الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مساعدة:المجموعات»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
استبدال الصفحة ب'بإمكانك تجميع الكتب بعدة صيغ أو طلب كتاب مطبوع من أحد شركات الخدمات أو حفظ الكتب لديك وتوزي…'
لا ملخص تعديل
سطر 1:
بإمكانك تجميع الكتب بعدة صيغ أو طلب كتاب مطبوع من أحد شركات الخدمات أو حفظ الكتب لديك وتوزيعها على الآخرين.
 
 
 
== متي نحتاج للعلاج النفسي؟ ==
[[تصنيف:مساعدة]]
 
 
[[de:Hilfe:Sammlungen]]
 
[[fr:Aide:Compilations]]
 
[[it:Aiuto:Raccolte]]
 
[[nl:Help:Boeken]]
 
[[pt:Ajuda:Livros]]
 
[[ru:Справка:Книги]]
 
[[fi:Ohje:Kirjat]]
 
 
إعداد
أستاذ دكتور
عزت عبدالعظيم محمد علي
 
 
 
 
 
 
استاذ الطب النفسي – جامعة الزقازيق - مصر
 
إستشاري الطب النفسي
مستشفي الحمادي - الرياض - السعوديه
2009
 
 
 
 
 
مقدمة
 
ماهو المرض؟ وما هي مراحله؟
 
إن المرض موجود منذ أن خلق الله آدم وسيظل موجودا مادامت الحياة قائمة ،واذا اصاب الانسان المرض فلن يدفع عنه المرض سوى الله عز وجل "واذا مرضت فهو يشفين " ولكن أخذاً بالاسباب يكون الشفاء بعد ارادة الله والدواء الذى يصفه الطبيب .
كما نعلم جميعا أن الأمراض التي تصيب الإنسان كثيرة ومتنوعة منها الأمراض العضوية مثل أمراض القلب والضغط والسكر والروماتيزم والحساسية والربو والروماتيزم وباقي الأمراض الجسدية الأخري ؛ كما أن هناك الأمراض النفسيه والعصبية البي قد تصيب الإنسان أيضا مثل القلق والإكتئاب والوسواس والهلع والخوف والهوس والفصام والأمراض الجسمانيه النفسية المنشأ مثل القولون العصبي والصداع النصفي ومشاكل النوم والأكل وباقي الإضطرابات النفسية. بالرغم أن هناك انواع عديده من الإضطرابات النفسيه التي تصيب الإنسان قد ورد ذكرها في القرآن الكريم مثل الجنون والهلع والخوف والحزن والوسواس والشذوذ؛ لكن هناك بعض الناس لاتريد الإعتراف بوجود الأمراض النفسية حبي مع التقدم العلمي والطبي الهائل ووجود العديد من الأمراض النفسيه المعترف بها من جانب منظمة الصحه العالميه والجمعية العالمية للطب النفسي خيث تم تصنيفها ضمن باقي الأمراض التي قد تصيب أي إنسان وفي أي مرحلة من مراحل الحياة حتي أن معدلاتها تزداد يوما بعد يوم وخصوصا مع بداية الألفيه الجديدة حيث يمكن القول أنه إنقرضت أو تكاد تنقرض معظم الأمراض المعدية التي كانت تصيب الإنسان في الماضي وأصبحت الأمراض النفسيه والعصبية هي الأكثر إنتشارا بل ربما هي سمة العصر وقد لا نبالغ إذا قلنا أنه قد يجتاح العالم وباء من الأضطرابات النفسية في الفترة القادمة في ظل العولمة وزيادة صراعات الحياة والأزمات المادية والضغوطات الإجتماعية من البطالة والفقر وغلاء الأسعار والظلم والقهر والمشاكل الأسرية كالطلاق والخيانة الزوجية وإضطراب العلاقات الإجتماعية بين الناس علي مستوي العالم مع زيادة الكوارث والمجاعات والأوبئة والحروب بين الشعوب بعضها البعض وحتي بين طوائف الشعب الواحد أيضا !! والتي تؤثر علي هدوء وراحة بال الإنسان وبالتالي تزايد مسببات القلق والإكتئاب وباقي الأمراض النفسية ومن ثم زيادة وطأة المعاناة والإضطرابات النفسية لدي الناس وبالتالي ضرورة طلب المساعدة النفسية وأخذ العلاج النفسي.
 
لكن هناك بعض الناس قد لاتلجأ للعلاج النفسي باعتبار أنهم ليسوا مرضي ولاحاجة لأي علاج أيا كان !! ومن هنا وجب علينا وضع تعريف دقيق للمرض سواء كان عضويا أو نفسيا. ومن هنا وجب علينا أن نعرف ماهى طبيعة أو تعريف المرض عموما ؟
فمثلاً قد يعرف المرض بأنه يعنى غياب الصحة وبالطبع هذا التعريف غير محدد الابعاد لأننا للأن لم يتم التوصل لتعريف دقيق لحدود الصحة فمثلاً منظمة الصحة العالمية وضعت تعريفاً للصحة بأنها حالة من راحة الانسان التامة من المتاعب الجسدية والعقلية وكذلك الاجتماعية وأنها ليست فقط غياب المرض الجسدى أو الاعاقة .
وهناك تعريف ثاني للمرض حيث يعتبر معني المرض هو وجود معاناة للإنسان وهذا التعريف يمكن تطبيقه علي معظم الأمراض العضوية ولكن هناك بعض الأمراض خصوصا الأمراض النفسية وبالذات الأمراض العقليه كمرض الهوس أو بعض الاضطرابات الذهانية نجد المريض لا يعانى من أى شئ بل يقول " أنه على أحسن مايرام!! " رغم وجود الاضطرابات السلوكيه والتغيرات النفسيه الواضحه من خلال تصرفاته وسلوكياته أمام الاخرين ولكنه غير مقتنع بمعاناته من أي مرض!!
وهناك تعريف ثالث للمرض حتي يكون الانسان مريضاً لابد من وجود تغيرات باثولوجية (مرضية) لأى عضو من أعضاء الجسد وبالتالي يصبح مريضاً تبدواعليه علامات واعراض المرض؛ وهذا التعريف يكون قاصراً بالنسبة للمرضى النفسيين لأنه غالباً لاتوجد تغيرات باثولوجية جسدية علي المريض النفسي أو في مخ المريض اذا تم فحص مخ المريض بالاشعة المقطعية أو الفحوصوات الأخرالتى تظهر التغيرات الباثولوجية الجسدية ، ومن هنا قد يدعي البعض أن المرض النفسي ليس مرضا مثل باقي الأمراض وبالتالى لايدخل نطاق الطب ويخرج إلي للعلوم الاجتماعية والفلسفية وهذا غير ممكن لأنه أتضح الأن أن هناك تغيرات باثولوجية بالمخ لكن علي المستوى الوظيفي للمخ والناقلات الكيميائية المسئولة عن وظائف المخ العليا والتى اذا اضطربت أدت للمرض النفسي والعقلي .
خلاصة القول يمكن اعتبار الانسان مريضاً اذا اصيب بداء أو علة تجعله يعانى الام المرض أو غير قادر جسمانياً وعقلياً علي أداء (ممارسة) حياته بصورة طبيعية وبالطبع فهو في حاجة للمساعدة الطبية للحصولة علي الشفاء ولكن لجوء المريض للطبيب ليس بالسهولة التي نتصورها إذ أن تقبل فكرة طلب العلاج تعتمد علي عدة عوامل منها درجة الثقافة أو المعرفة الطبية لكن المرحلة المرضية التي يمر بها الشخص لها دور مهم في طلب المريض للعلاج أوالمساعدة الطبية؛ والطبع معرفة مراحل المرض قد يفيدنا في معرفة مدي احتياج المريض للعلاج وسعيه للطبيب.
وكما هو معروف فإن مراحل المرض هي:
1- مرحلة الاعراض (Symptom stage)
عندما يصاب الانسان ببعض الاعراض الغير طبيعية لم يشعر بها من قبل فإنه يواجه نفسه بأخذ قرار ذاتى بأن هناك شيئاً ما خطأ أو غير طبيعي يحدث له. إن أخذ المريض لقرار في هذه المرحلة قد يكون له عدة احتمالات منها أنه ينكر هذه الاعراض ويتجاهلها وكأن شيئاً لم يحدث الي أن تزداد هذه الاعراض وتصبح أكثر وضوحا ًوذات تأثير قوى علي صحته وهنا يتقبل فكرة أن هذه الاعراض تنم عن اضطراب في صحته، هناك احتمال آخر وهو أن الشخص يتقبل هذه الاعراض علي أنها شئ لمرض شائع ويحاول علاج نفسه عن طريق الوصفات الشعبية أو العلاج الذاتى من الوصفات الطبية الشائعة؛ وإذا لم يستجب للعلاج فإنه سيدخل المرحلة التالية.
2- مرحلة الدور المرضي (Sick role ) :
في هذه المرحلة غالباً يحاول الانسان جاهداً أن يسأل ويستفسر عن حالته الصحية وخصوصاً من جهة الاختصاص العامة مثل حلاق الصحة أو ممرضة أو الشيوخ أو أي أنسان اكبر سناً وله دراية بالنواحي الصحية وبعد أخذ مشورة هؤلاء الناس وموافقتهم علي أنه في حالة مرض وينبغي عليه سلوك الدور المرضى والذهاب إلي أقرب طبيب له صلاحيات علاج المرض . في هذه المرحلة قد يقتنع للمريض برأي من استشارهم ويذهب للطبيب أو قد ينكر رأيهم و يهمل ما يشعر به من أعراض .
في المرحلتين السابقتين قد لا يصل المريض للمراحل التالية والذهاب للطبيب للعلاج فهو يسلك الوصفات الشعبية أو الذهاب للمعالج الشعبي، أو قد يعالج المريض نفسه بذهابه لأى صيدلية وأخذ أى علاج من تلقاء نفسه يعتقد أنه قد يفيده أو بعد رأى أحد الأشخاص المقربين لذا نجد بعض الشباب أثناء مروره بأي أزمة نفسية قد يأخذ أدوية نفسية غير مسموح بها تؤدى للإدمان بناء علي نصيحة أحد أصدقاء السوء ولذا فإنه من الواجب علي جميع العاملين في الحقل الطبي توعية عامة الناس وتوجيههم للطريق الصحيح وهو طرق باب العلاج الطبي السليم لدى الاطباء المتخصصين واذا اقتنع المريض بذلك فهو بذلك يدخل المرحلة التالية .
3- مرحلة الاحتكاك بالرعاية الطبية (Medical care contact)
في هذه المرحلة يحاول الشخص التعرف علي طبيعة هذا المرض ويتفاهم مع الطبيب علي سبل وطرق وكيفية العلاج منه وهو أيضا ًيحاول أن يتعرف علي مايعانيه من أعراض مرضية وهل هي فعلا أعراض مرضية صحيحة لكى يتبين أنه فعلاً مريض ويستوجب العلاج لحالته أم أن هذه الاعراض لا تعنى شيئاً فلا يوافق علي العلاج وينكر هذه الاعراض . واذا كان هناك اتفاق واضح بين المريض والطبيب علي كون هذه الاعراض تعني مرضا معينا ً فهو بذلك يطلب تدخل الطبيب لتحديد العلاج المناسب وقد يلاحظ في بعض الأحيان أن بعض المرضي لا يقتنعون بسهولة من رأى لطبيب واحد فنجدهم يذهبون لطبيب أخر وربما أكثر من طبيب لاستطلاع معظم الآراء واخذ القرار الصحيح من جانبهم بوجود مرض محدد علي وجه الدقة وطريقة العلاج المثلي لهذا المرض وعندما يقتنع المريض بحتمية وضرورة العلاج لكي يتم الشفاء فإن المريض يدخل المرحلة التالية .
 
4- مرحلة اعتماد المريض (Dependent patient ) :
في هذه المرحلة يبدأ المريض في الالتزام بالعلاج الموصوف من جانب الطبيب المعالج إلا أن بعض المرضى لا يزالون في حالة تردد في الاستمرار علي العلاج وبالتالي عدم الإنتظام عليه؛ كما أن بعض المرضى قد تعجبه فكرة المرض ويستمتع بها للحصول علي امتيازات إستثنائية كأن يعامل معاملة خاصة في المنزل أو العمل أو يحصل علي أجازات مرضية من العمل و قد نجد هؤلاء المرضي لا يهتمون بالانتظام علي العلاج حتى لا يتم الشفاء بسرعة؛ لذا يجب الإهتمام من الطبيب وكذلك المريض للالتزام علي العلاج لوضع نهاية لحكاية هذا المرض والإنتقال للمرحلة الأخيرة .
 
5- مرحلة الشفاء والتأهيل (( Recovery & rehabilitation :
في هذه المرحلة يجب على المريض أن ينسي أنه مريض وأنه الآن قد أوشك علي الشفاء ويجب عليه أن يعاود حياته ونشاطاته بصورة طبيعية وهذه المرحلة تسمي بفترة النقاهة وبعد ذلك يعود المريض لحالته الصحية الطبيعية ، ولكن في بعض الأحيان قد لا يحدث ذلك كما في حالات الأمراض المزمنة والتي تحتاج للاستمرار علي العلاج لفترات طويلة دون انقطاع حتى نحافظ علي حالة المريض الصحية مستقرة أو قد نجد بعض المرضي يستهويهم الدور المرضي حتى يظل يحصل علي الامتيازات الممنوحة له بصفته مريضاً ولذا نجد هؤلاء المرضي يعيشون في الدور ويظلون متمارضين ويعرف الاطباء ذلك بأن المريض متمارضاً لأنه لم يعد هناك أى أعراض للمرض وكل الفحوص والاختبارات تثبت ذلك .
متي يحتاج المريض العضوي الي طبيب النفسي؟
 
إن أى أنسان لا يحب المرض بأي صورة أو شكل ولكن ليس باختيارنا ولا نملك لأنفسنا من المرض أى شئ ومهما حاول الانسان أن يقاوم الأمراض بأي شكل أو صورة فهو يصل لعلاج بعض الأمراض أو التغلب عليها ولكن تظهر له أمراض أخرى تتغلب عليه لأن المرض والموت قدرالانسان ولا يوجد أنسان طوال حياته لم يمر عليه حالة مرضية ،إذا الانسان معرض للمرض في شتى صوره وأشكاله لكن هناك بعض الأمراض العضوية التي تؤثر في سلوك الإنسان وتجعله يعاني نفسيا وبالتالي يحتاج للمساعدة النفسية وسوف نتناول سلوك الانسان وردود الفعل أو المعاناة النفسية في كافة الظروف المرضية العضوية؛ حيث أن التغيرات السلوكية والإنقعالية قد تدل علي مشكلة نقسية تحتاج للعلاج.
وسنعرض مثل هذه النمازج السلوكية المرضية والتي يمكن تلخيصها كالتالي:
 
1- سلوك الانسان في الأمراض الشائعة البسيطة :
إن الأمراض الشائعة الحدوث والتي تتكرر كل يوم كنزلات البرد والأنفلونزا والنزلات المعوية والمعدية والحروق البسيطة والجروح البسيطة ، غالباً لا تعكر صفو الانسان و لا تهزه نفسياً من الأعماق لأننا في الوقت الحالي قد وصلنا لمرحلة أصبح التغلب عليها سهلاً ولا تمثل مشكلة على حياتنا فأصبحنا في يقين وراحة نفسية من أمكانية تجاوز هذه الأزمات العابرة دون خوف ولكن قد يصاب البعض بنوع من القلق والكآبة الخفيفة والتى غالباً ما تختفي بزوال المرض ولاتحتاج للعلاج النفسي.
 
