الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاريخ الفلك/المنظومة الشمسية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط بوت: تغييرات تجميلية
سطر 10:
والأقدمون لاحظوا حركات [[:w:كوكب|الكواكب]] التي كانت تُرَى من فوق كوكب الأرض بالليل، وهذه الكواكب بخلاف الشمس وغيرها من النجوم لا ينبعث منها الضوء مباشرةً لأنها تسطع، حيث تعكس كالمرايا ضوء الشمس. وتعتبر الشمس نجماً في مركز المجموعة الشمسية، تدور حولها كل الكواكب. وسطح هذه الكرة النارية المتوهجة علي الدوام درجة حرارتها 5,500 درجة مئوية، وقلبها يصل درجة حرارة 15,6 مليون درجة مئوية. والشمس حجمها كبيرٌ أكبر من حجم الأرض لدرجة يمكنها أن تستوعب أكثر من مليون أرض بداخلها، وهي تدور حول نفسها دوراناً مغزلياً حول محور مركزيّ كما يحدث في الكواكب من حولها، لكن هذا الدوران ليس بالسهولة أو الانسيابية التي تدور بها الأرض حول نفسها. وتقع أنشطة [[:w:كلف شمسية|البقع الشمسية]] فوق الشمس عندما تتقاطع غازاتها معاً أثناء دورانها معها، والشمس دورانُها ليس دوراناً انسيابياً كدوران الأرض، لأن الشمس ليست كتلة صلبة، لهذا غازات القطبين الشمسيَّين تدور بسرعات متفاوتةٍ بالنسبة للغازات حول خط الاستواء، ممَّا يجعل [[:w:حقل مغناطيسي|الحقول المغناطيسية]] بهما تنحرف, وهذا يسبب انحرافات مغناطيسية تظهر كبقع شمسية داكنة فوق سطح الشمس. وهذا التعقيد في الحقل المغناطيسي شديد بدرجة تجعله ينكمش، ويجعل القطبين الشمالي والجنوبي يتبادلان مكانَيهما. وتتكرر هذه العملية بصفة مستمرة، ويطلَق عليها [[:w:دورية شمسية|دورة الشمس]]، والدورة الكاملة تستغرق 22 سنة. والسفر للشمس مستحيل مهما كانت شدة تحمل المركبات للحرارة العالية، وعدم استطاعة الوصول إليها ليس بسبب شدة الحرارة فقط، ولكن بسبب [[:w:رياح شمسية|الرياح الشمسية]] حولها الشديدة جداً لدرجة تُغيَّر من مسار أي مركبة تقترب من الشمس لشدة هذه الرياح. والشمس لشدة جاذبيتها جعلت الكواكب في مكانها تدور حول مركز الشمس.
 
وتتكون المجموعة الشمسية من الشمس (النجم الوحيد في مجموعتنا الشمسية)، وتدور حولها 9 كواكب، حيث يدور حولها أكثر من 100 قمر وعددٌ لا حصر له من الأجسام الصغيرة [[:w:كويكبات|كالكويكبات]] و[[:w:مذنبات|المذنبات]]. وتوجد جميعها في الوسط بين الكواكب، الذي نطلق عليه تجاوزاً الفضاء، مكونة المنظومة الشمسية. والمجموعة الشمسية تنقسم لقسمين:
# قسم داخلي يحتوي الشمس وكواكب: [[:w:عطارد|عطارد]] و[[:w:الزهرة|الزهرة]] و[[:w:الأرض|الأرض]] و[[:w:القمر|قمرها]] و[[:w:المريخ|المريخ]].
# قسم خارجي يحتوي الكواكب الخارجية: [[:w:المشتري|المشتري]] و[[:w:زحل|زحل]] و[[:w:أورانوس|أورانوس]] و[[:w:نبتون|نبتون]].
سطر 18:
وهناك [[:w:الكويكبات|الكويكبات]] (asteroids) وهي عبارة عن أجسام صخرية صغيرة داخل النظام الشمسي، وتدور حول الشمس، ولا سيما بين كوكبي المريخ والمشتري، وفي أماكن أخرى وحول الشمس ذاتها. وأما [[:w:مذنبات|المذنبات]] فهي عبارة عن أجسام جليدية، تأتي من خارج المجموعة الشمسية أو تخرج منها، ومداراتها طوبلة جداً ومنتشرة بطريقةٍ غير منظَّمة ومبعثرة داخلها. وبعض المذنبات تنتهي بالفشل، بحيث لا يمكن تفرقتها عن الكويكبات. وهناك الأقمار التابعة للكواكب التي تدور حول كوكبها الخاص بها كما يفعل قمر الأرض، ومحيط دورانها في مستوى دوران الكواكب، وأحجامها مختلفة. وهناك أقمار عديدة أكبر من كوكب بلوتو، وقمران أكبر من كوكب عطارد. وهناك أقمار تصطدم بها الكويكبات التي تُحدِث بها فوهات وندوب وحفر.
 
