الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الفلسفة/الأخلاق/الأزمنة الحديثة/الديكارتيون المنشقون/سبينوزا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏top: إصلاح، الأخطاء المصححة: اعلى ← أعلى (3)، ايض ← أيض (2)، اخرى ← أخرى (2)، على انه ← على أنه (2)، إستمرار ← استمرار (2)، الإع باستخدام [[Project:أو...
ط ←‏top: clean up، استبدل: الذى ← الذي (2) باستخدام أوب
سطر 2:
أما لدى سبينوزا فإن الإنسان يبدو كعنصر فحسب ، اضطراري ومؤقت ، من عناصر سير الطبيعة - الإله . وهذا ما ينتج عنه أن الاعتقاد بحرية الإرادة الإنسانية ليس إلا وهما وأنه ليس في الكون ما هو صالخ أو سيء بالمعني الدقيق للكلمة وأن العالم
بما فيه ادق تفاصيله ، هو - ولا يستطيع أن يكون إلا - ما يحتويه الجوهر الإلهي .
على أنه يوجد مع ذلك حكمة ، كما يوجد مثل أعلى للكمال ، أما قوامهما فهو الاندماج عن طريق الفكر بشكل متعاظم الوضوح باستمرارمع النظام الخالد ، وفهم هذا النظام والخضوع له بإندفاع بهيج . ومن هنا يتاتى ذلك المظهر الإنتفاعي أحيانا والصوفي أحيانا أخرى والذىوالذي يتميز به التامل السبينوزي ، ذلك أن شمولية الإله التي تبرر كل شيء تدعونا إلى عدم احتقار الخيرات الأرضية ، وهي الخيرات الصادرة عن الإله ( فالفرح صالح ، والحكمة " تأمل لا في الموت بل في الحياة" ، وكذلك فإن من فعل
الرجل الحكيم استخدام الحياة والإستمتاع بها ما امكن ذلك) ، ولكن شمولية الإله تحثنا أيضا على التحكم في اهوائنا وعلى الهرب منها في سبيل التمكن من تكريس النفس إلى ذكل الحب العقلي المنزه عن الغرض ل " الإله - الكل" ، وهذا هو التعبد الوحيد الذي ينبغي أن نقدمه له ( لأن الأهواء تميل إلى ربطنا بمظاهر في الكون عابرة وجزئية ، وإلى تفريقنا بالتالي عن الإله ) .
وهكذا فإن العيش عقلانيا والعيش اخلاقيا هما إذن مفهومين متماثلين كل التماثل معناهما الانصياع الفعال للنظام ، وبذلك يصبح الإنسان "حرا" بصورة حقيقية ، طالماأنه يشكل أحدا واحدا مع طاقة الخلق الكلية . كما يصبح أيضا "خالدا" بصورة
حقيقية ، وليس خلوده ذلك الخلود العبثي الكاذب الذي وعدت به الأديان ، بل انه ناجم عن كونه يشارك منذ هذه الحياة في "الكائن الراسخ" .
أما الحكيم فإنه يتصرف في الواقع العملي بصورة يحب الله فيها عبر الناس فهو متواضع إزائهم ومتسامح ( لأنه يعرف الجبرية الكلية التي تجعله يفهم اخطائهم ) كما أنه لا يحمل احتقارا أو ضغينة ، ويخضع دون نقاش - من الناحية الاجتماعية - للقوانين السياسية ، فهي صدى الضرورة الإلهية طالما أنها لا تقود الناس على الأقل إلى الانقسام والحقد . أما إذا حدث ذلك فهو البرهان على عدم "ملاءمتها" .
ولكن هذا التحفظ الأخير يوضح بجلاء الخطأ الأكبر لهذا المذهب الجدير بالإعتبار كل الجدارة ، الشديد واللين والشامل في آن واحد ، والذىوالذي اثر في الكثير من المفكرين ( خاصة الألمان ) . أما هذا الخطأ فهو التبرير المبالغ به للإنصياع وللإنفعالية الأخلاقية إلا إذا تقبلنا دون جدال أو نقاش عقلاني ( كما فعل سبينوزا على أي حال ) ما نسميه " احكاما على القيم" وهي احكام ينبغي على هذا المنهج أن يرفضها بحسب منطقه الخالص ، ولكنها تتكشف عن كونها لا يمكن الإستغناء عنها فيما إذا رغبنا أن نحتفظ في الأخلاق بمفهومي " الجهد" و " المبادرة الفردية" .
 
[[تصنيف:الأخلاق]]