شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس التاسع
شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات
باب : ( المعرب والمبني). اعلم أن الأصل في الاسم أن يكون معربا لا مبنيا لاستقلاله وعدم افتقاره لشيء في كثير من المواطن. ولذا كانت علة البناء في الأسماء، هي خروجه عن أصله الاستقلالي إلى الافتقار . وأقصد بالاستقلال : "بقاء الاسم على أصله غير شبيه بالفعل ولا بالحرف" وأصالته هي علة الاعراب في نفسها ، وهو رأي البصريين الذين يرون أن السؤال عن إعراب الاسم لا يتجه، لكونه جاء على أصله. وعبر الناظم "بالمعرب والمبني " بدل الإعراب والبناء ؛ لكون افراد المعرب ذُكرت داخل الباب بأعيانها. ولو عبر بالمصدر، لاقتضى ذكر الأفراد تمثيلا. ١/ فما مفهوم الإعراب إذن؟ الإعراب لغة : البيان والتغير والانتقال..... فمن الأول : " أعرب عن مراده". ومن الثاني : " أَعرب الجو". ومن الثالث : " أعربتُ من مكان إلى آخر". واصطلاحا—على أنه لفظي - كما هو اختيار ابن مالك تبعا للبصريين : "نفس حركة الإعراب ونفس ما ناب منابها لدخول العامل" فتكون الحركةُ نفسه إعرابا لا علامة إعراب. ٢/ وما هو البناء ؟ البناء لغة : " وضع شيء على آخر."إما حسا كالبناء أو معنا كبناء الفروع على الأصول.ولمعلولات على عللها. البناء اصلاحا : "هو ما يلزم طريقة واحدة مهما اختلفت العوامل." فلو قلت : "جاء هذا"." ورأيت هذا". "ومررت بهذا". ف"هذا"، مبنبية على سكون الألف في الأحوال كلها، والمحل بحسب العامل.