الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مرآة الخيال - رينيه ماجريت»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط ←‏top: إصلاح باستخدام أوب
سطر 3:
'''بقلم د.محسن عطيه'''
 
تقوم بعض الأبحاث السيكولوجية التى أجريت فى مجال الإبداع على أساس أن الرؤية الفنية هى تعبيرعن عالم ماوراء الوعى."."إذ أن خيال الفنان يتبع مسارات شخصية،..،وذلك ما يفسر دور اللاوعى فى تطوير الأفكار الفنية .فالإرادة وحدها لاتحقق الفن، بل يخضع الفن كذلك طواعية للاوعى(1) ويمتلئ الفن بما يشير إلى الحياة اللاواعية،مما يفسرالأفكار الغامضة والأشكال المجازية والاستعارات التى حولت تخيلات الفنان إلى حقائق من نوع جديد،وجعلت من الأساطير ومن الغوص فى أعماق الإنسانية مجالاً تستقى منه صيغاً للتعبيرعن الحقائق المجهولة. ولم يكن الفنان السريالى "رينيه ماجريت"(Rene Magritte (19678-1898 مجرد رسام يبحث عن الجمال، ولكن الفن عنده مجال لمزج الحياة المادية بالأفكار ومزج الحقيقة بالخيال. وهناك من يعتبر" ماجريت" مفكراً أكثر من أن يكون فناناً ."وفى الغالب يكون الموضوع غير واضح ،بل خفياً.والشخصيات الرئيسية فى لوحاته تعبر دائماً عن ذاته،فى مواجهة الناس مواجهة عكسية."(2) ورغم أن "ماجريت" ينتقل فى لوحاته إلى العالم الخيالى الرائع،فإنه لا يفهم الفن كذلك على اعتبار أنه مجرد إشباع وهمى للرغبات، فليس الفنان حالم فقط يشيد عالماً من الوهم.كما أن ما يفعله ليس نسخاً للواقع، وإنما خلق لواقع جديد، يشبه ما يحدث فى الأحلام .
 
'''[[علاقات خطرة]]'''
سطر 24:
 
'''[[المرآة تعكس صورة الفكر]]'''
 
 
وتحدث هذه اللوحة الفنان السريالى للمشاهد خلطاً واستفزازاً بسبب هدمها للمفاهيم الراسخة للفن ولمبادئ التمثيل والمنطق. إذ أن اللوحة لا تنسخ شيئاً واقعياً أو منطقياً متسقاً مع العقل والتفكير المنطقى.وتطرح اللوحة ثنائية متناقضة هى: الحقيقة /الزيف. ويمكن مناقشة القواعد والأطر الاستطيقية لفن الرسم ،مثل مبادئ المنظور والتمثيل الصورى ، وغالباً تشتمل تقنيات المنظور والوظيفة التمثيلية فى الفنون البصرية على أبعاد ثقافية ،لأن الفن يمثل نوعاً من الفكر المرئى .لقد أحدث "ماجريت" انقلاباً جذرياً على المستويين التقنى والجمالى ساهم فى بناء نمط تمثيلى- تصورى يتميز بخصائص جديدة . وبينما كانت مبادئ المنظور فى المدرسة الكلاسيكية تمثل نوعاً من عقلنة العالم من وجهة نظر إنسانية ، فإن "ماجريت" كان يوجه الانتباه فى موضوعات لوحاته ،إلى فكرة سيطرة النظام التمثيلى على طريقة التفكير الإنسانى . ورغم تمثيل العمق فى العديد من تلك اللوحات، إلا أن الفنان كان غالباً يركز على تمثيل الجزء الخفى من الموضوع ، ويجعل الصورة تنطوى على دلالة مزدوجة فى معنى واحد.حتى يتحول الإحساس بالصورة إلى فكرة باطنية ،غير موجودة خارج ذات المشاهد . هكذا لاتنسخ لوحات الفنان الواقع،وإنما تعكس صورة التفكير،مثلما لا تعكس المرآة الواقع فى اللوحات بطريقة منطقية، وإنما تعكس عناصرمن الوجود فى مواضع غير مناسبة وغريبة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
1-محسن عطيه :نقد الفنون من الكلاسيكية إلى عصر ما بعد الحداثة ،منشأة المعاف بالأسكندرية 2002 ص111.