الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فن الأداء»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: إضافة {{تصنيف كومنز|Performance art}}
ط بوت: تدقيق إملائي
سطر 3:
'''''معنى فن الأداء'''''
 
يستند التعريف المقبول لفن الأداء performance art على أنه "الوجود المادة والزمنى (العابر) بين فنانى الأداء والجمهور.(1)أى أن جوهر الأداء الحى، هو الاتصال المباشر ودون وسيط بين المؤدين والجمهور، الأمر الذى يتطلب التواجد الجسدى المشترك.ووفقا لهذا الرأى ، يتم تنفيذ العروض دائماً لشخص ما ،أمام جمهور معين " يعترف بمشروعيته ضمن الأداء،وغالبا يمنح الأداء المعنى" .(2)ومنذ بداية الستينيات من القرن الماضى، نشأت فكرة توثيق فن الأداء ، ومن الأمثلة جماعة "فلوكسوس "(Fluxus (1963-1965التى روجت للأساليب التى تجمع بين الأداء و التسجيلات أو الوثائق. وكانت حركة "فلوكسوس" قد جمعت بين جنسيات مختلفة ضمن حركة الحدوثيةHappening.لقد أرادت جماعة الفلوكسوس" التحرر من مختلف القيود الجسدية والعقلية فىفي العمل الفنى، وترفض الحواجز المصطنعة بين مختلف الفنون وبين الفن والحياة.(3) ففى البداية ، كانوا يدركون أنهم كانوا يكتبون قصصهم الخاصة ،بالإضافة إلى اهتمامهم الكبير بالإجراءات التعاونية، لذا نشروا بانتظام وثائق أدائهم ووزعوهاحول أوروبا وأمريكا واليابان. وتعتبر أعمال كل من "هيرمان نيتش" ، و"بييرو مانزونى" أو" إيف كلاين". أمثلة على نوع من الاحتفاءالمتمثل فىفي تسجيل تجربة الأداء فىفي الفن باستخدام الجسد كموضوع أساسى. وكان الفيلسوف "نيتشه"(Nietzsche(1844-1900 قد استعاد بمهومه عن"إرادة القوة" الاعتبار للجسدى فىفي مقابل الروحى، ووجه قوة الإرادة الإبداعية نحو جمالية الجسد.(4)أى أن " عروض "البرفورمانس" Performance هى تجارب جسدية بطلها الفنان. وليس بالضرورة للمؤدى أن يكون ممثلاً محترفاً. والمتوقع عرض صور مؤثرة،تزيح الحواجز بين أنواع الفنون التشكيلية والمسرحية، وبين الرقص والشعر، وبين الحياة والفن. وهنا يرتقى المؤدى بالسذاجة والبراءة إلى التأثيرالعاطفى والمفاهيمى. وأهم ما يميز مفهوم "مابعد الحداثى "هو "التعددية" أى قبول التنوع، بتجاوز الحدود الفاصلة بين الأنواع والأشكال، من أجل أن يتسع الفن فىفي إطارالثقافةالبصرية لقبول أساليب الاقتباس والكولاج والمونتاج". (5)
 
'''''البداية واتطور'''''
 
