الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المفسدون في الأرض»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 9:
مقدمة
( المفسدون في الأرض ) عنوان قد اخترته لهذا الكتاب ليضم في متنه أشتات مقالات منها ما نشر ومنها ما لم ينشر. وقد إخترتها لتكون معا. واخترت لها عنوان (المفسدون في الأرض ) لتكون رؤية واقعية ومستقبلية للتدهور البيئي السائد والتنوع الحيوي والهجرات الكبرى للإنسان والحيوان وقضايا السكان والساعة السكانية في العالم لنكون على بينة من أمرنا ونحن نعيش فوق كوكبنا.
والكتاب كتب بطريقة السرد العلمي الذي دأب الكاتب على اتباعها ليقبل على قراءته العامة والخاصةولاسيماوالخاصة ولاسيما وأنه يحمل في متنه جوانب بيئية مختلفة ويعكس مفاهيم لنشر الوعي البيئي . فموضوعاته سهلة وميسرة لا تقبل التهوين ولا تدعو للتهويل .
فالله سبحانه خلق كل شيء في الكون والحياة وقدره تقديرا معجزا قائلا جل وعلا : إن كل شيء خلقناه بقدر .). لأن التوازن البيئي سمة منظومة الكون بما فيه الأرض . ففي الأرض كل شيء موزون لا يختل ولا يخل وإلا مادت بما فوقها . ومنذ باكورة وجودها تصحح أوضاعها في صمت أولا بأول من خلال نظم مقررة وآلية متبعة. لا تمل خلالها ولا تكل فيها للحفاظ على كيانها وكينونتها ووجودها ضمن المجموعة الشمسية. وقد تكون الكوارث الطبيعية كالبراكين والزلازل والعواصف والسيول نقمة لنا نحن الأحياء إلا أنها نعمة للأرض . لأنها كوكب حي ينبض بالحركة ولولا هذا لأصبحت جرما ميتا يتهاوى . فهي تستمد حياتها من ذاتها ومن جيرانها الأقربين من الكواكب والشمس أيضا . فنراها تتأثر بهم ويؤثرون فيها لتحافظ على كيانها الوجودي بالفضاء.
والكتاب رؤية واقعية للأرض من خلال مايتهددها وما يتهدد كائناتها من إنقراضات متلاحقة وتدمير بيئي لا يبقي ولا يذر . وهو سياحة إستكشافية للواقع البيئي في شتى أنحاء العالم . لنكون عليعلى بينة من أمره وأمرنا داخل إساره . لأن الله سبحانه جعل الأرض في بيئة متوازنة سواء في مدارها أو سيرها أو منظومتها الإحيائية والوجودية التي لانظير لها في الكون كما يبدو لنا .لهذا نجد هذا الكتاب رسالة لضمائر البشر ليستيقظوا من سبات الغفلة البيئية التي احتدمت وليحاسبوا أنفسهم قبل أن تودي بهم الحياة ويصبحوا في فوضى بيئية لايعرف مداها ولا منتهاها .
وفي هذا الكتاب سنعكس الرؤية الواقعية لكوكبنا الموبوء من خلال ما يتهدد كائناته من إنقراض وما يعانيه من تدهور وتدمير بيئي لا يبقي ولا يذر . لهذا سنجده سياحة إستكشافية للواقع البيئي في شتى أنحاء العالم. ولاسيماولا سيما وأن العبثية البيئية أخذتبدأت تأخذ أشكالا وصورا صنعها الإنسان أو أسهمت فيها الطبيعة . فالإنسان جار على الغابات واجتث أشجارها ليزرع مكانها الحبوب ليسد رمق ملايين الجياع من البشر . وانساق وراء هذا السراب بنظرة أنانية جشعة لتحقيق الثروات وقضى على التنوع الحيوي للكائنات التي كانت تعيش في أغوار هذه الغابات قبل ظهور الإنسان نفسه. فشتتها من مأمنها ومكامنها وقضى عليها. فبنى بيوته فوق أرضها وخشاها فقضى عليها حتى لاتكون جيرانا له وهو في مسكنه . وتاجر في أعضائها ، وأعراضها وتناسى حقها في الحياة . لأنها شريك متضامن معه في الأرض . فانقرضت خلال العقود الأخيرة آلاف الأحياء بعدما كانت تعمر الأرض منذ ملايين السنين وقبل أن نخلق كبشر فوقها . فانتزعنا منها عنوة هذا الميراث الأرضي لا نلوي على شيء سوى الطمع في الأرض والجشع للمال والجوع لقلة الغذاء والجهل بأبعاد الملوثات والسموم التي نطلقها في بيئاتنا .
