بيئتنا المعلولة

البيئة هي الطبيعة بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. وعلم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي. وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي. لهذا نجد النظام البيئي يتكون من مكونات حية وأخرى ميتة أو جامدة. فعلم البيئة هو دراسة الكائنات الحية وعلاقتها بما حولها ة تأثيرها علاقتنا بالأرض. والنظام البيئي هو كل العوامل الغير حية والمجتمعات الجية للأنواع في منطقة ما. والطبيعة تقوم تلقائيا بعملية التدوير للأشياء التي استعملت لتعيدها لأشياء نافعة. وسلسلة الطعام فوق الأرض وهي صورة لإظهار تدفق الطاقة الغذائية في البيئة, ففيها تتوجه الطعام من كائن لآخر ليعطي طاقة للحيوان الذي يهضم الطعام وكل سلسلة طعام تبدأ بالشمس. والحيوانات بما فيها الإنسان لايمكنها صنع غذائها. فلهذا لابد أن تحصل علي طافاتها من النباتات أو الحيوانات الأخرى. لهذا تعتبر الحيوانات مستهلكة. وفي نهاية حياة الحيوان تحلله بواسطة الميكروبات والنباتات أيضا ليصبحا جزءا من الأرض بالتربة ليمتصها النباتات من جديد لصتع غذاء جديد. وهذا ما نسميه سلسلة الغذاء.. ومن العوامل الطبيعية في النظام البيئي ولها تأثيرها ضوء الشمس والظل ومتوسط الحرارة والتوزيع الجغرافي والرياح والارتفاعات والمنخفضات وطبيعة التربة والمياه .ومن العوامل الكيماوية المؤثرة علي النظام البيئي مستوي المياه والهواء في التربة ومعدل ذوبان المغذيات النباتية في التربة والمياه ووجود المواد السامة بهما وملوحة المياه للبيئة البحرية والأكسجين الذائب بها. وفي البيئة نجد كائنات حية تصنع المواد وأخرى تلتهم الغذاء وثالثة تعيش متطفلة وتحلل المواد أو تفترس الآخرين .


والنظام البيئي يتبع الدورات التدويرية كالدورة الكيماوية الحيوية حيث تأخذ الكائنت الحية موادها الغذائية لتعيش وتنمو ثم تعيدها للبيئة بعد موتها وتحللها. كما نجد أن الكربون له دورته في البيئة حيث يتكون ثاني أكسيد الكربون الذي يتصاعد في الجو أو يذوب في الماء. ويعتبر الكربون المادة البنائية الأساسية للنشويات والدهون والبروتينات والأحماض النووية وغيرها من المواد العضوية الضرورية للحياة. وهناك أيضا دورة النيتروجين الذي يصنع منه البروتين والأحماض الأمينية. كما أن تثبيت النيتروجين من الجو للتربة يخصب النباتات. وهذا يتم عن طريق بكتريا التربة أو الماء. كما نجد تدوير الفوسفور في ذوبانه في الماء وتكوين العظام وفي الأحياء وقشرة الأرض. ونجد دورة الكبريت الذي يتصاعد من البراكين أو تحلل المواد العضوية في شل غاز كبريتيد الكبريت أو في شكل كبريتات كما في رذاذ مياه البحر أو من خلال الأنشطة البشرية. ودورة المياه لها أثرها في تحري المغذيات في أو خارج النظام البيئي .

الجغرافياهي الطبيعية وهي دراسة الأرض بوصفها موطن الإنسان كما يقول (يونستد). ففوقها عدة مجموعات من الأجناس البشرية تمدهم الأرض بالمواد اللازمة للعيش والسكني. كما تمدهم بالأحوال المناخية التي تهيء للأحياء من حيوان ونبات فرص البقاء فوق كوكبنا. مع دراسة ما فوقها من جبال وبحار وأنهار وغابات ووهاد وصحاري. وأصدق وصف للجغرافيا هي الطبيعة بما فيها وما حولنا.

والجغرافيا البشرية هي دراسة توزيع وكثافة البشر فوق سطح الأرض وأنشطتهم ومواردهم وهجراتهم وأصولهم العرقية في الزمان والمكان وهذا ما يندرج تحت مفهوم الجغرافيا السكانية.