كانت قد ظهرت عروض فن الأداء فىفي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، حينما قام بها العديد من الفنانين فىفي العالم مثل: "جورج ماثيوGeorges Mathieu"، و"جون كيدجJohn Cage" و"ايف كلاين Yves Klein" و"هيرمان نيتش" Hermann Nitsch، و"جونتر بروس Gunther Brus" و"أوتو مويل Otto Muehl" ؛ و"كلوس رينك Klaus Rinke" و"جير فان ايلك Ger Van Elk" ؛و "آدريان هينرىAdrian Henri"، و "آلبرت هانت Albert Hant"و "ستيوارت بريسلى Stuart Brisley"و "بيتر كوتنر Peter Kuttner"و"بيتر دوكلى" Peter Dockley و"جوزيف بويز"Joseph Bruys وجماعة "فلوكسوس Fluxus".وغالباً يتوقف مستوى العرض فىفي "الفنون الأدائية" على ما يشتمل عليه العرض من دوافع ومفاهيم ذاتية ومواقف خاصة بالفنان المؤدى. كذلك يرجع التركيز على جسد المؤدى فىفي فن الأداء أو على جسد الفنان نفسه، إلى أن هذا النوع من الأداء الذى يمثل نوعاً من التحرر، مثلما يمثل جزءًاً من التوسيع من مجال وسائط الفن، الذى اسنفذ كل وسائطة. فبعد أن وصل فىفي حركة الفن الحديث إلى منتهى التركيز فىفي العمل على المسائل التقنية وعلى المواد المستخدمة، وعلى وجه الخصوص فىفي مذهب "المنيمالية"Minimalism على عكس فنون الأداء الراقصة أو المسرحية شديدةالتصميم، والشعائرية التقليدية. وفى السبعينيات من القرن الماضى،نشأ "فن الأداء" مرتبطا بالفن المفاهيمى، حيث التركيز على ابتكار الأفكار، وليس على التحفة الفنية. فكرس فنان الأداء على مفهوم الفن كأثر سريع الزوال ،وليس كأثر فنى مثل الأثار الفنية المحفوظة فىفي المتاحف. وعادة تؤدى عروض فن الأداء فىفي أماكن مفتوحة.ومن الأشكال المتنوعة لفن الأداء ،التى تعتمد على الجسد، العروض التى تثير الانتباه حول القضايا الاجتماعية باستخدام الهجاء والحوارات الاحتجاجية ، فىفي ظل هيمنة الحركات النسوية والنقدية الجديدة فىفي فترة الستينيات والسعينيات التى أكدت على إعادة تقييم الجسد واكتشافه، بشكل شخصى ومختلف وتفسيرات ماهية القيم التى ينتجها الجسد معرفيا . وقد تفرعت الأشكال وأدت إلى ظهور الفن النسوى. واستطاع فنان الأداء بواسطة الفيديو والسينما والفوتوغرافيا, أن يكون أكثر تأثيرا فىفي المجتمع. ومع الثمانينات ع من القرن العشرين ممل فنانو الأداء على دمج الوسائط واانجازات التكنولوجيا مع فن الأداء وأصبحت الميديا جزءا أساسيا في العمل على هذا الفن السريع والمؤثر بقوة على الآخرين. وفى دراسة للأهمية الاجتماعية والثقافية لفن الجسد، أوضحت " اميليا جونز" Amelia Jones فىفي كتابها"(6)"فن الجسد” زيادة الاهتمام بالفن الجسدى فىفي الآونة الأخيرة، حيث يمثل جسم الفنان الجانب الأهم فىفي العمل الفنى. وقد أصبح الجسد يوفر إطارًا مفاهيميًا جديدًا لتعريف مذاهب "ما بعد الحداثة "فى الفنون البصرية. كما أوضحت" أميليا" كيف أعيد تعريف الجسد فىفي عصر "ما بعد الحداثة"، حيث فىفي ذلك العصراستطاع الفنان أن يفتت الثوابت الحداثية المتعلقة بالجسد، والذى عادة كان يخضع لهيمنة نظم اجتماعية وسياسية ثابتة المعالم . هكذا حاولت "أميليا جونز" إيجاد تفسير لكون بعض الناس يولدوا ذكورًا تشريحياً لكنهم يدعون أنهم إناث ، والعكس صحيح ، وهذا الأمر يستدعى إعادة التفكير فىفي العلاقات الثنائية بين الجنسين حتى داخل النسوية. وتنصح بضرورة العمل على إنشاء مساحات فنية خاصة بالنسوة وعوالم فنية خاصة بهم، وإنشاء شبكات خاصة بهم .وتقترح "أميليا" النظر إلى الدراسات والبرامج الثقافية الأكاديمية المتعلقة بالفنانات اللاتى يتناولن قضايا جديدة وحساسة تتعمق فىفي خصوصيات المرأة، من خلال ممارستهن للفنون البصرية. ومن أنواع الممارسات الفنية النسوية "فن الجسد" الذي ظهر في أوائل الستينيات، حيث لم تعد الصدارة فىفي عالم الفنون البصرية للرسم والنحت وحدهما، حيث لم يعد فىفي وسعهما التعبير عن معانى التجزؤ ، والتقسيم ، والهيمنة ، والتفكك ،مما نتج عن التطور التكنولوجى وتطور أساليب الإنتاج الضخم وتفاقم النزعة الاستهلاكية.ان "فن الجسد"يمثل رد الفعل المعاكس لفنون الحداثة، وتكريسا لمفاهيم "ما بعد الحداثة" التى تفسر الفن المعاصر. وباستخدام نظريات "ما بعد البنيوية ا"لمختلفة التى تطورت حول مسائل طبيعة الذاتية. ويمكن العثور على جذور لفن الجسد فىفي طريقة الفنان الأمريكى " جاكسون بولوك" فىفي الرسم ، حيث تمثل التجربة الفنية فىفي هذا الأسلوب ، صورة أثرية للجسم الغائب للفنان. وبحلول نهاية الستينيات ، تم تحويل "فن الجسد" و"الأداء "نحو استكشاف دور الفنان وممارسته فىفي معالجة القضايا الأوسع المتعلقة ببناء الهوية.
 