لقد خلق الله العالم جميلا .. فلوثناه عن حمق وأفسدناه عن جهل وشوهنا غطاءه الأخضر عن عمد رغم أن الأرض لو أتاح لها الإنسان الفرصة يمكنها استعادة عافيتها ومظهرها الحيوي . لكن الإنسان أفسد البيئة من حوله وأصبح ينعاها في مؤتمراته العالمية لأن الأرض أصبحت تنوء بما سببناه لها من مشاكل بيئية متلاحقة لا تقوى على التخلص منها . ويحاول البعض إنقاذ مايمكن إنقاذه بعدما أفسدنا كل شيء . وأخذ الساسة والعلماء يتبادلون الإتهامات وقد تناسوا أن البيئة لاتعرف الحدود السياسية وفسادها قد نخر في الدول الغنية أولا. والمفسدون في الأرض أصبحوا أنفسهم هم دعاة العودة للطبيعة في المأكل والمشرب. فروجوا للأطعمة العضوية رغم أنها لاتسلم من التلوث من المياه حتى ولو كانت جوفية أو الرياح التي تحمل المبيدات الحشرية والحشائشية مما جعل كل الأطعمة فوق الأرض ملوثة . إلا لو زرعنا غذاءنا فوق المريخ أو هججنا من جحيم أرضنا الذي صنعناه بأيدينا .
فلنعش ولندع غيرنا يعش فوق كوكبنا كشركاء كما كنا . لكنه الإنسان لايرحم نفسه أو غيره . وهذه النظرة الجشعية التي تتسم بالأنانية لن تبرحه ليدفع فاتورة الجحيم البيئي من صحته ومن نسله وحرثه فالمستقبل البيئي مازال في عالم الغيب وإن بدت بوادره لكن لاأحد يتنبأ بوخائم عواقبه أو أبعاده . لأن البيئة العالمية إهترأت . وكلما رتقنا ثوبها البالي تفتق وزاد فتقه . وهذا ماظهر جليا في ثقب الأوزون . فالأرض ستدمرنا قبل أن ندمرها . لأنها لن تدع درجة حرارتها ترتفع عن معدلاتها الطبيعية بلا كوابح . لأن إرتفاع درجة حرارة الجو المحيط سيجعله يتمدد ويتخلخل هواؤه . وهذا التخلخل لو تم سوف يفقد الأرض توازنها وسيزيد سرعتها مما يجعل مياه المحيطات تتناثر كالرذاذ ولاتتكون السحب. وستتطاير الجبال والعمارات وستقتلع الأشجار حسب نظرية قوة الطرد المركزية ولن يبقى فوق الأرض إلا اليابسة بعدما يتضاءل حجمها . لأن الجبال والجو المحيط يتحكمان في سرعة دورانها لتصبح في معدل حركي حتى لا تميد بنا . كما أن ظاهرة الإحتباس الحراري لن تؤثر علي تخلخل هواء الجو المحيط فقط. ولكن هذا التخلخل سوف يرفع حرارة الأرض لأن هذا الجو المحيط درعها الواقي من فيوضات الشمس. فالإحتباس الحراري قنبلة موقوتة ستجعل درجة حرارة الأرض ترتفع بسرعة وتزداد رطوبة الجو مما يجعلها حمام (سونا) جماعي يقضي على كل الأحياء حتى ولو كانت في بروج مشيدة . ولا نفرط في التشاؤم أو التفاؤل بمستقبلنا فوق كوكبنا . لأن هذه المتغيرات البيئية لا تحدث بين يوم أو ليلة ولكنها خلال آلاف السنين .لكن إذا كانت النعمة تخص فالغمة ستعم . وهذه سنة الحياة.
