حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل التاسع عشر

« حب و حرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل التاسع عشر
»
الفصل الثامن عشر الفصل العشرون

رباهُ هل عقدُ اللؤلؤِ يزينُ الورد ؟ أم الوردُ من يزينهُ ؟ لا أنسى آبتسامتُكِ التي قرعت الجرسَ بلا موعدٍ، التي آقتحمت القلبَ حينَ كنتُ شارداً بغيرِ إذنٍ مسبقٍ، صغيرتي التي أسميتها براءةَ السماء أتعجبُ من جسدكِ النحيل كيف استطاعَ إحتضانَ جمالَ الكونِ كلهُ، وأنا الذي صنعتُ لعيناكِ أقلامُ الكحلِ كيف لي أن أنهارَ بهذا الشكلِ أمامَ عينيكِ، آقتربي مني يا ملاكَ قلبي، أرجوكِ إسمحي لجسديّ المتعطش الإرتواءَ منكِ. دخلَ سامر المنزل فأسرعت العجوزُ نحوهُ وهمست لهُ هيا توجه إلى غرفةِ منى و آحضرها ستجدونَّ النساءَ عندَ مدخلِ الدرج، أريدُ أن أرى أيديكما متشابكة وأن تكونا مبتسمين، هل فهمتَ ؟! سامر : فهمتُ يا خالتي. ذهبَ سامرٌ لغرفةِ منى وطرقَ الباب . منى : من الطارق ؟ سامر : هذا أنا سامر. فتحت منى لهُ الباب وهي تقول بداخلها : بدأنا الآن بالتمثيل. شردَّ سامرٌ بجمالها يتعمقُ النظرَ إلى عينيها التي تفوحُ البراءةُ منهما، ينظرُ لرقتها وملامحها الناعمة، يقولُ بنفسهِ : ليتكِ تغفرين. منى : بماذا شاردٌ ؟ سامر :لقد جئتُ.... قاطعته منى : أعلم أخبرتني جدتي. آقتربَ سامر منها ليكون جانبها مدَّ يدهُ لها و نبضاتُ قلبهِ تتخبطُ بقوةٍ، بقيت منى متأملة ليدهِ التي خلعت لها فستانها، التي همشت لها جسدها الجميل، ضلت شاردة، مترددة، وخائفة، حتى قالَ سامر : هيا يا منى، علينا النزول. حينها أمسكت بيدِ سامر، وأغمضت عيناها فوراً خجلاً وخوفاً. سامر لم يمسك يد منى بل مسكَ مفتاحَ السعادةِ، بل شعرَ بأنَّ الكون كلهِ بيدهِ، بين نبضاتِ قلبه المتراقصة فرحاً، وبينَ نفسهِ الذي ازدادت حدتهُ، دخلت العجوز قائلة : أنتما ما بكما ؟ لقد تأخرتما. نزلَ سامرٌ ومنى وأيديهما متشابكة، والعجوزِ خلفهما قرصت منى من ظهرها دونَ أن يراها أحد كإشارة لتبتسم، فابتسمت منى عنوةً عنها في دراما تنتظرُ بفارغِ الصبرِ أن تنتهي. سامر يضحكُ فرحاً، والورودُ تتناثرُ عليهم من جميعِ الجهاتِ بلونيها الأحمرُ والوردي، والزغاريتُ تعلو فوقَ أصواتِ الجميع، استمرا بالسيرِ حتى وصالا الغرفة التي سيقامُ بها الحفل، جلسا بجوارِ بعضهما. فقال الشيخ : هل أنتما مستعدانِ لكتبِ كتابكما ؟ سامر : بالطبع. الشيخ : والعروس هل أنتي مستعدة ؟ منى بعد أن أظهرت لها العجوز الغضب على وجهها : نعم مستعدة. فعَقِدَ قرانهما الشيخ وأعلنهما زوجاً وزوجةً، باركَ لهما ودعا لهما بأيامٍ جميلة، بدأت النساءُ تزغرت. جاءَ الآن دورُ تلبيسِ خواتمَ الزواج، فجاءةً ركعَ سامرٌ على الأرض أمامَ منى وبيدهِ خاتمها، ذُهلت منى والحضور من موقفِ سامر. منى متعجبة من جراءةِ سامر ومن تصرف، ورغمَ استغرابها إلا أنها كانت مفاجئة جميلة أبهجت قلبها، فهي لم تتوقع مثل هذا الفعل خاصةً من سامر، لا شعورياً آبتسمت منى ليظهرَ صفُ اللؤلؤِ الذي عشقهُ سامر من النظرةِ الأولى لهُ، رفعت رأسها لترى العجوز تَغمِزُ لها، فأخذت الخاتمَ من يدِ سامر، فوقفَ قائلاً : أعطيني إياهُ لأضعهُ أنا بإصبَعكِ. أعطتهُ منى الخاتمَ، فأمسكَ يدها ليضعَ الخاتم، كانت عيناهُ تعانقُ عيناها، وكانت يدها ترتجفُ توتراً بحضن كفهِ، همسَ لها : آطمئني لا توتري هكذا. ووضع الخاتمَ بإصبعها، وأخذت هيّ الأخرةُ خاتمهُ و وضعتهُ بإصبعهِ سريعاً لتنهي مهمتها. وزعت الفتياتُ الحلوى والعصائر على الضيوف، وجلسَ كلاً من منى وسامر بجوار بعضهما، وقامت فتاة بالتقاط الصورِ لهما، ونادى سامرٌ على العجوز : يا خالتي تعالي لنأخذَ صورةً جماعية. فأتت إليهم والتُقِطَ لهم صورةٌ مع بعضهم. نادت إحدى النساء على العجوز لتخبرها أنها ستتركُ ابنتها هنا لمساعدتها على التنظيف لأنها وحيدة وحفيدتها عروس، ورغمَ رفضِ العجوز، إلا أن جارتها أصرت فوافقت العجوزُ على هذا. انتهى الحفلُ فودعَ الحضور العروسين، وغادروا، فقامت منى مسرعةً باتجاهِ غرفتها وما كادت تخرجُ من غرفةِ الحفل حتى أوقفتها العجوز، قائلة : إلى أين ؟ منى : لقد انتهى الحفلُ يا جدتي، ذاهبة لغرفتي. العجوز : ستذهبينَ مع زوجكِ. منى : أيُ زوج ؟ جدتي نحنُ لم نخطط هكذا، ما بكِ ؟ العجوز : ستمضي عندنا الليلة إحدى بناتُ جارتنا لتساعدني بالتنظيف، لا أريدُ لأيِّ أحد أن يشكَّ بشيءٍ. منى : ولكن يا جدتي، أنا لستُ موافقة. العجوز : هل تريدينَّ نزعُ كلَ شيءٍ خططنا لهُ ؟ هل تريدينَّ إضاعةِ مجهودنا ؟ منى : لا يا جدتي. العجوز : إذاً هيا سامر خُذ زوجتُكَ لغرفتكما، لا تخرجا منها قبلَ أن أُخبركما. أمسكَ سامر يد منى غير مصدق أنهُ سيبيتُ الليلةَ في غرفتها، صعدا للغرفةِ وسطَ أنظارِ العجوز والفتاة، وحينما أغلاقا البابَ خلفهما. قالت الفتاةُ للعجوز : كم هيَّ جميلةٌ حفيدتُك، ويبدو أن زوجها يحبها. العجوز : نعم جميلةٌ وبالطبعِ يُحبها زوجها كما هيَّ تحبهُ.