شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الأول

اتفقت كلمة أصحاب التراجم على أن ابن مالك رحمه الله ، سلسلة آبائه على النحو الاتي : هو محمد بن عبد الله بن مالك . يرجع أصله إلى "طيء" وهي قبيلة عربية اتخذت من الجزيرة العربية مسكنا لها جهة الشمال وكانت ممتدة ما بين "الحسكة" من "سوريا" ، إلى "نينوى". وقد انتشروا قبل الفتوحات الإسلامية وزاد ذلك بعدها فتواجدوا بكل من مصر /سوريا / العراق/والاندلس. فابن مالك يرجع أصله إلى تلك القبيلة المتجمعة فيما ذكرت قبيل الفتح. ومنها انتقل أجداده إلى الأندلس. فولد بها بمدينة "جيان" بفتح الجيم والمثناة مع التشديد. وهي مدينة من مدن الاندلس الكبرى والتي لا تزال خاضعة إداريا للأندلس. ولد بها المؤلف رحمه الله سنة "600" هجرية من أسرة كانت مشهورة بالعلم والصلاح وشب بها. حفظ القرآن الكريم في سن مبكر نظرا لما كان يتمتع به من حفظ متقن وذاكرة وقادة وقد برز في علم القراءات بروزا سلم له أهل دمشق به وبقصب السبق فيه كما سياتي.

هجرته واستقراره عدل

لما ضاقت الأندلس بأهلها في حدود القرن السابع—مما كان من ملوك بني الأحمر—خرج منها ابن مالك قاصدا الشام مع أسرته وذلك لأمرين :

  1. لكونها كانت قبلة لأهل العلم
  2. ما كانت تنعم به من استقرار جزئي .

فنزل ابن مالك أول الأمر بحلب ثم إلى دمشق حيث المستقر الأخير.

شيوخه وتلامذته عدل

من شيوخ ابن مالك رحمه الله : 1/ أبي علي الشلوبيني الاندلوسي و"540"وت"646" 2/ ابن الحاجب "570...646" 3/ ابن يعيش الحلبي الكردي "643....553".

من تلامذته عدل

1/ أبناؤه الثلاثة : شمس الدين/ وتقي الدين/ وبدر الدين وهو الذي برز اسمه وارتبط بشرح الخلاصة... 2/ الامام النووي رحمه الله... 3/ بدر الدين ابن جماعة.. 4/ ابن النحاس النحوي المشهور........... بلغ ابن مالك درجة الاجتهاد في النحو يشهد بذلك اختياراته في الخلاصة لبعض أوجه التخريج في حمل وجه لم يكن معلوما أو ضعيفا فصيره مشهورا... كان رحمه الله مالكي المذهب بالاندلس ثم صار شافعيا لما استقر بدمشق... لكن : هل هو تحول ملموس مشهود به أم فقط اعتباري دليله التحول المكاني؟ لم أصل لجواب بعد. من مؤلفاته " الألفية" وبها اشتهر اسمه وذاع صيته... وهي خلاصة لكتابه الكافية .... كما قال في آخر الخلاصة... وقيل -وهو قول تنقصه الحجة—هي اختصار لكتاب سماه "المقاصد النحوية" اخذا من قوله في بداية النظم : "مقاصد النحو " بها محوية ...وهو في نظري بعيد إذ غرضه : زيادة بيان وصف لا ذكر مصادر الاخذ .... ومنها أيضا : "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد" جمع فيه بإيجاز قواعد النحو مع الاستقصاء. و"إيجاز التصريف في علم التصريف". و"تحفة المودود في المقصور والممدود". و"لامية الأفعال". و"الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد". وله في الحديث كتاب سماه : "شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح". وهو شروح نحوية لنحو مائة حديث من صحيح البخاري.

من المصطلحات التي سيتردد ذكرها كثيرا :

  • " البصريون" :

يقصد بهذا المصطلخ ما اختارته المدرسة البصرية من ترجيحات نحوية من قبل المنتسبين إليها أمثال : عاصم الليثي/ع الله بن اسحاق الحضرمي ../ابو عمرو بن العلاء/ سيبويه..... وعلى هذا الاعتماد في نقل ترجيحات البصريين. ومن المصطلحات أيضا:

  • "الكوفيون" يقصد بهذا جمع من النحاة نسبوا للكوفة مدرسة ولهم اختيارات نحوية خالفوا فيها البصريين ، وسياتي معنا بعض منها ... ومن النحويين المنتسبين إليها :

الكسائي وهو أحد أعمدتها / الفراء / ابن السكيت ....

من أصول الاختلاف فيما بينهم ... البصريون يحكمون القياس كمعيار للشائع والناذر.. الكوفيون يحكمون العرب لذا قل الناذر عندهم وهم لا يرون القياس النحوي. البصريون : يرون أن ما لم يقل يقاس على ما قيل . الكوفيون : يرون ورود التفشي وكثرة الاستعمال وانعدام المعارض للقياس. البصريون : كل ما لا يخضع للقاعدة فهو شاذ في نفسه. الكوفيون : ما لا يخضع للقاعدة شاذ ما لم يستعمل عند العرب والا فهو شائع في نفسه.

من ذلك أيضا : التنافس العلمي المحمود والابتكار المقبول الذي يدلل عليه صاحبه. وأيضا طريقة التفكير في المدرستين. كل هذا أدى إلى ظهور مصطلحات نحوية دقيقة تمظهرت في علم النحو وعلم القراءات.