'''عروض الأداء بمصاحبة الموسيقى'''
 
وقد اشتمل عرض "جون كيدج"J.Cage(1912-1992) سنة 1952 على الموسيقى ولوحات للفنان "راوشنبرج" وعلى إلقاء قصائد من الشعر.و"كيدج" هنا يتبع"مفهوما جديداً عن انفتاح الفن على الخارج ،ولم يراع الفنان الأشكال المتوحدة فىفي أزمنة تتابعية لتجسيد الحدث، بل استلب من التركيب نظامه السياقى، واتبع التركيبات التوليفية من بيئات محتملة، تقبل رؤى متعددة كدلائل فىفي إطار التشكيل، حتى تحول العمل الفنى إلى ما يشبه " البيئة" التى ليس للفنان مقصد واضح فيها.(7)وعندما استخدم" إيف كلاين" Yves Klein فىفي عمله "الجسد بالمرحلة الزرقاء" (1958) درجة مركزة من اللون الازرق ليقدم عرضاً، جعل فيه المؤدية تلطخ بجسدها الأرض بنفس اللون، كان يقصد خلق تكوينات من خلال شكل جسدها. وفى بعض العروض، صنع "كلاين" لوحات كاملة بهذه الطريقة، وأحيانا كان يقدم مثل هذه العروض أمام جمهور معرض، مع مرافقة الموسيقى. وبهذه الطريقة استطاع " إيف كلاين" إزالة الحواجز بين الجسد واللوحة، بل حول العارضات إلى أدوات رسم حية.
وفى العرض المنفرد الذى أداه الأمريكى "كيث سونير"keeith Sonnier (ولد 1941) "ظهر غير مباليا بجمهوره، فانقطع بنفسه عن هذا الجمهور على نحو عنيد، مناجيا نفسه بألغاز شفهية ، وبالاتصال الأكثر جميمية بوجوده الجسدى ،وكان هدفه توسيع أبعاد وعيه بذاته".وهذا الشكل الفنى الذى يثير الجدل ،بسبب تحويله للخبرة الفنية نحو داخل جسد المؤدى، ونحو حركات أعضائه، يجعل من أفعال الفنان ، موضوعاً للانتباه.وهكذا يتمثل العمل الفنى فىفي التصرف الحسى- الذاتى للتجربة الجمالية.(8) وبذلك يدخل فن الأداء Performance فىفي نطاق"الحدث" المحيط، فينتزع الحدث الجارى فىفي البيئة من سياقه التقليدى، وتتجدد أهدافه ، فيتأرجح بين نطاقى الفن والحياة.
[[ملف:Performance Artist.jpg|5,184 × 3,456 pixelspx|تصغير|يسار|فنانة أداء من غانا تؤدى عرضًا فنيًا(2017)]]
 
