الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفلسفة/الإغريقية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تعديل أخطاء البوت, Replaced: تإلى → تالي (8)
ط تدقيق إملائي. 88 كلمة مستهدفة حاليًا.
سطر 8:
والقياس يتكون من مقدمتين مسلم بصحتهما تلزم عنهما نتيجة .
 
والمقدمة الأولى فىفي القياس تمثل القاعدة العامة ( القانون ) ، أما المقدمة الثانية تمثل حالة خاصة ، حتى لو كانت كلية، وفى القياس نقوم بتطبيق القاعدة العامة على الحالة الخاصة لنحصل على نتيجة .
 
قيمة القياس
 
القياس فىفي حقيقته هو تطبيق لقاعدة عامة ، أو حكم عام على حالة فردية أو حالة خاصة ، وهذا التطبيق له عدة صور فىفي مختلف مجالات الحياة ومن هذه الصور :
 
1- فىفي الحياة اليومية كلنا يستخدم القياس بشكل مضمر فيما يعرف بالقياس المقتضب أوالمضمر. مثل قولنا
( فلان مواطن صالح لأنه يحترم القوانين ) ، فهذا القول هو فىفي الحقيقة اختصار لقياس يمكن صياغته على الوجه التالي :
 
كل من يخدم القوانين رجل صالح
سطر 22:
فلان مواطن صالح
 
معظم الناس يستخدمون فىفي حياتهم العامة القياس المقتضب ( المضمر ) من الدرجة الأولى ، وهو ما نحذف فيه المقدمة الكبرى ، ونبدأ بالنتيجة ثم المقدمة الصغرى .
 
النتيجة --------->> المقدمة الصغرى
سطر 30:
اننى معرض للخطأ ؛ لأننى انسان .
 
2- يتم تطبيق القياس فىفي الفقه الاسلامى بتطبيق القواعد المستمدة من النصوص الدينية على الحالات الخاصة للحصول على النتائج .
 
3- كل حالة يتم عرضها على القضاء ، يكون القانون بمثابة المقدمة الكبرى ، والحالة الخاصة بمثابة المقدمة الصغرى ، والحكم هو النتيجة ، كما يتضح من المثال التالي :
سطر 50:
والقياس يكون صحيحا سواء بدأنا بالمقدمة الكبرى أو الصغرى فيمكن أن نبدأ بقولنا (سقراط انسان ) و( كل انسان فان ). ولكن يستحسن أن نبدأ بالمقدمة الكبرى لأنها تعبر عن القاعدة العامة .
 
2- يتكون القياس من ثلاثة حدود : أحدها يكون مشتركا بين المقدمة الكبرى والمقدمة الصغرى ولايظهر فىفي النتيجة ويسمى الحد الأوسط ونرمز له بالحرف ( و ) وهو (انسان ) فىفي المثال السابق . ووظيفة هذا الحد الربط بين الحدين الآخرين ( فانى ) و ( سقراط ) فىفي نفس المثال .
 
وأحد هذين الحدين يسمى بالحد الأكبر ويرمز له بالرمز ( ك) وهو ( فانى ) فىفي المثال السابق ويكون دائما محمول النتيجة ، ويظهر فىفي المقدمة الكبرى . بينما يسمى الحد الآخر بالحد الأصغر ويرمز له بالحرف ( ص ) ، وهو دائما موضوع النتيجة . ويظهر فىفي المقدمة الصغرى .
 
ويجب أن يستخدم كل لفظ فىفي القياس بمعنى واحد . لأن بعض الألفاظ لها أكثر من معني، مثل(الجبن) يستخدم بمعنى الجبن الذى نأكله ، ويستخدم أيضا بمعنى الخوف الشديد . فاذا استخدمنا هذا اللفظ فىفي قياس بهذين المعنيين ، يكون لدينا فىفي الواقع أربعة حدود ، بينما يشترط أن يتكون القياس من ثلاث حدود فقط . ومثال ذلك :
 
الجبن لذيذ الطعم
سطر 62:
 
3- يجب أن تكون احدى المقدمتين على الأقل موجبة : ويختصر هذا الشرط عادة بالقول بأنه (لا انتاج من سالبتين) .
لأن فىفي المقدمتين السالبتين تكون الحدود الثلاثة منفصلة بعضها عن بعض. وبالتالي فان الحد الأوسط لا يقوم بدوره كوسيط ( وهو الربط بين الحدين الأكبر والأصغر ) .
 
