حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الثامن
أعطت منى الرسالةَ إلى والد سليم، فتحها والدهُ وبدأ يقرأ بمضمونها : " والديّ الحبيبان السلامُ عليكم وبعد؛ أرسلُ لكما هذهِ الرسالةَ لأعبرَ لكم عن أشواقي إليكم وإلى إخوتي وغرفتي الصغيرة، أمي لا أحبُ لكِ البكاء أنا بخيرٍ والحمدلله وإن سمعتي يوماً بأني استشهدتُ لا تذرفي دمعكِ فأنا سأكونُ حينها شفيعٌ لكِ ولوالدي، أبي الغالي الذي لطالما كنتَ تناديني بفلذةِ كبدكَ سأبقى متصلٌ بكَ حتى لو كتبَ ليَّ ربي الشهادة لا تحزن سأزوركَ بالمنام وأرويكَ من رؤيتي ما يعوضكَ عن ظمأ الغياب، أما أنتَ يا أخي كرم أتذكرُ حينَ كنتَ تتمنى لو أن لكَ غرفةٌ خاصةٌ بكَ وحدك ربما ستأتيكَ تلكَ الأمنية قريباً لكن ستفقد معنى أن تناضل وتكافح لتحصل على ما تريد إذ أنكَ ستكونُ وحيدُ والدي وستأتي لكَ كلِ فرصِ الدنيا على طبقٍ من ذهب، ولكن آحذر يا عزيزي، منى التي أسميتها ياسمينتي لا بأسَ يا عزيزتي كلُ الورودِ مصيرها الذبول خاصةً إن غابَ مسقيها، لقد لونتُ معكِ الجدران بلونِ الحب، ولقد نثرنا سوياً الوردَ فوقَ الرمالِ الجائعة، لطالما كان احتضانكِ أشبه باحتضانِ الكونِ كله، ولطالما كانت ضفيرتكِ عنوانَ غزلي وقصائدي سأبقى أحبكِ حتى وإن كنتُ تحتَ الرمالِ، زوري قبري وانثري شعركِ بين الورود التي تغطي قبري وتخيلي كما لو كانت أناملي تربطُ لكِ الضفيرةَ الشقراء، اجتهدي بدروسكِ وتزوجي وأسميهِ ذاكَ المشاكس الذي طالما تحدثنا عنه بإسمي، ستحتضنكِ روحي كل يومٍ، وسأزوركِ كل ليلةٍ وستعلمي أخباري من تلكَ المنامات، لا تنسي أن تعدي كل صباحٍ فنجانينِ من القهوةِ إحدهما لكِ والأخر لي واشربيهِ عني قبلَ أن يبردَّ، لعلا شفتاكِ حين تلمسُ الفنجان تروي ظمأي تحت التراب، أحبكم جميعاً ولا تنسوني من دعائكم، ابنكم المحب سليم".