== نظرة عامة ==
كان الفلكيون القدماء مشغولين بمحيط الفضاء منذ آلاف السنين، فلاحظوا نقاطاً مضيئة تتجوَّل بين النجوم في السماء، فأطلقوا عليها [[:w:الكواكب السيارة|الكواكب السيارة]]. وأطلقوا عليها أسماءً رومانية هي:
 
* Mercury (عطارد): معناه بالرومانية رسول الآلهة.
* Venus (الزهرة): معناها بالرومانية إله الحب والجمال.
* Mars (المريخ): معناه إله الحرب.
سطر 33:
يطلق على الكواكب الأربعة القريبة من الشمس (عطارد والزهرة والأرض والمريخ) اسم [[:w:كوكب أرضي|الكواكب الأرضية]]، لأنَّ لها صخوراً علي سطحها، وهذه الكواكب الأربعة الصخرية التي يطلق عليها ''الكواكب الأربعة الأرضية'' صغيرة نسبياً ومكونة من نفس المواد الموجودة فوق الأرض. وأما الكواكب الأربعة فيما وراء مدار المريخ (وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون) فيطلق عليها [[:w:عملاق غازي|الكواكب العملاقة الغازية]]، لأنها كواكب غازية لا توجد فوقها أرض صلبة لنقف فوقها. وتصنف الكواكب أيضاً حسب خواصها الطبيعية، فالكواكب الأربعة الأرضية - عطارد والزهرة والأرض والمريخ - يطلق عليها الكواكب الكواكب الداخلية، لأن مداراتها تقع قريباً من الأرض وضمن نطاق [[:w:حزام الكويكبات|حزام الكويكبات]] حول الشمس، وهي ثقيلة وصغيرة الحجم وصخرية القشرة وجامدة، وفي قلبها مصهورات معدنية (ما عدا عطارد، فجوه غازي تتسرَّب منه العناصر الخفيفة لقلَّة قوة جاذبيته). وهذا هو عكس الكواكب العملاقة الغازية التي تقع وراء حزام الكويكبات، والتي يطلق عليها الكواكب المشترية (Jovian planets)، فكلُّها أحجامها وكتلها كبيرة جداً، لكن كثافتها قليلة، ويعتبر المشتري أثقل الكواكب مجتمعة: فكتلته أثقل من الأرض 318 مرة وحجمه أكبر من حجمها 1,300 مرة، ممَّا جعل كثافته أقل وتعادل ربع كثافة الأرض. وزحل كتلته تعادل 95 مرة وزن الأرض، وكثافته أقل من كثافة الماء التي تعادل 1 جم/ سم3. فالكواكب المشترية الغازية العملاقة جوها كثيف ويتكون من [[:w:هيدروجين|الهيدروجين]] ومركباته و[[:w:هليوم|الهيليوم]]، وتتكون هذه الكواكب من غازاتٍ وسوائل وليس فيها ماء، ولها حلقات حولها وأقمار عديدة، وهذه الحلقات مكونة من غازات الهدروجين والهيليوم وجليد ماء و[[:w:أمونيا|الأمونيا]] و[[:w:ميثان|الميثان]] و[[:w:أول أكسيد الكربون|أول أكسيد الكربون]]. ويقع الكوكب القزم بلوتو على حافة المنظومة الشمسية، وكان يعتبره الكثيرون في الماضي مذنباً كبيراً لا كوكباً، لأن مكوناته أشبه بمكونات المذنب الذي يتكون عادة من جليد وصخور، لكن مداره يختلف تماماً عن مدارات المذنبات وبقية الكواكب. وقد كان بلوتو - قبل إعادة تصنيفه ككوكب قزم - أبعد الكواكب التسعة وأصغرها، لكنه مغطى بالجليد الصلب بنسبة أكبر من الكواكب الأرضية الأربعة.
 
[[ملف:Terestial planets comparisons ar.jpg|تصغير|centerمركز|500بك|الكواكب الأرضية (الداخلية) الأربعة بنسب أحجامها الطبيعية لبعضها البعض، من اليمين إلى اليسار: المريخ، الأرض، الزهرة، عطارد.]]
 
كما أن هذه الكواكب الأرضية يطلق عليها الكواكب السفلى أو الكواكب الداخلية، لأن مداراتها تقع بين [[:w:حزام الكويكبات|حزام الكويكبات]] والشمس، والكواكب العملاقة الغازية يطلق عليها الكواكب العليا لأن مداراتها خلف حزام الكويكبات. والكواكب الأرضبة الأربعة - عطارد والزهرة والأرض والمريخ - تشبه الأرض في أحجامها ومكوناتها الكيماوية وكثافتها، لكن فترة دورانها حول نفسها متراوحة. فبينما نجد المريخ والأرض يدوران حول نفسيهما دورة كاملة كل 24 ساعة، نجد الزهرة يدور حول نفسه في 249 يوماً.