الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بيئتنا المعلولة»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
 
لا ملخص تعديل
سطر 9:
والجغرافيا البشرية هي دراسة توزيع وكثافة البشر فوق سطح الأرض وأنشطتهم ومواردهم وهجراتهم وأصولهم العرقية في الزمان والمكان وهذا ما يندرج تحت مفهوم الجغرافيا السكانية.
أما الجغرافيا البيئية فهي البيئة التي يعيش فيها الأحياء كلها فوق الأرض وتشمل الجغرافيا البشرية والجغرافيا السكانية والجغرافيا الإقتصادية والجغرافيا المكانية والتاثيرات المتبادلة بين الناس وبيئاتهم ومدي تأثر الأحياء بالبيئة من حولهم وبالمناخ والجو المحيط بهم وبأنماط الحياة فيها من زراعة وصناعة وتجارة وثقافات أيضا. لهذا نجد أن البيئة تتأثر بالتركيب الجغرافي والديموجرافي للمجتمعات مما جعل الأرض عالما واحدا من الطبيعة والإنسان يتأثر بعضهما ببعض . و يتفاعل فيه بعضه مع بعض. داخل منظومة الأرض والحياة وضمن الوحدة الجغرافية العالميةالتي تظهر فيها الإعتماد المشترك والعمل المتبادل .
فكوننا في قشرته الأرضية إختلاف بين في سطحها وفي تكوينها الجيولوجي وفوقها نري إختلافا بينا في المناخ في أجزاء مختلفة بسبب حركة الأرض بالنسبة للشمس . وهذا الإختلاف يؤثر في البيئة تأثيرا مباشرا بل ويؤثر علي منظومة الحياة بها . والمناخ العالمي يرتبط بالمناخات الإقليمية إرتباطا وثيقا بسبب الرياح والتيرات المائية في البحار والمحيطات مما يجعل له تأثيره علي العواصف والجفاف والفيضانات والسيول والزراعة وعلي الأحياء أيضا في بيئاتها ومهادها ومرابضها.
السطر 50 ⟵ 49:
ونجد أن المشاكل البيئية سببها الإحتباس الحراري وتآكل طبقة الأوزون وإتلاف الغابات المطيرة في العالم . كما أن هذه المتغيرات والمشاكل سوف تتأثر بالنمو السكاني والكثافة السكانية التي تعتبر أس المشاكل البيئية المحتدمة في العالم .فرغم أن معدل الزبادة السكانية بدأ يتراجع منذ عام ذ990 إلا أن عدد سكان العالم يزيدون 77مليون شخص سنوبا .وهذه الزبادة تشكا عبئا علي البيئة والموارد الطبيعية في مواطنها . لأن المؤشرات تبين أن البشر سيزيد عددهم من 6,23بليون نسمة . لكن في عام 2050 سيصبح عددهم 9,3بليون نسمة و19 بليون عام 2200حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتعتبر مشكلة الإحتباس الحراري حيث بعض الغازات تسمح بأشعة الشمس لتسخين الأرض وتمنع الطاقة الشمسية من الإرتداد ثانبة للفضاء الخارجي .وهذه الغازات التي تسبب الدفيئة العالمية هي ثاني أكسيد الكربون والغزات النتيتروجينية والميثان وبخار الماء . وبدونها تصبح الأرض كوكبا جليديا باردا ومتوسط درجة حرارته –18 درجة مئوية تحت الصفر بدلا من كون متوسط درجةحرارته حاليا +15 درجة مئوية. ونتيجة للإفراط في الوقود الإحفوري كالنفط والفحم زاد معدل درجة حرارة العالم+6,. درجة مئوية خلال القرن الماضي .وإذا لم نحد من الإفراط في إستخدام هذه الطاقة التقليدية سترتفع درجة الحرارة خلال هذا القرن 1,4 – 5,8 درجة مئوية . وقد لاحظ العلماء تقلص الجليد القطبي 40% وهذا ما سيجعل مياه المحيطات ترتفع لتغمر فيضاناتها المدن الساحلية مما يعرض حيوانات ونباتات كثيرة للإنقراض.
وهذه الزيادة الطفيفة نسبيا في حرارة الأرض سوف تؤثر علي طبقة الأوزون في نطاق الأجواء العليا (الإسترتوفير ) التي تحمينا من الأشعة الفوق بنفسجية في أشعة الشمس بسبب تصاعد غازات الفريون المستخدم في شحن الثلاجات وأجهزة التكييف والبروسولات .. وهذا الغاز يتفاعل مع الأوزون ليولد غاز الكلورين الذي يتفاعل مع الأوزون ويكسر جزيئاته لمدد طويلة المفعول . ويتفاعل مع قطرات الماء مولدا حامض الهيدروكلوريك الذي يتساقط مع المطر .ومع إستنفاد طبقة الأوزون سوف يزيد معدل الأشعة البنفسجية التي سنتعرض لها لتسبب سرطان الجلد والسدة (الغتمة ) بالعينين وإضعاف أجهزة المناعة في أجسامنا مما يعرضها للإصابة بالأمراض المعدية .كما أن البلانكتونات وهي نباتات بحرية تتغذي عليها الكائنات في مياه المحيطات ستقل مساحاتها وسيقل تمثيلها الضوئي الذي كان يلتهم ثاني أكسيد الكربون . فالإقلال من مساحات البلانكونات بالمحيطات والبحار سيزيد إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون للجو المحيط مما يزيد الدفيئة العالمية . فلقد وجد العلماء أن زيادة الدفيئة تؤثر علي طبقة الأوزون حتي لو منع الفريون ومشتقاته . لأن غاز الكلورين الحر موجود و سيظل يلتهم غاز الأوزون لعدة عقود قادمة . فبعد إتفاقية مونتريال بكنداعام 1978 لمنع إستخدام غاز الفريون(كلورو فلورو هيدرو كربون ) إعتقد العالم أن مشكلة الأوزون ستحل . لكن العلماء عام 2000 إكتشفوا أن طبقة الأوزون تزداد إتساعا فوق القطب الجنوبي يعد المنع العالمي لإستخدام هذا الغاز .
 
