الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علم الاجتماع/النظرية الاجتماعية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: تدقيق إملائي
ط تدقيق إملائي، الأخطاء المصححة: الاول ← الأول (59)، اسماء ← أسماء (5)، الامر ← الأمر (4)، ايض ← أيض (7)، اساسي ← أساسي، اخرى باستخدام أوب (0)
سطر 3:
الموجز في النظريات الاجتماعية التقليدية والمعاصرة *
 
الجزء الاولالأول
 
إعداد:
سطر 41:
الحظ والابراج تحليل كامل عن شخصي
 
معجم الاسماءالأسماء العربية
مواقع صديقة
قضايا حوارية: حلم "سان سيمون" الاجتماعي
سطر 64:
الدين الطبيعة = التجريد العقل
 
هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين، إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع أو مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة. وبما انهأنه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع، وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون .
 
عاش سان سيمون في نظام إقطاعي سليلا لأسرة أرستقراطية، ويحمل لقبا اجتماعيا هو الكونت وكان ضابطا برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حربا ضد الإنجليز في شمال القارة الأمريكية، وقد نضج فكره حلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفرنسا خاصة وثورة على النظام المعرفي التقليدي السائد في فرنسا وثورة على النظام السياسي الملكي .
سطر 88:
=== استنتاج أولى ===
 
من الملاحظ أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج. فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن أمة عاملة بالمعنى السان سيموني لان السياسة كانت حكرا على طبقة معينة ولان المجتمع ليس حرا ولا يتمتع بأية عدالة، ومثل هذه السياسة والعبودية كانتا تجدان لهما شرعية ذات طابع ديني أو طبيعي. بيد أن الوضعية بوصفها استعمال للعقل ورفع من مكانة الإنسان قدمت السياسة كأداة حيوية في تنشيط الحياة الاجتماعية والاقتصادية ونقلت الأمة من طور الخمول والكسل الي طور العقل والإنتاج ووضعت الجميع على قدم المساواة واصبحوأصبح الإنسان سيد نفسه حرا من ا ي تمييز عرقي أو ثقافي أو سياسي .
 
هكذا فالانتقال من المرحلة الإقطاعية اللاهوتية إلى المرحلة الصناعية العلمية هو انتقال من ساحة العلم النظري الي ساحة العلم التطبيقي العملي. فالوضعية تأبى الاعتراف بفواصل مابين النظري والعملي إذ ثمة ترابط بين المعرفة والواقع الا نساني .
سطر 98:
[ لم يعد ثمة أسياد .نحن جميعا متساوون .وأعلمكم بهذه المناسبة أنني أتخلى عن صفتي الكونت التي اعتبرها وضعية جدا أمام صفتي كمواطن ..]
 
تبع هذا الإعلان حسما لتردد سان سيمون في تأييده للثورة الفرنسية في البداية ثم نال لقب المواطن الصالح مرتين متتاليتين مما يعني انه بات رمزا للتحرر والمساواة والتجديد. هذه النقلة في حياة سان سيمون – المواطن الصالح – ليست نقلة سياسية فحسب بل نقلة اجتماعية وفي هذا الأساس نقلة فكرية ومعرفية في ذات الوقت. كما أن هذه النقلة أيضا جهد سان سيمون في ترجمتها من خلال عمله الدؤوب من اجلأجل تغير مضمون المسيحية من الداخل وإكسابها مضمونا جديدا علميا يقوم على مبدأ الحرية والمساواة. هكذا يبدو الدين هو العلم العام كما يصرح سان سيمون .
 
=== عودة إلى مفهوم الدين ===
سطر 108:
=== قراءة في المقاربة الوضعية للأديان عند سان سيمون ===
 
السؤال : لماذا ينظر الكثير إلى سان سيمون على انهأنه من مؤسسي علم الاجتماع الديني؟
 
لانه في واقع الأمر ساهم ولو بشكل محدود في تأسيس هذا العلم. ومن حيث الجوهر لان سان سيمون قدم الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحلياها تحليلا علميا كبقية الظواهر الأخرى. بل أن سان سيمون قاربها كما فعل ابن خلدون في نظريته حول تداول الحضارات التي تنشأ ثم تقوى ثم تنهار, وهكذا بدا له الدين. إذن الوضعية تخلصت من كل الثوابت المقدسة .
سطر 133:
== مجتمع سان سيمون ==
 
إن مجتمع سان سيمون هو مجتمع صناعي علمي، ومثل هذا المجتمع يبحث عن دماء جديدة لضخها في عروقه كما انهأنه يحتاج إلى وحدة معرفية ومعيارية وبالتالي لابد من القضاء على مخلفات النظام القديم بكل منظوماته وتشكيلاته ومعتقداته وتصوراته وبناه وأنماط تفكيره وتحليله إذا ما أردنا تحقيق العدالة والتقدم فكيف العمل ؟ وما العلاقة بين الدين والمجتمع الجديد ؟
 
يحرص سان سيمون على تجاوز الدين اعتقادا منه انه العقبة التي تشجع الفراغ. ولانه ثمة تناقض بين الفراغ والعمل الجماعي المنتج لذا ينبغي أن نغير مضمون الدين بان نكسبه مضمونا جديدا يتمثل في نظام بشري جديد. ولان الإنتاج الجماعي أو الخلق الجماعي تحديدا يقوم على الانتاجالإنتاج البشري، لذا ينبغي فك التناقضات التي يعاني منها مجتمع ما بعد الثورة – أي المجتمع الصناعي – إذ يلاحظ سان سيمون أن المجتمع ما زال في حالة صراع قائم على:
 
* معرفة لاهوتية ومعرفة علمية .
سطر 166:
* التأكيد على سعيه إلى تكوين مجتمع حر .
* التأكيد على نشر المبادئ والقيم التي ستكون أرضية النظام الجديد .
* التأكيد على إنأن النظام الاجتماعي يستند على ثلاث فئات :
 
أ‌. الفنانون لأنهم يفهمون قيم التغير ويشكلون أداة تشجيع للمجتمع حتى يغير أوضاعه القائمة .
سطر 174:
ت‌. الصناعيون الذين يشجعون المجتمع على القبول بالمؤسسات الجديدة .
 
أما منطق الترتيب أعلاه فهو التقاء الإلهام مع التفكير ومع الإبداع والمهم في هذا التصنيف أن الصناعيين يتربعون على قمة المجتمع الصناعي وفي أعلى مراتب النظام الاجتماعي الجديد. ولنقرأ أهميهأهمية المقولة التالية لـ سان سيمون :
 
[ لو حدثت في ليلة صماء فاجعة مفاجئة ذهبت بأكثر الشخصيات الكبرى من الأسرة المالكة والوزراء وكبار القضاة…وسواهم ممن هم في هذه الطبقة، فان الشعب الفرنسي سيبكيهم حتما لانه شعب حساس، ولكن هذه الفاجعة لا تبدل شيئا مهما أو تغير تغييرا ذا اثر في أعماق الشعب، أما لو ذهبت هذه الفاجعة برؤوس العلماء والصناعيين وأرباب المصارف والبنوك … فان خسارة المجتمع فيهم كبيرة جدا لان مثل هؤلاء لا يمكن تعويضهم بسهولة !!] ( راجع : تاريخ السوسيولوجيا / غاستون بول ) .
سطر 187:
هذا يعني أن الوضعية بالمضمون السان سيموني تعبر عن مردودية الفرد وليس فقط تغيرا في الأوضاع الاجتماعية والسياسية. كما يعني أن سان سيمون يراهن على دور المجموعة على التغير، هذه المجموعة التي تبنى على ثلاث مستويات وهي :
 
* الإنتاج
* الانتاج
* التقنية
* الصناعة
سطر 235:
هو الأسلوب العلمي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر الكونية والطبيعية والبيولوجية .
 