أما الجغرافيا البيئية فهي البيئة التي يعيش فيها الأحياء كلها فوق الأرض وتشمل الجغرافيا البشرية والجغرافيا السكانية والجغرافيا الإقتصادية والجغرافيا المكانية والتاثيرات المتبادلة بين الناس وبيئاتهم ومدي تأثر الأحياء بالبيئة من حولهم وبالمناخ والجو المحيط بهم وبأنماط الحياة فيها من زراعة وصناعة وتجارة وثقافات أيضا. لهذا نجد أن البيئة تتأثر بالتركيب الجغرافي والديموجرافي للمجتمعات مما جعل الأرض عالما واحدا من الطبيعة والإنسان يتأثر بعضهما ببعض. ويتفاعل فيه بعضه مع بعض. داخل منظومة الأرض والحياة وضمن الوحدة الجغرافية العالمية التي تظهر فيها الإعتماد المشترك والعمل المتبادل. فكوننا في قشرته الأرضية اختلاف بين في سطحها وفي تكوينها الجيولوجي وفوقها نري اختلافا بينا في المناخ في أجزاء مختلفة بسبب حركة الأرض بالنسبة للشمس. وهذا الاختلاف يؤثر في البيئة تأثيرا مباشرا بل ويؤثر علي منظومة الحياة بها. والمناخ العالمي يرتبط بالمناخات الإقليمية ارتباطا وثيقا بسبب الرياح والتيرات المائية في البحار والمحيطات مما يجعل له تأثيره علي العواصف والجفاف والفيضانات والسيول والزراعة وعلي الأحياء أيضا في بيئاتها ومهادها ومرابضها.

فالإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطا وثيقا لو إختل هذا الرباط إختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابهم الأسقام والأوجاع والأمراض المزمنة. لهذا حفاظه علي البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين وحافظت لنا البيئة علي هذه المورثات حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتي آلت إلينا .

ومع تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات تحققت للإنسان العلاقات الإقتصادية المتبادلة بعدما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة. فمع هذا التطور تحققت الوحدة الإقتصادية والبيئية. وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية. لهذا نجد المجاعات العالمية قد تكون لأسباب إقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إلي الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي والحيواني أ وينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي. وهذا التوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر في الأقاليم التي تدور بها الحرب أولا أو علي العالم بأسره كما في الحروب العالمية. كما يؤثر علي حركة التجارة العالمية وهذا سبب سياسي. لأن بعض الدول تتعرض نتيجة الحروب الأهلية أو الإقليمية أو العالمية للحصار أو يمنع عنها وصول الطعام تستنفد مخزونها منه كما حدث في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية رغم وفرة إنتاجه في مستعمراتها. ولم تقو علي إسيراده بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مما عرضها وعرض أوروبا للمجاعة. لأن السفن والشاحنات وخطوط السكك الحديدية والموانيء كانت تقصف. كما أدت النفقات الباهظة علي الحرب إلي العجز في ميزان الدول المتحاربة مما جعلها لاتقوي علي شراء الطعام من مصادره.

كما أن الجفاف الغير عادي الذي يجتاح مناطق من الأرض وبشكل متلاحق نتيجة التغير في الظروف المناخية يولد القحط والمجاعة. مما يقلل إنتاجية القمح والأرز والشعيروالذرة في مناطق الإنتاج ا لشاسعة علي فترات متتابعة. وهذه الحبوب يعيش عليها الإنسان والحيوان .

ومفهومنا عن البيئة هي غلاف الجوالعلوي فوق سطح الأرض وأسفله الغلاف السطحي السطحي لكرة الأرض وهذا ما نطلق عليه اليابسة وما عليهاوالمحيطات والأنهار وما بها.وكلها تركة للأحياء مشاع بينهم ولهم فيها حق الحياة ولاتقصر علي الإنسان لأنه شريك متضامن معهم. لهذا نجد أن علاقته بالبيئة علاقة سلوكية إلا أنه لم يحسن السير والسلوك بهاا .فأفسد فيها عن جهل بين وطمع جامح وأنانية مفرطة وعشوائية مسرفة وغير مقننة .فأفرط الإنسان في استخدام المبيدات والأسمدة اليماوية لمضاعفة محاصيله خوفا وهلعا من الجوع ولاسيما في الدول النامية الفقيرة. مما جعل الدول الصناعية الكبري لنهمه الغذائي تغريه وتغويه بالمبيدات والمخصبات الزراعية المحرمة دوليا سعيا وراء الربحية رغم الأخطار البيئية التي ستلم به. وساعد في هذا الخطر المحدق حكام هذه الدول النامية والمسئولين بها عن الزراعة سعيا وراء العمولات والرشوة دون مراعاة ضميرية للبعد الصحي والحياتي لشعوبهم. جتي أصبح الآلاف منهم يولدون مشوهين أو تنقصهم المناعة أو يصابون بسرطانات أو أمراض مجهولة وقاتلة. لهذا علي هؤلاء الحام أو يونوا أثر إنصافا لشعوبهم وإتقاء لها من الأخطار التي باتت تكمن لهذه الشعوب في مياهها وطعامها وشرابها وهوائها وتربتها .