لقد غيرنا من الخريطة الصحية فوق كوكبنا حيث قضينا علي أمراض كانت تشكل أوبئة داهمة كالسل والجدري وشلل الأطفال . وكلما قضينا علي مرض ظهر لنا مرض جديد أشد قسوة وضراوة كالايدز والإلتهاب الكبدي بشتى أنواعه . وهذا سببه أن الملوثات التي إستحدثناها غيرت من الجينات الحيوية وبدلت في الخريطة الجينية للكائنات الحية حتيحتى أصبحنا نعيش في عصر فرانكشتين . ألست معي أن الله خلق كل شيء بقدر ؟.وأن العالم ( صنع الله الذي أتقن صنعه.). وهل يصلح الدهر ما أفسده البشر؟ د. حسين أحمد حسين
 
البيئة هي الطبيعة بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. وعلم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي . وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي. لهذا نجد النظام البيئي يتكون من مكونات حية وأخرى ميتة أو جامدة.
فعلم البيئة هو دراسة الكائنات الحية وعلاقتها بما حولها وتأثيرها على علاقتنا بالأرض . والنظام البيئي هو كل العوامل الغير حية والمجتمعات الجيةالحية للأنواع في منطقة ما. والطبيعة تقوم تلقائيا بعملية التدوير للأشياء التي استعملت لتعيدها لأشياء نافعة . و سلسلة الطعام فوق الأرض وهي صورة لإظهار تدفق الطاقة الغذائية في البيئة, ففيها يتوجه الطعام من كائن لآخر ليعطي طاقة للحيوان الذي يهضم الطعام وكل سلسلة طعام تبدأ بالشمس . والحيوانات بما فيها الإنسان لايمكنها صنع غذائها . فلهذا لا بد أن تحصل عليعلى طاقاتها من النباتات أو الحيوانات الأخرى . لهذا تعتبر الحيوانات مستهلكة . وفي نهاية حياة الحيوان تحلله بواسطة الميكروبات والنباتات أيضا ليصبح جزءا من الأرض بالتربة لتمتصها النباتات من جديد لتصنع غذاءا جديداً . وهذا ما نسميه سلسلة الغذاء..
ومن العوامل الطبيعية في النظام البيئي ولها تأثيرها : ضوء الشمس والظل ومتوسط الحرارة والتوزيع الجغرافي والرياح والإرتفاعات والمنخفضات وطبيعة التربة والمياه .ومن العوامل الكيماوية المؤثرة علي النظام البيئي مستوى المياه والهواء في التربة ومعدل ذوبان المغذيات النباتية في التربة والمياه ووجود المواد السامة بهما وملوحة المياه للبيئة البحرية والأكسجين الذائب بها .
وفي البيئة نجد كائنات حية تصنع المواد وأخرى تلتهم الغذاء وثالثة تعيش متطفلة وتحلل المواد أو تفترس الآخرين .والنظام البيئي يتبع الدورات التدويريةكالدورة الكيماوية الحيوية حيث تأخذ الكائنت الحية موادها الغذائية لتعيش وتنمو ثم تعيدها للبيئة بعد موتها وتحللها . كما نجد أن الكربون له دورته في البيئة حيث يتكون ثاني أكسيد الكربون الذي يتصاعد في الجو أو يذوب في الماء . ويعتبر الكربون المادة البنائية الأساسية للنشويات والدهون والبروتينات والأحماض النووية وغيرها من المواد العضوية الضرورية للحياة . وهناك أيضا دورة النيتروجين الذي يصنع منه البروتين والأحماض الأمينية . كما أن تثبيت النيتروجين من الجو للتربة يخصب النباتات . وهذا يتم عن طريق بكتريا التربة أو الماء . كما نجد تدوير الفوسفور في ذوبانه في الماء وتكوين العظام وفي الأحياء وقشرة الأرض .ونجد دورة الكبريت الذي يتصاعد من البراكين أو تحلل المواد العضوية في شلشكل غاز كبريتيد الكبريت أو في شكل كبريتات كما في رذاذ مياه البحر أو من خلال الأنشطة البشرية . ودورة المياه لها أثرها في تحري المغذيات في أو خارج النظام البيئي .
