حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الثلاثون
شمعةٌ في ممرٍ مُظلمٍ تائهٌ أنا لولا نوركِ يا شمعتي ، لم أجد أجمل من ملمَسُكِ الناعم و أنتِ ذائبة في يدي ، لا تسأليني عن ناركِ ، فكأنما همستِ لها أن تكونَ برداً و سلاماً على كـفِّ. آستيقظي يا حواسي هي قالت أُحبكَ ، قالتها بلغةِ برائتها ، قالتها كما دونها قاموسِها الطاهر ، قالتها أيها العالم الغارق بعتمتهِ ، أشعل قناديلَ الحب في كل زواية. شردَّ سامر بعدما قالت له منى أنها تحبهُ ، بعدَ عدةِ دقائق ، سامر : ماذا قلتِ يا منى ؟ منى بخجلٍ : قلتُ أحبُكَ يا سامر. سامر : أتصدقينَ القول ؟ أم هيَّ مجاملة ؟ منى : ما اعتدتُ على المجاملةِ بمشاعري ، أنا أعنيها ضمها سامر لصدرهِ و عيونهُ تدمعُ فرحاً ، فها هو اليومُ المنتظر قد جاءَ . سامر : و أنا أُحبُكِ يا منى . ابتسمت منى ، و طلبت منهُ الدخولَ لمحلِ الهواتف الخلوية ، و اشترى سامر واحدٌ لهُ و وآخرٌ لمنى. منى : انظر يا سامر ، ما أجمل تلكَ الألعاب ! سامر : أتريدينَّ اللعب ؟ منى : نعم ، أتمنى ذلك. سامر : وطفلنا ، هل سيلعب معكِ أيضاً ؟ ضحكت منى قائلة : لا ، سوف ألعبُ على الأرجوحةِ. سامر : تعالي. ذهبا للأرجوحةِ ، وقامَ سامر بتحريكِ الأرجوحة ، كانَ تارةً يسرعُ لإخافةِ منى و تبدأ هي بالصراخ طالبة منهُ توقيفها ، ولكنهُ لا يوقفها بل يزدادُ سرعةً و يضحك ، حتى أوقفها حينَ رأى أنَ منى تحاول النزول، نزلت منى ، و بدأت تضربهُ على صدرهِ. منى : لِمَ كنتَ تُخيفني ؟ سامر : كنتُ أمزحَ معكِ فقط. منى : إذاً أنتَ تريدُ أن نتخاصمَ ؟! سامر : لا يا طفلتي المدلله ، خصامكِ قاتل لا أحتملهُ. منى : هل أنتَ متأكد ؟ سامر : نعم ، متأكد. منى : إذاً هيا لنذهبَ لمكانٍ آخر. سامر : ما رأيُكِ أن نعودَ للفندق ؟ منى : حسناً ، ولكن كنتُ أريدُ أن نذهبَ لمكانٍ آخر. سامر : سنذهبُ بوقتٍ آخر . منى : حسناً كما تشاء. سامر : لا تغضبي يا صغيرتي ، أعِدكِ أن نذهبَ غداً ، الطقسُ الآن ماطرٌ جداً. منى : هيا بنا. ركبا الحافلة ، و عادا لغرفتهما في الفندق. سامر : ماذا تحبُ أن تأكلَ صغيرتي على العشاء ؟ منى : معكرونة ، أتُحبها ؟ سامر : أُحبكِ و أحبها. ابتسمت منى و ذهبت لتبدلَّ ملابسها ، فاتصلَ سامر بمطبخِ الفندق . سامر : مساءُ الخير. الموظف : مساء النور ، تفضل سيدي . سامر : هل باستطاعتي أنا و زوجتي أن نعدَّ لنا العشاء بمطبخكم ؟ الموظف : بالطبع ، لكن نحنُ نرغبُ براحتكم سنحضرها بأنفسنا. سامر : لا شكراً كثيراً ، نحن نفضلُ أن نعدَّ طعامَ العشاء لنا الليلة. الموظف : أهلاً و سهلاً. جاءت منى إليهِ قائلة : هل طلبتَ المعكرونة ؟ سامر : لا ، سأحضرها لكِ بنفسي بالمطبخ. منى مندهشة : هل تجيدَ الطهو ؟ سامر : نعم ، هيا بنا. أخذَ سامر معهُ هاتفِ منى ، و نزلا للمطبخِ ، طلب منها أن تقومَ بتسجيل مقطع فيديو لهُ و هو يعدُّ العشاء ، بدأَ بتقطيعِ البصلِ و عيناه تدمع من البصل ، ومنى تضحكُ عليهِ ، فقامَ برمي عدةِ شرائحٍ عليها و التقطت الكاميرا هذا. أنهى تحضيرَ العشاء ، و صعدا للغرفةِ و تناولا العشاء ، ثم ذهبا لسريرهما . منى : ماذا سنفعلُ غداً ؟ سامر : غداً سأذهبُ للبحثِ عن منزلٍ . منى : ولكنكَ أخبرتني بأنني سأخرجُ معكَ لمكان. سامر : نعم أنا عندَ وعدي ، سنذهبُ في المساءِ لتسوقِ. منى : وما حاجتنا لتسوقِ ؟ سامر : ألا تريدينَّ أن نشتري لطفلنا ثيابٌ و ألعاب ؟ منى : كم أنتَ عظيم يا سامر ، صدقني بأني لم أفكر بهذا الموضوع ، كنت قد نسيتهُ. سامر : ها أنا أذكركِ ، ما رأيكِ ؟ منى : سيكونُ أجملَ تسوقٍ ، هيا علمني كيف أستخدمُ الهاتف . سَهرَ سامر و منى ساعة وهو يشرح لها كيفَ تستخدمُ الهاتف ، ثم قال : هل فهمتي الآن ؟ نظرَ إلى منى ليجدها نائمة ، ابتسم ثم قال : كم أنتِ شقيةٌ بعدَ طولِ شرحٍ نمتي ؟ وضعها في حضنهِ ثم خلدا لنومِ .