  • هم بلاحدود

البيئة مشاع إرثي بين الأحياء علينا أن نصونه ونحميه من هول البشر. لأن الإنسان هو الحي الوحيد الذي حباه الله بالعقل ليصلح فيها لكنه عاش فوق الأرض مفسدا بلوث فيها مايشاء بلا حساب. أنه يعيش بالدنيا لنفسه فقط وتناسي أنه غير قادر علي صنع غذائه ومائه وهوائه. ولما إكتشف أن أرضه موبوءة صرخ في فلاة التلوث البيئي وهوعاجز عن رده أو صد غوائله الهالكة له ولغيره من الأحياء.

ومفهوم الحد من التلوث البيئي هو الإقلال من عدم نقاوة الماء والهواء والغذاء عن طريف الحد من تركيز الملوثات بالبيئة سواء أكانت الأرض أم الهواء حتي لاتتأثر بها الكائنات الحية بما فيها الإنسان نفسه. وأهم هذه الملوثات المهلكة للبيئة نجدها في الهواء كالجسيمات الدقيقة المتطايرة والعالقة بالجو والتي تطلقها العواصف الترابية والسحب الدخانية والمناجم وهي نؤثر علي التنفس وبها دقائق الرصاص والمنجنيز والزرنيخ والأسبستوس والمبيدات والنحاس والقصدير. وغازات ثاني أكسيد الكبريت الذي ينبعث من حرائق الوقود الإحفوري النفط والفحم الحجري ونفايات العمليات الكيماوية. وأول أكسبد وثاني أكسيد الكربون اللذان ينبعثان من حرائق القش والغابات والنفايات البلاستيكية وعوادم السيارات. وغيرها من الغازات التي تطلقها الأنشطة الصناعية بالجو. وهذه الملوثات نجدها في التربة والمياه السطحية والجوفية حيث تتسرب إليها المبيدات ونفايات المصانع السامة .

وتواجه الدول الفقيرة المعادلة البيئية الطبيعية الصعبة حينما تتطلع للتنمية ووفرة الغذاء لإشباع أفواه البلايين من البشر. فلابد وأن تؤثر في الموزون البيئي بها وحولها. مما يهدد سلامة البيئة باشكالها المختلفة. لأن التنمية الصناعية والزراعية سواء بهذه الدول أو الدول الغنية لابد أن تخضع لتوازن البيئة الجغرافية (Geo-ecosystem) حيث نجد أن أي موقع جغرافي له خصائصه البيئية. لأن البيئة الزراعية أو الصناعية غير البيئة الجبلية أو الصحراوية أو الساحلية أو الغاباتية أو البحرية مع مراعاة مواقع هذه البيئات المتعددة والمتنوعة فوق خريطة العالم. وهذه تحدد مفهومنا للجغرافيا البيئية (. (Environmental geography حيث فيها أي موفع بيئي يتصل ‘تصالا مباشرا بالبيئة الت تضمه وبماحولها من بيئات أخرى. لهذا نجد أن البيئة الجغرافية للعالم وحدة واحدة تضم كيانات متباينة نسبيا إلا أنها تخضع لآليات محلية أو عالمية مختلفة كالمناخ والطقس والتصحروالجفاف والإحتباس الحراري والرياح والأمطار والفيضانات والجاذبية الأرضية والأشعة الكونية وتأثير طبقة الأوزون والأشعة فوق البنفسجية. ونجد فيها الغبار بالجو المحيط يؤثر في البيئة ودرجة الحرارة سواء أكان أتربة عالقة أو سخاما متطايرا أو ادخنة أو بخار الماء نجد الرياح تؤثر عليها فتسوقها أو تثير الأتربة لتعبق الجو. كما أن الجاذبية نجدها تقلل من هذا حيث تحط هذه الملوثات فوق اليابسة. لأن الأتربة والجسيمات الدقيقة لو علقت بالجو فإنها تخضع لقوانين الطبيعة حيث تخضع لقوة الطفو ومقاومة الهبوط والتيارات الهوائية وشدة الجاذبية الأرضية. لكن الجاذبية لو قوتها كانت أكبر فستشدها لأسفل فتتساقط .لكن لو تغلبت قوة الطفو الغباري والتيارات الهوائية. فإن الغبار يظل عالقا بالجو وإذا قلت قوة مقاومة الهبوط ووتغلبت قوة الجاذبية عليه. فإن هذه الأتربة والجسيمات الدقيقة سواء أكانت هبابية أم ركامية كيماوية. فإنها تحط فوق التربة والمزروعات والأشجار والمياه. فتلوثها. وقد تذوب الغازات المنبعثة بالجو في قطرات المياه بالسحب أو البخار بالجو فتسقط كندي أو أمطار ملوثة للمباني والنباتات والمياه والتربة.