 
الجغرافياالطبيعيةالجغرافيا الطبيعية وهي دراسة الأرض بوصفها موطن الإنسان كما يقول (يونستد). ففوقها عدة مجموعات من الأجناس البشرية تمدهم الأرض بالمواد اللازمة للعيش والسكنيوالسكنى . كما تمدهم بالأحوال المناخية التي تهيء للأحياء من حيوان ونبات فرص البقاء فوق كوكبنا. مع دراسة ما فوقها من جبال وبحار وأنهار وغابات ووهاد وصحاري . وأصدق وصف للجغرافيا هي الطبيعة بما فيها و ما حولنا.
والجغرافيا البشرية هي دراسة توزيع وكثافة البشر فوق سطح الأرض وأنشطتهم ومواردهم وهجراتهم وأصولهم العرقية في الزمان والمكان وهذا ما يندرج تحت مفهوم الجغرافيا السكانية.
أما الجغرافيا البيئية فهي البيئة التي يعيش فيها الأحياء كلها فوق الأرض وتشمل الجغرافيا البشرية والجغرافيا السكانية والجغرافيا الإقتصادية والجغرافيا المكانية والتاثيرات المتبادلة بين الناس وبيئاتهم ومديومدى تأثر الأحياء بالبيئة من حولهم وبالمناخ والجو المحيط بهم وبأنماط الحياة فيها من زراعة وصناعة وتجارة وثقافات أيضا. لهذا نجد أن البيئة تتأثر بالتركيب الجغرافي والديموجرافي للمجتمعات مما جعل الأرض عالما واحدا من الطبيعة والإنسان يتأثر بعضهما ببعض . و يتفاعل فيه بعضه مع بعض. داخل منظومة الأرض والحياة وضمن الوحدة الجغرافية العالميةالتي تظهر فيها الإعتماد المشترك والعمل المتبادل .
فكوننا في قشرته الأرضية إختلاف بين في سطحها وفي تكوينها الجيولوجي وفوقها نرينرى إختلافا بينا في المناخ في أجزاء مختلفة بسبب حركة الأرض بالنسبة للشمس . وهذا الإختلاف يؤثر في البيئة تأثيرا مباشرا بل ويؤثر عليعلى منظومة الحياة بها . والمناخ العالمي يرتبط بالمناخات الإقليمية إرتباطا وثيقا بسبب الرياح والتيرات المائية في البحار والمحيطات مما يجعل له تأثيره عليعلى العواصف والجفاف والفيضانات والسيول والزراعة وعليوعلى الأحياء أيضا في بيئاتها ومهادها ومرابضها.
فالإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها إرتباطا وثيقا لو إختل هذا الرباط إختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابهم الأسقام والأوجاع والأمراض المزمنة . لهذا حفاظه علي البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين وحافظت لنا البيئة عليعلى هذه المورثات حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتيحتى آلت إلينا .
