شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الثامن عشر

لما تكلم المصنف رحمه الله على ألقاب البناء والإعراب؛ الخاصة والمشتركة، تحدث هنا عن الأصل في ألقاب الإعراب فقال : 25- فَارْفَعْ بِضَمٍّ وانْصِبَنْ فَتْحاًوَجُرّ/كَسْراً كَذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرّ 26- واجْزِمْ بِتَسْكينٍ ...

في هذا البيت من النظم والجملة الفعلية من الثاني فائدة واحدة، وهي؛ أن الأصل في الرفع أن يكون بالضمة، سواء كان ظاهرا؛ مثل (ذكرُ) و(يقولُ)، أو مقدرا مثل(جاء موسى) و(محمد يخشى ربه). والأصل في النصب أن يكون بالفتح مثل(عبدَه) في النظم، ومثله(لن أقومَ)، ومثله (كلمت عيسى) و(لن يخشى). والأصل في الجر أن يكون بالكسرة، ظهورا مثل( في بيتِنا سعد)، أو تقديرا مثل( على 'المصطفى' أفضل الصلاة وأتم التسليم). ثم مثل بقوله: ( ذكرُ اللهِ عبدَه يَسُرّ) ف(ذكرُ) مرفوع بالضم و(الله)جُر بالكسر ، و(عبده) منصوب بالفتح، و(يسر)مرفوع بالضم، وكذلك ينصب به على الأصل، وفي المثال إشارة إلى أن ذكر الله تعالى يسر صاحبه ويحيطه بالحفظ والرعاية.

والاصل في الجزم، السكون؛ مثل قولك ( ألم نشرحْ لك صدرك). هذا هو الأصل في الإعراب.

ثم أشار إلى فائدة أخرى فقال: 26- ........... وَغَيْرُ مَا ذُكِرْ/يَنُوبُ نَحْوُ جَا أخُو بَنِي نَمِرْ.

مقصوده؛ كلما وجدت علامة الرفع (واوا أو ألفا)، أو النصب (بالياء أو بالكسرة)، أو الجر (بالياء أو بالفتحة)، فاعلم أن ذلك يسمى إعرابا بالنيابة، وقل فيه مرفوع منصوب مجرور مجزوم بكذا نيابة عن أصله. وقد مثل لبعض هذا بقوله: (جاء أخو بني نمر) ف(اخو) فاعل جاء، مرفوع بالواو النائب عن الضمة. و(بني) مجرور بالياء النائبة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم. و(نمر) يجوز أن تمنع من الصرف فتكون مجرورة بالفتحة النائبة عن الكسرة، ويكون الناظم قد أتى بالنائب سواء كان حرفا أو حركة. وإعراب البيت واضح.