'''عروض الأداءالنسوى'''
 
وكانت فنانة الأداء الصربيةر"مارينا أبراموفيتش" Marina Abramoviç (ولدت 1946) تدور أعمالها حول العلاقة بين الأداء والجمهور، وحدود الجسد، وإمكانيات العقل.وقد استخدمت فىفي عرضها بعنوان" إيقاع 0 "(1973) سكينا لطعن المسافات بين أصابعها الممدودة بسرعة، و فىفي كل مرة تجرح نفسها تختار سكينا آخر بعناية أمامها.و خلال منتصف العمل، بدأت تشغيل تسجيل للنصف ساعة الأولى من العمل المقرر له ساعة واحدة، و باستخدام صوت الضربات الإيقاعية للسكاكين وهي تضرب الأرض ويدها، حاولت تكرار نفس الحركات، وجرح نفسها في نفس الوقت بالتزامن مع التسجيل. هذا العرض يعد مثالًا لاستخدام "أبراموفيتش" للطقوس في عملها، و تمثل التزامن بين أخطاء الماضى، وأخطاء الحاضر. كذلك فىفي سنة 1974خاضت "مارينا" تجربة للتعرف عن قرب على تصرف الناس عندما يمنحون حرية الاختيار دون شروط لتبرهن على فساد الطبيعة الإنسانية التى تميل إلى الشر.وفى هذه التجربة الأدائية مزجت "مارينا" بين جسدها وفكرها ، فظلت واقفة طوال 6 ساعات دون أى حركة، وتركت للجمهور أن يفعل بها ما يشاء. ووضعت بالقرب منها على منضدة وضعت العديد من الأدوات ، منها سكين ومسدس وأزهار.وبدا رد فعل الجمهور فىفي البداية المشاهدة فىفي صمت، ولكن بعد أن تأكدوا من عدم اتخاذ المؤدية لأى موقف مضاد تجاههم،تصرفوا نحوها بعدوانية، فقاموا بتمزيق ملابسها ووضع أحدهم المسدس فوق راسها. ونكز أحدهم بطنها بأشواك الزهور. وتحرش البعض بها، وبعد انتهاء العرض تحركت " مارينا" من موقعها دون أى رد فعل عدائى أما الجمهور فقد هم بالفرار. لقد أثبتت هذه التجربة أن البشر الذين نتعامل معهم يوميا مهما اختلفت ثقافاتهم قادرون على القيام بتصرفات شنيعة إذا أتيحت لهم الفرصة. لقد مارست "مارينا أبراموفيتش" خلال عروضها الأدائية تجارب خطرة تتجدى بها مخاوفها الدفينة وتعوض من خلالها عن مشاعرها المأساوية ،كما تطرح الأسئلة الوجودية حول امكانية التغلب على المخاوف بإظهار سلوك متحرر ، فتضع المشاهد أمام قضايا اجتماعية وعاطفية ومعرفية ،وتترك له الخيار لاستعادة شخصيته القادرة على إعادة التفكير وإحداث التغيير .
 