2- سلوك الانسان تجاه الأمراض المزمنة :
هناك كثير من الأمراض المزمنة التي ليس لها علاج قاطع أو شافي نهائياً حيث أن طبيعة هذه الأمراض يجب أن تكون مزمنة وملازمة للانسان اذا أصابته مثل مرض السكر أو الضغط أو الأمراض الروماتزمية أو بعض الأمراض الجلدية المزمنة وعلى العموم هناك أمراض مختلفة في كل تخصص من فروع الطب تعتبر من الأمراض المزمنة التي تحتاج للعلاج المستمر لفترات طويلة حتى يظل المريض في حالة صحية مستقرة ولا تسوء حالته الصحية وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان وخصوصاً في فترات الانتكاسات الحادة دخول المريض للمستشفى لتلقي العلاج المكثف حتى تتحسن حالته الصحية وتستقر الأمور .
أن رد فعل وسلوك الانسان في مثل هذه الأمراض وحينما يتيقن الانسان أن هذا المرض أصبح ملازماً له كظله طوال حياته وأنه يتعين عليه الاستمرار على العلاج وماله من أعراض جانبية وتكاليف مادية وكذلك الحالة الصحية التي بالطبع ليست على ما يرام ولكن الأمور شبه طبيعية واذا تأخر العلاج اختلت الموازين وازداد المرض ، وبالتالي نجد الانسان في ظل هذه الظروف يبدأ في التبرم والاحتجاج الصامت بداخله وعدم الرضا والكآبة ويزداد التذمر في أحيان كثيرة ومع مرور الوقت يجد أنه لا مفر من التسليم بالأمر الواقع والالتزام على العلاج والمواظبة على زيارة الطبيب حتى تظل الحالة مستقرة ، ولكن هناك بعض المرضى تزداد حالة الاكتئاب النفسي مع مرور الوقت ويزداد التشاؤم والإحباط ويتولد شعور داخلي غير معلن عن الانتحار البطئ وعدم الاستمرار في الحياة فنجد هؤلاء المرضى لا ينتظمون على العلاج ربما عن تعمد غير مفهوم لاشعورياً وبالتالي تزداد حالته الجسمانية سوءاً وتتدهور حالته الصحية . إن أغلب هؤلاء المرضى في حاجة للعلاج النفسي حتى يستطيع المريض أن يفهم الأمور بميزان صحيح ويساعده على التخلص من حالة الإحباط والاكتئاب النفسي وحتى يظل حالة المريض حالة مستقرة لأن الاضطراب النفسي المصاحب للمرض العضوي يزيد الأمور سوءاً وتعقيدا ويعجل بنهاية المريض .
 
3- سلوك الانسان تجاه الأمراض الميئوس منها :
هناك بعض الأمراض ميئوس من شفائها أو تحسنها في الوقت الحالي لأنه لا تزال طرق العلاج غير كفيلة بالتغلب عليها نظراً لصعوبة المرض أو ربما لأنه لسباب وراثية يصعب تصحيحها و بالتالي تصبح فرصة الشفاء تكاد تكون معدومة فيظل المريض يصارع المرض فترات طويلة دون تحسن ملموس في حالته الصحية ، وبالتالي يصاب بحالة إحباط شديدة وغالباً اكتئاب نفسي طبعاً وما يصاحبه من نفس الشعور لدى الأهل أو من يتولى رعايته ولابد لهؤلاء المرضى أن نغرس فيهم الأمل في أمكانية إيجاد علاج لحالاتهم مع التقدم المذهل في التكنولوجيا الحديثة وقد يأتي يوم وربما يكون غداً يكتشف لهم علاجا جديدا ناجحا.
 
4- سلوك الانسان تجاه الأمراض المميتة :
إن سلوك الانسان تجاه المرض الذي يعلم أنه يؤدي للموت كإصابته بالسرطان مثلاً وذلك اذا علم المريض طبيعة مرضه من الأطباء أو الأشخاص المحيطين به حيث أن بعض الناس تفضل عدم معرفة الشخص بطبيعة المرض الذي فيه نهاية لحياته ولكن قد يعلم الشخص بنوع مرضه أو يكتشف التشخيص بأن الذي يعانى منه هو المرض الخبيث كما يطلق عليه من عامة الناس أو أنه مصاب بمرض لا يرجي شفاؤه وسوف يؤدي حتما للوفاة . حينئذ نجد هذا الانسان يمر بعدة مراحل نفسية كرد فعل لمعرفته بهذا المرض أنه سيموت وغالباً ما تكون المراحل كالتالي :
 
المرحلة الأولى: الصدمة و الإنكار (Shock & denial)
عند علم الشخص بأنه مصاب بمرض وسيموت ، في البداية نجده يصاب بصدمة حادة ودهشة وحيرة وغالباً ينكر هذا التشخيص ، ويتولد لديه شعور أنه ربما الطبيب قد اخطأ التشخيص أو أن لبساً ما في الأمور فربما قد تبدلت الأشعة الخاصة به بأشعة مريض أخر أو التحاليل قد حدث لها نفس الشئ أو أن هناك خللا في الأجهزة ، كل ذلك يجعله لا يصدق إطلاقا وينكر تماماً أصابته بهذا المرض ، بعض المرضي لا يتجاوز هذه المرحلة لما بعدها حتى ينتهي به الحال للموت .
 
المرحلة الثانية : الغضب (Anger) :
بعد ذلك نجد المريض قد اصيب بالإحباط والقلق و تعتريه حالة من الغضب لكونه مريض و يسأل لماذا أنا بالذات الذي أصاب بهذا الداء –وقد يمتد الغضب تجاه الله سبحانه وتعالى أو احد أعضاء الأسرة أو الأصدقاء أو بعض الاطباء لأنهم تأخروا في اكتشاف حالته أو تباطئوا في علاجه أو يمتد الغضب تجاه المستشفى أو أعضاء هيئة التمريض أو فريق الأطباء بالمستشفى حيث يضع اللوم والإهمال والتقصير في تشخيص وعلاج حالته أو السيطرة عليها . إن المريض في مرحلة الغضب يكون قاسياً وعنيفاً وقد يسب ويشتم أو يتشاجر مع احد أعضاء الفريق المعالج له بالمستشفى كأحد الاطباء أو الممرضات أو حتى العاملين على خدمته بالمستشفى وفي هذه الحالة وخصوصاً اذا كان الغضب موجها تجاه شخص بعينه كأحد الاطباء او الممرضات يفضل في مثل هذه الحالة أن يبتعد كل من شملته حالة الغضب عن رعاية هذا المريض ولا يقوم بعلاجه أو ينتقل المريض من هذا المكان إلى مكان أخر تحت إشراف أطباء وممرضات آخرين . ويجب على الاطباء والمعالجين أن يتحملوا هؤلاء المرضى وان يمتصوا غضبهم وسخطهم وحالة الغيظ والغضب التي بداخلهم ، ويفضل في مثل هذه الحالات استشارة الطب النفسي لملاحظة الحالة وعلاجها حتى لا تتفاقم الأمور ويحدث ما لا يحمد عقباه من صعوبات ومشاكل جسيمة .
المرحلة الثالثة المقايضة : ( Bargaining ) :
في هذه المرحلة يبدأ المريض في المقايضة أو المساومة أو التفاوض بينه وبين الاطباء أو الأصدقاء أو حتى الله سبحانه وتعالى في محاولة للحصول على الشفاء والعودة لحالته الصحية المعتادة قبل المرض فهو يبدي الوعود والعهود والنذور مقابل الشفاء ولذا نجده يكثر من الصلاة والذهاب لدور العبادة كالمساجد والكنائس ليتقرب لله سبحانه وتعالى حتى يمن عليه بالشفاء ويعود غالى كامل صحته حتى يعود لينعم بالصحة .
 
المرحلة الرابعة : ((Depression :
بعد فترة من الوقت ومع استمرار المرض أو تدهوره يبدأ المريض في الإحساس بحالة من اليأس والإحباط والاكتئاب النفسي فنجده غالباً ما تظهر عليه علامات الاكتئاب النفسي الشديد كاضطراب النوم والتأخر الحركي وفقدان الآمل والتشاؤم وربما الأفكار الانتحارية . وقد تفسر حالة الاكتئاب هنا لأسباب كثيرة فقد تكون حالة الاكتئاب النفسي ناتجة من معاناة المرض الجسماني وآلامه الجسدية والحالة الصحية التي وصل إليها المريض وكذلك تكبده لمصاريف العلاج دون فائدة واضحة تعود على حالته الصحية أو ربما نتيجة إحساس المريض أو شعوره وتوقعه بقرب اجله وانه في طريقه لفقدان الحياة والموت المحقق إن آجلاً أو عاجلاً وغالباً ما يكون الإحساس يقرب دنو الأجل وتركه للحياة ومباهجها وزينتها .إن المريض في هذه المرحلة في حاجة للوقوف بجانبه وتقدير ظروفه ومشاعره والتعاطف معه ومسح دموعه ورفع روحه المعنوية وقد يحتاج الأمر للعرض على أخصائي الأمراض النفسية والعصبية لمساعدته ووصف العلاج اللازم لحالته .
 
المرحلة الخامسة: القبول ((Acceptance :
في هذه المرحلة يتيقن المريض ويتأكد تمام التأكد بأن الموت آت له لا مفر من ذلك سواء رضي بهذا أم لم يرضى وأنه يتحتم عليه قبول هذا الأمر العام والحقيقة المؤكدة في حياة الانسان وفي ظل هذه الظروف وخلال تلك المرحلة في نهاية حياته يجب تشجيع المريض أو وضع قدر من الشجاعة في نفسه لتقبل فكرة الموت كفكرة وحقيقة مؤكدة في حياته ويجب أن يتحلى بالإيمان وذكر الله وهنا سيجد الراحة والطمأنينة من الأعماق بأن الحياة فانية والموت مؤكد على الانسان سواء كان مريضاً أو غير مريض ، ويتذكر من سبقوه من الموتى ومن سيأتي من بعده وأن الموت أمر حتمي حتى يقدر الله أمراً كان مفعولاً ، وخلال تلك المرحلة يزداد في الإيمان بالله ويتقرب إليه ليغفر له ويكفر عن سيئاته .
عموما إن هؤلاء المرضي غالبا مايحتاجون للعلاج النفسي وخصوصا في فترات المعاناة من الأزمات النفسيه الشديدة.
5- سلوك الانسان خلال العمليات الجراحية :
قد يتعرض أى أنسان لإجراء عملية جراحية في أى مرحلة من مراحل حياته ، منها جراحات بسيطة مثل استئصال اللوزتين أو الزائدة الدودية أو البواسير أو إجراء أى عمليات جراحية أكثر صعوبة وخطورة من ذلك ، ومن النادر أن نجد أنسان لم يمر بهذه التجربة ودخوله حجرة العمليات وخضوعه للتخدير وأعمال المشارط والمقصات وخيوط الجراحة ، كل هذه الأمور تجعل الانسان المقبل على إجراء عملية جراحية قد يضطرب نفسياً لأسباب عديدة منها خوفه من العملية وما يتبعها من الآلام وخوفه على حياته من أخطاء العمليات الجراحية ، كل هذه الأمور تدور برأس أى إنسان وتجعله في حالة قلق وخوف بل رعب في بعض الأحيان .
ولأن كل هذه الأمور تجب أن تكون في الأذهان ، يجب ألا نغفل آدمية وأحاسيس الانسان ومشاعره في شتى الظروف فإننا نجد الدول المتقدمة طبياً تقوم بعرض أى مريض سيجرى عملية جراحية علي الطبيب النفسي بصورة تلقائية بل إجبارية حتى يقوم بتقييم حالة المريض النفسية وتهيئته نفسياً للعملية الجراحية ليزرع بداخله حالة من الطمأنينة والهدوء وحتى تؤتي الجراحة ثمارها المطلوبة .
ومن هنا وجب علينا معاملة المريض برفق وهدوء ولا نجعله يعيش في جو من العمليات المشحونة ونسحبه لإجراء العملية كمن أخذ للسلخانة للذبح والاهتمام بهذه الأمور قبل وأثناء وبعد إجراء الجراحة حتى لا يصاب المريض بأي أزمة نفسية خلال تعرضه لإجراء العمليات الجراحية .
6- سلوك المريض الذي يخضع للأجهزة الطبية :
هناك شريحة لا بأس بها من المرضى تخضع تحت أجهزة طبية متنوعة وفي ظروف متعددة ، فهناك المرضى داخل غرف العناية المركزة أو داخل وحدات الغسيل الكلوي أو أجهزة الأشعة والفحوص الطبية أو المرضى الذي تم تركيب أجهزة طبية تكميلية أو جهاز تنظيم ضربات القلب أو تركيب أي جهاز طبي آخر سواء كان دائماً أو مؤقتاً داخل جسم المريض .
مع ظهور التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الطبية الحديثة المتطورة التي تخدم المرضى سواء كانت تشخيصية كالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو أجهزة رسم المخ والعضلات والقلب أو أجهزة علاجية كالميكروسكوب الجراحي والمناظير أو أجهزة تكميلية تؤدي وظيفة بدلا من عضو مقصر بالجسم مثل أجهزة التنفس أو تنظيم ضربات القلب أو أجهزة الفشل الكلوي أو هناك أجهزة تعويضية فهي تقوم عوضاً من جزء من أعضاء الجسم وقد تؤدي وظيفة أو لا تؤدي ولكنها مهمة كناحية جمالية مثل العيون الصناعية أو الأطراف الصناعية ... الخ.
 
7- سلوك المرضى تجاه الأجهزة التشخيصية :
إن غالبية المرضى متعاونون مع فريق العمل على هذه الأجهزة سواء أطباء أو فنيين أو ممرضات لأننا في الوقت الحالي أصبح الانسان يعيش عصر التكنولوجيا والأجهزة التي ملأت جوانب حياتنا اليومية ومن هنا نجد أن غالبية المرضى لا تجد لديهم حالة الخوف أو القلق من التعامل مع هذه الأجهزة وخصوصاً الأجهزة التي لا تسبب آلام خلال الفحص بها . ولكن هناك مجموعة من المرضى نجدهم غير مقتنعين بإجراء الفحوص خلال هذه الأجهزة أو ربما متخوفين من إجراء الفحوص ربما خوفاً من أضرار هذه الأجهزة وليس منها في حد ذاتها ولذا وجب على الفريق الطبي توضيح هذه الأمور للمريض ومدى أهمية هذه الفحوص لتشخيص الحالة بدقة حتى يتسنى لنا العلاج الصحيح ، كما يلاحظ أيضا أن هناك نسبة من المرضى قد تصاب بحالة من الخوف والرعب عند التعامل معها خلال هذه الفحوص ومن هنا وجب تهدئة المريض ومساعدته على تكملة الفحص حتى بإعطائه أدوية نفسية لتهدئته وربما استدعاء التخدير حتى نتمكن من إجراء هذه الفحوص .
 