ومثال ذلك :
سطر 73:
فى هذا القياس الحدود الثلاثة منفصلة عن بعضها فلا يستطيع الحد الأوسط ( أوربى ) أن يربط بين آسيوى ( ك ) وأفريقى ( ص ) .
 
4- اذا كانت احدى المقدمتين سالبة ، كانت النتيجة سالبة : فاذا كانت المقدمة الكبرى سالبة كان معنى ذلك أن العلاقة بين الحد الأكبر والحد الأوسط علاقة انفصال . ولما كان الحد الأوسط هو الذى يقوم بالربط بين الحدين الأكبر و الأصغر، فان العلاقة بين الحدين الأكبر والأصغر فىفي النتيجة تكون علاقة انفصال . ولذلك فان النتيجة تكون سالبة دائما.
 
مثال ذلك :
سطر 82:
الفرنسيون ليسوا أفريقيون
 
فى هذا القياس الحد الأوسط ( أوربى ) منفصل عن الحد الأكبر ( أفريقى ) ومن ثم فان وظيفته فىفي الربط بين ( ك ) ، ( ص ) قام بها فىفي شكل الافادة بأن ( ص ) منفصل عن ( ك ) فىفي النتيجة ، ولذلك كانت النتيجة سالبة
 
5- يجب أن يكون الحد الأوسط مستغرقا فىفي احدى المقدمتين على الأقل : لأنه اذا لم يكن مستغرقا فىفي أى من المقدمتين فليس هناك ضمان بأن يقوم ( و ) بدور الربط بين ( ص ) و ( ك ) . اذ أن استغراق ( و ) يضمن أن يقع جميع ماصدقات ( ص ) ضمن ( و ) ومثال ذلك :
 
بعض طلاب المدرسة ناجحون
سطر 93:
فى هذا القياس لا يوجد ضمان بأن أحمد ( ص ) من الناجحين ( ك) ، لكن لو قلت أن كل طلاب المدرسة ناجحون . أكون متأكدا أن أحمد من بين الناجحين، لأننى استغرقت ( ك ) وهو ( طلاب المدرسة ).
 
6- يجب عدم استغراق أى حد فىفي النتيجة ما لم يكن مستغرقا فىفي المقدمة التى ورد بها :
لأننى اذا استغرقت حدا فىفي النتيجة فان هذا يعنى أننى أشير إلى جميع ماصدقاته . فاذا كان هذا الحد غير مستغرق أساسا فىفي النتيجة التى ورد بها ، فان معنى هذا أن المقدمة أشارت إلى بعض ماصدقاته فقط .
فكيف أحكم على جميع أفراد الحد المنطقى فىفي النتيجة ( ص ) أو ( ك ) ، فىفي حين أننى لم أحكم الا على بعض أفراد هذا الحد فقط فىفي المقدمتين ؟ !
فى هذه الحالة النتيجة لم تلزم عن المقدمتين ، مع أنه فىفي اى استدلال يجب أن تلزم النتيجة عن المقدمتين .
 
7- لا انتاج من مقدمتين جزئيتين : هناك ثلاث احتمالات للمقدمتين الجزئيتين :
سطر 104:
الاحتمال الثانى : جزئيتان سالبتان ؛ ولاانتاج منهما لأنهما سالبتين.
 