[[ملف:ArtistIsPresent.jpg|تصغير|يسار|أداء مارينا "الفنان هو الحاضر" 2010]]
سطر 23:
'''الجسد كعلامة ومصدر للمعنى'''
 
تعدّدت المحاولات في إعطاء الجسد قيمة مغايرة تخرجه من كوابل وقواعد قديمة أسندت له، قيما جماليّة ترتبط ارتباطا وثيقا بالفن، واعتباره دالاّ ثقافيّا بواسطة الجسد الأنثوى بحيث يصبّ فىفي استطيقا الصّدمة ،بعد مراجعة مفهوم “الجسد المقدّس” مروا نحو الجراحات التجميليّة والتشويه والتحوير. هكذا تأكد الاختلاف بين "فن الجسد" والأداء المسرحى، منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين من حيث القدرة على التعبير، إذ أن الجسم فىفي "فن الجسد" قد أصبح مفهوما ليس فقط كأداة، ولكن أيضا كعلامة، وكمصدر للمعنى والخبرة. فىفي هذه الحالة يتزايد دور المشاهد للعمل، فىفي المشاركة فىفي خلق المعنى والقيمة، التى كانت تُنسب سابقا إلى العمل الفنى فقط. ان لفن أداء الجسد body performative قيمة كنوع من التمثيل الصورى يحتفل بالجسد. وللتوصل للمعنى الغامض وراء عرض أداء "آنى سبرينكل" Annie Sprinkle (ولدت1954) الذى قامت به سنة 1985 بإنتاج مقاطع لفن الفيديو اعتمادا على ذاتهاموضوعها "الاستمتاع بالجسدالأنثوى"،فتفدم جسدها على اعتبار أنه مادة أساسية لفن الأداء، بحيث يشمل العرض عدة مقاطع سردية مختلفة. وفى اللحظة الأكثر انفجارًا، عندما تسمح للجمهور بالتحديق، بل ترحب بالتصوير الفوتوغرافى وبالتسجيل بالفيديو. أى بممارسة أفعال التلصص باستخدام التكنولوجيا، أثناء تجربةعرضها الذاتى.وذلك كله من أجل تسليط الضوء على المناطق المظلمة من العالم الأنثوى ، وتمثيل الجسم الأنثوى على أنه "غير موجود" فىفي عرض الذكور، بما فىفي ذلك غير المرئى وغير المنظور، كموقف أساسى لمتعة الإناث. وفى الحقيقة أن "فن الأداء" هو بمثابة التوسيع لحدود الفن ليصبح التركيز فيه على فعل الفنان نفسه ، وعلى وجوده وشخصيته.(9)بالإضافة إلى ذلك ، فقد كان يفترض أن فن الأداء ينطوى على بناء أكثر تعقيدا من الفنون التقليدية التى سمح بتوسيعها، لكى تشمل تجربة جميع الحاضرين فىفي وقت "الحدث" كموضوعات نشطة فىفي توليد المعنى .
[[ملف:David Hoyle 2012.jpg|(574 × 960 pixelspx|تصغير|يسار| الإنجليزي كويكوري ديفيد هويل ، 2012 ، "باندروجي" ، رويال فاوكسهول تافيرن ،لندن]]
'''فن الأداء فنا مفاهيميا'''
 