8- الجوانب النفسية وسلوك مرضى زراعة الأعضاء أو استئصالها:
 
إن إحساس الانسان بذاته وكيانه كوحدة متكاملة يمثل صورة للجسم داخل مخ أى أنسان ، هذه الصورة الذاتية للفرد نتعود عليها ونتفاعل وجدانياً معها ، ولكن اذا تغيرت الصورة الذاتية (Body image) لجسم أى شخص نتيجة إزالة أى جزء من الجسم كما في بتر ساقه واستئصال ثدي وما إلى ذلك أو استبدال عضو من جسم الشخص وزراعة عضو من شخص آخر مثل زراعة الكلى وما إلى ذلك قد يؤدى لتغيير الصورة الذاتية التي تعود عليها الشخص وقد لا يتقبل الوضع الجديد الذي وصلت إليه صورة الجسم الذاتية لدى هذا الشخص والتي قد تؤثر على الحالة النفسية له فقد نجد بعض المرضى الذين تم بتر أحد الأطراف لديهم يعانون من ظاهرة تسمى شبح العضو المبتور Phantom limb) ) حيث يظل يحس أن الرجل المبتور ( مثلاً) لا تزال موجودة في مكانها وأنه يشعر بألم فيها أو في جزء منها رغم عدم وجودها على الإطلاق وهو ما تسبب نوعاً من الضيق والاكتئاب لهؤلاء المرضى . كما أن الشخص غالباً ما يصاب بحالة من الاكتئاب النفسي نتيجة استئصال أي عضو من جسده وخصوصاً الأعضاء التى تؤدي وظيفة أو دور حساس لجسد المريض ولذا فإن استئصال اللوزتين أو الزائدة الدودية لا تشكل آثار نفسية سيئة على المريض . وكذلك عملية زراعة الأعضاء قد تعرض المريض لنوع من عدم التكيف مع العضو الدخيل على الجسد (على الأقل نفسياً) ولكنها غالباً ما تمر دون مضاعفات نفسية. ولكن على كل الأحوال فان زراعة أو استئصال عضو من جسم أى إنسان يجب أن يتم تهيئة المريض له نفسياً حتى يتقبل الوضع الجديد ، كما أننا يجب ألا نهمل الحالة النفسية لهؤلاء المرضى من تلك العمليات.
 
9- سلوك المرضى داخل غرف العناية المركزة :
هناك العديد من الأمراض يحتاج المريض فيها دخوله غرفة العناية المركزة أهماها أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو مرضى الحوادث وارتجاج المخ أو مرضى الجهاز التنفسي الشديد الذي يتطلب تنفس صناعي لمعالجة هذا القصور ، كما أن هناك العديد من الحالات الحرجة في الأمراض الباطنية تحتاج للرعاية المكثفة والعناية المركزة .
على كل حال هذه المجموعة المتفاوتة من المرضى تتفاوت أيضا ردود أفعالهم النفسية وسلوكياتهم خلال هذه الفترة الحرجة من حياتهم وتعرضهم لمثل هذا الضغط النفسي وقد نجد بعض هذه الحالات في حالة غيبوبة تامة ولا نستطيع التعامل معه خلال فترات هذه الغيبوبة . هناك مجموعة من المرضى في حالة شبه غيبوبة أو نسميه حالة توهان أو هذيان ((Delirious state فهو يهذي بكلمات غير مفهومة مع عدم القدرة على تحديد الزمان والمكان والأشخاص وغالباً لا يتجاوب مع المتعاملين معه وهؤلاء المرضى ينتابهم حالة من القلق والتوتر وربما الصراخ بين الحين والآخر .
كما يوجد أيضا مجموعة من المرضى في حالة وعي كامل وإدراك سليم ويستطيع الفريق الطبي والأهل التعامل معهم والتواصل بينهم ، هؤلاء المرضى من المهم نفسياً فهم ما يدور بداخلهم في ظل الجو المحيط بهم من أجهزة وأسلاك مثبتة بأجسامهم وكذا الظروف المحيطة بهم من جو غرف العناية المركزة لإنعاش أو ما يطلق عليه العامة غرفة الإنعاش فهذا المسمى يثير مخاوف كثيرة لدى العامة لما يعنيه من أن هذه الحالات حرجة وفي حاجة للعناية المركزة لإنعاش حالة المريض حتى يتجاوز هذه الأزمة الصحية التى أصابته بالطبع هذا الوضع وهذه الظروف غالباً ما تفسر وتؤول لدى الناس بأنها غالباً ما ستكون نهاية الانسان في هذه الغرفة أو أن المريض في غرفة العناية المركزة ( إن عاش) بعد ذلك غالباً ما يصاب بحالة مرضية مزمنة أو عاهة مستديمة . ومن هنا نجد هؤلاء المرضى في وضع نفسي سيئ وفي حالة من القلق والخوف والتوتر نتيجة كل هذه الأمور مؤقتة ستزول ويعود الشفاء بإذن الله واذا تأزمت الأمور من الناحية النفسية وجب استدعاء الطبيب النفسي لمساعدة المريض والعمل على إيجاد الحل المناسب له .
 
أ‌- سلوك المرضى المعتمدين على أجهزة علاجية :
هناك مجموعة من المرضى تعتمد حياتهم على أجهزة طبية تساعدهم على الاستمرار في الحياة مثل أجهزة الغسيل الكلوي لمرضى الفشل الكلوي أو اجهزة تنظيم ضربات القلب أو أجهزة مفاصل صناعية كمفصل الحوض أو خلافه أوأجهزة السمع لضعاف السمع .
إن درجة اعتماد الانسان على الأجهزة تتفاوت حسب مدى احتياجه لأى جهاز فهناك أجهزة تساعد المريض على حياة صحية أفضل ومن هنا نجد المريض يتقبلها بصورة طيبة وقد تكون هناك نوع من التعود عليها فأصبحت شيئا ًملازما ً له في حياته دون أي مشاكل او صعوبات نفسية .
ولكن عندما تكون حياة المريض متوقفة على هذا الجهاز بالذات فيتولد لدى المريض إحساس دقيق بأن حياته مرهونة بهذه الآلة التي تمده بمقومات الحياة ولذا نجده دائماً مرتبطاً بها ويخاف عليها ويتعلق بها ولكن هناك بعض المرضى من يصاب بحالة من اليأس والإحباط وربما الاكتئاب النفسي لإحساسه بالعجز والمهانة والذل لاحتياجه لهذه الأجهزة ويود لو يتخلص منها إما بالشفاء وعدم الاحتياج لها أو تمنى الموت للخلاص منها ومن هنا وجب على القائمين على أجهزة الغسيل الكلوي وضع كل هذه الأمور في الحسبان والاهتمام بالنواحي النفسية لمرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بإجراء عملية الغسيل الدموي من خلال هذه الأجهزة .
 
ب - سلوك المرضى تجاه الأجهزة التعويضية :
إن اغلب الأجهزة التعويضية كالإطراف الصناعية أو العيون الصناعية لا تؤدي وظيفة مهمة في الغالب ولكنها مهمة من الناحية الشكلية والجمالية للإنسان ولأن حياة الانسان لا تعتمد عليها في الأساس لذا نجد معظم المرضى لا يهتمون بها ولكن هناك مجموعة من المرضى تهتم بها من الناحية الجمالية وبالطبع أغلب هؤلاء المرضى قد يصابون بحالة من الخجل و الشعور بالنقص اذا أحس بنظرات الناس له تجاه هذا الجزء بالذات من جسمه لذا وجب علينا مراعاة هذه الناحية المهمة حتى لا تتسبب للمريض في حالة الإحراج ومراعاة ظروفه النفسية .
 
ج- سلوك الانسان في حالة العيوب الخلقية والتشوهات :
قد يكون بعض الناس عرضة لعيب خلقي أو تشوهات بالجسم نتيجة مرض أو حادث أو حريق يؤدي لتشوه جزء من الجسم ، وأمثلة ذلك عديدة وتقابلنا كل يوم فمثلاً قد نجد من يصاب بعدم القدرة علي الإبصار أو السمع أو عدم القدرة أو صعوبة الكلام والنطق السليم أو قصور بأحد أطراف الجسم كاليدين أو الأرجل أو عيوب خلقيه بالوجه و الرأس وعدم تلاءم ملامح الوجه وبالطبع كل هذه الأمور بيد الله سبحانه وتعالى ونتيجة لعوامل عديدة خلال فترة الحمل و لا اعتراض على خلق الله " هو الذي خلقك فيعدلك في أي صورة ما شاء ركبك " وفي بعض الأحيان قد يصاب بعض الناس بتشوهات في الجسم نتيجة لبعض الإمراض أو الحوادث أو تعرض الانسان لحريق ،
فقد نجد من يصاب بضمور في اليدين أو الأرجل أحدهما أو كلاهما نتيجة الإصابة بشلل الأطفال أو حمى مخية أو شوكيه وتترك هذا الأثر المرضى في الانسان أو نتيجة لذلك قد يصاب بضعف في السمع أو الكلام وكذلك الإصابة نتيجة حادث يؤدي لبتر جزء من الجسم أو فقدانه كأحد اليدين أو الأرجل أو فقد العين و أحيانا آخري قد يتعرض الانسان لحريق وخصوصاً الوجه مما يؤدي لتشوه الوجه على وجه الخصوص .
إن الانسان في مثل هذه الظروف تختلف ردود الفعل من شخص لآخر ومن حالة لآخري حسب سن المصاب سواء كان طفلاً أو في مرحلة المراهقة أو الشباب وهل يفهم ويدرك طبيعة ونوعية المرض ، فالعيوب الخلقية سواء كانت وراثية أم لا فهي تلزم الانسان منذ الولادة فيكبر وهى تلازمه لا تفارقه وقد تعود على حالة النقص في الوظيفة الخاصة بأي عضو في الجسم غالبا نجد هؤلاء الناس يحاولون لإيجاد حل نفسي متوازن من الحيل الدفاعية النفسية مثل التسامي على مشكلاتهم لاشعورياً ومحاولة التفوق في جوانب آخري من الحياة ولا ننسى هنا هيلين كلير وطه حسين وبتهوفن ،فبالنسبة ل هيلين كلير كانت صماء بكماء وعمياء ورغم ذلك تغلبت على كل ذلك وبرعت وكذلك د/ طه حسين وما وصل إليه وهو كفيف وكذلك بتهوفن ورغم أنه كان أصم لا يستطيع السمع برع في الموسيقى ، من هذه الأمثلة نتأكد من المثل القائل " كل ذي عاهة جبار" وقد يكون الجبروت موجهاً تجاه تحقيق النجاح في الحياة . ولكن في أحيان أخرى قد يصاب الانسان بعقدة النقص والدونية عن الآخرين وقد يؤدي ذلك لحالة من الاكتئاب النفسي والعنف والقلق وخصوصاً اذا كانت الإصابة في مرحلة أكبر من مرحلة الطفولة طبعاً هذا الإحساس يتولد نتيجة لفقد وظيفة كانت تؤدى في الماضي وبعد الإصابة تركت نوعاً من الإحساس بالقصور فيها .
وكذلك لا ننسى أن التشوهات التي تصيب الانسان وخصوصاً في الوجه بالرغم من كونها لا تؤثر في وظيفة الجسم أو قدرته ولكن تشوهات الوجه تؤثر على الناحية الشكلية والجمالية للانسان وبالتالي تترك آثاراً نفسية سيئة لدى المصاب بذلك التشوه مثل الإحساس بالنقص والخجل وما يتبعه من انزواء وانطواء وعدم القدرة على التكيف والتعامل مع المجتمع حتى لا يرى نظرات الشفقة والحسرة في عيون الناظرين إليه أو كما يتخيلها هو سواء كان ذلك موجوداً بالفعل أم لا وبالطبع كل ذلك مع مرور الوقت يكون معوقاً نفسياً يؤدي إلى للاكتئاب النفسي .
 
سلوك الطفل في المرض :
 
الانسان في مرحلة الطفولة يكون إدراكه للأشياء وفهمه للأمور غير مكتمل أو قد يشوبه قصور لأنه كما يتخيله أو يتصوره الطفل في عالمه المحدود التفكير . فالطفل لا يكترث ولا يهمه المرض فنجده يلهو ويلعب حتى أذا أصابته حمى شديدة تجده لا يبالى بذلك كما أنه لا يفهم معنى الموت أو طبيعة عالم الأموات والحياة بعد الموت فالميت بالنسبة له اذا كان قريباً له يعتبره مسافر مثلا أو قد صعد إلى السماء لمقابلة الله سبحانه وتعالى ، فالطفل إذا يزداد إدراكه وفهمه لتلك الأمور كلما كبر في السن وبلغ مرحلة التعقل أو التفكير العقلاني .
إن الطفل حينما يمرض ويدخل المستشفى لفترات طويلة حينما يصاب بمرض مزمن يستلزم بقاؤه بالمستشفى خلال فترة العلاج – طبعاً – مع مرافق يرعاه كالأم أو الجدة أو الأخت نجده في البداية يستفسر عن سبب مجيئه للمستشفى في براءة ولماذا هو موجود هنا وأصدقائه يلعبون ويمرحون في الشارع أو الحديقة . ولذا وجب علي كل من يتعامل مع الطفل خلال هذه الفترة أن يحاول إقناع الطفل بأسلوب بسيط بأنه هنا في المستشفى حفاظاُ على صحته لأنه بحاجة لبعض الفيتامينات حتى يصبح بإمكانه أن يقدر على اللعب والجري مع باقي زملائه ويجب عليه أن يسمع الكلام ويأخذ العلاج حتى يتم شفاؤه في أسرع وقت ممكن حتى يعود لسابق صحته .
هناك بعض الأطفال يصابون بالقلق والاكتئاب والعصبية الزائدة والخوف نتيجة خروجه من مجتمع الأسرة ووضعه داخل مجتمع المستشفى والدودية والمرضى والحقن والأطباء والممرضات . هذا الجو الجديد يجعل الطفل في حالة خوف وقلق زائد وبالتالي يزداد في البكاء والصراخ ويحاول الخروج من هذا المكان بأي طريقة ولذا يجب على الأهل أو المرافق له الاحتراس من هروب الطفل وأن يتم معاملته برفق ولين وصبر وهوادة دون اللجوء للعنف والقسوة على الطفل المريض .
وقد تصل حالة الاكتئاب والقلق النفسي لدى الطفل لوضع سيئ لدرجة أنه قد يعاود التبول اللاإرادي بالفراش أو الأعراض الخفية للاكتئاب النفسي حيث أن الطفل غير قادر على التعبير عن انفعالاته ومشاعره كالإنسان البالغ ، فنجده يتكلم أو يمشي أثناء النوم ، يقوم بقضم الأظافر وقد يبدأ في الكذب أو يرفض الأكل ويمتنع عن الكلام والضحك واللعب ، في هذا الوضع يحاول الأهل أو التمريض رفع معنويات الطفل والتخفيف عنه نفسياً حتى يتجاوز حالة الاكتئاب والقلق نتيجة صدمة دخوله المستشفى وبقاؤه فيها للعلاج واذا فشلت كل هذه المحاولات يجب عرضه على الطبيب النفسي لمساعدة الطفل وعلاجه بالعقاقير المضادة للاكتئاب والقلق حسب شدة ونوع الحالة النفسية أو حسب ما تقتضيه حالة الطفل المرضية .
 