الاحتمال الثالث : أن تكون احداهما موجبة والاخرى سالبة . ففى هذه الحالة ستكون النتيجة جزئية سالبة ، حتى لانخالف الشرط القائل بأنه اذا كانت احدى المقدمتين سالبا كانت النتيجة سالبة . واذا أتت النتيجة ( ج س ) سيكون عدد الحدود المستغرقة فىفي النتيجة مساويا لعدد الحدود المستغرقة فىفي المقدمتين معا. وهذا خطأ لأن عدد الحدود المستغرقة فىفي المقدمتين معا لابد أن يزيد عن عدد الحدود المستغرقة فىفي النتيجة . فاذا استغرقنا حدا واحدا فىفي النتيجة فان هذا الحد لابد أن يكون مستغرقا من قبل فىفي المقدمة التى ورد بها بالاضافة إلى الحد الاوسط .
 
راجع الامثلة الصحيحة التى أوردناها للتحقق من ذلك .
 
ولكننا سنعطى هنا مثالين لقياسين يتكونان من جزئيتين احداهما سالبة وأخرى موجبة، لنبين أن عدد الحدود المستغرقة فىفي النتيجة يكون مساويا لعدد الحدود المستغرقة فىفي المقدمتين ، وهذا خطأ كما أوضحنا :
 
 
سطر 122:
بعض الطلاب ليسوا ناجحين
 
وهنا نلاحظ أن عدم زيادة الحدود المستغرقة فىفي المقدمتين عن النتيجة ، يؤدى إلى أحد أمرين ( كلاهما خطأ ) :
الأمر الأول : أن يكون الحد الأوسط غير مستغرق فىفي أى من المقدمتين ، كما هو الحال فىفي المثال الأول .
الأمر الثانى : أن يظهر فىفي النتيجة حد مستغرق ، لم يكن مستغرقا فىفي المقدمة التى ورد بها، كما هو الحال فىفي المثال الثانى ( ناجحون ) .
 
8- اذا كانت احدى المقدمتين جزئية ، كانت النتيجة جزئية : لأنه اذا كانت النتيجة كلية ، فانها سوف تستغرق حدا لم يكن مستغرقا فىفي المقدمة التى ورد بها . و مثال ذلك :
 
كل وطنى يحترم قوانين الدولة
سطر 133:
كل سكان البلدة يحترمون قوانين الدولة
 
هنا استغرقنا ( ص ) فىفي النتيجة ، بينما نفس الحد غير مستغرق فىفي المقدمة الصغرى . ولذلك فالقياس خاطىء.
 
9- لا انتاج من كبرى جزئية وصغرى سالبة : فىفي القياس الذى تكون فيه الكبرى جزئية والصغرى سالبة ، يتعين أن تكون الكبرى جزئية موجبة لأن الصغرى سالبة ، ولا انتاج من جزئيتين كما سبق أن رأينا. وهكذا سيتكون القياس من جزئية موجبة ( كبرى ) وكلية سالبة ( صغرى ) ونتيجة سالبة .
هذه النتيجة السالبة ستستغرق محمولها ( ك ) مع أنه غيرمستغرق فىفي المقدمة الكبرى لأنه محمول فىفي موجبة وهكذا نكون قد استغرقنا حدا فىفي النتيجة غير مستغرق فىفي المقدمة التى ورد بها ، وفى هذا اخلال باحد شروط القياس الستة الاولى ، ومثال ذلك :
 
بعض الحاضرون يتكلمون الألمانية
سطر 145:
ضروب الأشكال
 
الضرب فىفي القياس هو صورة هذا القياس من حيث كم القضايا التى تؤلفه وكيفها ، وعلى سبيل المثال اذا كانت المقدمة الكبرى كلية موجبة والصغرى كلية موجبة والنتيجة كلية موجبة ، لكان لدينا ضرب من ضروب القياس صورته من حيث الكم والكيف هى :
ك م + ك م = ك م
 
سطر 153:
واذا كانت الكبرى كلية موجبة والصغرى جزئية سالبة ، والنتيجة جزئية سالبة ، كان لدينا ضرب آخر... وهكذا
 
