جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ.
في هذه الأبيات الثلاثة، فائدتان:
الفائدة الأولى هي بيان إعرابه، أي؛ كيف يعرب المثنى. وقد أخبر انه :؛ يرفع بالألف في قوله : (بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى) وينصب ويجر بالياء في قوله : (وَتَخْلُفُ الْيَا في جَمِيعِهَا الأَلِفْ/جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ.) فأخبر رحمه الله أن المثنى:؛ يرفع بالألف نيابة عن الضمة، مثل : (فاز الرجلان). ف(الرجلان) فاعل، مرفوع بالألف نيابة عن الضمة. وينصب ويجر بالياء مثل : ( رأيت الرجلين)، و(عمت الفرحة في الدولتين). ف(الرجلين) منصوب بالياء نيابة عن الفتحة، و( الدولتين) مجرور بالياء نيابة عن الكسرة. ولذلك قال الناظم رحمه الله: تخلف الياء الألف في حالتي النصب والجر مع فتح ما قبل الياء، عكس جمع المذكر الذي يجب كسر ما قبل الياء.
الفائدة الثانية ملحقات المثنى. أول هذه الملحقات هو قوله: ( وَكِلا……إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ-------كِلْتَا كَذَاكَ.
يقصد أن؛ (كلا وكلتا) إذا أضيفا إلى الضمير، أعربتا إعراب المثنى، فيرفعان بالألف وينصبان ويجران بالياء، فتقول : ( جاء كلاهما) و( وأحببت كليهما) و( ومررت بكلتيهما) فلو قلت مثلا:( كلا الرجلين) او كلتا المرأتين) أعربتا بالحركة المقدرة على الألف ومنه القران الكريم( كلتا الجنتين)، فيكون إعرابهما على حد المثنى مشروطا باضافتهما إلى الضمير.
الملحق الثاني قوله: (اثْنَانِ واثْنَتَانِ/كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ) يقصد أن لفظ (اثنان) و(اثنتان) يعاملان معالمة (ابنين وابنتين)، ففهم منه أنهما يعربان إعرابهما، وفهم ايضا انهما ليستا بمثنى حقيقي، لتشبيهه لهما(اثنان/ اثنتان) بهما، لأنه لا يصح لك ان تقول: (اثن اثن،/ ولا اثنة اثنة). والتقدير : ارفع المثنى بالألف، وارفع كلا وكلتا إذا وصلا بمضر حال كونهما مضافين له،وكلا كذاك، اثنان واثنتان يجريان مجرى ابنان وابنتان، وتخلف الياء الألف في جميع ما تقدم في حالتي الجر والنصب، حال كون الياء بعد فتح قد عهد في كلامهم. يقصد أي ياء المثنى يفتح ما قبلها. _________________فوائد_____________ 1/ الاسم الذي يثنى لا بد أن تجتمع فيه شروط ثمانية، جمعها بعضهم فقال : شرط المثنى أن يكون معربا / ومفردا منكرا ما ركبا. موافقا في اللفظ والمعنى له/ مماثل لم يغن عنه غيره.
2/ ما ذكره المصنف من اعراب المثنى بالحروف هو المشهور في لغة العرب، وذهب بعض النحاة إلى إعرابه بالحركات المقدرة، وهو اختيار سيبويه رحمه الله، وبعض العرب ألزم المثنى الألف في جميع أحواله. 3/ إذا سمي بالمثنى ففيه إعرابان: أ/ إما الرجوع إلى إعراب ما قبل التسمية. ب/ وإما يلزم الألف ويمنع من الصرف كعمران. 4/ الياء في التثنية ساكنة سكونا حيا مع فتح ما قبلها، وكسر ما بعدها، مثل (الرجلَيْنِ). والياء في جمع المذكر ساكنة سكونا ميتا مع كسر ما قبلها، وفتح ما بعدها، مثل :(المتابعِينَ)