وفى كل الأحوال فإن للعمل الفنى" المفاهيمى" Conceptual الذى يشتمل على الأداء الجسدى، طبيعة مراوغة غالبة .وكانت قد تحددت العلاقة بين الفن والبيئة وأصبح لاستخدام التقنيات المستحدثة ،ولنظم العمليات المتداخلة ،فى جو من الحرية الثقافية دأهمية فىفي "الفن المفاهيمى" بقدر تميزه بطبيعته الباطنية ، بل الغامضة ،وللمغزى السرى لهذا النوع من الفن،على أساس أن الغرض الأساسى لفن الأداء من أنواع "الفن المفاهيمى" هو مد الجسور بين الفنان وجمهوره،ويقوى من التفاعل المستمر مع العالم مفاهيمياً. وإذ كان الغرض من "فن الأداء" هو تحريرالرغبات لاشعوريا ، كذلك " يمكن فهم وظيفة الفن أحيانا على أنه نوع من التنفيس، أو التخلص من الطاقة المشاعرية المكبوتة العليلة ..، ويتمثل الجمال هنا فىفي الغريب والمفاجئ ، والذى يكثف خيالا يمزج بين الخرافة والحلم والواقع"(10)وعندما اتسع مجال "الفن المعاصر" ليشمل أى شئ ، تحولت الهالة التى توجت المنتج الفنى فىفي الماضى "فأحاطت الحدث، وتوجت البيئة التى يعرض فيها ذلك المنتج أو المكان الخاص بالعرض، وخصص للمشاهد مكانا داخل العمل الفنى، مع استبدال الإطار الصناعى بإطار الوجود ذاته...،وكان الفنان جريصا على توطيد العلاقة بين فنه وبين الحياة والناس ،فى ظروفهم الاعتيادية،بما فيها من صراحةوهزل،واستعادت أساليب "ما بعد الحداثة" الأبعاد الرمزية متعددة المعانى، بدلا من استلهام الآلة، بدلا من التقوقع حول الذات ...،فقد مضى عصر الأنساق الكلية ، والنظريات التعميمية. وجاء العصر الذى أصبح يتقبل فيه الفنان أفكارا ، مثل التجزئ والتنويع المتناقض ليصف بها الجمال. "(11)
وركز"جوزيف بويز"(1921-1986) Joseph Beuys فىفي عرضه "ذئب،أنا أحب أمريكا وأمريكا تحبنى" (1974)على فكرة "أمريكا البرية ضد أمريكا المتمدينة" . وكان بويز قد حبس نفسه فىفي معرض مع ذئب برى، بعد أن أعلن فىفي وقت سابق أنه لن يدخل الولايات المتحدة، طلما استمرت حرب فيتنام، فىفي محاولة للتواصل مع فكرة "أمريكا البرية ما قبل الاستعمار". وعاش "بويز" مع ذئب لعدة أيام، و حاول التواصل معه. وقام بتنظيم سلسلة من التفاعلات التى كررها طوال فترة العمل، مثل تغطية نفسه بالكامل واستخدام عصى تشبه مانعة الصواعق، وتتبع الذئب في أنحاء الغرفة، منحنى الخصر مع الحفاظ على العصى موجهه نحوه. لقد أراد "بويز" أن يمارس طقسا، اكتسب بعداً نفسيا ، وطاقة تستدعى قوى غامضة.على صعيد متناقض مع البيئة ومتكافئ معها فىفي نفس الوقت.(12)وهو يشترك مع مذاهب " الفن المفاهيمى" فىفي تعميق الصلة بين الفن والحياة ، وتتداخل الفنون التشكيلية مع فننون الأداء ومع المعرفة والسياسة.وفى عروض " بويز "تحول كل فعل إنسانى إلى تجربة فنية ،بفضل توسيع نطاق الطبيعة والفن.
[[ملف:BeuysAchberg78.jpg|471 × 326 pixelspx|تصغير|يسار|فن الأداء،جوزيف بويز، 1978.]]
 
سطر 39:
2-CARLSON, Marvin. Performance. A Critical Introduction. London; New York: Routledge, 1996.p6.
 
3-محسن عطيه:اتجاهات فىفي الفن الحديث ،عالم الكتب القاهرة 2006 ،ص173.
 
4----------:التجربة النقدية فىفي الفنون التشكيلية،عالمالكتب،القاهرة2011،ص140).
 
5-رؤية تحليلية لحركة النقد الفنى فىفي مصر، مقالة بقلم د.محسن عطيه،مجلة الخيال ، العدد 67 يناير 2016 ص16-19
 
6-Amelia Jones:Body Art/Performing the Subject,Donald Preziosi,Univsety of California at los Angeles,1998
سطر 53:
9- WILLIAMSON, Aaron. The unconscious performance. In: GEORGE, Adrian. Art, Lies and Videotape: exposing performance. London TATE, 2003. P. 78-84.
 
10-محسن عطيه: مفاهيم فىفي الفن والجمال،عالم الكتب، القاهرة 2005 ص 122&123.
 
11- المرجع السايق: ص132&133).