* الاسلوبالأسلوب الثاني :
 
هو التفكير الديني الميتافزيقي الذي يستعمله الناس للتفكير في الظواهر المتعلقة بالإنسان والمجتمع .
سطر 386:
* الأسرة :
 
هي أول خلية في جسم التركيب الجمعي وهي ابسط وسط يتحقق فيه مظاهر الحياة الاجتماعية من امتزاج للعقول وتفاعل للوجدانات واختلاف في الوظائف وتنوع في الأعمال وهي أيضا اتحاد له طبيعة أخلاقية لان المبدأالاساسيالمبدأالأساسي في تكوينها يرجع في نظر كونت إلى وظيفتها الجنسية والعاطفية، إذ ثمة ميل متبادل بين الزوجين من جهة وعطف متبادل بينهم والأبناء من جهة أخرى .فالمشاركات الوجدانية موجودة بين افراد هذ المجتمع الصغير وثمة واجبات على كل فرد في الأسرة ثمة وتربية ونزعة دينية يغرسها الوالدان في أولادهم.
 
* المجتمع :
سطر 408:
 
ويجدر التذكير أن كونت درس النواحي الاقتصادية والأخلاقية والدينية في المجتمع، ونقد النظريات الاقتصادية السائدة في عصره وكذا الأخلاقية والحاجة الماسة إلى مجموعة منظمة من العقائد.
ولكن ايضاأيضا للنظريات الاقتصاديه تاثير كبير على مدى الترابط الاسرىالأسرى بغض النظر عن المستوى المعيشي للاسره.
 
== ثالثا : أسس الدراسة ومنهج البحث ==
سطر 426:
== منهج البحث ==
 
ثمة نوعين من البحوث التي تؤدى إلى كشف الحقائق في ميدان الظواهر الاجتماعية، ويستعمل أحد هذه الانواعالأنواع ما يسميه كونت بالوسائل المباشرة والآخر بالوسائل غير المباشرة .
 
* الوسائل المباشرة :
سطر 440:
1. الملاحظة
 
ليست هي الإدراك المباشر للظاهرة أو وصف للحوادث. اذإذ ثمة وسائل أخرى تكون مصاحبة لهذه التقنية بحيث تطور وتعمق من فهمنا للظاهرة الملاحظَة :
 
مثلا :
سطر 491:
 
* مقارنة المجتمعات الإنسانية ببعضها .
* مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحدهماأحدهما تطورت بسرعة وأخرى بطيئة التطور .
* ملاحظة وجود مجموعة من النظم في مجتمع بينما لاتؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر أو ليست بالدرجة نفسها.
 
سطر 510:
§ وهو المنهج الذي أقام كونت على أساسه " قانون الأدوار الثلاثة ".
 
§ وهو منهج يعبر عن فلسفة كونت نفسها أكثر مما يعبر عن حقائق علمية، لان كونت نفسه يقدم وسائل منهجية لدراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية تنسف ما يدعيه لا سيما أن الظواهر تتطور أو تبطئ أو تؤدي وظائف مختلفة في مجتمعات مختلفة، كما انهأنه يقر بالتباين والاختلاف لنفس الظواهر وما بين المجتمعات .
 
§ فلماذا ينظر إلى الإنسانية كوحدة واحدة في التطور والتقدم ؟ وكيف يفسر كونت الآن وجود دول متقدمة وأخرى متخلفة وأخيرة بدائية إذا كان خط التقدم والتطور واحدا ؟
سطر 578:
أ. نماذج التماثل والتشابه أو التجانس :
 
إن الانواعالأنواع الدنيا من النبات يكون التشابه فيها أكثر وضوحا من الاختلاف في حين أن الانواعالأنواع العليا من النبات يكون الاختلاف فيها بارزا. كما أن الانواعالأنواع الدنيا في الحيوان تكون هي الأخرى متماثلة كالأميبيا والإسفنج .
 
ب. نماذج الاختلاف والتباين أو اللاتجانس :
سطر 588:
في الأنواع الدنيا من النبات والحيوان فان الجزء يؤدي حصرا وظيفة الكل فإذا قطعنا جزء من جسم الإسفنج فالحياة مستمرة لان باستطاعة الجزء أن يعيش ويقاوم حتى يصل إلى حالة التماثل الأولى وكذلك الأمر في بعض النباتات. هذا يعني أن التطور لن يصل في احسن الأحوال إلا إلى حالة التجانس أما اللاتجانس فلا. هذا يعني أيضا أن الجزء مستقل عن الكل حيث قوى النمو والتوالد كامنة فيه .
 
أما في الانواعالأنواع العليا من النبات والحيوان فان الجزء لا يؤدي وظيفة الكل كما أن الجزء مستقل عن الكل نسبيا غير أن التباين والاستقلالية لا تعني الانفصال بل التكامل كما أن العضو مثلا في الإنسان لا تكمن فيه قوى النمو والتوالد لذا فهو يؤدي وظيفة معينة إلى جانب وظائف الأعضاء الأخرى بحيث أن عملية التكامل الوظيفي تؤدي إلى وحدة القصد والهدف .
 
* القانون العام :
سطر 680:
1. من حيث التشابهات :
 
فالمجتمع كالفرد مزود بجهاز للتغذية يتمثل في هيئاته وطبقاته المنتجة، ومزود بدورة دموية تتمثل في نظم التوزيع وطرق المواصلات، ومزود بجهاز هضمي وإخراجي يتمثل في نظام الاستهلاك، ومزود بجهاز عصبي يتمثل في الحهاز التنظيمي والادارةوالإدارة والحكومية التي تتولى قيادة المجتمع والاشراف على مصالحه.
 
2. من حيث الفروقات :
سطر 688:
V ولكن في المجتمع فان العناصر / العوامل إنما تؤدي إلى الوحدة / الكلية لانها عناصر خارجية وليست عضوية كما هو التركيب العضوي للفرد. وهذه العوامل تتجلى باللغة والعواطف والانفعالات والافكار والمعتقدات والتقاليد والعرف ...الخ
 
v ان الجهاز العصبي ـ مثلا ـ في عقل الكائن يشغل جزء صغيرا من التركيب البيولوجي \العضوي للفرد، بينما في المجتمع نجده ممثلا بالجهاز التنظيمي والادارةوالإدارة والقيادة. أي أنه موزع بين الافراد ولكل إنسان الحق في المساهمهالمساهمة فيه في اطار توجيه المجتمع .
 
v المجتمع يشبه الفرد من حيث النشأة والتكوين، حيث ينشأ بصورة بسيطة ضيقة النطاق ثم يأخذ حجمه بالنمو وعدد افراده بالتكاثر. اذن المجتمع يشبه الكائن الحي في حالة النشأة أي في الحالة التي يتبعها تميز في الهيئات والاعضاء والتركيب المعقد [ انتقال من التجانس اللامحدود الي التباين المحدود ] ولكن نمو المجتمع لا يكون عن طريق التزايد البسيط الضيق بل من خلال اندماج هيئاته واتحاد بعض المجتمعات الصغيرة وتفاعل اتجاهاتها والتيارات التي تسودها، هنا تبدأ حالة التعقيد في بنية المجتمع وتركيبه .
سطر 694:
== المجتمع بين الاستقرار والانحلال ==
 
يقضي قانون النشوء والارتقاء بخضوع الكائنات الحية لوجهي القانون. فإذا كان الكائن الحي ينشأ وينمو فهو ايضاأيضا ينحل. وهكذا المجتمع حين يشبهه سبنسر بالكائن الحي فهو حتما خاضع للوجه الاخرالآخر للقانون وهو الضعف والانحلال .
 