 
سلوك الطفل عند إجراء العمليات الجراحية أو عمل الفحوص :
 
الطفل لا يفهم معنى عملية جراحية أو أشعة أو غيره أو ما يتبعها ولكنه يخاف من الاطباء والممرضات والفريق المعاون لهم وكذلك شكل حجرة العمليات أو المعمل أو أجهزة التحاليل والأشعة ، مثل هذه الأمور تثير تداعيات غامضة في نفس الطفل تجعله يخاف أو حتى يصاب بالفزع والرعب أو حالة من القلق النفسي الحاد ولذا يجب التمهيد للطفل عن هذه الأمور بأنها بسيطة وأنها هي الطريق للشفاء مثل أخذ الدواء يجب تقبل مرارته حتى يذوق حلاوة الشفاء واذا زادت الأمور عن الحد المقبول يجب عرض الطفل على طبيب الأمراض النفسية والعصبية لمساعدته على تجاوز هذه الاضطرابات النفسية .
 
سلوك الطفل في المرض النفسي :
هناك مجموعة كبيرة من الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال وتؤدي لاضطرابات واضحة لدى الطفل يجب أخذها في الاعتبار وعرض الأمور على المختصين لإبداء الرأي والعلاج من الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال هي : الكذب ، السرقة ، العدوانية الزائدة ، الانطواء ، والعزلة ، والخوف الزائد من الآخرين أو الحيوانات الأليفة ، اضطرابات النوم مثل التبول اللاإرادي أثناء النوم ، المشي والكلام أثناء النوم ، طحن الأسنان أثناء النوم ، اضطرابات الكلام مثل التهتهه واللجلجة والتلعثم في الكلام ، وكذلك الأطفال المصابون بالتخلف العقلي وعدم الفهم بسهولة ، وكذلك الأطفال المصابون بنوبات الصرع كل هؤلاء الأطفال يحتاجون لمعاملة خاصة من الاطباء النفسيين والأخصائيين النفسيين ، وكذلك فريق الممرضات العاملين في حقل الطب النفسي والأخصائيين الاجتماعيين وأخصائيين التخاطب والكلام كل هؤلاء يكونون فريقاً للعمل لمصلحة الأطفال المضطربين نفسياً وعصبياً حتى نستطيع الأخذ بيد هؤلاء الأطفال البؤساء .
 
حالات الخوف من المدرسة لدى الطفل من الأسباب المهمة لغياب الطفل عن الطفل عن المدرسة وانقطاعه عن مواصلة التعليم هذا السلوك الغير سوي يجب الاهتمام به لأنه يعبر عن حالة مرضية لدى الطفل تجعله يصاب بأعراض جسمانية كلما ذهب للمدرسة حيث يشتكي من المغص والقئ و الصداع والإسهال وكل أعراض القلق النفسي وكذلك الخوف كلما ذهب للمدرسة ولذا وجب التدخل وعلاج الطفل حفاظاً على مستقبله .
 
سلوك المرأة في المرض :
الاضطرابات السلوكية لدى المرأة متعددة الأوجه وترتبط بأمور خاصة بالمرأة وحدها دون الرجال وذلك نتيجة التكوين البدني والفسيولوجي لها مثل الدورة الشهرية والحمل والإنجاب وسن اليأس ، كل هذه الأمور تجعل المرأة عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية والسلوكية نتيجة لأي اضطراب يحدث في هذه الجوانب .
فمثلاً نسبة عالية م النساء تعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية مرتبطة بالدورة الشهرية مثل أعراض ما قبل الدورة كالقلق والعصبية والتوتر والنرفذة مع زيادة الوزن واحتقان بالثدي وصداع كل ذلك نتيجة احتجاز السوائل بالجسم ولكنه مع نزول الدورة تتلاشى ككل هذه الاعراض ولكنها تتكرر مع كل دورة شهرية وهناك بعض النساء تكون هذه الأعراض شديدة تحتاج للعلاج النفسي حتى تتخلص من هذه المتاعب النفسية ولا يخفى علينا الحمل ومتاعبه الصحية والنفسية أيضا فالسيدة الحامل تعاني من أعراض الوحم مثل القئ وكره بعض أنواع الأكل وأشياء كثيرة في حياتها كل ذلك نتيجة هرمونات وكذلك للحالة النفسية المرتبطة بالحمل ، كما أن تأخر الحمل لدى بعض السيدات المتزوجات أو حتى عدم القدرة على الحمل كأن تكون المرأة عاقر لا تقدر على الإنجاب كل ذلك يجعلها تصاب بحالة من الإحباط والاكتئاب النفسي والقلق والعصبية ويجعلها في حاجة للعلاج النفسي وكذلك لو تم دخولها المستشفى للعلاج تحتاج للمعاملة الحسنة وامتصاص حالة الحزن واليأس التي تصيبها من قبل الممرضات مع زرع حالة من التفاؤل والأمل في مستقبل أفضل .
كما أن الحمل لابد في النهاية من الولادة وإنجاب الأطفال والرضاعة ، وطبعاً اغلب الولادات تتم عن طريق القابلة (الداية) في معظم الأحيان إلا اذا كانت الولادة متعثرة أو السيدة من مستوى اجتماعي راقي يجعلها تقبل الولادة لدى أطباء النساء والولادة و اذا كانت الولادة متعثرة يتم دخول السيدة للمستشفى للولادة الطبيعية تحت الأشراف الطبي أو بعملية قيصرية . كل هذه الأمور ومجهود الولادة وما تعانيه السيدة الحامل من الآم الوضع كما يحدث تغيرات حادة في الهرمونات الأنثوية خلال مرحلة ما قبل الولادة وما بعد الولادة ، كل ذلك يجعل اغلب النساء عرضة للاضطراب النفسي والإجهاد العصبي والبدني وأكثر اضطراب هو اكتئاب ما بعد الولادة ، وهذا الاضطراب غالباً مجهول السبب ربما اضطراب حاد في الهرمونات أو استعداد وراثي لدى هؤلاء المرضى ، على كل الأحوال قد نلاحظ بعض السيدات بعد الولادة تصاب بحالة من الاكتئاب الذهاني الشديد حيث ترفض الأكل والشراب وتلفظ طفلها الذى حملته تسعة أشهر في بطنها بل وقد تحاول قتله وكذلك ينتابها حالات هياج وهذيان وعدم النوم مع اضطرابات سلوكية حادة ولذا يجب على أطباء النساء والتوليد وكذلك الممرضات والعاملات في هذا المجال أن ينتبهوا لهذا النوع من الاضطراب النفسي بغد الولادة وعرض الأمر علي الاطباء النفسين لإبداء الرأي والعلاج .
ولا ننسى سن اليأس عند المرأة وما يصاحب انقطاع الطمث ( الدورة الشهرية ) حيث تصاب المرأة بحالة من اكتئاب نفسي ( تعرف باكتئاب سن اليأس ) وقد تكون لأسباب عديدة منها الهرمونات ومنها شعور المرأة بأنها ستصبح سيدة عجوز ويستبدل الجمال والرشاقة والحيوية بالتجاعيد والشعر الأبيض وأنها بذلك اقتربت من نهاية العمر كل ذلك قد يقودها لحالة من الإحباط واليأس والاكتئاب وعدم التقبل لحياتها المقبلة فتصبح سريعة التوتر والعصبية ، سهلة البكاء والحزن ولذا يجب أن ننتبه لكل تلك الأمور ومحاولة مساعدة هؤلاء السيدات .
وأخيراً أن ندرك اهتمام المرأة بجمالها وجسدها ككل وبالخص الأعضاء الأنثوية كالثدي والرحم وطبعاً في بعض الأحيان قد يتم استئصال أجزاء من جسم السيدات نتيجة أورام أو أمراض يستدعى الأمر استئصال تلك الأعضاء ومن هنا وجب على فريق الاطباء والممرضات تهيئة الأمور لهؤلاء السيدات حتى لا تصاب بصدمة نفسية حين تفاجئ بعدم وجود الثدي بعد العملية أو عدم ووجود الرحم ويجب عرض هؤلاء السيدات اللاتي
يتم تجهيزهن لإجراء تلك النوعية من العمليات على الاطباء النفسيين لتهيئة ا؟لأمور على الوجه الصحيح .
كثرة الإجهاض أو التعرض له قد يكون له أسباب نفسية كالقلق والاكتئاب النفسي أو أنه قد يؤدى نتيجة تكرار وعدم قدرة المرأة على مواصلة الحمل حتى الإنجاب يصيب المرأة بحالة من الاكتئاب النفسي واليأس والإحباط وقد يدمر حياته ويجعلها عرضة لمشاكل نفسية عديدة ومن هنا وجب الاهتمام بتلك المجموعة من السيدات حتى يتجاوزن محنتهن .
أيضاً السيدة العاقر التي لا تستطيع الإنجاب لأي سبب ما تكون أكثر عرضة للاكتئاب النفسي وما يصاحبه من أعراض ، ولذا يجب الاهتمام بهذه النوعية من النساء و ملاحظة أي تطورات نفسية أو سلوكية حتى نستطيع مساعدتها بعيداً عن المعاناة النفسية.
 
سلوك الانسان المريض في الأمراض النفسية
 
إن المرض النفسي والعقلي يختلف عن المرض العضوي ( الجسدي ) حيث أن أعراض وعلامات الأمراض الجسمانية تظهر واضحة على المريض جسدياً كارتفاع الحرارة أو التورم وما إلى ذلك كله ولكن أعراض وعلامات المرض النفسي تظهر في صورة تغيرات في سلوك وتصرفات المريض وأحاسيسه ومشاعره الداخلية والتي تظهر في صورة تغيرات في سلوك وتصرفات المريض وأحاسيسه ومشاعره الداخلية والتي تجعله يعاني من الام النفس والمعاناة النفسية التي لا تظهر للآخرين أو تظهر في صورة تصرفات وسلوكيات غير سوية والتي تجعل الأهل والمحيطين به يعانون من سوء هذه السلوكيات والتصرفات وفي كلتا الحالتين يلجأ المريض أو الأهل للطبيب النفسي لمساعدتهم على العلاج .
إن سلوك الانسان عموماً في الأمراض النفسية والعقلية يضطرب نتيجة للخلل الذي يحدث لوظائف العقل العليا من حيث اضطراب الإدراك والذاكرة والوعي أو اضطراب الحالة الوجدانية من مشاعر وأحاسيس وانفعالات أو اضطراب التفكير ، كل هذا ينعكس على سلوك المريض فيشعر بها من يتعامل معه أو يعاني منها المريض شخصياً ولذا فأن الاضطرابات النفسية والعقلية تظهر في الجوانب التالية :
 
أولاً : المظهر والسلوك العام للمريض :
 
1- إن المظهر العام من حيث عدم اعتناء المريض بملابسه وهندامه كحلق الشعر وتصفيفه وحلق الذقن يوحي بمرض نفسي لأن إهمال المريض لهذه الأمور نجده في بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب النفسي والفصام أو إدمان المخدرات أو مرض العته مثل عته الشيخوخة .
2- الملابس : إن ملابس المريض تدل على طبيعة المرض فمثلاً إهمال المريض لملابسه وعدم نظافتها وعدم الاهتمام بتناسقها قد يدل على حالة اكتئاب نفسي لدى المريض . أو قد نجد أن مريض الهوس (المرح) يرتدي ملابس زاهية الألوان ومزركشة ، كما أن مريض الفصام لا يهتم بتناسق الملابس فقد نجده يلبس جاكت بدله على بنطلون بيجامة في عز الصيف .
3- مظهر الوجه : إن علامات الوجه تعبر عن الحالة النفسية من انفعالات ومشاعر فمثلاً مريض الاكتئاب النفسي نجده عابس الوجه ، عاقد الحاجبين وعلامات الحزن والأسى تبدو واضحة على ملامحه لا تخفى على الانسان العادي ، وعلى العكس مريض الهوس ( المرح ) تجده كثير الضحك والتنكيت والتهريج وتجد الفتاة المريضة تضع ماكياجا صارخاً غير متناسق من أحمر الشفاه والخدود مع كثرة الحركة والكلام الزائد المملوء بالنكت والقفشات مع الرقص والغناء أحياناً .
كما أن علامات القلق أو الخوف قد تبدو على وجه المريض بالقلق مثل عدم القدرة على الاستقرار في مكان الجلوس لفترات طويلة فنجده يتململ من الجلوس وقد يهز رجليه أو يطرقع أصابعه ويجلس على حافة الكرسي وقد نجده يقوم ويقعد بين الحين والآخر وقد تجده يجئ ويذهب في المكان في حالة توتر وقد يكون سهل الانفعال والعصبية لأقل الأسباب وتزعجه الأصوات وقد يثور وينتفض لأقل صوت .
 
ثانياً: السلوك الاجتماعي:
 
قد يضطرب السلوك الاجتماعي للمريض من عدة أوجه فقد تقل العلاقات الاجتماعية للمريض النفسي مع الآخرين مثل مريض الاكتئاب النفسي أو الفصام فينعزل عن الناس ويصبح منطوياً منزوياً لا يخرج من حجرته ولا يريد زيارة أحد أو أن يزوره أحد ويبتعد عن المجتمع . أو قد تزداد العلاقات الاجتماعية كما في مريض الهوس (المرح) حيث نجده سهل التعرف على الناس ويريد عمل علاقات اجتماعية مع أى أنسان وبأى شكل حتى مع من لا يعرفه . وقد نجد اضطراب في السلوك الكلامي للمريض كأن نجد المريض يتكلم مع نفسه مثل مريض الفصام أو العته أو يتلفظ بألفاظ نابية وقبيحة مثل مرض توريت ( Gill d'la tourette's) .
كما أن هناك بعض الاضطراب السلوكي الغير سوى في التصرفات مع المجتمع مثل السلوكي العدواني والعنف والتي قد تصل لحالات الهياج والضرب والتكسير كما في مرضى الفصام التهيجى أو بعض حالات التخلف العقلي أو اضطراب الشخصية العدواني والتي تؤدي إلى هذه السلوكيات الشاذة الغريبة من العنف والإجرام .
ولذا هذه العلاقات العامة تدل على اضطراب نفسي وعقلي والتي تشمل جوانب متعددة ترسم مجموعة من الأمراض النفسية يمكن تلخصها وعرضها كما يلي :
1- الأمراض الذهانية (العقلية) : وهي تشمل مجموعتين من الاضطراب الذهاني الذي يؤثر على المريض من ناحية قواه العقلية " الإدراك " والتفكير واستبصاره بمرضه :
أ‌- اضطرابات ذهانية : وظيفية حيث لا يوجد تغير باثولوجي واضح لمخ المريض أو حالته الجسمانية العامة مثل الفصام الذهاني والذهان الوجداني (أمراض الهوس والاكتئاب) . وفي هذه الأمراض يحدث تغير كبير في شخصية وسلوك المريض مع أنه يفقد القدرة على الاستبصار ومعرفته بطبيعة مرضه وتعوق المريض من ممارسة حياته بصورة طبيعية نتيجة للخلل الشديد في عقل المريض .
ب‌- اضطرابات ذهانية عضوية : كما في بعض الأمراض الباطنية العامة والتي تؤثر على الحالة العقلية والنفسية للمريض كما في حالة الهذيان (Delirium) ومرض العته (Dementia) أو اضطراب وظائف المخ والقدرات العقلية التي تؤدي للذهان العضوي كما في حالات التسمم أو نقص الفيتامينات أو قصور وظائف البد أو الكلى أو إصابات وحوادث المخ كما في النزيف أو الارتجاج .
 
