الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علم البيئة/علم البيئة العملي»

للاجواء المحيطة تأثير كبير على حياة العضويات. والحرارة هي واحد من عناصره الرئيسه. ففي المناطق الشمالية على سبيل المثال يخضع الشتاء جميع الكائنات الحية الىإلى ظروف بالغة القسوه. العوامل المحيطة من عناصر غير عضويه هي التي تحدد شروط الحياة بالنسبة للكائنات الحيه.

على كل فأن الكائنات الحية تفعل ما هو اكثرأكثر من مجرد العيش في هذه الاجواء. اذ ان التفاعل مع الاجواء المحيطة يسهم في تعديلها. اليك القندس من القوارض مثلا. حين يقوم ببناء سد في طريق الماء، يوقع الفيضان في اجوائها الفوضى.

فيؤدي ذلك الىإلى قيام اجواء جديده. المستنقع الذي يجد الظروف الملائمة لخلق نباتات جديده هي النباتات المائيه. كزنبق الماء، وحيوانات اخرى كالضفادع والسمندل.

ضمن العلاقات المختلفه التي تربط هذه الاعضاء بين بعضها البعض، يعتبر الطعام الموضوع الاهمالأهم الذي تتشارك فيه. يمكن ان توصف هذه العلاقة بشبكة اطعمة تتشكل من سلسلة مصادر غذائيه.

انها قادرة على الاحتفاظ بأشعة الشمس وتخزينها على شكل طاقة كيميائيه. تأتي الحيوانات التي تقتات على الاعشاب في الدرجة الثانيه، فهي المستهلك. انها تحول عشره بالمئه من الطاقة المخزنة في انسجة النباتات الىإلى انسجة حيوانيه.

القادرة على النمو في تربة تنقصها الرطوبه. تنمو هذه النباتات بسرعة هائله الىإلى ان تسيطر على مساحة الارض. فهي تحيي التربه، وتساعدها على ان تصبح خصبة من جديد.

شيئا فشيئا تأخذ نباتات اخرى بالنمو تدريجيا، كاشجار البرقوق او الخوخ والحور الىإلى ان تسيطر على المنطقه. النباتات في كل مرحلة جديدة اكبرأكبر من سابقاتها، وهي تحتاج لفترة اطولأطول كي تنمو. وهكذا فأن كل مرحلة وسيطة من النمو هي اطولأطول مما يسبقها.

حينها تصل التحولات في الغابة الىإلى مرحلة من الاستقرار، تسمى بالذروه. اشجار السنديان والقيقب اليانعه التي تنمو في الظل تحل محل الاشجار الهرمة حال سقوطها. وهكذا يبقى حال الغابة على حاله ، طالما لم تتعرض الىإلى الكوارث الطبيعيه.

قبل ثلاثة بلايين ونصف البليون سنه، كانت الشمس ما تزال كوكبا يانعا بعد، يطلق اشعة اقل بنسبة خمسة وعشرون بالمئه من السخونة التي يطلقها اليوم. رغم ذلك فأن الحرارة على كوكب الارض، بدأت تؤدي الىإلى ولادة الحياة.

حرارة سطح الارض كانت دائما صالحة للحياة. وفق ما يقوله العالم الانجليزي،الإنجليزي، جيمس لافلوك، وهذا لم يحدث بمحض الصدفه. فقد تولت الحياة مهام تأمين الظروف الملائمة لنموها.

علما ان الزهور الداكنة يمكنها ان تمتص كمية نور اكبرأكبر من الزهور الفاتحة الالوان.

بالمقابل فأن الزهور البيضاء تعكس كثيرا من اشعة الشمس. وفي المناطق التي تكثر فيها الزهور البيضاء، هبطت الحرارة عن الخمس درجات، ما ادى الىإلى موت العديد منها.

عنى ذلك ان تنمو وتتكاثر الزهور الداكنة بسرعه، لتساهم في رفع درجة الحرارة في الكوكب بكامله. وعلى الفور بدأت شمس المارغاريتا تنتج مزيدا من الحراره. فوصلت عند خط الاستواء الىإلى ما فوق الاربعين درجه، ما ادى الىإلى موت كميات هائله من الزهور الداكنه.

وبما ان الزهور البيضاء تعكس اشعة الشمس، حلت هذه محل الزهور الداكنه، لتنزل درجة حرارة الكوكب الىإلى مستويات مقبوله.

ولكن كيف ينطبق هذا النموذج على كوكبنا؟ يقول لافلوك انه يتم التحكم بطقس غايا، بين اشياء اخرى، من قبل مكروبات الطحالب في البحر. تعيش هذه الطحالب تحت سطح المحيط. وهي تطلق الىإلى الغلاف الجوي بجزيئات صغيره من المركبات الكيميائية تعرف بسولفات الدايماثي، او الDMS.

حين تعلو في الهواء، تتحول ال DMS الىإلى قطرات من حامض السولفر. هذه القطرات من حامض السولفر تجعل بخار الماء يتكاثف. لتتولى بالتالي عملية تشكيل الغيوم.

ليس هناك ما هو بعيد عن الطبيعة اكثرأكثر من صنيعة الانسان التي تعرف بالمدن. علما ان الامور في المناطق السكانية تسير على اساس التفاعل بين الانسان ومحيطه.

تعتمد عمليات المدينة على تمويل الطاقة الغذائيه. علما ان الاشجار والنباتات الاخرى في المدينة لا تلعب سوى ادوارا جمالية لا اكثرأكثر.

الحل الاكثرالأكثر شيوعا لهذه النفايات هو دفنها في مساحات من الاراضي، او حرقها في مناطق كثيرا ما تكون وسط المدن.

للمدن ايضا اجواؤها الخاصه، اذ يصدر عن المحركات المستعملة في سياراتها وفي المصانع، الىإلى جانب الكائنات الحية في المنازل، كميات كبيرة من الحراره.

اضف الىإلى ان الكثير من الغازات السامة كثاني اكسيد الكربون، تحتفظ بشيء من هذه السخونه. فتكون النتيجة تشكيل جيوب من السخونة فوق المدن.

هذا ما يحصل تماما عند حلول الليل، حين تأخذ المباني والشوارع بأطلاق بعض من هذه السخونه. حرارة المدن في الليل قد تزيد من ستة الىإلى ثمانية درجات عن معدل الحرارة في المناطق المجاوره.

ينجم تفاعل عناصر البيئة عن عملية تطور. اليك مثال الغابة القديمة التي احرقتها النيران. تقوم الاعشاب بغزو الارض اولا، ولكن قريبا تجد الشجيرات ظروفا ملائمة لنموها فتنافس الاعشاب. وبعدها يحل الشجر محل الشجيرات لتعلوا اشجار الغابة الجديده. فترقى الغابة اخيرا الىإلى حالة من الاستقرار، المعروف بمرحلة الذروه، حيث تصبح متوازنة مع بيئتها.

فيقيمون احياؤهم السكنية حول الساحه. تحل المباني التجارية محلهم تدريجيا، فتجبر السكان على الانتقال الىإلى احياء سكانيه.

بعد رقيها الىإلى الذروه، يسيء حال مركز المدينة ليتحول الىإلى ما نسميه بداخل المدينه. فيعاد توزيع المركز التجاري والسكاني في مناطق محاذية لها.

واخيرا ، سيهدد التمدد السكاني الحياة الخاصة بالمدن. لو اننا اكثرأكثر احتراما لمباديء البيئه، لتمكنا من تحقيق نجاحات اكبرأكبر في محاولاتنا لاعادة بناء الحياة السكانية للمدن.