حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل التاسع

« حب وحرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل التاسع
»
الفصل الثامن الفصل العاشر

انهارت دموعُ منى تأثراً من رسالةِ سليم فقررت أن تلحقَ بهِ حيثُ ميدان المعركة، فالمعركة قد امتدت لتشمل جميعَ المناطق إذ باتَ صوتُ الصواريخِ والمدافع يصلُ لمنزلِ منى، وبينما منى تسيرُ باتجاهِ الميدان الذي يقاومُ فيه سليم الإرهابيين صادفت سليم قادمٌ نحوَ منزلها وبدأت تصرخُ بأعلى صوتها : سليم .. سليم .. سليم التفتَ سليم نحوَ الصوت ليجدها منى، أسرعَ نحوها.

سليم : ماذا تفعلُ حبيبةَ قلبي هنا ؟

منى : كنتُ قد أتيتُ إليكَ فلم يعد لديّ القدرةَ على احتمالِ فراقك.

سليم : ولكنَّ هذا المكانُ خطرٌ عليكِ هيا عودي لمنزلكِ.

منى : لا لن أعود سأبقى بجواركَ هنا، أخبرني إلى أينَ كنتَ ذاهبٌ ؟

سليم : كنتُ ذاهبٌ لأراكِ ولكنكِ قد سبقتني.

منى : هيا لنعد سوياً إلى منزلنا حيثُ الأمان ودع عنكَ هذهِ الحرب التي لا تجلبُ سوا الخسائر .

سليم : كنتُ قد أخبرتكِ ليسَ باستطاعتي فعلُ هذا، أصبحَ الأمرُ محكوم.

منى : إذاً سأبقى برفقتكَ.

سليم : لا لن أرضى فهذا المكانُ ليسَ أمناً عليكِ. وبينما هما بحديثهما كانَ أحد الجنودِ الأعداء يراقبُ سليم لأنه مقاومٌ لهم فأرادَ قتلهُ وجهَّ البندقيةَ نحوه وبهذه الأثناء كانت منى تحتضنُ سليم، رأى سليم البندقيةَ عن بعد وهي موجهة نحوَ منى.

فاستدارَ سريعاً ليصبحَ هو بمكانِ منى وتصبح البندقية موجهة نحوهُ، منى بدأت تصرخ : لا لا تقتلهُ رجاءً اقتلني أنا عوضاً عنه.

ولكن ها هي الرصاصةُ تخترقُ قلبَ سليم ليسقطَ أرضاً، ولترتوي الأرضُ من دمائهِ، ومنى بجواره تحتضنهُ وتصرخ : لا يا الله ، أعد لي سليم. سليم كنتَ قد اخترتَ اللون الأخضر كطلاءٍ لمدخلِ بيتنا، كنتَ قد وعدتني أن نسميَّ ابنتنا ياسمين، أتظنُ أن فستانَ الفرحِ سيليقُ بيَّ ؟ سليم لا ترحل وتتركني، ستشيبُ ضفيرتي، سينحلُ جسدي أكثرَ وأنتَ لا تحبُ هذا ليَّ، سليم يا حبيب قلبي لا ترحل. أُغمضت عينا سليم بعدما نزلت منها دمعةٌ بعرض الخد.