1. استقرار المجتمع :
 
ان نشوء المجتمع مرحلة تتواصل مع مرحلة النمو، وما بين اكتمال نمو المجتمع وتعقيده من جهة وانحلاله من جهة اخرىأخرى ثمة مرحلة استقرار يبلغ فيها المجتمع من القوة ما يزيد من اندماج عناصره وهيئآته وتماسكها. في هذه المرحلة يكون المجتمع في أوج استقراره. فما الذي يحدث عند استقرار المجتمع ؟
 
ما ان تستمر الحياة لاجتماعية إلى حد ما حتى تاخذ الظواهر والنظم الاجتماعية في الارتقاء والتطور، وهذه العملية تعني الانتقال من حالة التجانس إلى حالة التباين والتخصص. وخلال انتقالها من حالة إلى حالة فإن الظواهر والنظم الاجتماعية ستتاثر بنوعين من العوامل :
سطر 704:
§ العوامل الداخلية :
 
تتعلق هذه العوامل بالناحية الفردية. أي كل الخواص الفردية ذات الصلة بالتكوين الطبيعي والتكوين العاطفي العقلي للافراد الذين يكوِّنون المجتمع. فالظواهر التي تقوم في المجتمع تنشأ في واقع الامرالأمر متاثرة بالخواص الفردية هذه. بمعنى ان الافراد يشكلون ظواهر المجتمع وفق الخواص المشار اليهاإليها.
 
§ العوامل الخارجية :
سطر 712:
2. انحلال المجتمع :
 
ان ارتقاء وتطور المجتمع عملية تنسحب على شتى مناحي الحياة الاجتماعية من نمو في الوحدة السياسية ( الاسرة،الأسرة، قبيلة، مدينة، دولة، هيئة، أمم...الخ ) والوحدة الاقتصادية (صناعة منزلية، مهن، ثورة صناعية آلية ثم ثورة صناعية كهربائية، وكذلك نظم الشركات المساهمة والاحتكار والاستعمار...الخ ) ونمو في الوحدة السكانية (عائلة ثم قرية ثم مدينة ...الخ )...الخ
 
ان التطور كان وما يزال مصحوبا بظاهرة ملازمة هي ظاهرة " تنافر القوى وتنوع الوظائف وتفرع الاختصاصات ". فالعامل الاجتماعي ازداد تنوعا فيما ازدادت المهن والصناعات تخصصا وخضعت مظاهر الانتاجالإنتاج الاخرىالأخرى لهذه المبادئ. لا بل نجد تنوعا بين خصائص الريف والمدن وبين دولة وأخرى أو بين وحدة اقليمية واخرى،وأخرى، وفي كل ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية نجد تطبيقات صحيحة لهذه المبادئ في السياسة والدين والاخلاق والعلم والفن والاقتصاد.
 
وفي المقابل نجد انحلال يعقب التطور. إذ ثمة مجتمعات تضعف بعد قوة ومدنا تتقوض وتنحل وتفقد مكانتها، ودولا يحل بها الظلم والهوان والفقر والتخلف بعد مجد وسلطان وأخرى تقوم من جديد وتأخذ بأسباب النشوء والارتقاء في عملية خلق متجددة في الحياة الإنسانية .
سطر 732:
1. من ناحية التكوين المورفولوجي : مجتمعات بسيطة أومركبة
 
في هذا النوع تكون الوحدات الاجتماعية أو التجمعات البشرية متجانسة بما يشبه الفوضى البدائية شأنها في ذلك شأن الانواعالأنواع الدنيا من الحيوان ثم تاخذ في النمو كما ينمو جسم الإنسان فترتقي وتتجه بالتدريج نحو التعقيد في التركيب والتنوع في الوظائف والظواهر والنظم ومن ثم الاستقرار. ومن الضروري أن يحدث اتحاد بين هذه التجمعات إما عن إرادة وقصد وإما عن طريق القهر والتغلب لكي يحصل الانتقال من حالة التجمعات البسيطة الساذجة إلى حالة التعقيد والتركيب .
 
2. من ناحية الوظيفة : مجتمعات حربية أو صناعية
سطر 740:
== النظرية الوظيفيــــــة ==
 
اولاأولا : جذور النظرية
 
لما نتعرض للوظيفية بالدرس والتحليل والفهم علينا اولاأولا ان نأخذ بعين الاعتبار ان للنظرية الوظيفية :
 
1. جذورا ابستيمية ومعرفية تسبق تحول الوظيفية إلى نظرية، ولما نبحث عن الجذور فاننا في الواقع نقوم بمقاربة للوظيفية كمفهوم قبل ان نقف عليها كنظرية هذه الجذور المعرفية نجدها لدى علماء الاجتماع الاوائلالأوائل امثال سان سيمون واوجست كونت واميل دور كايم ومارسيل موس وحتى كارل ماركس وماكس فيبر. وهي في وضعها هذا لا تعدو ان تكون مجرد مقاربة ولكنها قابلة للارتقاء إلى مستوى النظرية .
 
2. ان النظرية الوظيفية هي نظرية جزئية وليست نظرية كلية في علم الاجتماع وهذا هو حالها فيما لو قارناها بالنظرية الماركسية التي تقدم نظرة شاملة للمجتمع .
 
3. بدء من العقود الأولى للقرن العشرين اخذت الوظيفية بالهيمنه على ساحة علم الاجتماع خاصة بعد انأن نشطت المدرسة الانجلو سكسونية التي ضمت كلا من روبرت ميرتون وراد كليف براون وتالكوت بارسونز ومالينوفسكي في انجازإنجاز ابحاثأبحاث استندت إلى النظرية الوظيفية أو ما عرف بالبنائية الوظيفية .
 
هكذا علينا أن نقر انه من العبث فهم هذه المقاربة الجديدة قبل ان نرجعها إلى جذورها المعرفية الأولى، أي إلى المقاربة الوضعية التي انبثقت منها. كيف؟
 
لقد اوجد اوجست كونت قطيعة بين ما يسميه هو بقرون الميتافيزيقيا والقرن التاسع عشر أو ما يسميه بالقرن الوضعي العلمي. هذه القطيعة ترتب عليها بروز تصورات جديدة تتعلق بالنظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام المعرفي. كما انأن كونت بشر بوراثة العلماء والفلاسفة والصناعيين لرجال العهد الميتافيزيقي البائد، أي انه بشر بنظام اجتماعي وسياسي سيرتكز على العلم والفلسفة والصناعة. وهكذا، فكلما تغيرت المعرفة بالاتجاه العلمي والوضعي كلما امكن التوصل إلى اقامةإقامة نظام سيلسي وضعي .
 
