الفرق بين المراجعتين لصفحة: «تاريخ الإسلام/الدولة الفاطمية»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجع تعديلات خالد عبدالاله محمد احمد البستكي (نقاش) حتى آخر مراجعة لHelmoony
وسم: استرجاع
طلا ملخص تعديل
سطر 113:
فقد قال أبو الحسن الأشعري في صدد ذكره للشيعة: «وإنما قيل لهم الشيعة: لأنهم شايعوا عليًا - رضوان الله عليه- ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله ×»( ).
وقال عبد الرحمن بن خلدون: «اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والأتباع, ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه
-رضي الله عنهم- ومذهبهم جميعًا متفقين عليه أن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظر الأمة, بل يجب عليه تعيين الإمام لهم ويكون معصومًا من الكبائر والصغائر, وإن عليًا هو الذي عينه صلوات الله وسلامه عليه بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى مذهبهم, لا يعرفها جهابذة السنة ولا نقلة الشريعة, بل أكثرها موضوع أو مطعون في طريقه أو بعيد عن تأويلاتهم الفاسدة»( ).
ثانيًا: تعريف الرافضة:
الرفض لغة: الترك, وقد رفضه يرفضه رفضًا.
قال الأصمعي: «سموا بذلك لتركهم زيد بن علي »( ).
فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشيء.
وأما في الاصطلاح: هم قوم من الشيعة سموا بذلك؛ لأنهم تركوا زيد بن علي, قال الأصمعي: «كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابرأ من الشيخين نقاتل معك, فأبى, وقال: كانا وزيري جدي فلا أبرأ منهما, فرفضوه, وارفضوه عنه فسموا رافضة»( ).
سطر 125:
وبهذا يتبين سبب تسميتهم بالرافضة, لرفضهم زيد بن علي الذي منعهم من سب الشيخين رضي الله عنهما, وأصبحت كلمة الرافضة تطلق على كل من غلا في مذهب الشيعة وأجاز الطعن في الصحابة.
رابعًا: بداية نشأة التشيع:
تذكر كتب التاريخ أن أول من زرع فكرة التشيع في الأمة رجل يهودي يقال له: عبد الله بن سبأ, أظهر الإسلام للطعن فيه, وكان ذلك زمن الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان , وتنقل ابن سبأ بين المدينة والبصرة والكوفة ومصر والشام, والتف حوله المفسدون والحاقدون من المنافقين والجهال بحقيقة الدين.
ونشط ابن سبأ المعروف بابن السوداء في بث فكرتين أساسيتين لأهدافه اليهودية هما:
الأولى: دعوته إلى اعتقاد رجعة النبي × وكان يقول: «عجبًا ممن يزعم أن عيسى سيرجع ويكذب بأن محمدًا سيرجع, وقد قال الله تعالى: +إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" [القصص:85].
الثانية: دعوته إلى اعتقاد «أن لكل نبي وصيًا وعلي وصي لمحمد, ومحمد خاتم الأنبياء, وعلي خاتم الأوصياء, ومن أظلم ممن يمنع وصية رسول الله × ووثب على حق وصيته وتناول أمر الأمة».
وأرسل ابن سبأ أصحابه وأتباعه في الأمصار ليكتبوا ظلمًا وزورًا وبهتانًا للطعن في الولاة, وينسبوا ذلك لخليفة المسلمين وحثهم على الظهور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى يلتف حولهم العوام, وزوروا رسائل نسبوها إلى عثمان للدس والوقيعة بين الأمة وخليفتها وولاتها.
وهيَّج الأمصار واستجاب أهل البصرة والكوفة ومصر لأهدافه القريبة, وكان من نتائج دسائسه قتل الخليفة الراشد عثمان بغير حق ظلمًا وعدوانًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- مبينًا أن ابن سبأ أول من أحدث الرفض والغلو المذموم, قال: «وأصل الرفض من المنافقين والزنادقة فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه, وادعى العصمة له»( ).