وتعتبر البراكين من العوامل الرئيسية في تلويث الجو المحيط بالغبار البركاني والأبخرة والغازات الكيماوية المعبقة فتكون الغيوم والسحب. وتتكثف العوالق الكيماية حول قطرات الماء بالجو مكونة أحماضا كيماوية. وهذه القطرات قد تكون رذاذا متطايرا من المحيطات. وقد تكون السحب الدخانية سببها الغازات المنبعثة من البراكين وحرائق الغابات أو عوادم السيارات أو أبخرة وأدخنة من المصانع أو المناجم. فتدفعها الرياح لأمان بعيدة لتوزعها في الجوالمحيط أو تحطها فوق اليابسة والماء والنباتات. ولو تبخرت قطرات المياه الملوثة تصبح الأملاح بها جافة ومتطايرة لتعلق بالجو. والبراكين عندما ينبعث منها أبخرتها ويتطاير غبارها البركاني تنقله العواصف لمسافات بعيدة. فبركان الفلبين تصل سحابته لتغطي أستراليا وأمريكا مما يقلل من درجة الحرارة هناك لمدة عامين أو أكثر. فيعاني السكان بهما من طول الفترة الزمنية للبرد وشدته ويؤثر صقيعه علي الحياة والنبات أيضا.

وهذه السحب المدخنة والملوثة تذروها الرياح من مكان لمكان حتي الملوثات فوق التربة تذروها مع الغبار. لهذا نجد أن تدوير الملوثات واقع لايمكن لنا توقيه برا وبحرا وجوا. وتقوم به الطبيعة تلقائيا .وإنتقالها لايعرف الحدود السياسية أو الجغرافية .ولايفرق تلويثها بين الدول غنيها وفقيرها لأن الغمة تعم. .لأن بيئة الأرض سداح مداح.

والرمال المتطايرة تخضع لآلية فريدة. لأن حباتها عندما تح ببعضها تولد كهربية متشابهة مما يجعل هذه الجبيبات تظل عالقة بالجو بالتنافر بين الشحنات المتشابهة فوق سطح هذه الحبات. فتثير الزوابع الرملية التي لاتهدأ إلا بنزول الأمطار فتحط معها أو لو أبرقت وأرعدت السحب فتولد شحنات كهربية تعادل الشحنات فوق حبات الرمل فتتساقط بفعل الجاذبية .وقد تصل العواصف الرملية لأماكن بعيدة تحمل الرمال الصفراء والحمراء وغيرها من الرمال الملونة. فعندما تقوم عاصفة بالصحراء الكبري بشمال أفريقيا فإن غبار رمالها يصل لجبال الألب بأوربا ويصبح الجليد أصفر باهت يميل للحمرة ولما يذوب بالصيف أو تهطل فوقها الأمطار لتصبح المياه حمراء اللون.

ويهبط فوق سطح الأرض غبار النيازك المغناطيسي بعدما تحترق عندما ترتطم بالجوالمحيط بعدل 125- 800 طن يوميا ليحط غبارها فوق سطح الأرض. وفي أعقاب التجارب والإنفجارات النووية تتصاعد سحب الغبار المشبع بمادة الإسترونشيوم المشع الذي يحط بعد مدة فوق سطح الأرض. كما أن أمريكا وإسرائيل يستخدمان القنابل الفضية المكونة من اليورانيوم المنضب الذي يخلف الإشعاعات الذرية فوق تراب وفي مياه وهواء البوسنة والهرسك والعراق وفلسطين وأفغانستان والعراق ليصيب النسل والحرث الأحياء والبشر بلعنة التلوث الإشعاعي لقرون قادمة حيث زاد معدل السرطان وتشوه الأجنة في هذه البلدان بشكل مخيف حتي أصبحت هذه الإشعاعات لعنة قد أصابت هذه الشعوب بلا توقف. ولايمن تطهير هذه البلدان الموبوءة من هذه الإشعاعات النووية.

  • البيئة المبتكرة

شهد العالم منذ مطلع الستينيات والسبيعينيات ثورتان هما الثورة الخضراء والثورة البيئية المضادة لها. وجعلت هاتان الثورتان العالم أمام مسئولياته وأمام التحديات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سواء في البيئة التي إهترت والجفاف والتصحر العالمي حتي لايعم الجوع والفقر والتنوع الحيوي المنهار بعدما أصبحت الأحياء تواجه نزيف الإنقراض. وكل هذه الصور المأساوسة باتت تؤرق الضمير العالمي لأنها لم توقظه من سباته رغم الحملات العالمية الإعلامية التي تنادي بالعودة للطبيعة. وهذه الأصوات المخمودة لاتسمع وأحزاب جمعيات الخضر باتت نشازا وسط عشوائية القرارات السياسية والسيادية. فوكالات حماية البيئة في كل بلدان العالم تضع الشعوب في أقفصة الاتهامات الإهدارية لبيئاتها وتلاحق الفساد البيئي أينما كان لكن مقاومته أكبر من قدراتها. لأن عالمنا أصبح موبوءا بشتي الملوثات التي تعددت مصادرها وأشكالها وأساليبها بعدما تغلغلت في الطعام والهواء والماء والتربة والمياه الجوفية في كل أنحاء العالم. ولم يعد فيه ملاذ آمن ليذر الأحياء أو يقيهم ولايوجد فوق الأرض مكان يأويهم أو يعصمهم. فبتنا وباتت الأحياء معنا تتلظي في الجحيم البيئي. حيث يزداد الأغنياء غني ويزداد الفقراء فقرا. والكل هالك في البيئة لامحالة حتي ولو أنفقنا كنوز الدنيا لنستعيد حالة كوكبنا لما كان عليه من نقاوة وطهر بيئي أو نعيد له التوازن الحيوي والمناخي والصحي داخل المنظومة البيئية. فطالما يوجد تجار الموت المتطلعون للإثراء السريع. فالبيئة لن تستعيد عافيتها بل ستتدهور صحتها وهيئتها وهيبتهابل وستفقد تراثها الحيوي والطبيعي.