السؤال : ما هي قيمة التصور الوضعي للاجتماع والسياسة والمعرفة ؟
سطر 758:
قيمة التصور الوضعي تنعكس على علاقة المعرفة بواقعها .أي ان المعرفة لم تعد نظرية مجردة بالقدر الذي ستصبح فيه تطبيقية. في هذا الاطار من التصور الوضعي سيكون دور المقاربة الوظيفية هو التعامل الواقعي مع الظواهر الاجتماعية. فهل حصل مثل هذا التعامل ؟
 
في واقع الامرالأمر نعم. فقد بدأ هذا التعامل الواقعي مع الظواهر مع سان سيمون لما اعترف – مثلا - بمفهوم المواطنة وأعلى من شأنه على حساب مفهوم الكونت، ثم لما اعتبر الدين ظاهرة اجتماعية وجردها من كل مقدس. ولكن مع اوجست كونت كان التعامل الواقعي مع الظواهر ابلغ اثرا حيث جعل من ظاهرة الدولة ظاهرة نمطية فقسمها إلى ثلاثة اقسامأقسام / انماط تعبر عن ثلاث مراحل هي :
 
§ الدولة الثيولوجية تعبير عن المرحلة اللاهوتية .
سطر 764:
§ الدولة الميتافيزيقية تعبير عن المرحلة الفلسفية \الميتافيزيقية – الطبيعية.
 
§ الدولة العلمية تعبير عن المرحلة الاخيرةالأخيرة / الصناعية أو الفكر الوضعي العلمي .
 
بعد هذه التجربة المعرفية في تنميط مراحل التطور البشري الفكري توصل كونت إلى تجاوز الفلسفة النظرية المجردة التي اخفقت لانها عجزت عن تحليل واقع الإنسان وشرع كونت في بناء شجرة المعرفة متوجا اياها بعلم الاجتماع الذي كان عليه ان يلعب دورا اساسياأساسيا في تحليل وافع الإنسان. وهكذا ستكون المقاربة الوظيفية ترجمة لكل التصورات التي حصلت داخل المقاربة الوضعية .
 
ثانيا : المرجعية العلمية للمقاربة الوظيفية
سطر 776:
§ الثانية : هي العلوم البيولوجية
 
ستأخذ الوظيفية هاتين المرجعيتين بعض العناصر الاساسيةالأساسية :
 
العنصر الاولالأول : هو القوانين
 
فالطبيعة تقوم على عدد من القوانين التي تتحكم بظواهرها فإذا ما حدثت تطورات جيولوجية معينة فمن الطبيعي ان يصاحبها أو يتولد عنها عددا من الظواهر الطبيعية. وثمة قوانين طبيعية تندثر بفعل عوامل طبيعية اخرىأخرى لذا نجد اوجست كونت يعرف الظواهر الاجتماعية تماما مثل تعريفه للظواهر الطبيعية ومثال ذلك تعريفه للدين كظاهرة اجتماعية تولد وتنمو وتكبر ثم تشيخ. أي تبدأ مرحلة التآكل والاندثار .
 
العنصر الثاني هو : الوظيفة الكامنة في التحليلات البيولوجية للمجتمع
 
اذإذ نلاحظ ان مفهوم الوظيفة هو مفهوم قديم في علم الاجتماع، فقد بدأ التفكير فبه مع هربرت سبنسر ثم تواصل مع اوجست كونت وتطور مع اميل دوركايم ومارسيل موس وايضا مع سان سيمون. كل هؤلاء هم ممثلي المدرسة الوظيفية الفرنسية.
 
لا شك أن هاتين المرجعيتين ( الطبيعية والبايولوجية ) أرستا مبدأين أساسيين انطلقت منهما المقاربة الوظيفية هما :
 
الاولالأول : ان المجتمع مثل الجسم البشري كلية متكاملة .
 
الثاني : ان كل عضو من اعضاءأعضاء هذا الجسم لا يمكن فهمه الا في اطار كلية .
 
السؤال : ما هي النتيجة التي يمكن انأن نستلخصها بداية من هذين المبدأين ؟
 
الجواب : إن العضو جزء من كل، والعلاقة الرابطة بينهما هي حصرا علاقة تكاملية .
سطر 800:
=== ثالثا : المجتمع من منظور وظيفي ===
 
في إطار هذا التكامل نستطيع القول أن المجتمع يتحدد من خلال وظيفته أو وظائفه. بمعنى أن الوظيفة تتحدد داخل المجتمع، لذا نجد أنثروبولوجي بحجم راد كليف براون يشير في كتابه " الوظيفة العامة " إلى هذه الاخيرةالأخيرة بأنها تلك التي تشمل بقية الوظائف الاخرىالأخرى ولكن هذه بلا ريب نظرة حتمية. وفي هذا السياق ينبغي الاشارة إلى أن مفهوم الوظيفة حين انبثق في القرن 19 اتخذ طابع الحتمية متأثراً بأطروحات المدرسة الاجتماعية البيولوجية التي ترى أنه طالما أن كل جسم بشري يتمتع بعدد من الوظائف الثابتة والحتمية الثابتة فالمجتمع أيضاً يتمتع بعدد من الوظائف الثابتة.
 
مثل هذا الطرح نجده لدى هربرت سبنسر وخاصة لدى أوجست كونت، وفيما بعد سنجد هذا المنطق الحتمي الذي يرى أن مبدأ الوظيفة العامة يتحكم في بقية الوظائف الاخرىالأخرى شائعا عند رواد المدرسة الانجلو سكسونية في علم الاجتماع امثال مالينوفسكي وراد كليف براون وتالكوت بارسونز .
 
هكذا كان لابد من العودة إلى دوركايم لإخراج المفهوم من إطار الحتمية إلى إطار النسبية، فالحتمية والاطلاقيةوالإطلاقية ليست ولا يمكن أن تكون من سمات الوضعية التي تنظر إلى الظواهر نظرة نسبية. لهذا يشار إلى المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع بجهود دوركيم التي نحت بالوضعية التقليدية نحو ما عرف بـ الوظعية الصحيحة.
 
=== رابعاً : مفهوم الوظيفة لدى دوركايم ===
 
يميل دوركايم إلى جعل مفهوم الوظيفة مفهوما نسبيا خاليا من الحتمية. فإذا لم يكن من الضروري اعتبار كل وظيفة تعبير عن حاجة الجسم فليس من الضروري ايضاأيضا أن تكون لكل حاجة وظيفة في الجسم. فما هي أسباب هذه النسبية الوظيفية لدى دوركايم ؟
 
ثمة ثلاثة اسبابأسباب تفسر النسبي عند دوركايم :
 
1. يريد دوركايم ان يحتكر تأسيس العلم الجديد. لذا لن يكون بإمكانه تبني نفس التعريفات التي نجدها عند كلا من كونت وسيمون وسبنسر. ولايجب انأن ننسى ايضاأيضا أن دوركايم يعتبر الكونتية ( أ. كونت ) ضربا من ضروب الفلسفة المجردة في حين انه يدعي لنفسه تأسيس العلم الجديد .
 
2. رغب دوركايم ان يتميز في اطروحاته عن كونت مبينا ان علم الاجتماع لا يقوم على مبدأ الحتمية ولايستند اليهاإليها .
 
3. اراد دوركايم ان يتخلص من هذه المرجعيات غير الاجتماعية وان تكون للظاهرة الاجتماعية مرجعيتها المحضة وليست المرجعية البيولوجية أو الطبيعية.
سطر 820:
'''في المقابــــل :'''
 
4. بدا المجتمع عند كونت وسبنسر على انهأنه كلية اجتماعية، وعليه فان الحياة الاجتماعية والحياة العضوية ستكونان خاضعتين لنفس القانون، قانون التطور .
 
مثال :
 
فالمؤسسات مثلا تملك نفس الاهدافالأهداف والوظائف التي تمثل اعضاءأعضاء الإنسان وهو ما يرفضه دوركايم كون سبنسر يختزل النشاط الإنساني في الوظيفة التي تقوم بها كل ظاهرة اجتماعية والتي يتم ارجاعها إلى حاجيات الجسم الإنساني .
 