واذا أردنا أن نقوم بحصر جميع الاحتمالات التى تظهر عليها الضروب التى تتألف من قضايانا الأربعة فىفي جميع الأشكال ، فسنجد الاحتمالات الرياضية للضروب هى 256 صورة مختلفة ، الا أن معظمها بالطبع غير منتج . أما اذا لم نضع الأشكال فىفي حسابنا ، فاننا سنجد أن الاحتمالات التى تكون عليها الضروب المنتجة وغير المنتجة لاتخرج عن 16 ضربا هى ( مع ملاحظة أننا نضع المقدمة الكبرى أولا ثم المقدمة الصغرى ) .
 
كلية موجبة كلية موجبة
سطر 172:
× جزئية سالبة جزئية سالبة
 
ومن الملاحظ هنا أن بعض هذه الضروب لا يستوفى بعض شروط القياس ، وبذلك لاتكون منتجة فىفي أى شكل من أشكال القياس ، وهى الضروب التى وضعنا أمامها علامة ( × ) وهى بذلك تخالف قواعد القياس .
 
وهكذا يتبقى لنا من هذه الضروب الممكنة بعد تطبيق قواعد القياس عليها ، ثمانية ضروب لايكسر أى منها أية قاعدة من قواعد القياس .
ولكن حينما نقول أن هذه الضروب الثمانية منتجة ، فاننا لانعنى أكثر من أنها جميعا تتفق مع قواعد القياس ، الا أن ذلك لايعنى أنها جميعا منتجة فىفي أى شكل من أشكال القياس ، اذ أن بعضها قد يكون منتجا فىفي شكل ، وغير منتج فىفي شكل آخر حسب القواعد الخاصة بكل شكل من الأشكال .
 
ونحن الآن فىفي سبيلنا إلى أن نتحدث عن كل شكل من أشكال القياس الأربعة على حدة ، لنعرف طبيعة كل منها ، والضروب المنتجة فىفي كل شكل منها .
أشكال القياس
سطر 189:
4- الشكل الرابع ( ك و + و ص = ص ك ).
 
نلاحظ أن الحد الأوسط فىفي الشكل الأول موضوع فىفي الكبرى ومحمول فىفي الصغرى... ويتغير موقع الحد الأوسط فىفي بقية الأشكال . ويعتبر الشكل الأول أهم الأشكال و أكملها ، كما سيتبين فيما بعد .
 
الشكل الأول للقياس
 
كما ذكرنا سابقا ، أن الشكل الأول للقياس ، هو ما كان حده الأوسط موضوعا فىفي الكبرى ومحمولا فىفي الصغرى.
 
وصورته العامة هى :
سطر 202:
 
1- يجب أن تكون المقدمة الصغرى موجبة : ونعبر عن هذا باختصار بقولنا ( ايجاب الصغرى ) .
وللبرهنة على ذلك ، نفترض أن المقدمة الصغرى فىفي الشكل الأول سالبة ، اذن يجب أن تكون الكبرى موجبة ( لا انتاج من سالبتين ) وبالطبع فان النتيجة ستكون سالبة ( لأن احدى المقدمتين سالبة ). وهذه النتيجة ستستغرق محمولها وهو ( ك ) فىفي حين أن نفس هذا الحد ( ك ) غير مستغرق فىفي المقدمة الكبرى الموجبة لأنه محمولها، وفى هذا اخلال بشرط القياس .
 
ومثال ذلك :
سطر 211:
بعض الأدباء ليسوا خياليون سالبة
 
النتيجة السالبة استغرقت ( خياليين ) لأن هذا الحد محمول فىفي سالبة ، فىفي حين أن نفس الحد غير مستغرق فىفي المقدمة الكبرى لأنه محمول فىفي موجبة .
 
2- يجب أن تكون المقدمة الكبرى كلية : ونعبر عن هذا باختصار بقولنا ( كلية الكبرى ) .
وللبرهنة على ذلك نفترض أن المقدمة الكبرى فىفي الشكل الأول جزئية . لن يكون الحد الأوسط فىفي هذه الحالة مستغرقا فىفي أى من المقدمتين ، وفى هذا اخلال بأحد شروط القياس .
 