وحاليا تتعرض الكائنات الحية من النباتات والحيوانات للإنقراض الحماعي بمعدل 4000 – 50000 نوع سنويا ولاسيما بالغابات الإستوائية المطيرة والشعاب المرجانية نتيجة للأنشطة البشرية المدمرة للنظم البيئية . ولو ظل إجتثاث أشجار هذه الغابات علي معدله الحالي . فإن الغابات سوف تختفي من فوق الأرض بحلول عام 2030 .
السطر 61 ⟵ 59:
والتلوث الكيماوي بالمبيدات الحشريةأو تلوث الأسماك بأملاح الزئبق أو تلوث المياه بالكيماويات يسبب السرطانات وتشوه الأجنة وتغيير الصفات الوراثية للإنسان والكائنات الحية .كما وجدت بعض هذه الملوثات تشبه الهورمونات الإستروجينية (الأنثوية ) والتي توجد في حبوب منع الحمل مما يجعلها تحدد نسل أنواع كثيرة من الكائنات الحية لأنها تعمل علي أجهزتها التناسلية . وهذه الملوثات حتي ولو بكميات ضئيلة تؤثر علي خصوبة الذكور والإناث .وقد تؤثر حتي غلي السلوك وتجعل الإنسان والحيوان يميل للعنف.
 
ونجد العنصرية البيئية تتمثل لإي أن ليس كل الأشخاص يتعرضون للتلوث بالتساوي . لأن مناطق التلوث ترتبط بالأنشطة الصتاعية والزراعية ولاسيما في الدول الغنية التي تتضاعف فيها هذه النشطة الملوثة والمهلكة للبيئة التي لم توضع لها الضوابط لمنع التلوث البيئي . لأن أمريكا تفرط في إنتاج الكيماويات الخطرة والمواد المحرمة دوليا وتصدرها للدول الفقيرة لتدفن في مقابرللنفايات ولاسيما النفابات النووية .فعلي سبيل المثال نجد أمريكا تصدر50 – 80 % من مخلفاتها الإلكترونية بما فيها أجزاء الكومبيوترات للدول النامية لتدفنها هناك في مواقع بها ولاسيما بالصين والهند . وفي الصين يقوم العمال بدون وسائل حماية أو وقاية بإإحراق هذه المخلفات من البلاستيك وغيره من الأجزاءوالدوائر الإلكترونية في منطقة مدينة جيوي ويصيون علي الرماد حامض لإستخلاص الفضة والذهب ويحصلون علي الرصاص من شاشات الكومبيوترات . وهذه المواد تتسرب للمياه الجوفية ليشرب منها سكان هذه المدينة التي تقع علي بعد 18 كم من موقع المحارق . والحل المعقول إستخدام الطاقة الشمسية وهي طاقة نظيفة ولاسيما بعد تخفيض أسعار تكلفتها في الآونة الأخيرة .
السطر 67 ⟵ 64:
وكثير من الدول قامت بضبط أو الحد من المشاكل البيئية لديها . ففي بريطانيا إستطاعت الحكومة تنظيف مياه نهر التيمس وغيره من الأنهار . ولم تعد لندن تعاني من سحب الدخان الضبابي الكثيفة نتيجة الأنشطة الصناعية والتلوث . وفي اليابان وضعت الضوابط الصارمة لمنع تلويث المياه والجو . وهذا ماتم أيضا في كندا . وفي عام 1970 أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية وكالة حماية البيئة لحماية المصادر الطبيعية ومعها وكالات تعاونها تابعة للكونجرس الأمريكي ولها فروعها في كل الولايات الأمريكية . وأصبحت هذه الأجهزة تقوم بحماية الحياة البرية ويعاونها جمعيات أهلية في هذه المجالات . ولها قوة الضغط علي الحكومة الأمريكية .
وفي عام 1962 نشر عالمةالبيلوجيا راشيل كارسون كتابها (الربيع الصامت) حذرت فيه من خطورة إستعمال ال (ددت) كمبيد حشري وغيره من المبيدات الحشرية . فلقد قللت أعداد الطيور وأصبحت لاتغرد بالربيع كعادتها. بعدها أطلقت الصيحات من اجمعيات الدفاع عن البيئة ووأصدقاء الأرض والسلام الأخضر ويوم الأرض الذي تتجمع فيه الملايين بمواقع التلوث ليصدروا صرخاتهم لإنقاذ الأرض