أية استنتاجات ؟
سطر 830:
ان الاستنتاجات الرئيسية التي يمكن الخروج بها :
 
§ أن الوظيفية كانت قبل دوركايم تعرف على انهاأنها حالة من التطابق ما بين الجسم وحاجاته، فكلما عبر الجسم عن حاجة ما الا واستشعر الحاجة إلى وظيفة ما.
 
§ ان المقاربة الوظيفية انطلقت من هذا التطابق الكلي مابين الوظيفة والحاجة. لماذا ؟ لان علوم البيولوجيا كانت تشكل نوعا من مرجعيات علم الاجتماع لدى دوركايم وكونت وسيمون ... الخ.
سطر 838:
§ يعتبر دوركايم ان الممارسة السوسيولوجية لا ينبغي ان تعتمد على الحتمية لذا يؤكد على نسبية الوظيفة " فليس الشعور بالحاجة يستوجب الوظيفة " .
 
§ من جهة اخرىأخرى هناك اعتبارين لدى دوركايم يقفان خلف تنسيبه للظاهرة الاجتماعية :
 
الاعتبار الاولالأول : هو صعوبة اعتماد التحليل الحتمي في علم الاجتماع. فالظاهرة الاجتماعية نسبية بحكم ظروف نسبية انتاجهاإنتاجها وظروف التحكم فيها .
 
الاعتبار الثاني : هو ان الظواهر المعتلة والشاذة هي ايضاأيضا لها وظائف ولايمكن القول بانها ظواهر غير طبيعية. وهذا يعني ان علم الاجتماع لا يبحث في علة الظواهر بقدر ما يبحث عن الوظيفة التي يمكن انأن تؤديها ( في العلاقات والادوار ) .
 
== خامسا : قضايا الوظيفية وتصوراتها ==
 
للوظيفية قضايا كبرى تشكل منطلقات لها في أي تحليل سوسيولوجي .اذإذ يمكن الحديث عن بعض المفاهيم التي ينبغي التعرف عليها بالنسبة للوظيفية كرؤية سوسيولوجية. فما هي ابرزأبرز هذه القضايا أو المفاهيم ؟
 
اولاأولا : تصورها للمجتمع
 
والسؤال هو: كيف تنظر الوظيفية إلى المجتمع ؟ وكيف تتصوره ؟
سطر 858:
§ وذو طبيعة متسامية ومتعالية تتجاوز وتعلو كل مكوناته بما فيها ارادة الإنسان .
 
§ هذا التجاوز أو التعالي الذي تتحدد شروطه من خلال الضبط والتنظيم الاجتماعيين اللذين يُلزمان الاشحاص بالانصياع لهذه الطبيعة المتسامية والالتزام بها. اذإذ ان أي انحراف عنها يهدد اسسأسس بناء المجتمع التي تعد المحافظة عليه وصيانته وتدعيم استمراريته غاية بحد ذاتها .
 
* شروحـات:
سطر 864:
ان عبارة التصور الاجتماعي ذو الطبيعة المتعالية هي عبارة ذات جذور دوركايمية توازي مقولة دوركايم الممثلة بـ ( الضمير الجمعي ) ؛ فللمجتمع ضمير يسمو ويتعالى على ضمائر الافراد مجتمعين أو منفردين .
 
وحسب الوظيفية فالمجتمع مجموعة لا متناهية من البنى وكل منها يقوم بوظيفة فإذا تساءلنا مثلا : لماذا بنية المجتمع الاسريةالأسرية صغيرة ؟ نجيب بأن المجتمع يحتاج إلى مثل هذا النوع من الاسرالأسر كونها تلبي حاجات ووظائف اجتماعية. ان الضبط الاجتماعي هو أية وسيلة يستعملها المجتمع للتحكم بسلوك الافراد سواء عن طريق اللغة، الاعراف، التقاليد …الخ فهذه العملية تمثل رقيب اجتماعي. فالافراد الذين يتكلمون لغة معينة أو يختصون بعادات وتقاليد واعراف وتصورات معينة يصبحوا تلقائيا مقبولين في المجتمع ومعبرين عنه وعن احتياجاته ووظائفه وضميره الجمعي .
 
ان التنظيم الاجتماعي هو نتيجة للضبط الاجتماعي. وهاتان الآليتان ( التنظيم والضبط ) هما المسؤولتان عن الزام الافراد والجماعات بالانصياع لهما والالتزام بهما. واي انحراف عنهما سيهدد الاسسالأسس الاجتماعية. ولا شك أن الوظيفية تمتاز بحساسية كبيرة تجاه عوامل التغير في المجتمع. فالتغير الاجتماعي ليس غاية انما هو تهديد في حين ان الوظيفية تستهدف المحافظة على المجتمع وتحقيق الاندماج الاجتماعي .
 
== ثانيا : مسالة التوازن الاجتماعي ==
 
توصف الوظيفية في بعض الاحيانالأحيان بانها :
 
§ اتجاهات للتوازن. أي انها ترى التوازن واقعا وهدفا يسعى المجتمع إلى أداء وظائفه وبقائه واستمراره .
 
§ إذا كانت الوظيفية عبارة عن اتجاهات للتوازن فان هذا التوازن يتحقق بعمليات التناسق بين مكونات البناء الاجتماعي والتكامل بين وظائفه الاساسيةالأساسية .
 
§ هذا التوازن يعمل على تحقيقه شريط مفاهيمي تشترك فيه القيم والمعايير الثقافية والافكار التي يرسمها المجتمع لافراده وجماعاته الذين لايملكون حق الخروج عليها والا وقعوا تحت وطأة جزاءات الضبط الاجتماعي الرسمي وبالتالي تصنيفهم في عداد المنحرفين الخارجين عن مسيرة المجتمع .
سطر 884:
== البنيويـــة الوظيفيــــة ==
 
اولاأولا : مكانة البنيوية الوظيفية في علم الاجتماع
نالت هذه النظرية النصيب الاوفر من الكتابات التي تصدت لموضوع النظرية الاجتماعية. وحتى اواخر الستينات من القرن العشرين ظلت هي النظرية المهيمنة على ساحات علم الاجتماع بل انها أكثر النظريات انتشارا وهيمنة.
 
ومع انها شهدت تراجعا ملحوظا عن مكانتها منذ السبعينات من القرن العشرين بسبب ظهور نظريات اخرىأخرى كعلم الاجتماع الديناميكي وعلم اجتماع التنظيمات والفردوية المنهجية والبنيوية التكوينية إلا ان هذا التراجع لا يبرر عدم التوقف عندها ومحاولة فهمها لاسيما إزاء المدة الطويلة التي هيمنت فيها على الساحة الاجتماعية .
 
أيضا وقبل الدخول في ماهية النظرية ينبغي الاعتراف بان البنيوية الوظيفية هي نظرية كبيرة وليست نظرية صغيرة، فهي تنطلق من المجتمع ولا تعطي أهمية للفرد، ولكونها نظرية مجتمعية فهي غير مستوحاة من الفرد .
 
في اواخر ايامهاأيامها تعرضت النظرية لموجة من النقد. فقد قام عالم الاجتماع الأمريكي " الفن غولندر " سنة 1970 بتحليل نقدي لعلم الاجتماع الغربي من خلال نقده للبنيوية الوظيفية ذاتها. وثمة من نعتها بانها الطغيان الامبريالي. أما عالم الاجتماع الأمريكي ( ويلبرت مور 1978 ) الذي ارتبط اسمه كثيرا بالنظرية الوظيفية فقد مثَّل شاهد من اهله حين اعترف بان استعمال البنيوية الوظيفية اصبحأصبح محرجا في علم الاجتماع المعاصر ( النظري ) .
 