فالثورة الخضراء قامت كأمل لإحياء الأرض بعد مواتها فأطلقت مفهوم البيئة المبتكرة لمضاعة إنتاجية الطعام وإنتشال دول العالم الثالث من المجاعات والفقر الجامح. إلا أن هذه الثورة إتبعت في آلياتها تشجيع استخدام المخصبات الصناعية والمبيدات الحشرية والحشائشية. فلقح حققت إنتاج محاصيل زراعية وفيرة. وكانت ظاهرها الرحمة بالبشر لأن دعوتها أسفرت عن مضاعفة المحاصيل والغذاء وكانت أبواق دعاية وترويج منتجات الشركات الكبري المنتجة للمبيدات والمخصبات. فوقفت وراء هذه الثورة التي ظهرت أنها ثورة سرابية أعقبتها قيام الثورة البيئية بعدما تنبهت الجماهير بخطورة الثورة الخضراء علي البيئة لأنها خلفت التلوث والسموم وضاعفت السرطانات والفشل البدي والكلوي. وغيرت من الميراث الجيني في معظم الكائنات الحية النباتية والحيوانية. فانهارت الثورة الخضراء جماهيريا بعدما تصدت لها الثورة البيئية التي قامت بها الجمعيات الأهلية بكل العالم تنادي الزعماء بالعودة للطبيعة وإنقاذ الأرض حتي أصبحت حماية البيئة مسئولية شعوب قبل أن تكون مسئولية حكام. مما أظهر أن العالم شركاء فوق كوكبنا ومسئولون عن عذريته ونقائه

فالعالم يواجه حاليا ظاهرة الإحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة مياه المحيطات مما سيجعل صخورها ونباتاتها البحرية تزيد من إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون لينطلق بالجو ليضيف مصدرا متناميا لإنتاج هذا الغاز المسئول عن ظاهرة الإحتباس الحراري الذي سببه الرئيسي الدخان وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والكبريت وكلها غازات تنفثها الأنشطة الصناعية والحرائق بالغابات وإنحسار البساط الأخضر فوق الأرض والإفراط في المحروقات الأحفرية كالنفط والفحم الحجري. لهذا تعتبر ظاهرة الإحتباس الحراري قنبلة موقوتة. لأن الأرض بعد إنفجارها ستتلظي فيها أحياؤها وستتبخرمياؤها لنعيش فوق الصفائح التكتونية الساخنة.