ومثال ذلك :
سطر 223:
لا انتاج
 
فى هذا القياس الحد الأوسط ( طلاب المدرسة ) غير مستغرق فىفي المقدمة الكبرى ، لأنه موضوع فىفي جزئية وغير مستغرق أيضا فىفي الصغرى التى سبق أن عرفنا أنها يجب أن تكون موجبة ، وبالتالي لن تستغرق محمولها وهو الحد الأوسط .
 
والآن ، اذا طبقنا هاتين القاعدتين على الضروب الثمانية المنتجة لنرى ما ينتج منها فىفي هذا الشكل ، لكان لدينا الضروب الأربعة التالية :
1- الضرب الأول : ( ك م + ك م = ك م ) .
سطر 248:
الضرب الثانى
 
لا واحد من العرب يفرط فىفي حق وطنه
كل الفلسطينيون عرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا واحد من الفلسطينيون يفرط فىفي حق وطنه
 
الضرب الثالث
سطر 267:
بعض الطلبة ليسوا فاشلين
 
ونلاحظ فىفي هذه الضروب المنتجة فىفي هذا الشكل ، أن نتائجه قد شملت القضايا الأربعة الحملية ، وعلى ذلك فجميع هذه القضايا يمكن البرهنة عليها عن طريق هذا الشكل ، بما فىفي ذلك الكلية الموجبة التى لايمكن أن تكون نتيجة فىفي أى ضرب من ضروب الأشكال الأخرى ، وهو بذلك يكون غاية فىفي الأهمية للبرهنة على القوانين العامة ، لأن العلم الاستنباطى يهدف دائما إلى اقامة القضايا الكلية الموجبة .
 
لماذا يعتبر الشكل الأول أهم وأكمل أشكال القياس
 
1- الشكل الأول تطبيق واضح لمبدأ القياس، لأن ترتيب الحدين ( ص ، ك ) فىفي النتيجة هو نفسه ترتيبهما فىفي المقدمتين : ( ص ) موضوع فىفي النتيجة، وهو موضوع أيضا فىفي الصغرى. وكذلك ( ك ) محمول فىفي النتيجة وهومحمول أيضا فىفي الكبرى ، وهذا يجعل مبدأ القياس واضحا ( ما يحمل على حد مستغرق-- وهو الحد الأوسط -- يحمل بالطريقة نفسها ايجابا وسلبا على أى حد يندرج تحت هذا الحد المستغرق )
 
ومثال ذلك
سطر 282:
حملنا على المعدن بأنه يتمدد بالحرارة ، ولذلك أمكن أن نحمل على الحديد بنفس الصفة لأن الحديد يندرج تحت المعدن .
 
2- المقدمة الكبرى فىفي الشكل الأول تكون دائما كلية و تمثل حكما عاما أو قاعدة عامة ، بينما المقدمة الصغرى تمثل حالة خاصة . وبتطبيق الحكم العام على الحالة الخاصة نحصل على النتيجة ، وتمثل دائما حالة خاصة حتى لو كانت كلية وذلك بمقارنتها بالمقدمة الكبرى .
 
3- الضروب الأربعة للشكل الأول تنتج على التوإلى القضايا الحملية الأربعة :
سطر 290:
الشكل الثانى للقياس
 
وهو ما يكون حده الأوسط محمولا فىفي المقدمتين ، وصورته العامة هى :
 
ك و + ص و = ص ك .
سطر 296:
شروط الانتاج من الشكل الثانى
 
لكى يتم الاستدلال بطريقة سليمة فىفي هذا الشكل ، لابد من مراعاة الشرطين التاليين :
 
1- يجب أن تكون احدى المقدمتين سالبة : وذلك لأن الحد الأوسط محمولا فىفي المقدمتين ، فلكى نستوفى شرط استغراق الحد الأوسط فىفي احدى المقدمتين على الأقل ، فلابد أن تكون احدى المقدمتين سالبة ، لأن السوالب هى الوحيدة التى تستغرق المحمول . فاذا كانت المقدمتين موجبتين فلن يكون الحد الأوسط مستغرقا فىفي أى منهما .
 