ومع تطور وسائل النقل والمواصلات والإتصالات تحققت للإنسان العلاقات الإقتصادية المتبادلة بعدما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة . فمع هذا التطور تحققت الوحدة الإقتصادية والبيئية. وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية. لهذا نجد المجاعات العالمية قد تكون لأسباب إقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إليإلى الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي والحيواني أ وأو ينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي . وهذا التوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر في الأقاليم التي تدور بها الحرب أولا أو عليعلى العالم بأسره كما في الحروب العالمية . كما يؤثر عليعلى حركة التجارة العالمية وهذا سبب سياسي . لأن بعض الدول تتعرض نتيجة الحروب الأهلية أو الإقليمية أو العالمية للحصار أو يمنع عنها وصول الطعام تستنفد مخزونها منه كما حدث في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية رغم وفرة إنتاجه في مستعمراتها . ولم تقو عليعلى إسيرادهإستيراده بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مما عرضها وعرض أوروبا للمجاعة . لأن السفن والشاحنات وخطوط السكك الحديدية والموانيء كانت تقصف . كما أدت النفقات الباهظة عليعلى الحرب إليإلى العجز في ميزان الدول المتحاربة مما جعلها لاتقويلا تقوى عليعلى شراء الطعام من مصادره .
كما أن الجفاف الغير عادي الذي يجتاح مناطق من الأرض وبشكل متلاحق نتيجة التغير في الظروف المناخية يولد القحط والمجاعة . مما يقلل إنتاجية القمح والأرز والشعيروالذرةوالشعير والذرة في مناطق الإنتاج ا لشاسعةالشاسعة علي فترات متتابعة . وهذه الحبوب يعيش عليها الإنسان والحيوان .
ومفهومنا عن البيئة هي غلاف الجوالعلويالجو العلوي فوق سطح الأرض وأسفله الغلاف السطحي السطحي لكرة الأرض وهذا ما نطلق عليه اليابسة وما عليهاوالمحيطاتعليها والمحيطات و الأنهار وما بها. وكلها تركة للأحياء مشاع بينهم ولهم فيها حق الحياة ولاتقصرولا عليتقصر على الإنسان لأنه شريك متضامن معهم. لهذا نجد أن علاقته بالبيئة علاقة سلوكية إلا أنه لم يحسن السير والسلوك بهاابها .فأفسد فيها عن جهل بين وطمع جامح وأنانية مفرطة وعشوائية مسرفة وغير مقننة .فأفرط الإنسان في استخدام المبيدات والأسمدة اليماويةالكيماوية لمضاعفة محاصيله خوفا وهلعا من الجوع ولاسيما في الدول النامية الفقيرة . مما جعل الدول الصناعية الكبريالكبرى لنهمه الغذائي تغريه وتغويه بالمبيدات والمخصبات الزراعية المحرمة دوليا سعيا وراء الربحية رغم الأخطار البيئية التي ستلم به . وساعد في هذا الخطر المحدق حكام هذه الدول الناميةوالمسئولين بها عن الزراعة سعيا وراء العمولات والرشوة دون مراعاة ضميرية للبعد الصحي والحياتي لشعوبهم . جتيحتى أصبح الآلاف منهم يولدون مشوهين أو تنقصهم المناعة أو يصابون بسرطانات أو أمراض مجهولة وقاتلة . لهذا عليعلى هؤلاء الحام أو يونوايكونوا أثر إنصافا لشعوبهم وإتقاء لها من الأخطار التي باتت تكمن لهذه الشعوب في مياهها وطعامها وشرابها وهوائها وتربتها .
هم بلاحدود
البيئة مشاع إرثي بين الأحياء علينا أن نصونه ونحميه من هول البشر . لأن الإنسان هو الحي الوحيد الذي حباه الله بالعقل ليصلح فيها لكنه عاش فوق الأرض مفسدا بلوثيلوث فيها مايشاء بلا حساب . أنهإنه يعيش بالدنيا لنفسه فقط وتناسيوتناسى أنه غير قادر عليعلى صنع غذائه ومائه وهوائه . ولما إكتشفاكتشف أن أرضه موبوءة صرخ في فلاة التلوث البيئي وهوعاجز عن رده أو صد غوائله الهالكة له ولغيره من الأحياء .