فالشعوب تتصايح هلع وخوفا علي الأرض من أهل الأرض والحكومات تتغاضي جشعا وطمعا لتحقيق برامج التنمية لشعوبها. لكن الكل ضحايا إفساد البيئة وتوابعه. فالإنسان في إفساده عشوائيا للأرض يحارب ضد قوانين الطبيعة التي جعلت كوكبنا كوكبا متوازنا بيئيا ومعمورا بالأحياء لكن توازنه إختل ولاسيما منذ مطلع الثورة الصناعية وحتي الآن .فمتي تنتهي حرب الإستنزاف البيئي ؟. لاأحد يعرف. البيئة هي كل العوامل التي تؤثر علي الكائن الحي ويمكن أن تكون كائنات حية أو أشياء أخرى كالحرارة والمطروطول النهار والرياح والتيارات المحيطية. وتفاعل الكائن الحي مع هذه أحد العوامل يشكل المنظومة البيئيةEcosystem. فالكائن الحي يتفاعل مع بيئته ومتغيرات العوامل البيئية .وبعض الأشخاص يتأثرون بالتغيرات البيئية بشكل ملحوظ كإجتثاث الأشجار بالغابات المطيرة الإستوائية لزراعتها محاصيل تقليدية أو إجتثاث الحشائش والأحراش التي تعيش عليها المواشي أو الحيوانات البرية وهذا غير من نمط المناخ كالدفيئة العالمية. وتغير المناخ أسهم في تغيير الخريطة التي تتوزع فوقها الحيوانات والنباتات في عدة نظم بيئية. لهذا نجد علماء البيئة يدرسون تأثير أو الإقلال من أثر الأنشطة البشرية علي العالم الطبيعي . وعلم البيئة Ecology هو محاولة التعلرف علي كيفية حياة الحيوان والنباتات وكيف بلغ تعدادهم بهذا الحجم وتوزيعهم الجغرافي وتعدادهم. وهذه مؤشرات تجعل العلماء يقيمون صحة البيئة. لأن حجم السكان وتوزيعهم فوق الأرض يتأثران بالطريقة التي تتعامل بها الأنواع مع بعضها البعض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة داخل إطار نظام بيئي واحد. ففي تجربة أجراها عالم البيئة الأمريكي (روبرت بين)عام 1960 في مياه سواحل روكي علي المحيط الباسفيكي. وهذه المنطقة تعيش يها 15 نوع من الأحياء البحرية الفقارية والغير فقارية. ففي هذا النظام البيئي وجد (بين) الرخويات كالسمكة النجمة واللواصق والكيتونات والأصداف التي تلتصق يالصخور. فلاحظ أن السمكة النجمة (من الرخويات) تلتهم بشدة بقية هذه الأنواع الرخوية في هذا النظام البيئي لمنعها من التكاثر ومشاركتها المياه. ولما إنتشل العالم هذه السمكة النجمية تكاثرت بسرعة الرخويات بالمنطقة وزاد حجمها. ووجد أيضا أن أنواع هذه الأحياء إنخفضت واختفت من هذا النظام البيئي ستة أنواع من اللافقاريات. لهذا فإن نوعا واحدا كالسمكة النجمية غيرتهذا النظام بطريقة غير مباشرة . والأنواع التي تتعاون معا في نظام بيئي واحد نجدها تقوم بهذا التعاون لعدة أجيال متعاقبة مكونة توازن تفاعلي معيشي بينها لتصبح العلاقات البينية بينهما في توازن وأي نشاط يقوم به الإنسان في النظام البيئي يؤثر علي أنشطتها ووجودها. ففي القرن 17حمل البحارة معهم الماعز للجزر المحيطية المنعزلة لتكون مصدرا للحوم ولتعيش يحرية فوق هذه الجزر عندما يعودون للجزيرة مستقبلا. ولما عادوا وجدوا أن الماعز بها قد جردتها من الحشائش وتنامت أعدادها بسرعة لعدم وجود مفترسين لها فوق الجزر لدرجة أن الحيوانات الأخرى المتوطنة وعانت من المجاعة وانقرض معظمها .فهذا الماعز بعد دخوله غير من النظام البيئي الذي كان سائدا هناك بشكل ملحوظ وقتها .

ونجد أن المشاكل البيئية سببها الإحتباس الحراري وتآكل طبقة الأوزون وإتلاف الغابات المطيرة في العالم. كما أن هذه المتغيرات والمشاكل سوف تتأثر بالنمو السكاني والكثافة السكانية التي تعتبر أس المشاكل البيئية المحتدمة في العالم .فرغم أن معدل الزبادة السكانية بدأ يتراجع منذ عام ذ990 إلا أن عدد سكان العالم يزيدون 77مليون شخص سنوبا .وهذه الزبادة تشكا عبئا علي البيئة والموارد الطبيعية في مواطنها. لأن المؤشرات تبين أن البشر سيزيد عددهم من 6,23بليون نسمة. لكن في عام 2050 سيصبح عددهم 9,3بليون نسمة و19 بليون عام 2200حسب تقديرات الأمم المتحدة. وتعتبر مشكلة الإحتباس الحراري حيث بعض الغازات تسمح بأشعة الشمس لتسخين الأرض وتمنع الطاقة الشمسية من الارتداد ثانبة للفضاء الخارجي .وهذه الغازات التي تسبب الدفيئة العالمية هي ثاني أكسيد الكربون والغزات النتيتروجينية والميثان وبخار الماء. وبدونها تصبح الأرض كوكبا جليديا باردا ومتوسط درجة حرارته –18 درجة مئوية تحت الصفر بدلا من كون متوسط درجة حرارته حاليا +15 درجة مئوية. ونتيجة للإفراط في الوقود الإحفوري كالنفط والفحم زاد معدل درجة حرارة العالم+6,. درجة مئوية خلال القرن الماضي .وإذا لم نحد من الإفراط في استخدام هذه الطاقة التقليدية سترتفع درجة الحرارة خلال هذا القرن 1,4 – 5,8 درجة مئوية. وقد لاحظ العلماء تقلص الجليد القطبي 40% وهذا ما سيجعل مياه المحيطات ترتفع لتغمر فيضاناتها المدن الساحلية مما يعرض حيوانات ونباتات كثيرة للإنقراض. وهذه الزيادة الطفيفة نسبيا في حرارة الأرض سوف تؤثر علي طبقة الأوزون في نطاق الأجواء العليا (الإسترتوفير ) التي تحمينا من الأشعة الفوق بنفسجية في أشعة الشمس بسبب تصاعد غازات الفريون المستخدم في شحن الثلاجات وأجهزة التكييف والبروسولات .. وهذا الغاز يتفاعل مع الأوزون ليولد غاز الكلورين الذي يتفاعل مع الأوزون ويكسر جزيئاته لمدد طويلة المفعول. ويتفاعل مع قطرات الماء مولدا حامض الهيدروكلوريك الذي يتساقط مع المطر .ومع إستنفاد طبقة الأوزون سوف يزيد معدل الأشعة البنفسجية التي سنتعرض لها لتسبب سرطان الجلد والسدة (الغتمة ) بالعينين وإضعاف أجهزة المناعة في أجسامنا مما يعرضها للإصابة بالأمراض المعدية .كما أن البلانكتونات وهي نباتات بحرية تتغذي عليها الكائنات في مياه المحيطات ستقل مساحاتها وسيقل تمثيلها الضوئي الذي كان يلتهم ثاني أكسيد الكربون. فالإقلال من مساحات البلانكونات بالمحيطات والبحار سيزيد إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون للجو المحيط مما يزيد الدفيئة العالمية. فلقد وجد العلماء أن زيادة الدفيئة تؤثر علي طبقة الأوزون حتي لو منع الفريون ومشتقاته. لأن غاز الكلورين الحر موجود وسيظل يلتهم غاز الأوزون لعدة عقود قادمة. فبعد اتفاقية مونتريال بكنداعام 1978 لمنع استخدام غاز الفريون(كلورو فلورو هيدرو كربون ) إعتقد العالم أن مشكلة الأوزون ستحل. لكن العلماء عام 2000 إكتشفوا أن طبقة الأوزون تزداد إتساعا فوق القطب الجنوبي يعد المنع العالمي لاستخدام هذا الغاز .

