حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الثامن والعشرون
لا أدركُ حجمَ تلكَ الكلمةِ بالأوزان ، كل ما أعلمهُ أنهُ بمقدار أكبرِ وزنٍ أُستُخدِمَ كانَ صدى كلمة أُحبكَ ، حطمت مسامعي حباً و لملمتها لهفةً ، أنا الآن أُعلن إنهياري ، أُعلن إستسلامي ، تمكنتِ يا صغيرتي من اختراقِ قلبي المُشتاق. لا تيأس و أنتَ الذي أيقظتني من سباتي ، لا تنهار فأمامُكَ مدينةُ حبٍ من رحمِ القوةِ بُنيت ، و أنا منكَ تعلمتُ المناضلة و تحقيق الهدف. صنعتُ لكِ من كفِ يديَّ رغيفَ خبزٍ أتقاسمهُ معك عند نفسِ اللقمةِ ، نأكلهُ بِلذيذِ الحبِ يا حبيبتي ، أنا أكتفي من لقيماتُكِ الصغيرة ، لا شراهةَ لي إلا بافتِراسُكِ. تعالَ تعالَ يا حبيبي حيثُ مملكتكَ ، حيثُ وطنكَ ، تعالَ إليَّ بهمةِ جندي ، و بقوةِ جيوش الروم ، تعالَ لأعزفَ لكَ مع همساتِ الليل أنشودةَ أهاتي ، تعالَ لأعقدكَ بحبالِ الشوقِ ، و أقومُ بأسرِكَ في موطنكَ الأول والأخير. يا قطراتِ الندى ارحميهِ ، لا تسقطيهِ أرضاً إنهُ العذاب ، بل ضميهِ بينَ وريقاتُكِ ، ضميهِ كما يضمُ اليتيمَ حنانَ أُمهِ الذي وجدهُ بأُخرى ، ضميهِ كحبةِ تمرٍ كانت بدايةُ إفطارِ الصائم ، ذاكَ الصائم الذي صامَ يومهِ لينعم بتمرٍ. استيقظَ سامر على أشعةِ الشمسِ الدافئة ، ليرى منى بحضنهِ نائمة ، قبلها قبلةَ الصباحِ الأولى ، نهضَ بهدوءٍ دونَ أن تشعر منى به. اتصلَ مع موظفين الفندق لتحضيرِ الإفطارِ لهما ، أخذَ الحقائب و أعادَ ترتيبَ الملابسِ التي بداخلها في الخزانة. رأى فستاناً عسلياً جميلٌ للغاية لمنى فوضعهُ جانباً ، وذهب للإستحمامِ و ارتدى ملابسَ جميلة بعد خروجهِ. طُرقَ بابُ الغرفة ، وإذ بهِ موظف الطعام أحضرَ لهما الإفطار ، شكرهُ سامر ، و وضعَ الإفطارَ على سفرةِ الطعام ، انتبهَ سامر لمنى التي غطت وجهها بغطائها ، اقترب منها ، قائلاً : منى . منى : نعم يا سامر. سامر : لِمَ تخفينَّ وجهكِ ؟ منى : أشعرُ بالنعاس يا سامر. سامر : فقط تشعرينَ بالنعاس ؟ منى : نعم. سامر : هيا يا زوجتي انهضي لقد رأيتُ عندكِ فستانٌ جميل. فكشفت منى الغطاءَ عن وجهها لترى الفستان . فقال سامر : أخيراً كشفَ البدرُ عن وجههِ. ضحكت منى ، و نهضت ، و قالت : نعم هذا الفستان جميل ، سارتديهِ الآن بعدَ أن أستحمَ. ارتدت منى الفستان و ذُهِلَ سامر من حُسنها ، قائلاً : لم يكن جميلٌ لهذا الحد إلا حين تشرفَ بكِ. منى : يكفي هذا يا سامر ، أنتَ تُحرجني. حضنها سامر مقاطعاً لكلامها ، بعدَ دقائق منى : هيا لنأكل يا سامر. سامر : حسناً. تناولا الإفطار و بعدَ أن انتهيا قرارا الذهابَ للخارج. كانا يسيرانِ بجوارِ بعضهما ، واضعة منى رأسها على كتفِ سامر ، و المطرُ يتساقط عليهما فكان الطقس شتويٌ بهذهِ البلد. الشوارع كان منظرها يبعثُ الصفاء و الراحةِ في النفس فهي شبهُ خالية من الناس ، يكسوها المطر ، وصلوا عندَ محلِ هواتف. فقال سامر : ما رأيكِ أن نشتري هاتفانِ محمولانِ لنا ؟ منى : إنها فكرةٌ رائعة ، و لكن لا أعرفُ طريقةَ استخدامهِ كنتُ معتادةٌ على الهاتفِ الأرضي. سامر : لا عليكِ ، أنا سأُعلمُكِ. منى : أحبكَ يا سامر.