وذكر أيضًا: «أن ابن سبأ المنافق الزنديق أراد فساد دين الإسلام, وأراد أن يصنع بالمسلمين ما صنع بولس بالنصارى, لكن لم يتأت له ما تأتى لبولس لضعف النصارى وعقلهم, فإن المسيح عليه السلام رُفع ولم يتبعه خلق كثير يعلمون دينه, ويقومون به علمًا وعملاً, فلما ابتدع بولس ما ابتدع من الغلو في المسيح اتبعه على ذلك طوائف وأحبوا الغلو في المسيح, فقام أهل الحق فخالفوهم وأنكروا عليهم فقتلت الملوك بعضهم, وبعضهم اعتزلوا في الصوامع والأديرة, وهذه الأمة ولله الحمد لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق, فلا يتمكن ملحد ولا مبتدع من إفساده بغلو أو انتصار على الحق, ولكن يضل من يتبعه على ضلاله»( ).
ولوضوح خبثه وكيده وشدة حقده على الإسلام والمسلمين لم يذكره أحد من أهل الإيمان بخير, وإنما وصفوه بأنه أول من سن لأهل الخذلان النيل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, ووصفوه بالخبث والكذب والنفاق والزندقة وبأنه ضال مضل.
ذكر ابن حجر من طريق أبي إسحاق الفزاري أن سويد بن غفلة دخل على عليٍّ في إمارته, فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر ويرون أنك تضمر لهما مثل ذلك, فقال علي: ما لي ولهذا الخبيث الأسود, ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل, ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن, وقال: لا يساكنني في بلدة أبدًا, ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس, ثم أثنى على الشيخين ثناء طويلاً, وقال في آخره: «ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفترى»( ).
وتذكر بعض الروايات أن عليًا هم بقتله ودعا بالسيف, فكلم فيه, فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه, فسيره إلى المدائن( ).
وذكر ابن عساكر بإسناده إلى أبي الجلاسي قال: سمعت عليًا يقول لعبد الله السبئي: «ويلك, والله ما أفضى إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس وقد سمعته يقول: «إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا» وإنك لأحدهم»( ).
فعلي حكم على ابن سبأ بأنه خبيث, وهم بقتله, ولما تراجع عن قتله نفاه إلى المدائن, وبين بأنه أحد الدجالين.
وقال الحافظ الذهبي في شأن ابن سبأ: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال مضل, أحسب أن عليًا حرقه بالنار, وزعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه علي فنفاه علي بعد ما هم به»( ).
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد روايات في ذمه: «وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ, وليست له رواية ولله الحمد, وله أتباع يقال لهم السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب, وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته»( ).
سطر 151:
السبئية, والغرابية, والبياتية, والمغيرية, والهاشمية, والخطابية, والعلبائية, والكيسانية, والزيدية الجاردوية, والسليمانية, والصالحية, والبترية, وبعض هذه الفرق غالت غلوًا عظيمًا, والبعض الآخر أقل غلوًا, ومن أراد الاستزادة فليراجع مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري, والملل والنحل للشهرستاني, والفَرق بين الفِرق, لابن طاهر البغدادي.
أولاً: النصيرية:
وتعتبر هذه الفرق من غلاة الشيعة وينتسبون إلى محمد بن نصير المنيري وقد انبثقت هذه الفرقة من الاثنى عشرية «الرافضة», وغالوا في علي بن أبي طالب حتى ألَّهُوه.
