حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل السابع والأربعون
وحدها مراسمُ الجنازات تخلد بالذاكرة ، لكن تعصفُ السنين بذاكرتنا بِمحاولاتٍ لمحوها ، و لكن لا تُمحى هي فقط تطوى ، نتناسى و لكن لا ننسى . صوتٌ أوقفهُ قائلاً : قف . التفتَ وليد باتجاه الصوت ، و إذ هو سامر . وليد : كيفَ خرجتَ من هنالكَ ؟ سامر : بِمساعدةِ مراد . وليد : أخبرني كيف أخرجك . سامر : سوفَ أُخبِركَ بعد قليل ، و لكن هل كنتَ تريدُ قتلي ؟ وليد : لا ، بالطبع . سامر : كيفَ لا ، و أنتَ قد أدخلتَ قيس إنتحارياً لِتفجيرِ المركز و من بهِ . و بينما سامر يتكلم مع وليد جأت الشرطة ، ألقت القبض على وليد و عناصر الخلية الإرهابية الذي كانت معهُ ، و كانَ قيس معها . ظنَ وليد أنهُ تأخرَ في تنفيذِ العملية ، و أن سامر قد اعترفَ بكلِ شيء ، لكنهُ تفاجأ حينَ رأى مراد بلباسِ الشرطة . وليد : مراد أنتَ شرطيٌ إذاً . مراد : نعم أنا شرطي . وليد : و كيفَ وصلتَ إلينا ؟ مراد : لقد علمتُ عن شكوى سامر التي تقدمَ بها لِمركزِ الشرطة و التبليغِ عن فقدانِ طفلهِ ، لاحظتُ أن هنالكَ شيئاً غريباً ، كانَ حزنَ سامر غريب كأنَّ طفلهُ قد مات لم يخطف ، لم يبقى عندنا لِمعرفةِ أي تفاصيل قد نعثرُ عليها ، خرجَ غيرُ مكترث لبلاغهِ ، قررتُ ملاحقتهِ و التغيب عن العمل لفترةٍ بسيطة ، فعرفتُ منزلهُ و رأيتُ زوجتهُ بالمشفى ، و رأيتكَ أيضاً حينما حملتَ سريراً و ألعاباً و أحرقتها ، لكن من سوءِ الحظ توفي والدي ، فَانشغلتُ عن ملاحقةِ سامر ، وأنتم خلال هذانِ اليومان ، إستهدفَ هجومكم للمركز الأمني و المدرسة ، حينها قررتُ الدخولَ إلى عالمكم بعدَ إذنٍ مسبق من الضابط الأعلى لغاية الكشف عن الجماعة التي تنتمونَ إليها ، و أسلحتكم ، و أهدافكم . اليوم علمتُ من قيس حينَ جاءَ يودعنا بأنَ سامر بالسجنِ و أنه ذاهب لتفجيرِ المركز الأمني بواسطة حزام ناسف ، أبلغتُ الجميعَ و أخذوا الحيطة و الحذر ، و تمكنوا من القبضِ على قيس ، و نزعِ الحزامَ الناسفَ عنهُ . تمَ القبضُ على الجميع ، و وضعوا بالسجن ، في الصباح بدأَ التحقيق بشكل إنفرادي مع كلِ شخصٍ منهم . بعد يوم في جلسةِ المحاكمة وليد ، و سامر ، و قيس ، و باقي أعضاء العناصر الإرهابية ، و الأعضاء الذي تم الاعتراف و التبليغِ أيضاً عنهم خلفَ القضبان . وقفَ القاضي يصدرَ الحكمَ قائلاً : " بسم الله الرحمن الرحيم ، إستناداً لأحكام و قوانينَ البلاد ، قررت المحكمة على الأشخاص التالية أسمائهم : وليد ، سامر ، قيس ( و ذكرَ البَقيةَ أيضاً ) ، الحكمَ بالإعدامِ شنقاً حتى الموت ، يومَ غدٍ الساعة الرابعةَ عصراً ، ذلكَ لعملياتهم الإرهابية و زعزعة أمن و إستقرار البلاد" . بعدَ النُطقِ بالحكم ، ذهبَ مراد إلى منزلِ منى ، وجدها جالسة بالحديقة و تبكي . مراد : مساءُ الخيرِ سيدتي . منى : مساءُ النور . مراد : لِمَ تبكينَ ؟ منى : أبكي على زوجي منذُ الأمسِ لم يعد ، و حينَ أتصلُ بهِ يعطيني أن الهاتفَ مغلق . مراد : أنا أعلمُ أينَ هو زوجكِ ؟ منى : أينَ هو ؟ مراد : إنهُ بالسجن . منى وقفت منبهرة ، قائلة : ماذا قلت ؟ مراد : إنهُ بالسجن . منى : كيفَ ؟ و لماذا ؟ بدأَ مراد يسردُ لها الأخبارَ كاملة من لحظةِ تبليغِ سامر للمركز الأمني عن إختفاءِ طفلهِ حتى النطق عليهِ بالإعدام.