حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الثامن والأربعون

« حب و حرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل الثامن والأربعون
»
الفصل السابع والأربعون الفصل التاسع والأربعون

كلٌ يلملمُ حطبَ أحزانهِ ، يمضي بحثاً عن موقدِ نارٍ ، لِيُشعلَ بهِ حطبَ أحزانهِ ، يبحثُ هنا و هناك عن عودِ ثقاب ، و لكنَ المدينةَ خلت من عودِ ثقاب . نحنُ نمضي بتلكَ المتاهات بحثاً عن النور ، نريدُ إحياءً لأعمارنا المظلمة ، المتاهات و المطبات و الأوهام تقفُ مانعاً لنا ، و لكن الله موجود . غادرَ مراد من عندِ منى تاركاً إياها وسطَ دوامةِ أسئلة ، و ذهول . منى : حسناء ، ماذا تفعلينَ هنا ؟ حسناء : لِمَ لم تبحثينَّ عني ؟ منى : لقد ركضتُ ورائكِ و لكنكِ سبقتني ، لم أستطع الوصول إليكِ ، أخذتكِ السيارة و أخذت الكثيرَ من الأسرارِ التي لا أعلمها . جلست حسناء على المقعد ، و نزلت منى عندَ قدميها باكية ، تتوسلُ إليها إن كانت تعرف شيء أن تخبرها عنهُ . حسناء : ما هو الشيء الذي تريدينَ معرفتهُ ؟ منى : حينما جئتِ هنا قبل الآن أخبرتني أنكِ تعلمينَ كل أسراري ، اليوم جاءَ مراد ضابط بالأمن إلى هنا ، أخبرني أن سامر قد تقدمَ بشكوى بأنهُ قد تمَ اختطافَ طفله . حسناء : نعم صحيح . منى : و لكن من هذا الطفل و ما قصتهُ ؟ حسناء : قد أُخبركِ بأشياء قاسية عليكِ لن تستطيعِ تحملها . منى : أنا قد تحملتُ الكثير ، لا مانعَ من تحملِ المزيد ، المهمُ هو معرفةُ السر . حسناء : هل أنتِ مستعدة ؟ منى : نعم مستعدة . حسناء : هاتِ كفكِ أقرأها لكِ . أعطت منى حسناء كفها ، و بدأت منى تبكي قبلَ أن تقرأ لها حسناء ، الأمر الذي جعلَ حسناء تترد بالقراءة ، لكنَ منى أصرت عليها . حسناء : بكفكِ طفلٌ ميتٌ و منسي . منى : من هو هذا الطفل ؟! حسناء : إنهُ طفلكِ يا منى . منى : طفلي ! كيفَ يكونُ لي طفل و أنا لا أعلم ؟! حسناء : بأحدِ الليالي كانَ نائمٌ بغرفةِ إمهِ حيثُ الحنان و الطمأنينة . منى : لا أذكر . حسناء : دخلَ شخصٌ غريب غرفتكِ و اختطفهُ . منى : من هو ؟ حسناء : لا أعلمهُ و لكن لهُ لحيةً طويلة . منى : أيعقل أن يكونَ الشيخُ وليد ؟ حسناء : ربما . منى : واصلي . حسناء : لقد قُتلَ طفلكِ و أنا أرى قبرهُ الصغير في غابةٍ كبيرة . منى : لِمَ قتلهُ ؟ حسناء : لم يقتلهُ هو . منى : إذاً من قتلهُ ؟ حسناء : لقد قُتِلَ بطريقةٍ مجنونة لقد قُطعَ رأسهُ عن جسدهِ . منى : يا الله الصبر ، أتصدقينَ القول يا امرأة أم ماذا ؟ حسناء : لن أكمل لكِ . منى : سألتكِ بالله من قاتلهُ ؟