حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل السابع والعشرون

« حب وحرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل السابع والعشرون
»
الفصل السادس والعشرون الفصل الثامن والعشرون

معاهدات الحرب بحجمِ الكلمة السياسية لها ، إلا أنها عبارة عن سيجارة ، لا تشتعل إلا بالنار ، تلكَ النار أشبه باتفاقية سلام في قلبِ الحرب. نعم ، كيف تكونُ النار اتفاقية سلام في قلب الحرب ؟ لننظر إلى السيجارةِ قليلاً ، تُرى من البعضِ على أنها الأنيسةُ الغالية ، هي لا تفارق أنامل الكثير ، هي تتخطى أغاني فيروز ، هي الصباح و ليست أغاني فيروز ، و تتغاضى عن الرسمياتِ على كثيرٍ من الطاولات ، قويةٌ رغمَ ضعفها ، متمردةٌ رغمَ طاعتها. هي تحتاجُ النار لتحرقَ التبغَ ، كلما ازدادَ حرقهُ كانَ مذاقُها ألذ ، تماماً تتشابه مع من يتلذذُ بإحراقِ قلوبنا ، تكمنُ الذة بالدخانِ المتصاعد منها ، فكلما كأن أكبر و أعمق كلما كانت لذتهُ أكبر. يتكاثف الدخان و تزدادُ نشوةَ المدخن ، إلى أن تسقطَ تلكَ اللفيفةُ الهشة ، ناثرة تبغها المحترق على كفِ مدخنها ، كَدرسٍ عنوانهُ "لكلِ شيءٍ نهاية". كَدرسٍ يحذرُ من تكرارِ التدخينِ مرةً أُخرى ، و لكن هل يتوبُ المدخن ؟ نزلت منى للأسفل منادية : سامر ، سامر سامر : أنا بالحديقة يا منى ، تعالي. خرجت منى للحديقة لترى سامر يجلسُ عندَ قبرِ العجوز يودعُ بها. سامر : هيا يا منى ودعِ خالتي. ودعت منى خالتها ، و حَملَ الاغراض سامر ، و أغلقَ الباب ، و أثناءِ مسيرهما منى : هل تأذن لي يا سامر بأن أودعَ سليم ؟ سامر : كنتُ سأطلبُ منكِ هذا بنفسي ، دون عناءً منكِ و لكن أنتِ تعلمي بأنَ قبرهُ في قصرِ الملك ، و هذا سيشكلُ علينا خطرٌ لو عدنا. منى : معكَ حق ، لا بأس . وصلا عند البحر ، فكانت هناكَ سفينة تنقلُ الركاب إلى مناطق فيها أمانٌ أكثر ، صعدَ سامر و منى إليها. منى : أتمنى أن لا يرافقنا الحزن في تلكَ البلاد. سامر : آطمئني أنا سأبقى بجواركِ لن أتخلى عنكِ. منى : أشكركَ يا سامر ، أنا لم يبقى لي غيرُكَ و طفلنا. سامر : هذا واجبي يا منى ، أنتِ زوجتي. منى : وأنتَ يا زوجي لم نأكل شيئاً ، ما رأيكَ أن نفطر ؟ لقد أحضرتُ معي شطائر. سامر : حسناً. واصلت السفينة سيرها في البحرِ ليومينِ متتاليين ، عندماَ حلَ المساء وصلت السفينة لشاطىء المكان الموجه إليهِ. نزلَ الركاب وكانَ من ضمنهم سامر و منى، دُهشا بحجمِ المباني بالمنطقة ، و الشوارع ، و نوعُ الحافلاتِ و السياراتِ التي في المنطقة. منى : إلى أينَ سنذهبُ يا سامر ؟ سامر : إن ذاكَ فندق ، تعالي لنمكثَ بهِ أسبوعاً ، حتى نجهزُ أنفسنا في هذه البلد. منى : هيا بنا. دخلا للفندقِ ، طلبَ سامر من منى أن تجلسَ على مقعدٍ لترتاحَ ، و ذهبَ هو إلى موظفِ الإستقبال. سامر : مساءُ الخير. الموظف : مساءُ النور ، كيفَ باستطاعتي أن أخدمكَ ؟ سامر : أريدُ حجزَ غرفةٍ لإسبوع . الموظف : لكَ وحدك ؟ سامر : لا ، أنا و زوجتي. الموظف : أريدُ منكَ بعضَ الوثائق. سامر : خذ هذهِ هي الوثائق. أعطاهُ سامر الوثائق ليتأكدَ منها ، و بعد التدقيق حاسبهُ على جلستهِ بالفندق لإسبوع. سامر : منى هيا بنا إلى غرفتنا. ذاهبا لغرفتهما ، انصدمت منى من شدةِ جمالها و روعتها ، فألقت بنفسها على ريشِ السرير و كأنها طفلة ، سامر دونَ أن يفكر ألقى بنفسهِ بجوارها. هي تلكَ الليلةُ المنتظرة ، أُعلنُ أننا زوجين منذُ هذهِ الليلة ، كنتُ أظنُ أن أحمرَ الشفاه ، و أن رنةِ الخلخال ، هي ما قد تغريني و تأسرني بجسدكِ الجميل ، و لكن ما أغراني هي تلكَ البراءةَ التي مضت على سريركِ السعيد ، نبهتني من جوعي و جعلت منكِ وجبتي الشهية التي أفطرتُ عليها بعدَ صيامِ شهورٍ و سنين ، تخيلي حجمَ جوعي هكذا ألتهمتُكِ. بمعركةٍ على سريركِ الناعم ، كنتُ أنا قوتُكِ و كنتِ أنتِ الطفلةُ الضعيفة ، كنا في تلكَ المعركة نزدادُ قوةً ذاكَ هو شغبُ التنافس ، تلكَ هي روحُ الحب. و لتشهدي يا سماءَ ليلتنا ، و لتشهد يا بدرها المكتمل ، إني أحبها ، و أتوجها بينكم على العرش ، و إني بحبها غريق و لا أريدُ النجاةَ ، أريدُ الغرقَ الغرق.