واشتهرت هذه الفرقة بحرب الإسلام والمسلمين وبمناصرة النصارى الحاقدين والوقوف مع التتار المفسدين, كما اشتهرت بالإلحاد في أسماء الله وآياته وتحريف كلام الله وكلام رسوله × عن مواضعه, وإليك ما قال شيخ الإسلام عن النصيرية في إجابته عن سؤال عنهم: «الحمد لله رب العالمين, هؤلاء القوم المتسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى, بل وأكفر من كثير من المشركين, وضررهم على أمة محمد × أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والإفرنج وغيرهم, فإن هؤلاء يتظاهرون عند جُهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه, ولا بأمر ولا نهي, ولا ثواب ولا عقاب, ولا جنة ولا نار, ولا بأحد من المرسلين قبل محمد × ولا بملة من الملل السابقة, بل يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين, يتأولونه على أمور يفترونها, يدعون أنها علم الباطن وليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه» إلى أن قال: «ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم وهم دائمًا مع كل عدو للمسلمين, فهم مع النصارى على المسلمين, ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار, ومن أعظم أعيادهم إذا استولى –والعياذ بالله تعالى- النصارى على ثغور المسلمين.. فهؤلاء المعادون لله ورسوله كثروا حينئذ على السواحل وغيرها, فاستولى النصارى على الساحل, ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره, فإن أحوالهم السيئة كانت من أعظم الأسباب في ذلك, ثم لما أقام الله أمور المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد, وصلاح الدين وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى, وممن كان بها منهم وفتحوا أيضًا أرض مصر, فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة, واتفقوا هم والنصارى, فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد... ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم.. ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يُسمون «الملاحدة» وتارة يسمون «القرامطة» وتارة يسمون «الباطنية» وتارة يسمون «الإسماعيلية» وتارة يسمون «الخرمية» وتارة يسمون «المحمرة».
وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم, ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات, وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب, فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين, والصديق وسائر الصحابة رضي الله عنهم بدأوا بجهاد المرتدين قبل الكفار من أهل الكتاب. فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك.. ويجب على كل مسلم أن يقوم بذلك على حسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه عن أخبارهم, بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله ورسوله.. والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى»( ).
سطر 157:
وهم ينتشرون في جبال اللاذقية, وحماة وحمص في سوريا, وفي لواء الإسكندرونة وطرطوس وأدنة, أو أطنه «في تركيا حاليًا» وفي كردستان وغيرها( ).
ومن عقائدهم الفاسدة:
1- تأليه الإمام علي بن أبي طالب ويعتقدون أنه يسكن السحاب, والرعد صوته, والبرق ضحكه, وهم لهذا يعظمون السحاب, ومنهم من يعتقد أن عليًا يسكن في القمر أو الشمس.
2- تناسخ الأرواح: عقيدة من عقائدهم, فالذين لا يعبدون عليًّا يولدون – في زعمهم- من جديد على شكل إبل أو حمير, أما المؤمن «وهو من يعبد عليًّا عندهم» فيتحول عندهم سبع مرات, ثم يأخذ مكانه بين النجوم, ومن ينحرف منهم يولد من جديد, حتى يتطهر ويكفر عن سيئاته( ).
وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
سطر 169:
ويقولون: إن الله خلع عليهم اسم الروافض( ). والقوم اشتهروا بالوقاحة وعدم المبالاة بالافتراء على الله وعلى خلقه.
ومن الأسماء التي اشتهروا بها اسم «الاثنى عشرية» لقولهم واعتقادهم بإمامة اثنى عشر إمامًا وهم على الترتيب:
1- أبو الحسن علي بن أبي طالب (ت40هـ).
2- الحسن بن علي بن أبي طالب (ت50 هـ).
3- الحسين بن علي بن أبي طالب (ت61هـ).
4- علي زين العابدين بن الحسين بن علي (ت95هـ).
5- محمد الباقر بن علي (ت 114هـ).
سطر 227:
إن كل محاولات التقريب بين السنة والشيعة باءت بالفشل؛ لأن الخلاف بيننا وبينهم في الأصول وليس في الفروع.
ولن يجتمع السنة والشيعة إلا إذا تخلى أحد الطرفين عن معتقده.