2- الأمراض العصابية (النفسية) : مثل القلق والخوف والوسواس القهري والاكتئاب التفاعلي أو الاضطرابات الهستيرية (تحويلية أو انشقاقية) وفي هذه الأمراض يكون المريض مستبصر لحالته المرضية ويقصد الطبيب لطلب العلاج والمساعدة على الشفاء وغالباً لا يكون هناك تدهور في شخصية المريض وكذلك لا توجد أي هلاوس أو ضلالات وفي معظم هذه الأمراض لا تسبب أعاقة للمريض عن ممارسة حياته العادية .
3- الإدمان (سوء استخدام المواد) وما يعاني منه المدمنون من جراء تعاطي المخدرات والأدوية المؤثرة علي حاجة العقل سواء زيادة النشاط أو تثبيط عمل المخ وما تحدثه من تأثيرات على الحالة النفسية وسلوكيات المدمنين.
4- الأمراض الجسمانية النفسية (أمراض نفسجسمية) Psychosomatic disorders وهي عبارة عن اضطرابات جسمانية كالقولون العصبي أو سقوط الشعر أو الحساسية العصبية ولكن تعود أسبابها لاضطراب الحالة النفسية للمريض كالقلق والاكتئاب النفسي .
5- اضطراب الأكل مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)أو زيادة الشهية العصبي (Bulimia nervosa )
6- اضطراب النوم مثل قلة النوم ( الأرق) أو زيادة النوم ( اضطراب كمية النوم ) أو اضطراب نوعية النوم ( مثل الكلام أو المشي أثناء النوم أو الكوابيس وخلافه) .
7- اضطراب الشخصية وفيها نوعيات مختلفة من اضطراب الشخصية التي تستلزم التدخل الطبي النفسي لتوجيه وإعادة صياغة هذه الشخصيات المضطربة حتى نجعلها تعيش في وئام مع النفس مثل الشخصية الفصامية (الانطوائية) الشخصية الاكتئابية ،الشخصية الوسواسية ، الشخصية الهسترية والشخصية العدوانية .
8- السلوك الإجرامي كالعنف وعلاقته بالمرض النفسي .
9- الاضطرابات السلوكية والنفسية لدى الأطفال مثل اضطراب الكلام والأكل والإخراج وكذلك اضطرابات النوم الخاصة بالأطفال وكذلك حالات الخوف لدى الأطفال .
10- الاضطرابات النفسية والسلوكية في مرحلة الشيخوخة وما قد تصيب المسنين من أمراض نفسية في نفسية في هذه السن .
 
وسوف نقوم بشرح موجز لكل هذه الاضطرابات النفسية كما يلي :
1- الاضطرابات الذهانية (العقلية) الوظيفية :
(أ) مرض الفصام الذهاني ( ( Schizophrenia:
إن مرض انفصام الشخصية معروف لدى عامة الناس ومنذ فترات طويلة ولكن أعراض هذا المرض متباينة تؤدي لاضطرابات في سلوك المريض تختلف من توع لآخر ولأن هذا المرض ينقسم لأنواع عديدة حسب تأثير هذا المرض على بعض النواحي النفسية للمرض فهو يؤدي لاضطراب التفكير ويصبح هناك انفصام بين التفكير والوجدان لذا سمي بهذا الاسم وكذلك أيضا يؤثر على الحالة الحركية للمريض وكذلك مدى إدراكه للواقع الذى يعيش فيه . وقد تم تقسيم المرض للأنواع التالية :
* فصام هيبفريني (Hebephrenic) : الذي يأتي في مرحلة مبكرة من العمر ويؤدي لتدهور شديد في شخصية المريض مع تكرار الانتكاسات وتكون الاعراض شديدة من الهلاوس والضلالات .
* فصام بارانوي (Paranoid) وتكون فيه الضلالات والشكوك والأوهام أكثر مايظهر من أعراض لهذا المرض كأن يشك المريض أنه مراقب من قبل أناس آخرون يقومون بالتصنت عليه ويحاولون إيذائه والكيد له فهو يبدو دائم الشك فيمن حوله ، مع وجود هلاوس سمعية وبصريه تجعله يتصرف بصورة شاذة وغريبة كأن يتكلم مع نفسه مع عدم لاختلاط والعزلة عن الناس .
*فصام كتاتوني (Catatonic) : في هذا النوع من الفصام تكثر الأعراض الحركية حيث يجلس المريض بدون حركة كأنه صنم أو تمثال من الشمع في سريره وقد تجعله يرفض الأكل والشرب وفي مثل هذه الحالات يفضل عمل جلسات صدمات كهربائية للمريض حتى يستطيع الحركة وتتحسن حالته النفسية .
*في الوقت الحالي أمكن تقسيم مرض الفصام إلى فصام ايجابي (+ve Type Schizophrenia) وفصام سلبي –ve Type Schizophrenia) )
- الفصام السلبي : والذي تبدأ إعراضه بصورة تدريجية على المريض حيث يبدأ في العزلة والابتعاد عن الناس والانطواء وتتدهور قدراته العقلية من حيث التركيز والفهم حيث يتكرر رسوبه ويفشل في دراسته وهذا النوع يؤدي على المدى الطويل لتدهور شديد عي شخصية المريض .
- الفصام الايجابي : وفيه تظهر الأعراض حادة وتكون الهلاوس والضلالات واضحة بصورة عالية مع حالات الهياج والعنف وهذا النوع من الفصام يستجيب بسرعة لأدوية الفصام وغالباً ما تستقر حالة المريض بالعلاج .
 
 
ولأن مريض الفصام غالباً لا يكون مدركاً لتصرفاته أو مستبصراً لحالته المرضية فهو في حاجة لمعاملة خاصة وخصوصاً أثناء الانتكاسات ولا ندخل معه في جدل ومناقشات بخصوص الهلاوس والضلالات لأن كل هذه الأفكار المشوشة نتيجة للمرض ولن تختفي ألا بالعلاج الطبي النفسي لنضبط كيميائية المخ فتختفي هذه الاعراض ويعود المريض لحالة الاستقرار النفسي لكن مع المتابعة مع الطبيب والالتزام بتعاليم العلاج .
(ب) أمراض الاضطراب الوجداني (Mood Disorders) :
في هذه المجموعة من الأمراض النفسية يكون التأثير على الحالة الوجدانية (الانفعالية) للإنسان مثل مرض الاكتئاب النفسي الجسيم Major Depression أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب Bipolar Disorder حيث يمر المريض بنوبات اكتئاب نفسي ( (Depressionتتبادل مع نوبات هوس أو مرح (Mania) وذلك بطريقة دورية وكذلك اضطراب عسر المزاج ( (Dysthymiaأو اكتئاب نفسي مزمن وسوف نفصل ذلك فيما يلي :
 
أ- الاكتئاب النفسي الجسيم( الشديد) Major Depression)) :
وهو عبارة عن نوبات من الاكتئاب النفسي تحدث للمريض غالباً في مرحلة الثلاثينيات من العمر ، فقد يصاب الشخص بحالة من الاكتئاب النفسي ( نوبة اكتئاب نفسي ) لها خصائصها من الاعراض والعلامات النفسية التي تدل على أن هذا الانسان قد اصيب بحالة اكتئاب نفسي وهذه النوبات تستغرق فترة لا تقل عن ستة شهور خلال هذه النوبات حتى وأن اختفت الأعراض حتى لا تنتكس الحالة مرة أخرى وبالطبع لا يخفى علينا أعراض الاكتئاب النفسي والشخص المكتئب تظهر عليه علامات الاكتئاب ولكن لكي نقرر أن هذا المريض يعاني من حالة اكتئاب نفسي يجب أن نلاحظ مجموعة من الاعراض ( على الأقل خمسة أعراض ) وذلك لفترة لا تقل عن أسبوعين ليس نتيجة أدوية أو مرض عضوي ، وهي كالتالي :
1- مزاج اكتئابي حيث يشعر المريض بعدم السعادة أو حالة من انخفاض المزاج وقد يصاحبه أو لا يصاحبه بكاء .
2-اضطراب الحركة حيث حركة المريض بصعوبة في أداء وظائف الحياة نتيجة قلة الحركة أو التوتر الحركي مثل عدم الراحة في الجلوس
3- اضطراب الأكل والنوم والجنس حيث تتأثر هذه الوظائف بحالة الاكتئاب حيث تقل الشهية للأكل مع قلة النوم وعدم الرغبة الجنسية .
4- غالباً ما توجد أفكار تشاؤمية والتي قد تصل لحد التفكير في الانتحار.
 
 
 
ب- الاكتئاب الوجداني ثنائي القطب (الاكتئاب والمرح الدوري) :
حيث يصاب المريض بنوبات اكتئاب متبادلة مع نوبات مرح أو هوس ( على الأقل نوبة هوس أو مرح تحدث للمريض خلال حياته ) . ولقد علمنا أعراض نوبات الاكتئاب كما سبق وبالطبع فإن نوبات الهوس أو المرح هي النقيض للاكتئاب حيث نلاحظ على المريض سلوكيات وتصرفات غير متزنة لفترة أسبوعين على الأقل وليس نتيجة تعاطي أي أدوية أو مخدرات أو نتيجة لمرض عضوي وهذه الأعراض هي كالتالي :
* نجد أن المريض أصبح نشاطه زائد عن الحد المألوف بالنسبة له فيصبح كثير الحركة يتكلم كثيراً ولا ينام إلا قليلاً.
* ارتفاع الحالة المزاجية للمريض حيث نجده في قمة السعادة والنشوة كثير الضحك يمتلك كمية كبيرة من النكات والقفشات وعمل المقالب وقد تصل حالة النشوة لدرجة أن يصاب بضلالات العظمة فهو يثق بنفسه أكثر من اللازم ومن قدراته التي لا تقهر وقد يتخيل نفسه شخصية مهمة كزعيم دولة أو نبي أو رسول أو المهدي المنتظر. إن ارتفاع حالة المريض المزاجية خلال نوبات المرح وإحساسه الزائد بالثقة الذي قد يصل لحد التهور والطيش فتجعله يعقد صفقات أو يسرف في صرف النقود والبيع والشراء دون النظر للعواقب .
* اضطراب التفكير ((Flight of idea حيث نجد مريض الهوس أو المرح كثير الكلام يبتكر أسلوب فكاهي في الحوار كالسجع في الكلام أو الغناء وقد تزداد الحالة لدرجة عدم ترابط الأفكار فهو يتكلم في موضوع قبل أن ينتهي منه ينتقل لموضوع آخر وينتقل منه لغيره وهكذا دون ترابط حيث أن الأفكار تكون متطايرة وغير مرتبة .
إن مريض الهوس أو المرح لا يشعر أنه مريض بل يشعر بالسعادة والنشوة وقد يكون مبدعاً خلال نوبات الهوس ولكنه يتسبب في مشاكل عديدة لنفسه وللأسرة أو المجتمع الذي يعيش علي الرغم من جو الإثارة والمتعة الذي يضفيه على المجلس ولذا فهو لا يطلب العلاج بنفسه لأنه غير مستبصر لحالته العقلية ولكنه يرغم على العلاج من قبل الأهل .
إن مريض الهوس يحتاج لمعاملة خاصة من جانب الاطباء والتمريض وكذلك المجتمع ، فلا يجب أن نستغل نقاط الضعف في مريض الهوس ويجب التعامل معه ببعض الحزم حتى يعود لحالته الطبيعية بالعلاج الطبي النفسي اللازم .
 
ج- الاضطرابات الذهانية العضوية :
إن الاعراض العقلية التي تظهر في الاضطرابات الذهانية العضوية تظهر نتيجة تغيرات فسيوكيميائية وباثولوجية في الجسم نتيجة تلف أو عطب في جزء من الجسم ينعكس آثارها على الحالة العقلية للمريض ويمكن تلخيص أسباب الذهان العضوي تحت المجموعات الآتية :
1- اضطرابات التمثيل الغذائي : مثل أمراض الكبد والكلى والسكر
2- نقص الفيتامينات مثل آل (بري بري) ب6 (حامض النيكوتينيك) يؤدي للبلاجرا .
3- أمراض الغدد الصماء (مثل اضطراب الغدة الدرقية أو جار درقية أو الغدة النخامية أو الغدة فوق الكلوية) سواء زيادة أو نقص الوظائف.
4- نقص الأوكسجين في الدم (كما في حالات فشل الجهاز التنفسي) .
5- اضطراب الأملاح والمعادن بالجسم كالصوديوم والبوتاسيوم .
6- أمراض شرايين المخ كما في تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
7- الحميات.
8- ذهان الحوامل والولادة .
9- أمراض الجهاز العصبي مثل زهري الجهاز العصبي ، الحمى الشوكية أو المخية والشلل الاهتزازي (الرعاش) التصلب المتناثر، ارتجاج وتهتك المخ أو أورام المخ .
10- الصرع.
11- ذهان السموم مثل أول أكسيد الكربون ، رصاص ، زئبق ، زرنيخ ، منجنيز ، المهدئات و المنومات ، المنبهات ، الكحول ، الأفيون والهروين ، الكوكاكين أو عقاقير الهلوسة .
 
الاعراض الاكلينكية للذهان العضوي :
أهم ما يميز الذهان العضوي بكافة أنواعه ويفرقه عن الذهان الوظيفي هو وجود حالة من تشوش العقل واختلاط درجة اليقظة واهم هذه الاعراض هي كالتالي :
 
الهذيان الحاد ( Acute delirium )ويتميز بالآتي :
1- عدم التعرف على الزمان والمكان وبالتالي فقد القدرة على معرفة مكان العمل أو السكن وأحياناً حجرات المنزل نفسه وكذلك اختلاط الزمن عليه حيث لا يفرق بين الليل والنهار أو ساعات اليوم.
2- فشل المريض في تسجيل أو استدعاء معلومات الأحداث القريبة من الذاكرة.
3- التوتر الشديد و التهيج لتفه الأسباب وكذلك عدم القدرة على الثبات في مكان واحد والسير ذهاباً وإيابا بلا هدف.
4- اضطراب التفكير واختلاط الأفكار وتطايرها وعدم التركيز والمتابعة لموضوع واحد.
5- اختلال الإدراك مما يؤدي لهلاوس سمعية أو بصرية وغالباً ما تغلب الهلاوس البصرية في الذهان العضوي حيث يرى أشباحاً أو حيوانات مفترسة أو حشرات تلدغه أو أفراد يدبرون قتله وأحياناً ما يصاحبها هلاوس سمعية كأصوات تسبه أو تلعنه مما يجعله في حالة رعب وخوف مستمر مع عدم الاستقرار والأمن
6- القابلية للإيحاء مع تحوير وتزييف الذاكرة .
 