'''ثانيا : ما هي البنيوية الوظيفية ؟'''
 
احياناأحيانا نكتفي باستعمال اللفظ " الوظيفية " للدلالة على النظرية. ولكن من اين اتت التسمية بـ" البنيوية الوظيفية " ؟
 
لقد أسمى دوركايم المجتمع بالحقائق الاجتماعية. وعندما ننظر إلى المجتمع بهذا المحتوى فاننا ننظر إلى البنى الاجتماعية بما فيها المؤسسات والبنى الطبقية والنوع الديمغرافي للسكان باعتبار المجتمع مدني. فلو نظرنا إلى البنية الاسرية [ اب، ام، اخ ،...الخ ] كإحدى بنى المجتمع المدني وتساءلنا : ماهي وظيفة هذه البنية بالنسبة لاستقرار المجتمع ؟ سنلاحظ اننا بصدد مواجهه عبارة " البنيوية الوظيفية " التي تفسر لنا الوظائف التي تؤديها البنى في المجتمع .
سطر 901:
* إذن البنيوية الوظيفية هي :
 
[ رؤية سوسيولوجية ترمي إلى تحليل ودراسة بنى المجتمع من ناحية والوظائف التي تقوم بها هذه البنى من ناحية اخرىأخرى ] .
 
هذا يعني ان البنى لم توجد بطريقة عشوائية لان لها وظائف سوف تقوم بتحقيقها. وبهذا المعنى فان للبنى الاجتماعية حتمية لامفر منها وهي وجود وظائف لها. هكذا فلكل بنية اجتماعية وظيفة تؤديها، وبما انأن كل شئ محكم فسوف تسير الامورالأمور على ما يرام في المجتمع دون انتظار طويل للصراعات والثورات، فالمجتمع عبارة عن سيمفونية من الوظائف تتسم بالتناسق والتوازن .
 
== ثالثا : أشكال البنيوية الوظيفية ==
سطر 915:
مثال :
 
الاسرةالأسرة النووية التي تتكون عادة من أبوين وبضعة أولاد ظهرت لتلبي بعض الحاجات الفردية كالتمتع بالحرية والعيش بالاستقلالية والعمل والتربية الخاصة في مقابل ذلك لم تعد الاسرةالأسرة الممتدة المكونة من الابوين والابناءوالأبناء والازواج والزوجات وابناءهموأبناءهم ؛ لم تعد قادرة على تلبية الحاجات الفردية .
 
2. الوظيفية العلاقاتية
سطر 923:
3. الوظيفية الاجتماعية
 
هنا يقع التركيز على البنى والمؤسسات الاجتماعية الكبرى وعلى علاقاتها ببعضها البعض وتاثيراتها الموجهة لسلوكات الافراد والمجتمعات كالوظيفية التي تقوم بها مؤسسات كالجامعة أو المستشفى أو الاذاعةالإذاعة أو التلفزيون أو الاسرةالأسرة أو المسجد أو المدرسة... فالمسألة تتعلق بالمجتمع لا بالافراد .
 
رابعا : الاصولالأصول الانثروبولوجية والبايولوجية للنظرية
 
ظهر مصطلح الوظيفية في الثلاثينات من القرن العشرين عند علماء الانثربولوجيا على الخصوص أمثال راد كليف براون وبرونسلوي مالينوفسكي. وفي الاربعيناتالأربعينات درَّس هذان العالمان في جامعة شيكاغو مما أدى إلى انتشار مصطلح الانثربولوجيا الوظيفية في الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما بعد مثلت اعمال كل من تالكوت بارسونز وروبرت ميرتون البنيوية الوظيفية في أعمق ما كتب حول النظرية التي تنظر إلى المجتمع باعتباره نظاما نسقيا يتمتع بالكثير من الانسجام بين مكوناته البنيوية. أما النظرية البايولوجية فتعد أحد مرجعيات الوظيفية، ومنها يمكن القول انه إذا كانت العناصر المكونة للجسم الإنساني تكون وحدة بيولوجية متكاملة، أي سيفونية متكاملة تتسم بالانسجام، إلا أن الوظيفيين وكما هو الحال في النظرية الاجتماعية البيولوجية في ملاحظاتها لفروق بين الجسم البشري والمجتمع لا يتجاهلون أيضا عنصر الصراعات في المجتمعات لكنهم ينظرون اليهاإليها بوصفها توترات بريئة. أي انها عبارة عن تمهيدات إلى اقامةإقامة نظام اجتماعي أفضل. فهي في منظورهم ايجابية وليست هدامة للمجتمع .
 
خامسا : الاصولالأصول السوسيولوجية للنظرية
 
ان البنيوية الوظيفية كنظرية سوسيولوجية تعتبر المجتمع مجموعة من التنظيمات المتراتبة التي يساهم كل منها في الاستقرار الاجتماعي للمجتمع هذا يعني أن الوظيفية تركز أكثر ما يكون التركيز على التوازن الاجتماعي للمجتمع وليس على التغير الاجتماعي. فالعناصر المكونة للمجتمع تُدْرَس من حيث الوظيفة الخاصة والمحددة التي تقدمها للحفاظ على ترابط النسق الاجتماعي لهذا المجتمع أو ذاك. أما النسق الاجتماعي فهو عبارة عن مجموعة من العناصر المترابطة بعضها ببعض، وأي خلل في أحدها لابد وان يؤثر في باقي العناصر. وبدورهم يقول الوظيفيون ان النسق الاجتماعي يمكن انأن يحافظ على الاستقرار طاما ان كل عنصر يقوم بوظيفة .
 
أخيرا يمكن القول ان كونت ودوركايم وسبنسر كانوا أهم ثلاثة رواداجتماعيين اثروا تاثيرا كبيرا على النظرية البنيوية الوظيفية .
سطر 937:
1. اوجست كونت
 
نظر كونت إلى المجتمع باعتباره وحدة تتمتع بالكثير من الاستقرار، وعلى الرغم من انه عارض الثورات والانقلابات والانتفاضات الا انه لم يبد قلقا على مصير المجتمع بما انأن الاستقرار يغلب عليه. بل ان كونت كان مؤمنا بان المجتمع يتصف بالتوازن وليس بالصراعات. لذا رأى في الانساق الاجتماعية وكأنها أنساق عضوية أو بيولوجية .
 
2. الوظيفية عند سبنسر
 
رأى سبنسر أن المجتمع في انساق يتشابه مع كثير من الانساق البيولوجية بل انه أكثر الرواد الذين شبهوا المجتمع بالانساق البيولوجية، فالكائنات العضوية والانساق الاجتماعية في المجتمع هي كائنات متشابهه من حيث قدرتها على النمو والتطور. ان ازدياد حجم الانساق الاجتماعية كازدياد الكثافة السكانية – مثلا - سيؤدي إلى ازدياد انقسام المجتمع إلى انساق أكثر تعقيدا وتمايزا وهذا هو حال الاعضاءالأعضاء البيولوجية أو الكائن الحي. وقد لاحظ سبنسر ان التمايز التدريجي للبنى في كل الانساق الاجتماعية والبيولوجية يقترن بتمايز تدريجي في الوظيفة. ولعل أهم ما جاء به سبنسر هو استعماله لمصطلحي " البنية والوظيفة "هاتين الكلمتين بلورهما سبنسر أكثر من كونت .
 