ومفهوم الحد من التلوث البيئي هو الإقلال من عدم نقاوة الماء والهواء والغذاء عن طريفطريق الحد من تركيز الملوثات بالبيئة سواء أكانت الأرض أم الهواء حتيحتى لاتتأثر بها الكائنات الحية بما فيها الإنسان نفسه . وأهم هذه الملوثات المهلكة للبيئة نجدها في الهواء كالجسيمات الدقيقة المتطايرة والعالقة بالجو والتي تطلقها العواصف الترابية والسحب الدخانية والمناجم وهي نؤثر علي التنفس وبها دقائق الرصاص والمنجنيز والزرنيخ والأسبستوس والمبيدات والنحاس والقصدير . وغازات ثاني أكسيد الكبريت الذي ينبعث من حرائق الوقود الإحفوري النفط والفحم الحجري ونفايات العمليات الكيماوية . وأول أكسبد وثاني أكسيد الكربون اللذان ينبعثان من حرائق القش والغابات والنفايات البلاستيكية وعوادم السيارات. وغيرها من الغازات التي تطلقها الأنشطة الصناعية بالجو. وهذه الملوثات نجدها في التربة والمياه السطحية والجوفية حيث تتسرب إليها المبيدات ونفايات المصانع السامة .
وتواجه الدول الفقيرة المعادلة البيئية الطبيعية الصعبة حينما تتطلع للتنمية ووفرة الغذاء لإشباع أفواه البلايين من البشر . فلابد وأن تؤثر في الموزون البيئي بها وحولها . مما يهدد سلامة البيئة باشكالها المختلفة . لأن التنمية الصناعية والزراعية سواء بهذه الدول أو الدول الغنية لابد أن تخضع لتوازن البيئة الجغرافية (Geo-ecosystem) حيث نجد أن أي موقع جغرافي له خصائصه البيئية . لأن البيئة الزراعية أو الصناعية غير البيئة الجبلية أو الصحراوية أو الساحلية أو الغاباتية أو البحرية مع مراعاة مواقع هذه البيئات المتعددة والمتنوعة فوق خريطة العالم . وهذه تحدد مفهومنا للجغرافيا البيئية (. (Environmental geography حيث فيها أي موفعموقع بيئي يتصل ‘تصالااتصالا مباشرا بالبيئة التالتي تضمه وبماحولهاوبما حولها من بيئات أخريأخرى . لهذا نجد أن البيئة الجغرافية للعالم وحدة واحدة تضم كيانات متباينة نسبيا إلا أنها تخضع لآليات محلية أو عالمية مختلفة كالمناخ والطقس والتصحروالجفافوالتصحر والجفاف والإحتباس الحراري والرياح والأمطار والفيضانات والجاذبية الأرضية والأشعة الكونية وتأثير طبقة الأوزون والأشعة فوق البنفسجية . ونجد فيها الغبار بالجو المحيط يؤثر في البيئة ودرجة الحرارة سواء أكان أتربة عالقة أو سخاما متطايرا أو ادخنة أو بخار الماء نجد الرياح تؤثر عليها فتسوقها أو تثير الأتربة لتعبق الجو . كما أن الجاذبية نجدها تقلل من هذا حيث تحط هذه الملوثات فوق اليابسة . لأن الأتربة والجسيمات الدقيقة لو علقت بالجو فإنها تخضع لقوانين الطبيعة حيث تخضع لقوة الطفو ومقاومة الهبوط والتيارات الهوائية وشدة الجاذبية الأرضية . لكن الجاذبية لو قوتها كانت أكبر فستشدها لأسفل فتتساقط .لكن لو تغلبت قوة الطفو الغباري والتيارات الهوائية . فإن الغبار يظل عالقا بالجو وإذا قلت قوة مقاومة الهبوط و وتغلبت قوة الجاذبية عليه . فإن هذه الأتربة والجسيمات الدقيقة سواء أكانت هبابية أم ركامية كيماوية . فإنها تحط فوق التربة والمزروعات والأشجار والمياه . فتلوثها . وقد تذوب الغازات المنبعثة بالجو في قطرات المياه بالسحب أو البخار بالجو فتسقط كنديكندى أو أمطار ملوثة للمباني والنباتات والمياه والتربة .