وحاليا تتعرض الكائنات الحية من النباتات والحيوانات للإنقراض الحماعي بمعدل 4000 – 50000 نوع سنويا ولاسيما بالغابات الإستوائية المطيرة والشعاب المرجانية نتيجة للأنشطة البشرية المدمرة للنظم البيئية. ولو ظل إجتثاث أشجار هذه الغابات علي معدله الحالي. فإن الغابات سوف تختفي من فوق الأرض بحلول عام 2030 .

ونتيجة لزيادة وسائل النقل واستخدامها للسولار تلوث الهواء بعادمها الذي يطلق المواد الكربونية والكبريتية والنيتروجينية. وكلها غازات تزيد من الإحتباس الحراري بشكل ملحوظ .وهذا العادم من ملايين السيارات والشاحنات يكون بالهواء الضباب الدخاني حيث تتفاعل هذه الكيماويات علاوة علي ريادة الأشعة الفوق بنفسجية لتكون الألدهايدات والكيتونات الضارة ببيئة الهواء .وهذه تسبب مشاكل صحية للإنسان والحيوان. كما أن أكاسيد الكبريت والنيتروجين الموجودة في دخان المصانع وعادم السيارات تتفاعل مع بخار الماء بالجو مكونة حامضي الكبريتيك والنيتريك ليسببا سقوط الأمطار الحامضية وقطرات الندي الحامضي التي تودي بحياة النباتات وتسبب تآكل الصخور وواجهات المباني والكباري المعدنية التماثيل والآثار بشكل مباشر. كما أن الأمطار تجعل مياه البحيرات والبرك حامضية مما يجعلها تودي بحياة الأسماك والنباتات بها .كما أن هذه الأمطار وقطرات الماء الحامضية أتلفت عدة عابات لتصبح غابات سوداء كما في ألمانيا .وأتلفت التماثيل والواجهات الرخامية في روما ومصر. طما أن بعض الدول تلجأ للطاقة البديلة ولاسيما الطاقة النووية لتوليد الكهرباء. لكن بعد كارثة مفاعل تشيرنوبل عام 1986 التي خلفت الإشعاعات النووية التي عمت أوروبا. مما جعل معظم الدول متخوفة من التوسع في توليد الكهرباء من المفاعلات النووية.