فإن علماء الشيعة يرون التقريب مع أهل السنة, عندما يشتم أهل السنة الصحابة ويعتقدون معتقداتهم الباطلة, وهذا ما خرج به الشيخ الدكتور مصطفى السباعي من تجربته في هذا الموضوع مع أحد شيوخ الشيعة, واسمه عبد الحسين شرف الدين الموسوي حيث إن الدكتور السباعي كان متحمسًا لفكرة التقريب واتصل بسياسيين وأدباء وتجار, وأعطوه عهودًا وكلامًا معسولاً وعلى رأسهم الشيخ الشيعي عبد الحسين الذي كان متحمسًا ومؤمنًا بها, وإذا بالشيخ الموسوي يخرج كتابًا في أبي هريرة مليء بالسباب والشتائم, بل انتهى فيه إلى القول: «بأن (أبا هريرة ) كان منافقًا كافرًا وأن الرسول قد أخبر عنه بأنه من أهل النار»( ).
يقول السباعي: «لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه, وفي كتابه معًا, ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي»( ).
وإن أهداف الشيعة من مسألة التقريب: أن يفتح لهم مجال لنشر عقائدهم في ديار السنة, وأن يستمروا في طعن الصحابة الكرام, وأن يسكت أهل السنة عن بيان الحق, وإن سمع الروافض صوت الحق يعلو ماجوا وهاجوا قائلين: إن الوحدة الإسلامية في خطر.
سطر 260:
واستغلوا الأحداث الدامية في الجزائر بين الحكومة وإخواننا المسلمين, فأظهر الإعلام الإيراني عطفه وتأييده للحركة الإسلامية في الجزائر, فتأثر كثير من إخواننا بهذا الإعلام المزيف الماكر الخادع.
ومن أراد من أبناء الصحوة أن يوسع مداركه وثقافته في هذا الباب فليراجع ما كتبه الشيخ سعيد حوي –رحمه الله- «الخمينية شذوذ في العقائد والمواقف» وما كتبه أحمد عبد العزيز الحمدان «ما يجب أن يعرفه المسلم عن عقائد الروافض الإمامية».
+سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ" [القلم: 45،44].
ثالثًا: الشيعة الإسماعيلية
بعد موت الإمام جعفر بن محمد الصادق افترقت الشيعة إلى فرقتين:
سطر 267:
قال عبد القاهر البغدادي في شأن الإسماعيلية: «وهؤلاء ساقوا الإمامة على جعفر وزعموا أن الإمام بعده ابنه إسماعيل»( ).
وقال الشهرستاني: «الإسماعيلية امتازت عن الموسوية وعن الاثنى عشرية بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر وهو ابنه الأكبر المنصوص عليه في بدء الأمر».
قالوا: ولم يتزوج الصادق رضي الله عنه على أمه –أم إسماعيل- بواحدة من النساء, ولا تسرى بجارية كسنة رسول الله × في حق خديجة رضي الله عنها, وكسنة علي في حق فاطمة رضي الله عنها»( ).
فالإسماعيلية إحدى فرق الشيعة, وهي تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق, ولهم ألقاب كثيرة عرفوا بها غير لقب «الإسماعيلية» منها: الباطنية, وإنما أطلق عليهم هذا اللقب لقولهم بأن لكل ظاهر باطنًا, ولكل تنزيل تأويلاً, ويطلق عليهم القرامطة, وقد عرفوا بهذين اللقبين في بلاد العراق, ويطلق عليهم في خراسان «التعليمية والملحدة», وهم لا يحبون أن يعرفوا بهذه الأسماء, وإنما يقولون: نحن الإسماعيلية لأنا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم»( ).
أ- خطر المذهب الباطني على الأمة:
سطر 347:
اسمه وصفته:
وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله ×, واسم أبيه كاسم أبي النبي ×, فيكون اسمه محمد أو أحمد بن عبد الله, وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله × ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما.