وتعتبر البراكين من العوامل الرئيسية في تلويث الجو المحيط بالغبار البركاني والأبخرة والغازات الكيماوية المعبقة فتكون الغيوم والسحب . وتتكثف العوالق الكيماية حول قطرات الماء بالجو مكونة أحماضا كيماوية . وهذه القطرات قد تكون رذاذا متطايرا من المحيطات .
وقد تكون السحب الدخانية سببها الغازات المنبعثة من البراكين وحرائق الغابات أو عوادم السيارات أو أبخرة وأدخنة من المصانع أو المناجم . فتدفعها الرياح لأمان بعيدة لتوزعها في الجوالمحيط أو تحطها فوق اليابسة والماء والنباتات . ولو تبخرت قطرات المياه الملوثة تصبح الأملاح بها جافة ومتطايرة لتعلق بالجو . والبراكين عندما ينبعث منها أبخرتها ويتطاير غبارها البركاني تنقله العواصف لمسافات بعيدة . فبركان الفلبين تصل سحابته لتغطي أستراليا و أمريكا مما يقلل من درجة الحرارة هناك لمدة عامين أو أكثر. فيعاني السكان بهما من طول الفترة الزمنية للبرد وشدته ويؤثر صقيعه عليعلى الحياة والنبات أيضا.
وهذه السحب المدخنة والملوثة تذروها الرياح من مكان لمكان حتيحتى الملوثات فوق التربة تذروها مع الغبار. لهذا نجد أن تدوير الملوثات واقع لايمكن لنا توقيه برا وبحرا وجوا. وتقوم به الطبيعة تلقائيا .وإنتقالها لايعرف الحدود السياسية أو الجغرافية .ولايفرق تلويثها بين الدول غنيها وفقيرها لأن الغمة تعم . .لأن بيئة الأرض سداح مداح.
والرمال المتطايرة تخضع لآلية فريدة . لأن حباتها عندما تحتحتك ببعضها تولد كهربية متشابهة مما يجعل هذه الجبيبات تظل عالقة بالجو بالتنافر بين الشحنات المتشابهة فوق سطح هذه الحبات . فتثير الزوابع الرملية التي لاتهدأ إلا بنزول الأمطار فتحط معها أو لو أبرقت وأرعدت السحب فتولد شحنات كهربية تعادل الشحنات فوق حبات الرمل فتتساقط بفعل الجاذبية .وقد تصل العواصف الرملية لأماكن بعيدة تحمل الرمال الصفراء والحمراء وغيرها من الرمال الملونة . فعندما تقوم عاصفة بالصحراء الكبريالكبرى بشمال أفريقيا فإن غبار رمالها يصل لجبال الألب بأوربا ويصبح الجليد أصفر باهت يميل للحمرة ولما يذوب بالصيف أو تهطل فوقها الأمطار لتصبح المياه حمراء اللون.
ويهبط فوق سطح الأرض غبار النيازك المغناطيسي بعدما تحترق عندما ترتطم بالجوالمحيط بعدل 125- 800 طن يوميا ليحط غبارها فوق سطح الأرض. وفي أعقاب التجارب والإنفجارات النووية تتصاعد سحب الغبار المشبع بمادة الإسترونشيوم المشع الذي يحط بعد مدة فوق سطح الأرض . كما أن أمريكا وإسرائيل يستخدمان القنابل الفضية المكونة من اليورانيوم المنضب الذي يخلف الإشعاعات الذرية فوق تراب وفي مياه وهواء البوسنة والهرسك و العراق وفلسطين وأفغانستان والعراق ليصيب النسل والحرث الأحياء والبشر بلعنة التلوث الإشعاعي لقرون قادمة حيث زاد معدل السرطان وتشوه الأجنة في هذه البلدان بشكل مخيف حتي أصبحت هذه الإشعاعات لعنة قد أصابت هذه الشعوب بلا توقف. ولايمنولا يمكن تطهير هذه البلدان الموبوءة من هذه الإشعاعات النووية .
 
'''== البيئة المبتكرة==