الفرق بين المراجعتين لصفحة: «متابعات في التربية وعلم النفس»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 16:
 
وضع الدكتور «سعد جلال» هذا الكتاب الذي جاء في أكثر من ثماني مئةٍ وأربعين صفحة، وحوى اثنين وثلاثين فصلاً، وُزّعتْ على ستة أبواب.
 
ولقد وُضِع الكتاب ـ بحسب إعلان مؤلفه ـ من أجل غرض رئيس يتمثل في تقديم معلومات محصّلة عن «علم النفس» الذي يعني البحث في دراسة سلوك الناس ومعرفة فاعلياتهم العملية وطرق تنظيمها، وكيف يؤدي فهم السلوك البشري إلى التنبؤ به وبالتالي التحكّم فيه. وهذا ما يمكن عدّه بمثابة تعريف بسيط لعلم النفس، بغض النظر عن المدارس والاتجاهات المتنوّعة فيه.
 
وتعطي عناوين أبواب الكتاب فكرة تخطيطية عن المنهج الذي اتبعه الدكتور جلال في عرض مادة الكتاب العلمية، وهي على التوالي: علم النفس كعلم. مراحل النمو. الدافعية والتكيّف. الفروق الفردية وقياسها. التعلّم والإدراك والتفكير. علم النفس التطبيقي.
 
وأول الانطباعات التي يمكن تحصيلها عن النظر في أبواب هذا الكتاب يشير إلى عرض سعة المساحة المعرفية التي أراد المؤلف تغطيتها، ولاسيما إذا أخذنا بالتقدير حداثة علم النفس ـ بما هو علم ـ أي أنّ المختصّ فيه يطبّق مناهج قابلة للتدقيق والتجريب والإعادة، فيتبع أسلوب ترتيب بحثي يبدأ من الملاحظة إلى تحديد المشكلة ووضع الفروض وجمع النتائج ثم تحقيقها.
 
وبعد عرض خصائص الطريقة العلمية في علم النفس، يشير الدكتور جلال إلى وجود أنواع متعدّدة من البحوث في هذا العلم، ووجودِ أنواع من طرق جمع المعلومات وطرائق بحثها، ظهرت في أثناء المراحل المتلاحقة التي مرّ بها المختصون خلال اشتغالهم بالموضوعات النفسية الكثيرة.
 
ويعنون المؤلف البابَ الثاني من كتابه بعبارة «مراحل النمو» باعتبارها من الموضوعات التي يتجه علماء النفس إلى دراساتها. فيتحدث عن أثري الوراثة والبيئة في الأشخاص وتكويناتهم الجسمية، والنضج ومراحل النمو المتعدّدة، إضافة إلى التنشئة الاجتماعية، خلال المراحل العمرية المتلاحقة.
 
ويشير إلى اختلاف أطروحات الباحثين السايكولوجيين في هذه الموضوعات، واختلافهم في فهم الدافعية والتكيّف لدى الأشخاص، والنظريات المختلفة في تفسير الدوافع الأولية (كالطعام والشراب) والدوافع الاجتماعية (كالتواصل والمشاركة)، والانفعالات (كالخوف والقلق والغضب). ويقف مع الحاجة إلى تأكيد الذات لدى الأشخاص الإنسانيين والعوامل المؤدية إلى تكيّف الفرد مع معطيات البيئتين الطبيعية والاجتماعية ومتطلّباتهما.
 
 
والمقصود بالوراثة عند جلال (ص١١٥): كل ما يأخذه الفرد عن والديه وأجداده عن طريق الكروموزومات والجينات. ويقصد بالبيئة النِتاجَ الكلّي للمؤثرات في الفرد من الحمل حتى الموت. وهو يخبرنا أنّ البيئة الداخلية في الرحم تؤثر في الخلايا كما تؤثر الخلايا في بعضها بعضاً، وأنه من الممكن إحداثُ تغييرات في البيئة تؤدي إلى تغييرات في التكوين الجسمي يمكن توريثها.
 
 
ويتحدث جلال في الباب الرابع عن «الفروق الفردية وقياسها» لدى الأشخاص، ولاسيما بالنسبة للذكاء والقدرات والمهارات والتحصيل والميول. فيعرض أهمَّ نظريات قياس الشخصية واستواء الشخصيات وانحرافها، وما توصّل إليه السايكولوجيون من نتائج عملية لفروضهم النظرية المختلفة في هذه الشؤون.
كما يتحدث في الباب التالي: عن التعلّم والإحساس والإدراك والتفكير، فيفصّل بعض المطالب المهمّة في كل منها. ويقرّر لدى حديثه عن التفكير (ص٦٨٧) أنه أهمّ وظيفة للعقل، وأنّ التفكير عملية مستمرة نظراً لوجود العقل في نشاط دائم، ولاسيما حين تحدث مشكلة.
ويعدّ التفكير الابتكاري طريقَ التوصّل للاختراعات والنظريات العلمية. كما يصرّح بأنّ ما يتمتّع به الشعراء والفنانون هو خيال ابتكاري، قد لا تختلف مراحل تفكيرهم فيه عن مراحل التفكير الابتكاري.
ثم يعمد جلال في آخر أبواب الكتاب لعرض ما يعدّ ضمن حياض «علم النفس التطبيقي» فيفرد فصولاً لكل من الموضوعات الآتية: الصحة العقلية والعلاج النفسي، التوجيه التربوي والمهني، علم النفس الصناعي، علم النفس الاجتماعي، سيكولوجية الدعاية والرأي العام.
 
 
ويعدّ التفكير الابتكاري طريقَ التوصّل للاختراعات والنظريات العلمية. كما يصرّح بأنّ ما يتمتّع به الشعراء والفنانون هو خيال ابتكاري، قد لا تختلف مراحل تفكيرهم فيه عن مراحل التفكير الابتكاري.
ثم يعمد جلال في آخر أبواب الكتاب لعرض ما يعدّ ضمن حياض «علم النفس التطبيقي» فيفرد فصولاً لكل من الموضوعات الآتية: الصحة العقلية والعلاج النفسي، التوجيه التربوي والمهني، علم النفس الصناعي، علم النفس الاجتماعي، سيكولوجية الدعاية والرأي العام.
 
== علم النفس الفسيولوجي ==