قال ابن كثير -رحمه الله- في المهدي: «وهو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني »( ). وصفته الواردة: «أنه أجلى الجبهة, أقنى الأنف»( ).
مكان خروجه:
يكون ظهور المهدي من قبل المشرق, فقد جاء في الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله ×: «يقتل عند كنزكم ثلاثة: كلهم ابن خليفة, ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق, فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم...» ثم ذكر شيءًا لا أحفظه.. فقال: «فإذا رأيتموه, فبايعوه, ولو حبوًا على الثلج, فإنه خليفة الله المهدي» ( ).
قال ابن كثير -رحمه الله-: «والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة, يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاء الخلفاء, حتى يكون آخر الزمان, فيخرج المهدي, ويكون ظهوره من بلاد المشرق» لا من سرداب سامراء, كما يزعم جهلة الرافضة من أنه موجود فيه إلى الآن, وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان, فإن هذا نوع من الهذيان, وقسط كبير من الخذلان شديد من الشيطان, إذ لا دليل على ذلك, ولا برهان, لا من كتاب, ولا من سنة, ولا معقول صحيح, ولا استحسان.. إلى أن قال: «ويؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه, ويقيمون سلطانه, ويشيدون أركانه, وتكون راياتهم سودًا أيضًا وهو زي عليه الوقار؛ لأن راية رسول الله × كانت سوداء يقال لها: «العقاب».
إلى أن قال: «والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق, ويبايع له عند البيت, كما دلت على ذلك بعض الأحاديث»( ).
2- وذكر الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ×: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟!» ( ).
3- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله × يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» إلى أن قال: «فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام, فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا فيقول: لا, إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة»( ).
والأحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين:
سطر 358:
والثاني: أن حضور أميرهم للصلاة, وصلاته للمسلمين, وطلبه من عيسى عليه السلام عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم يدل على صلاح هذا الأمير وهداه.
وجاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرهما مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين, ودالة على أن ذلك الرجل الصالح يسمى: محمد بن عبد الله, ويقال له المهدي, والسنة يفسر بعضها بعضًا.
1- فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ×: «منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه» ( ).
2- وعن جابر قال: قال رسول الله ×: «ينزل عيسى ابن مريم, فيقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا, فيقول: لا, إن بعضهم أمير بعض, تكرمة الله هذه الأمة» ( ).
3- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ×: «المهدي مني أجلى الجبهة, أقنى الأنف, يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورًا يملك سبع سنين» ( ).
أولاً: تواتر أحاديث المهدي:
1- قال الشوكاني: «الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثًا, فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنجبر, وهي متواترة في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول, وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي, فهي كثيرة أيضًا, إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك»( ).
سطر 601:
 
3- شنوا حربًا نفسية على أهل السنة وذلك بتعليق رؤوس الأكباش والحمير على أبواب الحوانيت والدواب, وكتبوا عليها أسماء الصحابة رضي الله عنهم, (لعنهم الله أنى يؤفكون), وأظهروا سب الصحابة رضي الله عنهم, وطعنوا فيهم وزعموا أنهم ارتدوا بعد النبي × وخصصوا دعاة للنداء بذلك في الأسواق.
ومن ذكر الصحابة بخير أو فضل بعضهم على علي قتل أو سجن( ).
4- عمل العبيديون على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين؛ ولذلك أصدر عبيد الله أمرًا بإزالة أسماء الحكام الذين بنوا الحصون والمساجد, وجعل اسمه بديلاً منهم, واستولى هذا الرافضي الخبيث على أموال الأحباس وسلاح الحصون, وطرد العباد والمرابطين بقصر زياد الأغلبي وجعله
مخزنًا للسلاح( ).
سطر 677:
يا أيها الناس جاهدوا من كفر بالله, وزعم أنه رب من دون الله تعالى وغيَّر أحكام الله عز وجل, وسب نبيه وأصحاب نبيه وأزواج نبيه.
