شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الثالث عشر

قال ابن مالك رحمه الله:

18-وَمُعْرَبُ الأَسْمَاءِ مَا قَدْ سَلِمَا/منْ شَبَهِ الْحَرْفِ كأَرْضٍ وَسُمَا.

في هذا البيت أمران:

الأمر الأول: إخباره بأن الاسم المعرب هو الذي لم يشبه الحرف شبها قويا، فهو إذن مفهوم ما تقدم، فكأنه يقول: ما لم يشبه الحرف من الأسماء فهو معرب. الثاني: أن المعرب من الأسماء حاله بين أمرين: أ/ إما إعراب ظاهر، مثل قوله (كأرض) فتقول: ( هذه أرضُ الله)، و(حرثت أرضاً) و(نظرت إلى أرضٍ)، ف(أرض) في الأمثلة كلها، إعرابها ظاهر. ب/ وإما إعراب مقدر، مثل قوله (سُما) وهي لغة في (اسم) يقال (ما سُماك)؟، أي ما اسمك، وعليه تقول: (هذا سُماك)و( نطقت سُماك) و(تعرفت على سُماك)، فلفظ(سماك) مرفوع في الأولى بالضمة المقدرة،، منصوب، مجرور، كذلك، وكل من (أرض وسما) معربان، لأنهما لم يشبها الحرف. وتقدير البيت: ومعرب الأسماء ما سلم من شبه الحرف، وذلك كائن ك(أرض وسما).

إعراب البيت: (معرب) مبتدأ، و(الأسماء) مضاف إليه، (ما) خبر عن (معرب) مبني على السكون في محل رفع، (قد) حرق تحقيق، (سلما) فعل ماض، والفاعل ضمير، والجملة صلة (ما) وهي خبر عم (معرب) و(من شبه) متعلق بقوله (سلما) و(الحرف مضاف إليه) و(كأرض وسما) مثالان للمعرب من الأسماء.

فوائد

عدل

أ/ في لفظ (اسم) ثماني عشرة لغة (سم، سمة، اسم، سماة، سما، سماء)، سينها مثلثة بالحركات الثلاث. ب/إنما قدم الناظم الحديث عن المبني في أول الباب، لأن الكلام فيه محصور فيما ذكر، بخلاف المعرب فأنواعه كثيرة، لذلك اخرها للتفصيل فيها. ج/ قول الناظم (ما) ، لا تدخل الحرف خلافا لمن توهمه. د/ قوله (من شبه الحرف) أي الشبه المعهود سابقا، أعني المُدني من الحروف لا الذي لم يشبه الحرف اصلا أو كان شبهُه ضعيفا. ه/ ينقسم المعرب أيضا إلى قسمين، (متمكن أمكن) كزيدٍ وهندٍ، و(متمكن غير أمكن) وهو الممنوع من الصرف، كأحمدَ.