2- يجب أن تكون المقدمة الكبرى كلية : لأنه مادامت احدى المقدمتين سالبة حسب القاعدة السابقة ، فلابد أن تكون النتيجة سالبة حسب القواعد السابقة من قواعد القياس ، وبالتالي سيكون محمولها مستغرقا ، لأن السوالب تستغرق المحمول ، ولما كان هذا المحمول المستغرق هو الحد الأكبر ، فلابد أن يكون مستغرقا فىفي المقدمة التى ورد بها وهى المقدمة الكبرى . ولما كان هذا الحد هو موضوع المقدمة الكبرى ، فلابد لكى يكون مستغرقا أن تكون هذه المقدمة كلية ، لأن الكليات هى الوحيدة التى تستغرق الموضوع .
 
ويمكن أن نلخص هاتين القاعدتين بالقول : سلب احدى المقدمتين وكلية الكبرى .
سطر 346:
 
 
ونلاحظ هنا أن جميع ضروب هذا الشكل ذات نتائج سالبة ، ولذلك فان استخدامه لا يكون الا فىفي حالة الحجج التى تهدف إلى نقض تقرير معين . ولذلك يسمى بالشكل الذى يقصى التقديرات ، وهو مفيد فىفي اقصاء الفروض التى لاتثبت صحتها فىفي البحث العلمى ، لنبقى على الفرض الصحيح وحده ، فلو كانت لدينا ظاهرة ما ، فانه يمكن فرض عدة فروض ( س ) و ( ص ) لتعليلها ، فلابد للبحث عن حقائق تثبت بطلان بعضها ، ليتبقى للظاهرة فرض واحد لتعليلها ، يكون هو قانونها ، عندئذ نرى الباحث فىفي نقضه هذا الفرض أو ذاك ، يلجأ إلى قياس من الشكل الثانى ، مثال ذلك :
أفرض أنك تريد أن تنقض القول بأن ( معلقة امرىء القيس من الشعر الجاهلى ) ، عندئذ تقول قياسا كهذا :
 
واذا لاحظت طبيبا ، وهو يشخص المرض ، ثم يفرض عدة فروض لتشخيص هذا المرض ، ثم يأخذ فىفي نقضها واحدا بعد الآخر ، لينتهى إلى الصواب ، ستراه فىفي كل خطوة يجرى تفكيره على الصورة التالية :
 
الشكل الثالث للقياس
 
وهو ما يكون حده الأوسط موضوعا فىفي المقدمتين ، وصورته العامة هى :
 
و ك + و ص = ص ك
سطر 359:
شروط الانتاج من الشكل الثالث
 
وهناك قاعدتين لابد أن توافرهما فىفي هذا الشكل :
 
1- يجب أن تكون المقدمة الصغرى موجبة : لأنها اذا كانت سالبة ، لوجب أن تكون الكبرى موجبة ، اذ لا انتاج من سالبتين ، وفى هذه الحالة لا يكون محمول هذه الكبرى وهو الحد الأكبر مستغرق ، ولكن النتيجة ستكون سالبة لأن احدى المقدمتين سالبا ، وبالتالي سوف يكون محمولها مستغرق ، الا أن هذا المحمول هو الحد الأكبر الذى لم يكن مستغرقا فىفي المقدمة الكبرى ، وفى ذلك كسر لأحد قواعد القياس السابقة ، لذلك يجب أن تكون المقدمة الصغرى موجبة .
2- يجب أن تكون النتيجة جزئية : وهذه القاعدة تصدق حتى اذا كانت المقدمتان كليتان ، لأن المقدمة الصغرى ، حسب القاعدة السابقة،لابد أن تكون موجبة ، وعلى ذلك فلن يكون محمولها مستغرق ، الا أن هذا المحمول هو الحد الأصغر الذى يظهر كموضوع فىفي النتيجة ، فلابد اذن أن يظل فىفي النتيجة غير مستغرق ، ولا يتحقق ذلك اذا كانت النتيجة كلية ، لأن الكليات تستغرق موضوعاتها ، فلا مفر اذن من أن تكون النتيجة جزئية .
ويمكن أن نلخص هاتين القاعدتين بالقول : ايجاب الصغرى وجزئية النتيجة .
 