الهذيان تحت الحاد (Subacute delirious state) و يتميز بالآتي :
1- اضطراب التفكير المتكرر وعدم ترابطه و أحياناً يصعب تفرقته من الفصام أو الهوس .
2- تناوب تشوش الوعي حيث يصاب المريض بحالة من الهذيان واضطراب الإدراك والذاكرة وخصوصاً في المساء ثم يصبح في حالة سوية في صباح اليوم التالي ما قد يثير الدهشة والارتباك لدى الأسرة والطبيب. أيضاً حيث يجده في حالة عقلية سوية في الصباح ولكن يجب وضع هذا الأمر في الحسبان حيث تناوب حالة تشوش الوعي مع فترات الصحة العقلية بالنهار وهي ما يميز الهذيان تحت الحاد و علاوة على تشابه الأعراض مع الهذيان الحاد ولكن بدرجة أقل .
 
مجموعة أعراض اضطراب الذاكرة (Dymensic syndrome) : وتشمل هذه المجموعة عدة أعراض من اضطراب الذاكرة الخاص بتسجيل و استدعاء الأحداث القريبة أما الأحداث البعيدة فيكون تذكرها جيد ولا غبار عليه حيث يتذكر ما حث من ثلاثين عاماً مضت ولكنه لا يستطيع الإجابة اذا سئل عما أكله في الصباح ولذا يصاحب فقدان الذاكرة للأحداث القريبة بعض التزييف والتحوير في الذاكرة لملء الفراغ الذي يحسه من اضطراب الذاكرة .
 
العته أو الاضمحلال العقلي ( (Dementia :
ويعرف مرض العته بأنه اضمحلال وتدهور ثابت لا رجعة فيه في وظائف المخ العقلية بسبب مرض عضوي بالمخ كما في عته الشيخوخة نتيجة ضمور المخ مع التقدم في السن أو مرض الزهايمر ((Alzhiemer's disease أو مرض ((Beck's disease مع أسباب آخري للمرض . ويصاحب العته تدهور في الشخصية والعادات والسلوك والتفكير وفقد الذاكرة للأحداث القريبة أولا ثم يمتد ليشمل الأحداث البعيدة أيضاً مع عدم القدرة على التعرف والاستبصار والحكم والتقدير ويصاحب ذلك اضطراب في الانفعال حيث سرعة التهيج و الإثارة .
 
أعراض الاكتئاب :
قد تتشابه أعراض الذهان العضوي أحياناً بالاكتئاب الذهاني و خاصة بعد الحميات مثل الأنفلونزا والصفراء والتيفود وتبدأ الأعراض بالهذيان تحت الحاد وصداع و إرهاق وحساسية للأصوات الخارجية مع صعوبة التركيز والأرق والبكاء لأقل سبب والشعور باليأس مع هبوط حركي أو توتر شديد مع تزايد أعراض توهم المرض ويميز هذا الاكتئاب تشوش الوعي وتناوب الأعراض مما يفرقه عن الاكتئاب الذهاني الوظيفي .
 
أعراض الهوس:
المرح أقل شيوعاً من الاكتئاب في حالات الذهان العضوي حيث يصبح المريض نشطاً ، مرحاً ، كثير الكلام ، سريع التهيج مما يجعل الأقرباء سألون المشورة الطبية .
أعراض الفصام :
قد تتشابه أعراض الذهان العضوي مع مرض الفصام وتظهر الاعراض الفصامية خاصة مع حالات الحمى المخية ، زهري الجهاز العصبي ، بعض أورام المخ او الصرع لكن في هذه الحالات تضطرب الذاكرة والتعرف مع تشوش الوعي . ولم\كن من الملاحظ أنه في معظم حالات الذهان العضوي تمتزج هذه الاعراض فيصاب المريض بالهذيان الحاد مصحوباً باضطراب الذاكرة وبأعراض اكتئابية أو هوسية أو فصامية .
 
(3) الأمراض العصابية (النفسية) :
هي مجموعة من الأمراض التي تضطرب فيها الحالة النفسية للانسان ولكنه يظل مستبصراً لحالته مدركاً لمل يحدث له من تغير نفسي وهو بذلك يسعى للعلاج ويذهب للطبيب النفسي بحثاً عن الحل الطبي الأمثل لحالته حتى يعود لحالته الطبيعية وتشمل مجموعة من الاضطرابات النفسية كالتالي :
أ- عصاب القلق (Anxiety) القلق النفسي :
يعتبر القلق النفسي هو مرض العصر ولكن يختلف البعض في تعريف القلق النفسي كمرض مستقل ويمكن تعريفه بأنه " شعور عام غامض غير سار بالتوقع والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الإحساسات الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي يأتي في نوبات متكررة لنفس الفرد " مثل الشعور بالفراغ في فم المعدة أو السحبة في الصدر أو ضيق التنفس أو الشعور بنبضات القلب أو الصداع وما إلي ذلك . وتنشأ أعراض القلق النفسي من زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي بنوعيه الثمبساوي والباراسمبثاوي ، من ثم تزيد نسبة الأدرينالين والنورادرينالين في الدم من تنبيه الجهاز السمبثاوي فيرتفع ضغط الدم وتزيد ضربات القلب مع جحوظ العينان وشحوب في الجلد وزيادة العرق وجفاف الحلق ورجفة الأطراف ز كما أن زيادة نشاط الجهاز الباراسمبثاوي فأهمها كثرة التبول والإسهال ووقوف الشعر واضطرابات الهضم والشهية والنوم .
 
أعراض القلق النفسي:
القلق الحاد:
1- حالة الخوف الحاد ( Panic attacks ) هي حالة من الخوف الشديد أو الرعب أو الفزع الحاد حيث يظهر حالة من التوتر الشديد والقلق الحاد مصحوباً بكثرة الحركة وسرعة التنفس مع إحساس بجفاف الحلق والاختناق ولذا يكون هناك إحساس بقرب الموت أو انه يحتضر ويصاب بنوبات صراخ وبكاء شديد مع اتساع حدقة العين وشحوب الجلد وارتجاف الأطراف وقد تؤدي سرعة التنفس إلى تقلصات عضلية أو إغماء .
2- حالة الرعب الحاد ((Terror state واهم ما يميز هذه الحالة هو عدم القدرة على الحركة والسكون المستمر مع تقلص العضلات والارتجاف مع ظهور عرق غزير بارد وقد يتعرض هذا السكون الحركي اندفاع مفاجئ كما في الحروب أو الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين.
3- إعياء القلق الحاد : عندما يصاب الانسان بحالة قلق حاد ويستمر لمدة طويلة يصاب الانسان بحالة إجهاد وأرق شديد لعدة أيام ويظهر ذلك عادة أثناء الحروب العسكرية والبراكين والزلازل أو الكوارث العامة حيث يبدو الوجه جامداً دون عاطفة شاحباً غير منفعل مع حالة من التبلد الذهني . وعندما يستمر القلق الحاد لمدة طويلة دون علاج أو يكون الإجهاد بطيئاً لا يسبب أي نوع من أنواع القلق الحاد، فهنا يتعرض المريض لما يسمى بالقلق المزمن.
 
القلق المزمن :
ويصاحبه مجموعة من الاعراض الجسمية والنفسية والأمراض السيكوسوماتية (أمراض جسمانية نفسية) .
(1) أعراض جسمية :
إن اغلب المرضى الذين يترددون على العيادات الباطنية العامة يعانون من الام جسدية بسب حالة القلق النفسي حيث أن الانفعال والقلق المستمر يؤدي لأعراض عضوية (جسدية) فيذهب المريض لأطباء القلب والصدر والباطنية وأهم هذه الاعراض :
1- الجهاز القلبي الدوري : حيث يشعر المريض بالأم عضلية فوق القلب مع سرعة دقات القلب والإحساس بها واذا حاول النوم فإنه يحس بنبضات قلبه تدق في أعماق رأسه كما لو كان سيحدث له انفجار بالمخ والذي لن يحدث بالطبع . وقد يبدأ المريض في سلسلة من الأبحاث و الإشاعات ورسم القلب مما يزيد من قلق المريض وبالتالي الآلام والنبضات مع ارتفاع الضغط .
2- الجهاز الهضمي : حيث يظهر القلق النفسي في هيئة صعوبة في البلع أو سوء هضم وانتفاخ وأحياناً الشعور بالغثيان أو القئ مع إسهال أو إمساك كل ذلك نتيجة انعكاس حالة القلق على المعدة والقولون فيما يسمى بالقولون العصبي .
3- الجهاز التنفسي : حيث يشكو المريض من سرعة التنفس مع تنهدات وضيق بالصدر مع عدم القدرة على استنشاق الهواء ويؤدي سرعة التنفس لطرد ثاني أكسيد الكربون وتغيير حموضة الدم وبالتالي قلة الكالسيوم النشط بالجسم فيشعر المريض بتنميل الأطراف او تقلص العضلات أو دوار وربما تشنجات أو أحياناً إغماء .
4- الجهاز العصبي : حيث يؤدي القلق إلى رجفة بالأطراف وخصوصاً اليدين مع الشعور بالدوار والدوخة والصداع .
5- الجهاز البولي والتناسلي : حيث يتعرض المريض لكثرة التبول كما يحدث قبل الامتحانات وأحياناً قد يحدث احتباس بالبول ، وقد يظهر القلق على الجهاز البولي التناسلي عند الرجل في صورة فقد القدرة الجنسية أو ضعف الانتصاب أو سرعة القذف أو في المرأة قد تصاب بحالة برود جنسي أو اضطراب بالدورة الشهرية كالانقطاع أو كثرة ترددها أو زيادة الآم الدورة .
6- الجهاز العضلي : حيث يشكو المريض من الآم بالساقين والذراعين والظهر والرقبة ولا تجدي معها عقاقير الروماتيزم لأن السبب الرئيسي لهذه الآلام نفسي بسبب حالة القلق .
7- الجلد ك غالباً ما يكون القلق النفسي عاملاً أساسياً في أسباب ونشأة الكثير من الأمراض الجلدية مثل حب الشباب ، الارتكاريا ، الاكزيما ، الصدفية ، البهاق أو سقوط الشعر مما يوجب أطباء الأمراض الجلدية الاهتمام بالحالة النفسية لمرضاهم وإحالتهم للطبيب النفسي اذا لزم الأمر .
 
(2) أعراض نفسية:
1- الخوف: بالطبع مريض القلق يصاب بحالة من الخوف نتيجة لما يحدث له من أعراض أو قد يكون متلازما لحالة القلق من البداية.
2- التوتر والتهيج العصبي : يصبح المريض بالقلق النفسي حساساً للضوضاء ويفقد أعصابه بسهولة ويكون سريع الانفعال والغضب والعصبية لتفه الأسباب حيث تكثر الام من ضرب الأبناء وعقابهم على اقل سبب ثم تندم وتبكي بعد ذلك او قد يثور الرجل على زوجته حتى لو أصابته إصابة عادية . كما يلاحظ هذا التوتر بين الطلبة قبل الامتحانات فيشكو الطالب من صراخ أخوته و شجار والديه ومن صوت التليفزيون ويثور لأتفه الأسباب وبالطبع يعطيه الوالدان عذره بأن أعصابه تعبانه ومشدودة لقرب الامتحان.
3- عدم القدرة على التركيز وسرعة النسيان والسرحان وشعور بالصداع أو الإحساس بطوق يضغط على رأسه .
4- فقدان الشهية للأكل مع فقدان الوزن والأرق .
 
الأمراض السيكوسوماتية ( النفسجسمية ) :
 
وهي مجموعة من الأمراض يسببها أو يلعب في نشأتها القلق النفسي دوراً هاماً حيث التعرض المستمر لانفعالات القلق النفسي يؤدي لهذه الأمراض وأهمها ارتفاع ضغط الدم ، الذبحة الصدرية ، جلطة الشرايين التاجية ، الربو الشعبي ، البول السكري ، قرحة المعدة والاثنى عشر ، القولون العصبي ، التهاب القولون التقرحي ، الصداع النصفي ... الخ. وبالطبع لابد من علاج القلق النفسي لأن علاجه هاماً وأساسياً لصحة هؤلاء المرضى.
 
ب- الهستريا:
إن لفظ "هستريا " يثير لدى القارئ العادي كثيراً من التساؤل والمخاوف بل ويعتبره البعض إهانة بالغة حيث يعتقد أنه يقصد بها اتهام الانسان بالجنون أو السلوك غير السوي ولذا فأن كلمة هستريا تستعمل بواسطة غير المتخصصين لوصف كثير من التصرفات العشوائية أو التهور والصراخ ن ولكن الهستريا مرض نفسي له أساسه الطبي والفسيولوجي والاجتماعي .
وتعرف الهستريا على أنها مرض عصابي أولي يتميز بظهور علامات وأعراض مرضية بطريقة لا شعورية يكون الدافع لها الحصول على منفعة خاصة أو جلب الاهتمام أو الهروب من موقف خطير أو تركيز الاهتمام على الفرد كحماية للفرد من الإجهاد الشديد وعادة ما يظهر هذا المرض في الشخصية الهسترية التي تتميز بعدم النضوج الانفعالي مع القابلية للإيحاء .
 
والهستريا نوعان: النوع التحولي والنوع الانشقاقي.
الأنواع التحولية:
1- اضطرابات حركية ( الشلل الهستيري ) : وهو من أكثر الأعراض شيوعاً حيث يصاب المريض بشلل في أحد الأطراف أو شلل نصفي بالذراع والساق أو شلل بالساقين وبالطبع فان هذا الشلل يختلف عن الشلل العضوي من خلال الكشف الطبي أو عمل الفحوص . ولأن الشلل الهستيري يكون وراءه دوافع نفسية فمثلاً آنسة توفت والدتها فأخذت تشجع والدها على الزواج من أخرى وبعد أن أقدم والدها على الزواج وفي يوم زفافه طلب منها إن تذهب لتصافح زوجة أبيها واذا بها لا تستطيع إن تمشي حيث أصيبت بحالة شلل بالساقين واذا نظرنا للأمر بتعمق فستجد بالرغم من رغبة الفتاة الشعورية في زواج والدها ألا أنها لا شعورياً لا تريد بديلاً لأمها وهذا الشلل يمنعها من مصافحة زوجة أبيها ويعبر عن نفورها اللاشعوري من هذا الزواج . ولذا فهذه الأعراض تخدم الفرد بطريقة لا شعورية ولها معناها الرمزي والذي يجب اكتشافه لنجاح العلاج .
2- فقد الصوت : حيث لا يستطيع الكلام ويتكلم بالإشارة كا لخرس وبالطبع يميز الشلل الصوتي النفسي عن العضوي بسلامة الاحبال الصوتية ومقدرة المريض على السعال (الكحة) .
3- ارتجاف الأطراف: حيث يصاب المريض برعشة في اليدين وبالطبع فهي تختلف عن الشلل الرعاش ويكون وراءها عوامل نفسية.
4- النوبات الهستيرية : حيث تتشابه مع نوبات الصرع الكبرى ( التشنج العصبي ) ولكن نوبات الهسترية يكون الإغماء بسيطاً مع تهيج عصبي وصداع وتكسير وتحطيم وهي طبعاً تحدث بعد أزمة انفعالية فتحدث أمام الكثير من الأقارب ولا يؤذي المريض نفسه ونادراً ما يتبول على نفسه .
5- العمى الهستيري أو الصمم الهستيري: قد يحدث لمريضة فجاءه عمى أو صم عندما تجد زوجها يعاكس السيدات أمامها.
 
