حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل التاسع والأربعون

« حب و حرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل التاسع والأربعون
»
الفصل الثامن والأربعون الفصل الخمسون والأخير

ما بينَ الواقعِ والخيال هنالكَ ورمٌ خبيث ، كلما آستُئصلَ عادَ من جديد ، قد يتسائل البعض بأنَ هذا واقع ، أينَ الخيال ؟ الخيال يكمنُ بطريقةِ تشكيلهِ ، فهو لا ينشأ من تقاسمِ خلايا بشرية ، أيضاً طريقةُ العلاج ليست كما في الواقع ، فهو لا يستئصل جراحةً أو كيماوياً . مجرد أنهُ ورمٌ خبيث هذه إشارة للجسد بأن يستقيظَ ، بأن لا يهزمهُ هذا الورم ، بل ليتصدى و يمضي بكلِ الوسائلَ للقضاءِ عليهِ . حسناء : زوجكِ يعلمُ ، اذهبِ إليهِ . منى : و لكنني غاضبة منهُ لا أريدُ أن أراهُ . حسناء : أنا لن أستطع إخباركِ أكثرَ من هذا . منى : أرجوكِ أخبريني من قاتلُ طفلي ؟ حسناء : زوجكِ يعرف . منى : إذاً لِمَ أخفى عني قصةَ طفلي ؟ حسناء : حينَ تقررينَ الذهابَ إليه يُخبركِ . منى : لكنني غاضبة منهُ لن أذهبَ إليهِ . حسناء : عليكِ الذهابَ إليهِ لِمعرفةِ القاتل قبلَ أن يُعدمَ غداً . منى : كيفَ علمتِ أنه سوف يعدم ؟ حسناء : بكفكِ قرأتُ هذا الشيء ، لكن الغريبَ بالموضوع أنكِ غيرُ مبالية و هذا الشيء لم أعرف سببهُ ، رغمَ حبكِ الشديدَ لهُ . منى : لقد كنتُ مبالية و خائفة عليهِ ، و لكنكِ قد أشغلتني بقراءةِ الكف ، و كشفتِ لي عن حقيقةٌ لم يذكرني بها سامر ، صدقيني أنا مبعثرة ، أنا لا أريدُ معرفةَ القاتل ، أو أن أبكي من الآن استعداداً على إعدامِ سامر ، أنا قلقة من شيءٍ واحدٍ فقط ، أتمنى أن يكون تفكيري خاطىء . حسناء : ما هو الشيءُ الذي يُخيفُكِ ؟ منى : أعجز عن النطقِ بهِ صدقيني . حسناء : إذاً اقطعي الشكَّ باليقين . منى : سَأحاولُ . الحب و الحرب علاقة تضاد ، قوى عكسية ، لا الحبُ قادرٌ على مواجهةِ الحرب ، و لا الحربُ قادرة على أن تكون دمويةً بنكهةِ الحب ، رغمَ خسائرِ الحرب ، خسائرِ الحب هي الأقوى ، جبايةُ القلوب أصعبُ من جبايةِ الجيوب ، كانَ حباً رغمَ الدم ، و كانَ حرباً رغمَ السلام الذي بالقلب . تلكَ الخطوات لم تكن بالصدفة ، كانت هنالكَ حقائق لا مرئية تُسيرها ، قد يكونُ القدر و قد يكون الحدس ، مضت تلكَ الأقدار حتى آخر الطريق ، كانَ هنالكَ بابان أيهما سَتسلك ؟ هل تختار الباب وفقاً لحدسها ؟ أم القدر تلقائياً سَيفتحُ بابهُ بوجهها ؟! غادرت حسناء من عندِ منى تاركةً إياها وسط الخوف من معرفةِ القاتل ، وسطَ الحزن على طفلها المقتول ، وسطَ الحيرة ما بينَ حبها لسامر و إستحالةَ العيشِ بدونهِ ، و ما بين أنهُ مجرم ، كانت تختلقُ الأعذار بأن وليد من حولهُ إلى تاجرِ مخدرات ، و أنهُ هو أيضاً من حولهُ إلى مجرمٍ ، كلما أرادت أن تغفر لهُ عن جرائمهِ ، تذكرت ذاكَ السؤال الذي تخشى من إجابتهُ ، ألا و هو يا ترى لِمَ أخفَ عني سامر طفلي ؟ قررت منى الذهابَ إلى السجن حتى تعرف لِمَ أخفَ سامر عنها حقيقة طفلها ؟ و أينَ و كيفَ قُتلَ ؟ و من قاتلهُ ؟ دخلت منى قسمِ الشرطةِ ، و طلبت أن ترى سامر ، سمحَ لها مديرُ المركز أن تراهُ ، و طلبَ من الشرطي أن يرافقها إلى موقعِ سجنِ سامر . سامر : منى حبيبةَ قلبي أنتِ هنا ، كيفَ عرفتِ أنني هنا ؟ منى : أخبرني مراد ، ألم تكن تريدُ أن أعرفَ أنكَ هنا ؟ سامر : بالحقيقةِ لا ، كنتُ سأكتبُ لكِ رسالةً و أرسلها لكِ مع مراد . منى : و كيفَ أكونُ حبيبةَ قلبكَ إن لم ترغب أن تراني للمرةِ الأخيرة ؟! سامر : تبقينَ حبيبتي ، و لكن لن أستطيع النظرَ إليكِ و أنا أخبركِ بسر ، كنتُ فضلتُ أن أكتبهُ لكِ على ورق . منى : أنا أعلمُ ذاكَ السر . سامر : ماذا تعلمينَ ؟ و كيفَ علمتي ؟ منى : أخبرتني الساحرة حسناء ، لكنها لم تخبرني من هو قاتلُ طفلي ، كنتُ قد جئتُ إليكَ حتى تخبرني عن قاتلِ طفلي . سامر : سأكتبُ لكِ الإجابةَ بورقةٍ . منى : متى سوفَ أخذها ؟ سامر : غداً و أنا على منصةِ الإعدام . منى : حسناً . سامر : منى ألستِ حزينةٌ لأنهم سيعدمونني ؟! منى : أنا حزينةٌ على نهايتكَ ، لكنني أنا لن أطيلَ البقاء هنا ، سَألحقُ بكَ فوراً . سامر : هل سَتقتلينَ نفسكِ ؟! منى : نعم . سامر : منى لا تفعليها أرجوكِ . منى : أنا لن أقتلَ نفسي من أجلكَ فقط . سامر : من أجلِ مَن إذاً ؟ منى : من أجلِ أمي و أبي و إخوتي ، من أجلِ سليم ، من أجلِ جدتي ، من أجلِ طفلي ، ثم من أجلِ الحرب . سامر : لا يا منى ، أرجوكِ قد تأتي أيام جميلة تعوضكِ عن كل شيء . منى : لا أريدُ تلكَ الأيام الجميلة المليئة بالحرب ، لم تترك الحربُ بقلبي زاويةً إلا و خدشتها ، لن أستطيعَ العيشَ مع ذكرياتي الحزينة .