واذا طبقنا القاعدتين على ضروبنا الثمانية لنرى ما يصلح منها فىفي هذا الشكل ، لكان لدينا الضروب الستة التالية:
 
الضرب الأول : ( ك م + ك م = ج م ) .
سطر 423:
بعض القوانين العلمية سيكولوجية
 
ومن الواضح هنا أن هذا الشكل لا يبرهن الا على نتائج جزئية ، لأن جميع نتائجه جزئية سواء كانت سالبة أو موجبة ، ولذلك فهو ملائم على وجه الخصوص فىفي اقامة الاستثناءات لقاعدة عامة ، بحيث يؤدى هذا الاستثناء ، إلى دحض هذه القاعدة .
 
الشكل الرابع
 
وهو مايكون منه الحد الأوسط محمولا فىفي المقدمة الكبرى ، وموضوعا فىفي المقدمة الصغرى ، وهو بذلك يكون على عكس الشكل الأول ، وصورته العامة هى :
 
ك و + و ص = ص ك
سطر 435:
لهذا الشكل ثلاثة قواعد خاصة :
 
القاعدة الأولى : اذا كانت المقدمة الكبرى موجبة ، لوجب أن تكون الصغرى كلية . ذلك لأن الحد الأوسط هو محمول الكبرى ، فاذا كانت موجبة ( كلية كانت أو جزئية ) فلن يكون هذا الحد مستغرقا فيها ، وتبعا لقواعد القياس السابقة التى تشترط وجوب استغراق الحد الاوسط فىفي احدى المقدمتين على الاقل ، لابد أن يكون مستغرقا فىفي المقدمة الصغرى ، ولما كان الحد الأوسط هو موضوع هذه المقدمة ، فلابد لاستغراقه أن تكون كلية ، لأن الكليات هى الوحيدة التى تستغرق موضوعها .
 
 
القاعدة الثانية : اذا كانت المقدمة الصغرى موجبة ، وجب أن تكون النتيجة جزئية . وهذا يصدق حتى ولو كانت المقدمتين كليتين . وذلك لأن المقدمة الصغرى فىفي حالة ايجابها ( سواء كانت كلية أو جزئية ) لا تستغرق محمولها ، الا أن هذا المحمول غير المستغرق فىفي هذه الحالة هو الحد الأصغر الذى سيظهر كموضوع للنتيجة ، ولابد اذن ، طبقا لقواعد القياس السابقة ، أن يظل غير مستغرق ، ولايتحقق ذلك الا اذا كانت النتيجة جزئية ، لأن الجزئيات هى الوحيدة التى لا تستغرق موضوعها .
 
القاعدة الثالثة : اذا كانت احدى المقدمتين سالبة ، وجب أن تكون الكبرى كلية ، وذلك لأن النتيجة فىفي هذه الحالة ستكون سالبة ، طبقا لقواعد القياس السابقة ، وبالتالي سيكون محمولها ( وهو الحد الأكبر ) مستغرقا ، فيجب اذن أن يكون مستغرقا فىفي المقدمة الكبرى ، ولما كان الحد الأكبر هو موضوع المقدمة الكبرى ، فلكى يكون مستغرقا ، لابد أن تكون هذه المقدمة الكبرى كلية .
واذا ما وضعنا فىفي الاعتبار هذه القواعد الثلاثة، لرأينا أن الضروب المنتجة فىفي هذا الشكل هى خمسة ضروب:
 
الضرب الأول : ك م + ك م = ج م .
سطر 491:
 
 
ومن الواضح أن الاستدلال عن طريق هذا الشكل لايبدو طبيعيا كما كان فىفي الأشكال الثلاثة الأولى ، ولذلك فلا يرى بعض المناطقة قيمة تذكر لهذا الشكل ، اللهم الا أن تكون هذه القيمة نظرية فقط .
 