ونتيجة لتلويث مياه الشرب. فإن 1,5بليون نسمة بالعالم يفتقدون مياه الشرب النظيفة. ونتيجة لتلوث المياه يموت سنويا خمسة ملايين. وتلويث المياه يتم بطرق مباشرة بإلقاء المجاري أو نفايات المصانع بالمياه وما يتسرب من ناقلات النفط والسفن. أو بطريقة غير مباشرة بسقوط الأمطار والسيول ومياه الجليد التي تكتسح معها المبيدات الحشرية والأسمدة بالتربة ومخلفات الزراعة والمصانع لتلقي بهذه المياه الملوثة في الأنهار والترع والبحار والمحيطات. وهذه الملوثات قد تتسرب بالتربة لتلوث المياه الجوفية التي يزيد حجمها 40 مرة عن المياه العذبة المكشوفة فوق سطح الأرض. وأصبح حاليا 25% من المياه الجوفية ملوثة وفي بعض المناطق أصبح 75% منها ملوثا. والتلوث الكيماوي بالمبيدات الحشريةأو تلوث الأسماك بأملاح الزئبق أو تلوث المياه بالكيماويات يسبب السرطانات وتشوه الأجنة وتغيير الصفات الوراثية للإنسان والكائنات الحية .كما وجدت بعض هذه الملوثات تشبه الهورمونات الإستروجينية (الأنثوية ) والتي توجد في حبوب منع الحمل مما يجعلها تحدد نسل أنواع كثيرة من الكائنات الحية لأنها تعمل علي أجهزتها التناسلية. وهذه الملوثات حتي ولو بكميات ضئيلة تؤثر علي خصوبة الذكور والإناث .وقد تؤثر حتي غلي السلوك وتجعل الإنسان والحيوان يميل للعنف.

ونجد العنصرية البيئية تتمثل لإي أن ليس كل الأشخاص يتعرضون للتلوث بالتساوي. لأن مناطق التلوث ترتبط بالأنشطة الصتاعية والزراعية ولاسيما في الدول الغنية التي تتضاعف فيها هذه النشطة الملوثة والمهلكة للبيئة التي لم توضع لها الضوابط لمنع التلوث البيئي. لأن أمريكا تفرط في إنتاج الكيماويات الخطرة والمواد المحرمة دوليا وتصدرها للدول الفقيرة لتدفن في مقابرللنفايات ولاسيما النفابات النووية .فعلي سبيل المثال نجد أمريكا تصدر50 – 80 % من مخلفاتها الإلكترونية بما فيها أجزاء الكومبيوترات للدول النامية لتدفنها هناك في مواقع بها ولاسيما بالصين والهند. وفي الصين يقوم العمال بدون وسائل حماية أو وقاية بإإحراق هذه المخلفات من البلاستيك وغيره من الأجزاءوالدوائر الإلكترونية في منطقة مدينة جيوي ويصيون علي الرماد حامض لإستخلاص الفضة والذهب ويحصلون علي الرصاص من شاشات الكومبيوترات. وهذه المواد تتسرب للمياه الجوفية ليشرب منها سكان هذه المدينة التي تقع علي بعد 18 كم من موقع المحارق. والحل المعقول استخدام الطاقة الشمسية وهي طاقة نظيفة ولاسيما بعد تخفيض أسعار تكلفتها في الآونة الأخيرة .

ومعظم خبراء البيئة يقولون لو التلوث والمتغيرات البيئة ظلا علي معدلهما علي ماهما عليه حاليا. سوف يسببان إتلافا بيئيا لا رجعة فيه من خلال الدورات البيئية السائدة والتي يعتمد عليها الأحياء والطبيعة. ويحذرون من المتغيرات الأساسية والكوارثية في السلوك البشري للحد من الكوارث البيئية المحتملة. ولحماية صحة البيئة وعافيتها التي هي أساس الحياة. علي البشر أن الأرض ليست مواردها بلا نهاية. فعلينا الحفاظ علي هذه المصادر المحدودة بإتباع إستراتيجيات جديدة لتحسين البيئة مع التنمية الإقتصادية الحريصة علي النهوض بالأمم الفقيرة دون إتلاف البيئة.

وكثير من الدول قامت بضبط أو الحد من المشاكل البيئية لديها. ففي بريطانيا إستطاعت الحكومة تنظيف مياه نهر التيمس وغيره من الأنهار. ولم تعد لندن تعاني من سحب الدخان الضبابي الكثيفة نتيجة الأنشطة الصناعية والتلوث. وفي اليابان وضعت الضوابط الصارمة لمنع تلويث المياه والجو. وهذا ماتم أيضا في كندا. وفي عام 1970 أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية وكالة حماية البيئة لحماية المصادر الطبيعية ومعها وكالات تعاونها تابعة للكونجرس الأمريكي ولها فروعها في كل الولايات الأمريكية. وأصبحت هذه الأجهزة تقوم بحماية الحياة البرية ويعاونها جمعيات أهلية في هذه المجالات. ولها قوة الضغط علي الحكومة الأمريكية . وفي عام 1962 نشر عالمة البيلوجيا راشيل كارسون كتابها (الربيع الصامت) حذرت فيه من خطورة استعمال ال (ددت) كمبيد حشري وغيره من المبيدات الحشرية. فلقد قللت أعداد الطيور وأصبحت لاتغرد بالربيع كعادتها. بعدها أطلقت الصيحات من اجمعيات الدفاع عن البيئة ووأصدقاء الأرض والسلام الأخضر ويوم الأرض الذي تتجمع فيه الملايين بمواقع التلوث ليصدروا صرخاتهم لإنقاذ الأرض