الأنواع الانشقاقية:
 
1- فقد الذاكرة : وهي من أهم الحيل الدفاعية اللاشعورية التي يلجأ لها الانسان عند مواجهة الشدائد وعادة ما يفقد المرض الذاكرة فجأة وقد يستمر لفترات مختلفة تتراوح من ساعات إلى شهور وربما لسنوات طويلة فمثلاً قد يتعرض إنسان لفقد كل ثروته فلم يستطيع تحمل الصدمة فيفقد الذاكرة لكل الأحداث السابقة وحتى اسمه أيضاً وكثير ما يقبض رجال الشرطة على بعض الأفراد للتشرد وبسؤلهم عن أحوالهم لا يتذكرون شيئاً حتى أسماءهم وقد يعتقد البعض أنهم يدعون المرض فتبدأ معاملاتهم بقسوة وشدة .
 
2- الشرود الهستيري أو التجوال : فيحدث تغير واضح في الوعي ويبدو المريض كأنه مدفوع للإتيان بأعمال وحركات بعيدة عن طبيعته ويتجول المريض في أماكن مختلفة ويقوم بمختلف أنواع النشاط مع فقد الذاكرة لما أتى به من أفعال فقد يستعد الطالب للذهاب للامتحان ثم يكتشف نفسه بعد بدء الامتحان بساعتين بأنه في مكان آخر .
 
3- تعدد الشخصيات : يظن البعض أن مرض الفصام هو ازدواج الشخصية وهذا خطأ كبير إذ أن المرض هستيري في أسبابه ونشأته والأمثلة كثيرة في الأفلام السينمائية مثل دكتور هيكل ومستر هايد وثلاثة وجوه لحواء أو بئر الحرمان فالمريضة هنا تتقمص شخصية أو شخصيتين تقوم أثناءهما بما لا تستطيع القيام به بشخصيتها الحقيقية ولا تتذكر أثناء الشخصية المرضية حقيقتها ولكن عندما تعود لطبيعتها الأصلية فأنها تتعجب لما يحدث لها فمثلاً قد نجد سيدة عمرها 35 عاماً نشأت في أسرة متشددة وكذلك تزوجت أنسان متشدد أو أكثر تحفظاً من أسرتها وبعد فترة من الزواج تبدأ لتعاني من تعدد في شخصيتها فكانت تنتابها شخصية فتاة عمرها ستة عشر عاماً تغني وترقص وتتمتع بحيوية متدفقة وتظهر الشقاوة بمعناها الحقيقي وأحياناً تنتابها شخصية تلبس السواد وتبكي وتمر بفترة اكتئاب شديدة وبالطبع هذه الشخصيات تعبر عن رغبتها المكبوتة في الانطلاق والحرية أو الخلاص من الحياة .
 
ج- عصاب الخوف ( : (Phobia
ويمكن تعريف الخوف على أنه حالة من الخوف الغير منطقي تجاه أشياء لا يمكن تفسيرها منطقياً ولكن لا يستطيع الفرد التحكم فيها إرادياً أو يمنع نفسه من حالة الخوف وبالتالي فهي تؤدي للهرب أو تجنب الموقف المخيف .
وذلك مثل الخوف من الأماكن المتسعة أو المغلقة أو الخوف الاجتماعي أو الخوف من الحيوانات أو الخوف من الأمراض أو الموت أو الخوف من الظلام أو الرعد والعواصف أو الخوف من الاطباء .
 
د- عصاب الوسواس القهري ( : ( Obsessive compulsive disorder
يمكن تعريف الوسواس القهري على أنه مرض عصابي يتميز بالآتي :
1- وجود أفكار أو اندفاعات أو مخاوف أو طقوس حركية مستمرة أو دورية.
2- يتيقن المريض بتفاهة هذه الوساوس وعدم معقوليتها .
3- محاولة المريض المستمرة في مقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام لها .
4- إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقسوتها القهرية عليه .
وقد تكون صورة الوسواس القهري الاكلينكية في بعض الأعراض مثل : فكرة أو صورة ، اندفاع ، طقوس حركية ، خوف أو اجترار أفكار .
 
(4) الإدمان ( سوء استخدام المواد أو المخدرات ) :
الإدمان هو أن يتعاطي الشخص مادة معينة يؤثر في الحالة النفسية والعقلية والجسمانية أيضاً وذلك بطريقة مستمرة حيث يعتمد عليها اعتماداً كلياً سواء كان بدنياً أو نفسياً وتكون هناك قوة مسيطرة تدفعه لتكرار تعاطي هذه المادة . ويمكن تقسيم المواد التي تسبب الإدمان كالتالي :
1- الأفيون ومشتقاته كالمورفين والهيروين والكوديين
2- الكوكايين
3- الحشيش أو الماريجوانا
4- عقاقير الهلوسة مثل LSD
5- المنبهات أو المنومات أو المهدئات
6- المواد الطيارة أو المذيبات مثل البويات أو التنر والورنيش
 
إن إدمان المخدرات له تأثيرات سيئة على شخصية وسلوك الفرد حيث تحوله إلى إنسان آخر ويمكن تلخيص هذه التغيرات فيما يلي :
1- يبدو الشخص كالنائم على نفسه حيث الخمول والكسل وكثرة التثاؤب كما يهمل نفسه فلا يهتم بملابسه أو لحيته وما إلى ذلك حيث لا يذهب لدراسته أو عمله.
2- يصبح شخصاً عدوانياً وتكثر مشاجرته مع الأهل لأتفه الأسباب حيث العنف والعدوانية والسرقة حتى يتمكن من شراء المخدرات.
3- بعض التغيرات الجسمانية حيث يبدو شاحب الوجه منتفخ الجفون مع احمرار بالعينين كما تظهر عليه آثار حقن المخدرات مثل الندبات والخراريج ، كما يفقد الشهية للأكل مع متاعب المعدة والقولون كالغثيان والقئ والإسهال أو الإمساك نتيحه لهذه المخدرات ، كما نجد صعوبة في الكلام كالتلعثم أو التكلم بصوت منخفض كما أن مشيته تكون غير متزنة ( كالسكران ) .
 
(5) الاضطرابات النفسية و السلوكية في مرحلة الشيخوخة :
إن الإنسان في مرحلة الشيخوخة قد يتعرض لبعض الضغوط النفسية مثل الخروج للمعاش أو فقدان الأهل أو المقربين ، أو أصابته ببعض الأمراض المزمنة أو أي إعاقة ، كل ذلك قد يؤدي لحالة من الاكتئاب النفسي ربما نتيجة العزلة والعيش بمفرده . ولذا يرجى الاهتمام بهذه المجموعة من الناس مثل عمل دور للمسنين لرعايتهم ومتابعتهم .
 
الاعتقادات الشعبية الخاطئة عن الأمراض النفسية والعقلية :
 
هناك جملة من الاعتقادات الخاطئة عن الأمراض النفسية والعقلية شائعة لدى عامة الناس والتي قد تجعل معظم الناس لاتلجأ للطبيب النفسي في البداية ويبدأون بالعلاجات الشعبيه والتي قد يكون لها رواسب دفينة في وجدان الشعوب مثل تأثير الأرواح والعين والحسد والسحر والتي تكون هي سبب هذه الإضطرابات النفسية وبالتالي علاج هؤلاء الناس عن طريق الوصفات الشعبية مثل أطلاق البخور وعمل طقوس معينة لطرد الأرواح الشريرة من الجن والعفاريت التي تتلبس بالانسان أوعن طريق القراءة والرقيه أوأساليب الدجل والشعوذة من أحجبة وتمائم وما إلي ذلك من بعض الدجالين لفك السحر حتي إن أغلب الناس لايزال يؤمن بكل هذه الأمورالغيبية كأحد أسباب المرض النفسي أو طريقة علاجه وذلك لأن المريض النفسي نجده قد تغيرت تصرفاته وسلوكياته وأصبح يتكلم بكلام غريب أو يعانى من إعراض جسمانية غريبة غير محسوسة أو مرئية للعين أو لم تكتشف بوسائل التشخيص الطبية مثلٍ الأشعة وخلافه ، لهذا فإننا نجد مجموعة من الناس لا تقتنع بوجود المرض النفسي من الأصل وأنه ليس هناك ما يسمي بالمرض النفسي والعقلي وأنه شئ لمسمي غير موجود علي الإطلاق وأن هؤلاء المرضي يقومون باستغفال الناس والاستخفاف بهم والتمثيل عليهم بهذه الشكوى والأعراض أو أن هناك مجموعة أخري من الناس تتقبل هذه الأعراض وهذه الاضطرابات ولكن تؤول تفسيرها لأسباب أخري غير المرض النفسي كأن يكون هذا المرض بسبب الجان أو بفعل السحر والقوي الشريرة الخفية في الكون ولذا نجد هؤلاء الناس ينصحون أهل المريض بالذهاب للمشايخ . ولذا فإننا نجد كثير من المعتقدات الخاطئة الخاصة بعلاج الأمراض النفسية والعقلية من الذهاب للدجالين والمشعوذين والعرافين ومن يطلق عليهم المشايخ وذلك لفك السحر وطرد الأرواح الشريرة (الأسياد ) من خلال حلقات الزار وعمل الأحجبة وضرب المريض لإخراج العفاريت .
كما أن هناك اعتقاد خاطئاً لدي عامة الناس يعرف بوصمة العار التي تلازم المريض النفسي والعقلي حيث ينظر إليه الناس بنظرة دونية وما يصاحب ذلك من خزي وامتعاض وسمعة سيئة للمريض النفسي من كافة الجوانب .
ولذا يجب تصحيح كل هذه الأمور لمحاربة هذا الجهل وعدم العلم بطبيعة المرض النفسي وكيفية علاجه ولنضع النقط علي الحروف لتصحيح هذه الاعتقادات الخاطئة ومعرفة الحقائق الصحيحة التي يجب أن نهيها جيداً في هذه الأمور ولأن للمريض دور هام في التعامل مع المرضي أو من خلال دورها في المجتمع مع الناس لزم عليها أن تتعرف علي هذه المعتقدات الخاطئة حتى نساعد في تصحيح هذه المفاهيم قدر الإمكان .
 
بعض الاعتقادات الخاطئة والرد عليها بالحقائق :
 
* الاعتقاد الخاطئ : هناك من يعتقد بعدم وجود المرض النفسي والعقلي .
 
والحقيقة : هي أن الانسان هو الحيوان الوحيد علي ظهر الأرض الذي يمتلك العقل الذي يميزه عن سائر المخلوقات ، أن هذا العقل الذي جعل الانسان يفكر ويتكلم ويبتكر ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته ويدرك ويتعلم ويتذكر وكل الوظائف يصاب بمرض في عقله ؟ ولكن هذه الأمراض التي تصيب العقل تظهر أعراضها في صورة الأمراض النفسية والعقلية .
إن الاكتئاب النفسي والجنون والإدمان والاضطرابات السلوكية كالشذوذ الجنسي مذكور في القرءان ونعلمها جيداً ، فقد اصيب سيدنا يعقوب عليه السلام بحالة من الاكتئاب النفسي والحزن الشديد علي أبنه سيدنا يوسف عليه السلام ، كما أن المولى عز وجل نفي صفة الجنون عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكذلك حرم الله إدمان الخمر لما تفعله بالعقل من تأثيرات سيئة وكذلك قوم لوط وممارستهم للانحراف السلوكي والشذوذ الجنسي أليس كل ذلك دليلاً علي وجود المرض النفسي والعقلي .
* الاعتقاد الخاطئ : أن المرض النفسي تسببه الأرواح الشريرة أو السحر أو العمل .
والحقيقة : أن المرض النفسي والعقلي مرض عضوي بالمخ ( اضطراب كيميائي بالمخ ) حيث تبين لنا في الوقت الحالي بعد هذه التكنولوجيا المتطورة في طرق التشخيص وجود خلل في الناقلات العصبية (Neurotransmitters) داخل المخ حيث أن هذه المواد الكيميائية هي التي تضبط الإيقاعات البيولوجية داخل المخ من النوم والأكل والجنس وكذلك تتحكم في وظائف القلة من التذكر والتفكير والتركيز والانتباه وكذلك الانفعالات والمشاعر من سعادة وحزن وبالطبع هذه المواد الكيميائية تعمل في أسلوب متناسق ومنظم وبنسب متوازنة دون زيادة أو نقصان ( مثل الاوركسترا الموسيقية ) واذا حدث أي خلل في توازن هذه الناقلات العصبية ظهر المرض النفسي والعقلي علي المريض في صورة هذه الاضطرابات السلوكية وخلل التفكير والإدراك ( كالهلاوس ) أو اضطراب النوم والمزاج وما إلي ذلك من أعراض الأمراض النفسية ،إذا كل هذه الأعراض ما هي ألا صورة للاضطراب الذي حدث في كيميائية المخ وليس بسبب الأسياد أو العمل وهذه الأشياء الغيبية التي ليس لها أساس من الصحة .
* الاعتقاد الخاطئ : أن الصالحين والأتقياء لا يمكن أن يصيبهم المرض النفسي نظراً لما يعتقده الكثيرين من أن المرض النفسي والعقلي أنما يعزى فقط لتسلط الشيطان علي ضعاف الإيمان .
والحقيقة : أن المرض النفسي ماهو ألا مرض عضوي يصيب المخ نتيجة اضطراب في كيميائية المخ كما أسلفنا – مثله مثل بقية الإمراض التي تصيب الانسان كأمراض القلب والشرايين والمعدة والكلى والعيون والسكر وما إلي ذلك من باقي الأمراض وأنه يعالج كما تعالج هذه الأمراض بالأدوية المناسبة مع العلاجات النفسية الأخرى مع المساندة الاجتماعية ولذا فأن المرض النفسي ليس بالقطع خروجاً عن الدين أو الأخلاق كما أنه ليس ضعف الإيمان علي الإطلاق .
* الاعتقاد الخاطئ : أن فشل الأهل في التربية يسبب المرض النفسي أو العقلي (كمرض الفصام مثلاًُ)
 
والحقيقة : هي أن الاطباء النفسيين منذ زمن فرويد والتحليل النفسي وكذلك علماء النفس والاجتماع قد اعتبروا الأسرة الركيزة الأساسية في تكوين شخصية الانسان الفرد وما قد يعانيه من المرض النفسي ، واهتم الكثيرون بالأسرة لتوضيح القوى المحركة لإحداث المرض النفسي (الفصام الذهاني مثلا) وبالرغم مما بذل من الجهود في هذا الصدد لايوجد دليل على أن الجو الأسري أو سوء أو فشل الأهل في التربية بل هو مرض (اضطراب كيميائي في المخ) في الجهاز العصبي المركزي ( العقل ) بسبب اضطرابات في التفكير والأحاسيس والمشاعر تنعكس على التصرفات – مثلما تؤدى جلطات المخ إلى شلل حركي فالفصام يسبب اضطراباً في وظائف التفكير والمنطق والانجاز الوظيفي والإدراك .
 