والواقع أن هناك جدلا قائما حول هذا الشكل لم يحسم بعد ، ذلك أن أرسطو فىفي رأى معظم المناطقة – لم يذكر سوى الأشكال الثلاثة الأولى – ولم يتحدث عن شكل رابع يضاف اليها ، وينسبون هذا الشكل إلى الطبيب المشهور ( جالينوس ) ، حسب الرواية التى أوردها الفيلسوف الاسلامى ( ابن رشد ) ، ولذلك يطلقون على الشكل الرابع اسم ( شكل جالينوس ) ، تمييزا له عن أشكال أرسطو الثلاثة .
 
الا أن ( لوكافيتش ) فىفي دراسته الدقيقة لنظرية القياس الأرسطية ، قد أثبت أن أرسطو قد ذكر ضروب الشكل الرابع ، وكان على علم بها جميعا ، وينبغى تأكيد ذلك فىفي معارضة الرأى الذى ذهب اليه بعض الفلاسفة قائلين أنه رفض هذه الضروب ، ففى رفضها خطأ منطقى لانستطيع أن ننسبه إلى أرسطو .
 
فأرسطو لم يجهل على الاطلاق ما نسميه اليوم بالشكل الرابع بضروبه الخمسة ، مادام يقيم أساس تقسيمه للأشكال على أساس وضع الحد الأوسط فىفي المقدمتين ، فهذا الشكل هو احتمال رابع لا يخفى عليه ، ولكن خطأه كان أنه لم يذكر هذا الشكل صراحة مع الأشكال الثلاثة الأخرى ، مما دفع تلاميذه إلى توضيحه بعض الشىء ، وربما يكون جالينوس هو من أطلق عليه اسمه ، الا أنه لم يخترعه اختراعا ، بل مّيزه على ضوء ما أشار اليه أرسطو نفسه .
 
السطور التذكرية
 
عرفنا مما سبق أن جميع الضروب المنتجة فىفي الأشكال الأربعة هى تسعة عشر ضربا، أربعة فىفي الشكل الأول، وأربعة فىفي الشكل الثانى، وستة فىفي الشكل الثالث، وخمسة فىفي الشكل الرابع.
 
وقد جرت العادة على إعطاء كل ضرب إسما معينا فىفي اللغة اللاتينية، ووضع ضروب كل شكل فىفي سطر معين. ويبدو أن هذه الطريقة قد إتبعها رجال العصور الوسطى لأنها تساعد كثيراً على معرفة جميع ضروب الأشكال، وطريقة ردها إلى الشكل الأول. فهى إذن سطور تساعد على تذكر عمليات الإستدلال القياسى جميعاً، ولذلك فقد قال عنها " دى مورجان " أنها الكلمات السحرية.
 
وهذه السطور تقوم على أساس أن كل سطر منها يدل على الضروب المنتجة فىفي كل شكل، فالسطر الأول يدل على ضروب الشكل الأول، والثانى على ضروب الشكل الثانى، والثالث على ضروب الشكل الثالث، والرابع على ضروب الشكل الرابع، وكل كلمة من الكلمات تحتوى على ثلاثة حروف متحركة، كل حرف منها يدل على قضية من قضايا القياس الثلاثة، الحرف الأول المتحرك الوارد فىفي الكلمة يشير إلى المقدمة الكبرى، والثانى للصغرى، والثالث للنتيجة.
 
الحروف المتحركة التى ترد فىفي جميع الكلمات هى:
 
يدل على الكلية الموجبة.A