الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المرآة تكشف اللامرئى»

تلعب المرآة فى لوحة"[[وصيفات الشرف]]las Meninas "(1676- متحف برادو ، مدريد) للفنان "''فيلاسكيز''"(1599-1660) دوراً حاسما فى تشكيل معناها. ولم تكن المرآة ملاحظة بوضوح فى اللوحة، غيرأن هناك العديد من العناصر والدلائل التى تشير إليها. ووظيفة '''المرآة''' فى اللوحة هى التعبير الكامل عن مجال «التمثيل». بل تجيب على تساؤلات المشاهد عندما تنفذ إلى ماوراء جدران الأستوديو،فتعكس ما يحدث أمام اللوحة،مثل إلى أى شئ ينظرالرسام والأمراء ؟ومن؟وما هو الموضوع الرئيسى للوحة؟و ماالذى يجرى رسمه على قماش اللوحة؟ مما.ومن ينتجالمؤكد أن الفنان لم يكن يرسم الأميرة "مارجريتا"لأنها تقف على نفس مستوى اللوحة لوحة الرسم الضخمة وليس أمامه.وهى تنظر ومعها كل من حولها نحو شئ غير مرئى. ويفترض فى هذه الحالة أن الفنان وهو يرسم "الملك والملكة" كانت الأميرة ووصيفاتها يراقبنه،فجاءته فكرة رسم لوحة أخرى تصور المشهد الذى أعجبه،هى لوحة "وصيفات الشرف" التى تعتبر المرآة مفتاحا للغزها .ومن خلالها يدعو الفنان المشاهد إلى إعادة التفكير فى طريقة النظر للأشياءاعتمادا على بصيرته أكثر من بصره.وينتج عن كل عنهذلك تذبذبتذبذبا بين الداخل والخارج. ومن المؤكد أن [[المرآة]] فى اللوحة تعكس ما يمكن أن يقع خارج نطاق اللوحة أى صورة "الملك والملكة"(فيليب الرابع وزوجته ماريا) ويشغلان «المركزالرمزى» للصورة،الذى يصبح موضوعاً للملاحظة من قبل العديد من شخوص اللوحة ،ومركزاً لـ" الهيمنة الرمزية" على التكوين، الذى يفترض النظر للنموذج و للمشاهد الذى يتأمل المشهد من وجهة نظرة الفنان،فى نقطة خارج اللوحة.ومن هذه النقطة يصبح التمثيل ممكنا كنموذج لمشهد وكلوحة. إن دلالة"المرآة"فى لوحة "وصيفات الشرف" مثل »أيقونة رئيسية تكشف [[المرئى واللامرئى]].إنها لا تعكس ما يقع أمامها كعادة المرايا،ولا تعكس شيئاً من واقع المكان،لا الرسام الذى يدير لها ظهره، ولا الشخصيات فى وسط الغرفة كلها، إنما تجعلنا نرى فى اللوحة ما هو غير مرئى .وربما تخفى هذه [[المرآة]] أكثر مما تظهر،أى أنها تمثل مضمون اللوحة التى تصور إبنة الملك(مارجريت) محاطة بمربيات ووصيفات وأقزام .أما النموذج الذى يرسمه الفنان (فيليب الرابع وزجته) فهو ليس مرئياً.ويمكن التحقق من أن "فيلاسكيز"أراد أن برسم لوحة يصور فيها نفسه.وأن المرآة فى الصورة تمثل طريقة لرؤية ما لايمكن رؤيته،وطريقة لاكتشاف «الرمزى» فى الفن و التصورالذهنى للوجود.وفى [[رمزية المرآة]] ينكشف تاريخ الأفكار،حيث تحل القيم الدنيوىية والإنسانية محل القيم المتعالية. وكان "سبينوزا"Spinoza (1632-1677) قد بلور نظريته حول وحدة الوجود العقلية بناءا على [[رمزية المرآة]].على أساس أن"المرآة" هى [[التجسيد الرمزى للروح]] ، و أن الحقيقة ليست خارج الإنسان،مثلما أن الإنسان هو جوهر الحقيقة.كل واحد منهما ينطوى على الآخر. والحقيقة هى مرآة مصقولة يرى من خلالها الإنسان ذاته، وحدوده الحقيقة. ورمزية المرآة فى الثقافة الإغريقية هى النور الذى ينعكس فى [[المرآة الكونية]]،ويضئ النفس البشرية بكل ما تحمله من قوى عقلية وخيالية وفكرية وعملية.