فبكى الناس بكاء شديدًا, وقال في خطبته: «اللهم إن هذا القرمطي الكافر المعروف بابن عبيد الله المدعي الربوبية من دون الله, جاحدًا لنعمك, كافرًا بربوبيتك, طاعنًا على أنبيائك ورسلك, مكذبًا لمحمد نبيك وخيرتك من خلقك, سابًا لأصحاب نبيك, وأزواج نبيك أمهات المؤمنين, سافكًا لدماء أمته, منتهكًا لمحارم أهل ملته, افتراء عليك, واغترارًا بحلمك, اللهم فالعنه لعنًا وبيلاً, واخزه خزيًا طويلاً, واغضب عليه بكرة وأصيلاً, وأصله جهنم وساءت مصيرًا, بعد أن تجعله في دنياه عبرة للسائلين, وأحاديث في الغابرين, وأهلك اللهم شيعته, وشتت كلمته, وفرق جماعته, واكسر شوكته, واشف صدور قوم مؤمنين, ونزل فصلى الجمعة ركعتين وسلم, وقال: ألا إن الخروج غدًا يوم السبت إن شاء الله( ).
وركب ربيع القطان فرسه وعليه آلة الحرب, وفي عنقه المصحف, وحوله جمع من الناس من أهل القيروان متأهبون معدون لجهاد أعداء الله, وعليهم آلة الحرب فنظر إليهم القطان, فسر بهم وقال: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك, وإعزاز دينك, يا رب بأي عمل وبأي سبب وصلت إلى هذا؟ ثم أخذ في البكاء حتى جرت دموعه على لحيته, ثم قال لهم: لو رآكم محمد رسول الله × لسُرَّ بكم, وقال في موطن آخر بعد أن أنصت الناس: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" [التوبة:123] ثم قال: +أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [التوبة:13-15].
ثم أشار بيده وقال: اذكروا الله يذكركم, فكبر الناس, ومشى حتى بلغ الجامع ودخل في قتل أعداء الله حتى قتل سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة مقبلاً غير مدبر( ), واستشهد معه فضلاء وأئمة وعباد صالحون.
4- قاطع العلماء من استجاب وداهن العبيديين من الفقهاء وإن لم يدخل في دعوتهم؛ ولذلك أفتى العلماء بطرح كتب أبي القاسم البراذعي( ).
سطر 688:
وبرز في المناظرة أبو محمد عبد الله بن التبان إلا أن أبا عثمان سعيد بن محمد الحداد كان أقدرهم في هذا الباب, فقد كانت له: «مقامات كريمة ومواقف محمودة في الدفاع عن الإسلام والذب عن السنة».
أشهر مناظرات الإمام أبي عثمان سعيد بن الحداد:
دعاه عبيد الله المهدي وبيَّن له عبيد الله حديث «غدير خم»: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهو حديث صحيح, فعطف عبيد الله -لعنة الله عليه- فقال لأبي عثمان: فما للناس لا يكونون عبيدنا؟ فقال له أبو عثمان: أعز الله السيد لم يرد ولاية الرق, وإنما أراد ولاية في الدين, قال: فقال الله عز وجل: +مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ" [آل عمران: 80،79].
فما لم يجعله الله عز وجل لنبي لم يجعله لغير نبي, وعلي لم يكن نبيًا, وإنما كان وزير النبي ×, فقال عبيد الله له: انصرف لا ينالك أحد. ويذكر أن أبا عبد الله الشيعي قال له يومًا: القرآن يقر أن محمدًا ليس بخاتم النبيين.
فقال له: في قوله: +وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" [الأحزاب:40] فخاتم النبيين ليس رسول الله.
سطر 1٬704:
إن تجــد عيـبًا فســـدَّ الخلــــلا جــل مــن لا عيــب فيــه وعـــلا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
الموضوع الصفحة
الإهداء 3