أخيرا فان قانون التطور الاجتماعي الذي جاء به سبنسر قد اثر في نظريات التطور عند علماء الاجتماع الوظيفيين الذين جاؤوا بعده وفي طليعتهم تالكوت بارسونز ودوركايم .
سطر 947:
3. الوظيفية عند اميل دوركايم
 
لاميل دوركايم دور موثر في تأسيس النظرية الوظيفية. ومبدئيا فان تاثيرات كونت وسبنسر في الوظيفية تجد امتدادتها عند دوركايم في الكثير من ابحاثه سواء المتعلق منها بـ" تقسيم العمل الاجتماعي " أو " الاشكال الاوليةالأولية للحياة الدينية ". أما فعليا فثمة معالجة لمفهوم الوظيفة وعلاقتها بالبنى الاجتماعية كالدين والعمل والثقافة والفرق بين السبب الاجتماعي والوظيفة الاجتماعية ...الخ
 
=== بعض اسهامات دوركايم في تأسيس البنيوية الوظيفية ===
سطر 974:
مثال : وظيفة الشعائر الدينية
 
يقدم دوركايم في كتابه " الاشكال الاوليةالأولية للحياة الدينية " نموذجا للمعنى الاجتماعي للشعائر الدينية أو الحفلات المراسمية. ففي نظره تحقق الشعلئر الدينية التماسك الاجتماعي من خلال أدائها لاربع وظائف :
 
§ مراسم الحفل، وهذه تهيئ الفرد للحياة الاجتماعية من خلال فرض الطاعة عليه .
سطر 1٬011:
في كتابه " التربية الاخلاقية "، المنشورات الاجتماعية بفرنسا 1966 " يعرف دوركايم المجتمع كما يلي :
 
1.المجتمع لايمكن انأن يستمر الا إذا وجدت درجة كافية من التجانس والتربية ترسخ وتدعم هذا التجانس .
 
2. أما وظيفة المجتمع فهي تحقيق التجانس، وادوات التجانس هي التربية .
سطر 1٬017:
وفي نفس الكتاب نجد نفس الفكرة تقريبا : " ان المجتمع هو قبل كل شئ ضمير، وهو ضمير المجموعة الذي يجب ايصاله إلى الطفل " .
 
يبدو من خلال هذين التعريفين أن الوظيفة التي يشير اليهاإليها دوركايم هي وظيفة اجتماعية بحتة تحقق تجانس المجتمع، وبما انأن دوركايم يشتغل في حقل اجتماعي متكون " ناجز " فمن الطبيعي ان يُنَسِّب الوظيفة الاجتماعية بخلاف مالينوفسكي وراد كليف براون اللذان دافعا عن حتمية الوظيفية. فكيف نفسر هذا الاختلاف ؟
 
== الوظيفية في علم الاجتماع الأمريكي ==
 
ان ظهور المدرسة الوظيفية عند بعض رواد علماء الاجتماع الغربيين ما لبث ان انتقل إلى العالم الجديد وباتحديد إلى المجتمع الأمريكي حيث عرفت الوظيفية أوج نموها بين العديد من علماء الاجتماع الأمريكي فيما بين الخمسينات 1956م والسبعينات 1975م من القرن العشرين، اذإذ اصبحتأصبحت المدرسة السوسيولوجية تتمتع بسلطة لا تضاهى في هذه الفترة بالذات. أي انها كانت سيدة الموقف كنظرية سوسيولوجية معاصرة والأكثر انتشارا.
 
=== أولا : الوظيفية عند تالكوت بارسونز ===
سطر 1٬027:
يعد بارسونز أشهر عالم اجتماعي وظيفي في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي على العموم. وعلى امتداد أكثر من نصف قرن من الكتابة والبحث استطاع بارسونز طبع علم الاجتماع بتحليلاته الوظيفية، وهو مثل ألن تورين وبيير بورديو وجاك بيرك وآرون تتميز كتاباته بالاسلوب الصعب في حين ان كتابات روبرت ميرتون هي الأسهل في علم الاجتماع .
 
ان أكبر مساهمة جاء بها بارسونز في علم الاجتماع هي تركيزه في التحليل السوسيولوجي على المجتمع ككل. ويرى بارسونز ان هذا التركيز يساعد عالم الاجتماع على تحاشي الاهتمام بدراسة مواضيع معزولة مثل جنوح الاحداث أو المشاكل العائلية. ويعتقد انهأنه يجب دراسة تلك القضايا في اطار عمل النسق الاجتماعي ككل .
 
هذا الوظيفي العملاق يلاحظ ان الرؤية الوظيفية تبدأ من الكلي وتتجه نحو الاحداث. فعندما نرى جزئية في المجتمع فاننا سنحاول تفسيرها وليس العكس بان نفسر المجتمع من خلال جزيئاته. وفي توجهاته النظرية يتشابه بارسونز مع كارل ماركس في هذه النقطة بالذات أي ان كلا منهما يركز تحليله على المجتمع ككل وهذا واضح في كتابات كارل ماركس الذي انطلق من المجتمع في طبيعته، من الناس ومن المجتمع ككل. لذا نرى بارسونز ايضاأيضا يتبنى منهج كارل ماركس الذي انطلق من الكل لتحليل الجزئيات .
 
ان علماء الاجتماع الوظيفيين الذين ساروا على خطى بارسونز جعلوا من الاستقرار الاجتماعي الهدف النهائي للتحليل السوسيولوجي. وهذا يعني انهم يركزون في المقام الاولالأول على الظروف التي تؤدي إلى علاقات اجتماعية متلاصقة وإلى الادماج السهل للعديد من الاجزاءالأجزاء المفصولة في المجتمع وترتيبها في وحدة مترابطة .
 
فتحليل بارسونز يفيد بان تركيبة المجتمع الأمريكي تتكون من [ فئات بيضاء وسوداء واسيويةوآسيوية وامريكية لاتينية ] ومداخيل مختلفة [ اغنياء، وفقراء، متوسطو الدخل ومتدينون ] وفئات عمرية مختلفة [ كهول، شيوخ، اطفالأطفال ...الخ ]. ويتساءل بارسونز : كيف تسطيع هذه الفئات المتباينة ان تتضامن مع بعضها بطريقة متناسقة نسبيا دون انأن يذهب كل في طريقة بحيث تكون النتيجة الصراع الخطير ؟
 
هذا التساؤل يطرح في واقع الامرالأمر قضية " التآلف " عند دوركايم أو ما يعرف بالتضامن الآلي في المجتمعات البدائية والتضامن العضوي في المجتمعات الحديثة. هذا هو ما يشدد عليه بارسونز الذي يعتقد انأن التحليل الوظيفي يؤكد انه رغم التباينات والاختلافات والفروقات فان المجتمع يؤمن لنفسه الاستقرار وبالتالي ينبغي الا نتخوف من تنوع التركيبة المجتمعية، فثمة نوع من الادماج الذي يتكون من اجزاءأجزاء تترابط بفعل عوامل اللغة مثلا. فاللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية وكل شخص يحضر إلى الولايات المتحدة عليه واجب تعلم اللغة الإنجليزية .
 
لقد عالج بارسونز بعض المؤسسات المحددة كالاسرة والاقتصاد والدين والحكومة ليبين كيف يساهم كل منها في الاستقرار الاجتماعي، ولو اخذنا الاسرةالأسرة كنموذج لدراساته ووظيفتها في الاستقرار الاجتماعي فسنرى كيف يبين لنا بارسونز ان للاسرة النووية الأمريكية وظيفتين هما :
 
1. التنشئة الاجتماعية للاجيال الجديدة، فلكي يقع دمج هذه الاجيال بالمجتمع الكبير ينبغي عليها ان تتعلم القيم الاجتماعية والثقافية والانشطة والمهارات الاجتماعية لمجتمعها .
 