* الاعتقاد الخاطئ : أن المرض النفسي والعقلي مرض معدي .
 
والحقيقة : هي أن الأمراض النفسية والعقلية ليست أمراضاً معدية على الإطلاق فهذا الاعتقاد الخاطئ سائد ومنتشر في جميع أنحاء العالم سواء الدول النامية أو حتى المتقدمة حيث يشكل أرضية للتعصب والتفرقة أو حتى السخرية ضد المرضى النفسيين أو من يعانون من المرض النفسي .وهذا النوع من التبرير الخبيث لدى الناس يتخذه ذريعة لمعاد ة المرضى النفسيين والابتعاد عنهم وعدم التعامل معهم كمن أصابه الجرب ، ولذا وجب علينا إعادة النظر في هذا الحكم الجائر الذي ليس له أي أساس من الصحة رأفة بهؤلاء المرضى .
 
* الاعتقاد الخاطئ : أن المرضى النفسيين غير قادرين على العمل ويتسببون في المشاكل ويجب حجزهم بالمستشفيات أو حتى الحجر عليهم أو حتى حجزهم داخل المصحات أو حتى في السجون وهذه هي أنسب الحلول بالنسبة لهؤلاء الناس.
 
والحقيقة : هي أن هؤلاء المرضى قابلين للعلاج والشفاء وحالاتهم ليست خطيرة لدرجة منعهم من العمل وإيداعهم داخل المصحات أو حتى في السجون لأن معظم المرضى النفسيين حالتهم النفسية تصبح مستقرة بالعلاج النفسي وخصوصاً في الأمراض النفسية كالفصام مثلاً وطالما أن المريض حالته مستقرة فليس هناك داعي لدخوله المستشفى وليس هناك أي ضرر منه داخل المجتمع الذي يعيش فيه أو حتى في عمله فهو غالباً ما يؤدي وظيفته وعمله وقد يساعده العمل على الشفاء أو التخفيف من شدة المرض . كما أن العلاج النفسي يهتم بالإنسان وأدميته وليس لعقابه وحبسه في السجن لجريمة لم يرتكبها سوى أنه مريض نفسي أو عقلي يجب أن ننظر إليه نظرة إنسانية أشمل وأعمق ولأن المرض قد يصيب أي إنسان مهما كان لابد أن نحترم ونقدر آدمية هذا الانسان .
* الاعتقاد الخاطئ : أن العنف والجريمة تأتي دائما ً من المرضى النفسيين .
 
والحقيقة : هي أن معظم الدراسات لم تظهر ارتفاع نسبة ظهور العنف والجريمة بين المرضى النفسيين أكثر من الأشخاص الطبيعيين ولكن للأسف وسائل الإعلام والصحافة كثيراً ما تهتم بالحوادث التي تبرز دور المرض النفسي كمسبب لها دون أن تدرك العواقب السيئة التي تلحق بالمرضى النفسيين ما تخلقه من جو عدائي وشعوري بالنفور والكراهية تجاه المرضى النفسيين مع العلم أن القسوة والجريمة ليس مرتبطاً بالمرض النفسي بالذات لكن يجب أيضا أن نهتم بهؤلاء المرضى حتى لاتصل بهم الأمور لارتكاب الجريمة .
* الاعتقاد الخاطئ : بصورة المرضى النفسيين .
 
والحقيقة : هي أن كثير من الناس مفهومهم وتصورهم للمرض النفسي والمرضى النفسيين بناء على ما تقدمه وسائل الإعلام والفن وتصويرها للمرض بصورة سلبية تثير الاشمئزاز والرعب والألم ، حيث اتخذت الكثير من وسائل الإعلام و الأفلام والمسرحيات المرضى النفسيين بشكل كوميدي أو درامي أكثر من اهتمامها بالبعد الإنساني والاجتماعي للمريض وبالطبع هذه الصورة هي التي تساهم في خلق تصور للناس ووضع نظرة المجتمع لهؤلاء المرضى ، لذا يجب علينا بذل مجهودات خاصة بالتوعية وتوضيح صورة المرضى النفسيين الحقيقية دون فكاهة أو إسفاف حتى يفهم الناس الوضع الحقيقي والصورة الواقعية للمرضى النفسيين .
 
*الاعتقاد الخاطئ : أن المريض النفسي لا يعي مرضه ولا يعاني لأنه لا يحس بالألم مثلما يحدث في المرض العضوي.
 
والحقيقة : هي أن الاعتقاد خاطئ لأنه ترسخ في أذهان الناس بعض المعتقدات الشعبية التي تقول " أن المجانين في نعيم " بمعنى أنه لا يدرك شيئاً لأن الناس لا ترى أعراضاً جسمانيا واضحة أمامهم مع العلم أن معاناة المرض النفسي وآلامه أشد وطأة وأكثر شدة من المرض العضوي والتي قد يدفع المريض النفسي للتخلص من حياته بالانتحار على عكس ما يحدث مع المريض بأمراض عضوية أخرى كالسرطان مثلاً والذي يبذل جهوداً مضنية ويتمسك بلا أمل الشفاء ولو كان ضئيلاً لمواصلة الحياة .
 
*الاعتقاد الخاطئ : أن الطب النفسي لا يؤمن بما جاء في القرآن الكريم أو الكتب السماوية من فعل الجن والسحر والحسد .
 
والحقيقة : هي أن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً ، فا لإيمان بوجود هذه الأمور كما جاءت في الكتب السماوية شئ أكيد من قبل الاطباء النفسيين عموماً رغم أنها ظواهر وأمور وأشياء غير مرئية ، لكن الاطباء النفسيين لا يختلفون عن غيرهم من الناس ولكن قد يوجد البعض منهم حيث يوجد أيضا ً العديد من الناس من غير الاطباء ينكرون الأمور الغيبية جملة وتفصيلاً ، أما الطب النفسي يؤمن بقوة الدين والإيمان والجوانب الروحانية في الأمراض النفسية وعلاجها حتى علي الجانب الغير مرئي في الحياة والمشاعر كما يجرى العديد من الدراسات المنظمة عن هذه الأمور الغيبية وخارج الحسية التي لا تشعر بها ولا تدري عنها شيئاً وهكذا لا نرى تعارض بين الطب النفسي ومفاهيمه وما ورد في الكتب السماوية علي الإطلاق ولكن الحقيقة تكمن في خطأ الاعتقاد بأن الأمراض أو الاضطرابات النفسية وأعراضها التي تظهر على بعض المرضى من نوبات استحواذ والتفحصات المختلفة أو الأصوات أو الخيالات أو الاضطرابات السلوكية المختلفة ما هي ألا نتيجة لتأثر الجن والحسد والسحر والحقيقة أنها اجتهادات بشكل خاص تجد لها في البيئة الشعبية ارض خصبة للشائعات والأساطير التى يستغلها الدجالين والمشعوذين وليس ولها علاقة بالطب الشعبي أو الطب البديل ولكنها نوع من النصب والاحتيال على المرضى وذويهم لابتزازهم مادياً أو جسدياً .
 
* الاعتقاد الخاطئ : يرى بعض الناس أن زيارة الطبيب النفسي مقصورة على من يعانون من الجنون أو الاضطراب العقلي الشديد وأن مجرد ذكر الطبيب النفسي للمريض دلالة عن أن حالته متدهورة وميئوس منها .
 
والحقيقة : هي أن الخوف والرهبة بل والرعب من المرض النفسي عامة والمرض القلي خاصة قديم منذ أن كان الناس يفسرون أسباب هذه الأمراض ويرجعوها إلي تقمص الأرواح الشريرة بالمريض أو غضب الآلهة أو قد يكون الخوف أيضا من وصمة العار التي تصيب المريض النفسي أو أهله لو علم الناس أنه مريض نفسياً (وصمة المرض النفسي والمريض النفسي) والتى قد نجدها في كافة مجتمعات العالم بدرجات متفاوتة وهذا يرجع إلى درجة الوعي والمعرفة أو العلم لسببين أساسيين.
 
أولاً : أسباب واعراض المرض النفسي و أن مثله مثل أي مرض عضوي آخر يصيب الانسان (سببه اضطرابات في كيمياء المخ ) وان الإهمال في علاجه يؤدي إلى تطور المرض واستفحاله وتأخر الشفاء مثلما يحدث مع أمراض القلب أو السكر أو الضغط وكذلك الأمراض النفسجسمية أي ( أمراض عضوية ذات منشأة نفسي ) وذلك نتيجة لحالات القلق والاكتئاب النفسي وضغوط ومشاكل الحياة العصرية التي نعيشها من ضغوط مادية وأسرية ومشاكل الحياة عموماً والتي تؤدي للصداع النصفي والقولون العصبي وسقوط الشعر أو الحساسية العصبية وما إلى ذلك من أعراض جسمانية نفسية وليس عيباً أن يذهب المريض للعلاج لدى الطبيب النفسي حتى تتحسن حالته الصحية والنفسية .
 
ثانياً : قد يكون هذا الخوف بسبب الصورة الرهيبة عن الأمراض النفسية والمريض النفسي بالذات والتى ترجع للصورة الخاطئة التي يراها الناس في وسائل الأعلام التي تجعل المريض من أنه أنسان شاذ أو غريب أو حتى مختل .
 
* الاعتقاد الخاطئ : يرى بعض الناس أن الطبيب النفسي غير مستقر نفسياً وغريب الأطوار وانه بتأثر بمهنته ومرضاه .
و الحقيقة : هي أن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق لأن الدراسات والإحصائيات الموثقة عالمياً تشير إلى أن الاطباء النفسيين أكثر استقرارً نفسياً عن غيرهم من الاطباء في التخصصات الأخرى وأن نسبة تواتر الاضطرابات النفسية بينهم لا تزيد عن مثيلاتها في التخصصات الأخرى.
أما القول بأن التعامل مع المرضى النفسيين يجعل الطبيب النفسي معرضاً للعدوى والإصابة بالمرض النفسي من المرضى الذين يتعامل معهم فهذا غير صحيح مطلقاً لأن المرض النفسي غير معدي بالمخالطة أو التعامل مع المرضى النفسيين . إن المنطق والخبرة الطبية لا تتولى ذلك ولكن ليس هناك مانع أن يصاب أي إنسان سواء كان طبيباً أو غير طبيب بأي مرض والمرض النفسي مثل أى مرض قد يصيب أي أنسان بما فيهم الاطباء أو حتى الاطباء النفسيين ولكن حسب القواعد الطبية لآي مرض يصيب الانسان مع العلم أن هذا لا يمنع أي طبيب في أي تخصص أن يصاب بأي مرض سواء في تخصصه فقد يصاب طبيب القلب بداء القلب أو طبيب الأمراض الصدرية بمرض صدري وما إلى ذلك .
 
* الاعتقاد الخاطئ : يرى بعض الناس أن الطب النفسي مجرد جلسات كلامية .
 
والحقيقة : هي أن العلاج النفسي ليس مجرد حوار بين الطبيب والمريض لتطيب خاطر المريض ومسح دموعه بل أن العلاج الطبي النفسي يشمل جوانب متعددة أهمها الأدوية النفسية التي تضبط الإيقاع الحيوي للمخ وتتزن بالتالي كيميائية المخ وبذلك يشفى المريض النفسي ويساعدها في ذلك أيضاً الجلسات النفسية والعلاج السلوكي والمعرفي من جانب الطبيب النفسي ومساعدوه من الاخصائين النفسيين والاجتماعين وكذلك العلاج النفسي المتكامل يتطلب أيضا المساندة الأسرية والاجتماعية لتساعد المريض حتى يتجاوز أزمته النفسية لكن مع العلم العلاج الدوائي يمثل العنصر الأساسي والضروري للعلاج إلا أنه يلزم تكامله مع العلاجات الأخرى المدعمة له وبذلك يتم الشفاء .
 
* الاعتقاد الخاطئ : أن الأدوية النفسية ما هي ألا مهدئات أو مسكنات أو حتى نوع من المخدرات وأنها تؤدي للإدمان ولا فائدة منها .
 
والحقيقة : هي أن الأدوية النفسية مثل أدوية الفصام أو أدوية الاكتئاب أو القلق مثلها كباقي الأدوية الأخرى مثل أدوية الضغط والسكر والروماتزم لا توجد قيود على شرائها من الصيدليات أو الحصول علها والكثير منها رخيص الثمن وأعراضها الجانبية أخف بكثير من الأدوية الأخرى حتى أذا استخدمت لفترات طويلة ولكن تحت الأشراف الطبي.
ولكن يجب أن نفهم جيداً حقيقة الأمراض النفسية وطبيعتها على المدى الطويل ، إن الأمراض النفسية مثلها كباقي الأمراض العضوية الأخرى حيث نجد أمراضاً تستجيب للعلاج استجابة كاملة ويشفى المريض تماماً ، هناك أيضا من يستجيب جزئياً ومنهم من يستجيب بدرجة ضئيلة . وهذه المجموعة من الأمراض تحتاج للعلاج الطبي لفترة طويلة قد تستمر مدى الحياة فمثلاً مرضى السكر والضغط وأمراض القلب والأمراض الروماتزمية وبعض الأمراض الجلدية المزمنة يحتاج المريض للعلاج الدوائي المستمر مدى الحياة ، فهل يصح لنا أن نصف مريض الضغط بأنه أصبح مدمناً على أدوية الضغط وبالقياس هناك بعض الأمراض النفسية المزمنة التى تحتاج للعلاج الطبي النفسي لفترات طويلة قد تصل لمدى الحياة واذا توقف المريض عن العلاج ينتكس المرض مرة أخرى وتسوء حالة المريض النفسية وبالتالي يكون السبب هو طبيعة المرض النفسي المزمن وليس لأن المريض أدمن العلاج ولا يستطيع العيش بدونه ولكن يجب ألا نتشاءم لأن هذه الأمراض النفسية المزمنة لا تمثل نسبة عالية من الأمراض النفسية وأنها تمر بحالات من الاستقرار لفترات طويلة بأقل شئ من العلاج وان الانتكاسات التى تحدث لأسباب عديدة تأتي على فترات قصيرة وتحتاج للعلاج النفسي المكثف لفترة قصيرة ولذا يلزم المريض المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي لإختيار العلاج المناسب وضبط الجرعات العلاجية حتى يتحسن المريض وتزول الاعراض ولا يعني زوال الاعراض أنه قد شفى تماماً ويوقف أعطاء الدواء بل يجب الاستمرار على العلاج ومراجعة الطبيب النفسي والعمل بما يوصى به .