حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل العاشر

« حب وحرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل العاشر
»
الفصل التاسع الفصل الحادي عشر

تنهضُ منى من على الأرضِ باذلةً لكلِ جهدها تحاولُ البحثَ عن أيَّ شيء لتهربَ بنفسها وبجثةِ سليم من تلكَ المنطقة، لتجدَ من بعيد قاربٌ صغير قريبٌ من شاطىءِ البحر، فتسرعُ لتقصَ من الشجرِ خشباً وتضمهم إلى بعض من ثَمّ تربطهم لتصبح تلكَ القطعِ الخشبية لوحٌ من خشب، بدأت تحاولُ نقلَ جثةَ سليم إلى ذاك اللوح الخشب، وبالفعل تمكنت من وضع سليم عليه والأن بدأت تسحبُ اللوح الخشبي بكل قوتها باتجاهِ ذاكَ القاربُ البعيدُ عنها نوعاً ما. وواصلت المسير وكانت مرةً تسحب ومرةً أخرى تتوقف لتأخذَ قسطٍ من الراحة . وصلت منى القارب وبدأت تحاول سحب اللوح الخشبي الذي يقطنُ عليه سليم داخل القارب وكانت في كل محاولةٍ لها تفشل إلى أن استجمعت كاملَ قواها وتمكنت من وضعِ جثة سليم داخلَ القارب. كانت عيناها مليئة بالدموع وكان كحلها على خدها سائحٌ، كما كانت ترتجفُ برداً وما يزيدها رجفاً فراقَ ذاك الشاب الذي أحبتهُ و خططت معه لكلِ تفصيلٍ للمستقبل، تشعرُ بالوحدة بينَ رحيلِ سليم وبين عدم قدرتها على أن تصلَ إلى ذويها، فالحرب اقتربت منهم كثيراً، وخشيت العودة لمنزلها مع جثةِ سليم التي ستقهرُ قلبَ أهلها وأهلهِ، كانت تعتقدُ أنَّ تصرفها صحيح لأنَّ الأعداء إن رأوا جثةَ سليم سيأخذوها منها ولن تعرفَ مكانها . اقتربت منى من جزيرةٍ وحينما وصلت لتلكَ الجزيرة رأت شاب فقالت بنفسها : الحمدلله وجدتْ من سيقدم ليَّ المساعدة بنقلِ سليم من القارب للجزيرة. منى : مرحباً أيها الشاب. الشاب : أهلا سيدتي. منى : من فضلك هل ساعدتني بنقلِ الشاب الذي بالقارب للجزيرة ؟ الشاب : بالطبع. وذهب لمساعدتها بنقلِ سليم ولكنه انتبهَ أن هذه جثة وليست شخصٌ حي، فسأل منى : أأنتي من قتلتهِ ؟ منى : لا إنه حبيبي وكان بمعركةٍ بمدينتنا وقتلهُ أولئكَ العدائيين. الشاب غير مصدق لكلامِ منى ولكنهُ حاولَ مسايرتها لأنها فتاةٌ جميلةٌ وقد تكونُ صيدٌ شهيٌ لهُ. بدأ يقتربُ منها شيئاً فشيئاً حتى شعرت أنه يحاولُ إغتصابها . فقالت منى : أنتَ ماذا تريدُ مني ؟ الشاب : أن أقضيَّ معكِ وقتاً قليلاً في ذاكَ الكوخ. منى : ماذا تظنُ نفسك ؟ ابتعد عن طريقي وإلا ناديتُ على كلِ الناسِ بصوتٍ عالٍ. الشاب : إفعلي ما شئتي سأخبر حاشيةَ الملكِ عن الجثة وحينها سيتمُ حرقها وسجنك. منى : لا أتوسلُ إليكَ لا تفعل هذا. ألقى بها على الأرضِ ومزقَ ثيابها وبدأَ بإغتصابها وهي تبكي بحرقةٍ ومرارةٍ وتنظرُ إلى سليم، وحين انتهى منها نهضها عن الأرضِ بكلِ قسوةٍ وقال لها : هيا أيتها النجسة ارحلي أنتِ و جثةُ حبيبكِ الطاهرة.