2. تعمل الاسرةالأسرة النووية بنظر بارسونز على تمكين شخصية الكهول من الاستقرار. فالعمل والعلاقات الخارجية عن الاسرةالأسرة في المجتمع يمكن انأن تكون صعبة ومصدرا للضغوطات على الافراد والكهول ومن ثم يعتقد بارسونز ان وظيفة الاسرةالأسرة الحديثة تتمثل في التقليل من درجة التوتر الناتج عن المحيط الخارجي للاسرة وهكذا تحافظ الاسرةالأسرة النووية على توازن واستقرار شخصية الكهول وهو ما لم تعد توفره الاسرةالأسرة الممتدة في المجتمع الصناعي .
 
ثانيا : الوظيفية عند روبرت ميرتون [ = الوظيفية الامبريقية المتوسطة ] و" الوظيفيون الجدد "
سطر 1٬053:
1. الوحدة الوظيفية للمجتمع
 
ترى هذه المسلمة ان كل العقائد والممارسات الثقافية والاجتماعية تؤدي وظيفة واحدة لكل من الافراد والمجتمع. كما تعتقد انأن اجزاءأجزاء النسق الاجتماعي تتمتع بدرجة عالية من التكامل. وفي هذه النقطة بالذات يشير ميرتون إلى صحتها ولكن بالنسبة للمجتمعات البدائية الصغيرة وليس بالنسبة للمجتمعات الكبيرة المعقدة. لذا ينبغي عدم تعميم هذه المسلمات .
 
2. الوظيفية الشاملة
 
تعني هذه المسلمة ان كل الاشكال والبنى الثقافية والاجتماعية في المجتمع تقوم بوظائف ايجابية ويرى ميرتون ان هذا قد يكون مخالفا لواقع الحياة اذإذ ليس بالضرورة ان تكون كل بنية أو تقليد اوعقيدة تتصف بوظائف ايجابية. ومن واقع المجتمعات العربية فإن فكرة الوحدة العربية على سبيل المثال ربما لا تصمد في بعض الأحايين امام الفكرة الوطنية التي تسعى إلى ابراز الهوية القطرية على حساب الهوية القومية كما انأن الفكرة قد تثير تحفظات بين العرب لا سيما لمن يحاولون احياء التراث القديم كالفرعونية والامازيغية وكذلك الامرالأمر ينطبق على فكرة الوحدة الإسلامية حيث يبدو الدين يلعب دورا وظيفيا متفاوتا بين الشعوب العربية والإسلامية .
 
3. ضرورة وجود الاجزاءالأجزاء
 
ترى هذه المسلمة ان الاجزاءالأجزاء المكونة للمجتمع لا تقوم بوظائف ايجابية فحسب بل هي تمثل عناصر ضرورية لعمل المجتمع ككل. وهذا يعني ان البنى الاجتماعية والوظائف ضرورية بالنسبة لمسيرة المجتمع الطبيعية أي انه ليس هناك بنى ووظائف اخرىأخرى قادرة على القيام بمسيرة المجتمع كالوظائف القائمة الانالآن. وحسب ميرتون المتأثر بأستاذه بارسونز لابد من الاعتراف بوجود عدة بنى ووظائف داخل نفس المجتمع .
 
== مشروعية النقد ==
سطر 1٬067:
يتلخص بطموح :[ نحو نظرية امبريقية متوسطة أكثر شمولية واقدر على تفسير الاحداث من الوظيفية التقليدية التي يعتبرها ميرتون جزئية وسطحية وغير قادرة على التفسير]
 
يرى ميرتون ان المسلمات الثلاثة السابقة لاتستند إلى معطيات امبريقية بقدر ما هي مجرد افكارأفكار وانساق نظرية بحتة في حين ان واجب عالم الاجتماع فحص مدى مصداقية كل منها امبريقيا. لماذا ؟ لان الاختبار الامبريقي وليس المقالات النظرية هو الذي يمكن التحليل الوظيفي من التوصل إلى ارساء منظور أو باراديقم أو شكل تحليل يكون بمثابة مرجع لتكامل النظرية مع البحث الامبريقي .
 
لذا يرى ميرتون ان التحليل الوظيفي ينبغي ان يدرس ظواهر محدودة مثل الادوار الاجتماعية، الانماط المؤسسية، العمليات الاجتماعية ،ا لانماط الثقافية، البنية الاجتماعية وادوات الضبط الاجتماعي. ومن الواضح ان ميرتون أولى اهميةأهمية للدراسات الامبريقية في النظرية الوظيفية بدلا من التركيز على الدراسات الامبريقية لظواهر محدودة كجنوح الاحداث أو مدى علاقة ادواتأدوات الضبط الاجتماعي في الانحراف وما إذا كانت الانحرافات ناجمة عن خلل في التنشئة الاجتماعية أو المنظومة القيمية والمعيارية كما انأن ميرتون فرق بين " الدور" الذي يعالج فكرة الصراعات في المجتمع ويزداد تنوعا وتخصصا في المجتمعات المعقدة وبين " الوظيفية "، فالفرد مثلا يمكن انأن يؤدي ادوارا معقدة ومتخصصة ولكنه يعجز عن القيام بكل الوظائف. لهذا تبرز فكرة التخصص في الادوار عوضا عن القيام بشتى الوظائف .
 
== العوق الوظيفي [ الاختلال الوظيفي ] ==
 
يؤمن ميرتون بأن العناصر الاجتماعية يمكن انأن تكون لها انعكاسات سلبية، ولاصلاح هذا السهو الخطير في النظرية الوظيفية لجأ ميرتون إلى استعمال مفهوم " الاختلال الوظيفي ". اذإذ يرى ميرتون ان البنى والتنظيمات الاجتماعية مثلما تساهم في الحفاظ عل الاجزاءالأجزاء الاخرىالأخرى للنسق الاجتماعي للمجتمع مثلما يمكن انأن تكون لهما انعكاسات سلبية ايضاأيضا .
 
* مثال :
سطر 1٬135:
§ الجذور :
 
تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسبابأسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم أو التحكم فيه. أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى فلسفية. ولكن كيف ؟
 
ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية. فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسهأساسه عند المجموعات البشرية. فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ .
 
من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية. بعبارة اخرىأخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسياأساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت أوروبا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها. وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية .
 
§ في علم الاجتماع
سطر 1٬149:
كنا قد اشرنا إلى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي. لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع .
 
ويعد كتاب عالم الاجتماع الأمريكي " لويس كوزر" المنشور تحت اسم " وظائف الصراع الاجتماعي 1950 " أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد. أي انه أول محاولة أمريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي. ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب انأن يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع. فما الذي يعنيه هذا البعض ؟
 
المعنى يكمن في النظرية الماركسية. فلعل ابرزأبرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الألماني " رالف داهر ندوف " الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه " الطبقة وصراع الطبقات " أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي .
 
ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون " البنى والتنظيمات الاجتماعية ". ومن ناحية اخرىأخرى فقد نبه داهرندوف إلى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن انأن تعمل معا متناسقة ويمكن انأن تعرف صراعا وتوترات ذات بال، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية .
 
وفي النهاية يمكن النظر إلى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية. ويعود فشل تبلورها إلى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن .