الحصان العربي. من أقدم سلالات الخيول الخفيفة في العالم. وتُنسب إلى العرب؛ لشدة اعتنائهم ومحافظتهم على نسلها وخصائصها المميزة. وكانت للحصان منزلة كبرى لدى الإنسان العربي في الجاهلية والإسلام، فقد كان رفيقه في كل الأحوال؛ يطارد به ويكر ويفر عليه. كما كان أمضى وسيلة في الحرب. في العصر الإسلامي، أدرك المسلمون أهمية الحصان لنشر الدين الجديد، ووضع الإسلام الخيل في مكانة عالية فأقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله ﴿والعاديات ضبحا ¦ فالموريات قدحا ¦ فالمغيرات صبحا﴾ العاديات: 1-3 وحث على اقتنائها وإكرامها، حتى إن الرسول ³ خصّ الجواد العربي الأصيل في اقتسام الغزو بضعفي ما ناله المقاتل الراجل (بدون الحصان). لذا نجد أن المسلمين ارتبطوا بحصانهم العربي وعنوا به لأنه قد اجتمع لهم فيه حُبَّان: حب شرعي وحب طبعي؛ ومن أجل ذلك احتل الحصان مكانة لديهم تفوق مكانة الولد؛ حتى إن الرجل كان يبيت طاويًا ويُشبِع فرسه ويؤثره على نفسه وأهله وولده.

والخيول العربية مثال للجَمال والكمال والقوة، إذا قورنت ببقية سلالات الخيول؛ فالحصان العربي الأصيل قوي رشيق، دائم النشاط،كريم وفيّ يصبر على الشدائد، ذو حزم وعزم. ومن أهم ميزاته أنه لا يدهس فارسه إذا وقع عن صهوته.

الحصان العربي قبل الإسلام وبعده

العرب سموا الخيل خيلاً لأنها تشعر بالخُيَلاء في سيرها وعَدْوِهَا وأثناء وقوفها

قبل الإسلام. كان للحصان عند العرب قبل الإسلام، على ما كانوا فيه من جدب وفقر، مكان مكين. وقد سموا الخيل خَيْلاً، لأنها تشعر بالخُيَلاء في سَيْرها وعَدْوِهَا وأثناء وقوفها.

لقد ساعدت طبيعة الجزيرة العربية بصحاريها المترامية ومراعيها ومضاربها على شدة إقبال العربي على امتلاك الخيول.كما أن الواقع الاجتماعي للحياة الجاهلية التي تقوم على الغزو والسلب والنهب ساعدت على اعتناء العربي بفرسه. وقد آثر الجياد من الخيل على أولاده، حتى إن بعض الزوجات كن يلمن أزواجهن على تفضيل الجياد عليهن مثلما حدث من شكوى امرأة عنترة الذي توعّدها شرًا إن شكت إليه ثانيةً. وكان الفارس يؤثر جواده على نفسه فيقدم له طعامه ويغطيه بردائه ويسقيه الماء السلسبيل واللبن الخالص، ويشرب هو وأسرته ما يبقيه الجواد. وكان العربي لا يغضب لشيء غضبه إذا أهان أحدهم فرسه أو أطلق عليه مالا يستحب من الصفات. وكان من مظاهر ولع العربي بجواده أن علق عليه التمائم كما يفعل بأبنائه، كذلك كان يخشى عليه العين من الحاسدين.

من مظاهر اعتزاز العربي بالخيل أنه أعطاها أسماءً وأنسابًا؛ فسجل للخيل مشجرات مطولة بأنسابها حتى لا تشوب أصالتها شائبة ويبقى دمها نقيًا. وبلغ به الحرص إن منع ذكور الخيل العربية الأصيلة من النزو على الأفراس مجهولة النسب حتى لا تكون هناك سلالة رديئة.

أصل الحصان العربي. تقول الأساطير الجاهلية أن الخيل فرّت إلى القفار عقب انهيار سد مأرب ولم تلبث أن توحشت، فخرج خمسة من الأعراب في يوم من الأيام فشاهدوا خمسًا من كرائمها في بلاد نجد. ظل الأعراب الخمسة يترددون على أماكن ورود الماء، واحتالوا لصيدها بأن نصبوا لها كميناً من الفخاخ الخشبية وأبقوها في تلك الفخاخ حتى أخذ منها الجوع والعطش كلَّ مأخذ. وحتى تألفهم هذه الجياد، صار الرجال الخمسة يترددون عليها يوميًا ويقتربون منها حتى تعودت عليهم، فركبوها متجهين نحو خيامهم، إلا أن ما معهم من طعام نفد وأنهكهم الجوع. واتفقوا على أن يتسابقوا باتجاه مضاربهم ويذبحوا الفرس التي تتأخر. وتسابقوا، وتأخرت واحدة من الخمس إلا أن راكبها أبى إلا أن يعاد السباق. وتأخرت فرس أخرى فرفض الثاني وطلب إعادة السباق، وتأخرت الثالثة فالرابعة ثم الخامسة. وفي اليوم الخامس ظهر لهم قطيع من الظباء فصاد كل منهم واحدة وأكلها وسلمت الأفراس الخمسة. وسُمِّيت الفرس الأولى التي كان يركبها جُدْران الصقلاوية، لصقالة شعرها، وسمّوا الفرس الثانية التي كان يركبها شَويَّة أم عرقوب لالتواء عرقوبها، وسموا الفرس الثالثة التي كان يركبها سباح شويمة لشامات كانت بها، وسموا الرابعة التي كان يركبها العجوز كُحيلة لكَحَل عينيها، وسموا الخامسة التي كان يركبها شراك عبية لأن عباءة شراك سقطت على ذيلها فظلت ترفعها بذيلها إلى أن انتهى السباق.

ذكر ابن الكَلْبي في كتابه أنساب الخيل أن أصل الخيول العربية من الحصان العربي زاد الراكب، وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد سليمان عليه السلام، وأن فحول العرب من نسله ومنها الهجيسي وأعوج الذي كان لايُدانى في السرعة، وجلوي أم الجواد داحس وجذيمة التي ظلت تعدو من شروق الشمس حتى مغيبها إلى أن سقطت ميتة في مضارب صاحبها بعد أن أنقذته، ومن سلالتها جلاب التي ذبحها حاتم الطائي لأضيافه، وعوج التي تخلصت من قيدها، وظلت تعدو أربعة أيام متتاليات حتى عثرت على صاحبها، ومنها داحس والغبراء اللتان تسببتا في الحرب المعروفة باسمهما بين قبيلتي عبس وذبيان مدة بلغت 40 سنة.

وباستقصاء ما وصلنا من أشعار العرب عن الحصان العربي إبان الجاهلية، نجد أن الشعراء كلهم في الغالب الأعم لم يصفوا لنا سوى فرس واحد وهو الفرس النجدي الذي يمتاز برأسه الصغير، و عنقه المقوس، وظهره المستقيم، وذيله المرفوع المموّج، وحوافره الصلبة الصغيرة، وشعره الناعم، ومفاصله المتينة، وصدره الواسع، وقوائمه الرفيعة.

في الإسلام. لم يُكْرِم دِين من الأديان الخيل إكرام الإسلام لها، ولا أدل على ذلك من أن الله أقسم بها في قوله تعالى : ﴿والعاديات ضبحًا ¦ فالموريات قدحًا¦ فالمغيرات صبحًا ¦ فأثرن به نقعًا ¦ فوسطن به جمعًا﴾ العاديات 1- 5 وقال الرسول ³: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) رواه البخاري.

وحث الرسول ³ على اقتناء الجياد وإكرامها، وكان الرسول أول من اقتنى الخيل في الإسلام واستخدمها في الجهاد امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ الأنفال60

كان من الواضح أهمية اقتناء أكبر عدد من الجياد الأصيلة للمساعدة في نشر الدين الإسلامي في صدر الإسلام، فقد قامت الخيول بدور مهم في كل الحروب التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام وبعده. ولم تستطع الإبل أن تنافس الخيول في ذلك، وإن كانت أصبر منها على الجوع والعطش وتحمّل الحياة القاسية في الصحراء؛ وذلك لسرعة الخيل في الكرّ والفرّ، وقوة تحملها وثباتها أثناء القتال على عكس الجمل الذي يهيج بسرعة مع الجلبة وقعقعة السيوف. وقد خُصّت الخيل التي تعدُّ للجهاد في سبيل الله بمزيد من العناية والرعاية، وخُص الذين يعنون بها بمزيد من الأجر والثواب، حتى أنهم ليحاسبون على شبعها وجوعها، وريها وظمئها، وإرواثها وأبوالها فقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن الرسول ³ قال: ( الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة ). ولأن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، لذا فإن الخيل التي تُربط للجهاد ينبغي أن تُكرم ويعتنى بها لما في ذلك من أجر مضاعف عند الله سبحانه وتعالى.

ومع انتشار الإسلام في الآفاق، انتشر الحصان العربي حيثما حلت أقدام المجاهدين. فمع بداية الفتح الإسلامي، انطلق فرسان المسلمين على ظهور خيولهم العربية الأصيلة فاتحين بلاد العراق والشام وفارس ومصر، وتواصلت الفتوحات إلى شمالي إفريقيا، وفي سنة (711م) دخل الحصان العربي إلى أسبانيا، واجتاز نهر الهندوس على بعد 6,000كم شرقًا بعد أن اجتاح إمبراطورية تبلغ مساحتها أربعة أضعاف الإمبراطورية الرومانية كل ذلك قد أتاح الفرصة لانتقال الحصان العربي الأصيل من بيئته في الجزيرة العربية إلى تلك الأرجاء، وربما تكون أولى عمليات التهجين بين الخيول العربية الأصيلة وغيرها قد حدثت بدءًا منذ ذلك الوقت، وبالتدريج أثّر ذلك على الأجيال التالية حتى صار الجواد العربي الأصيل نادرًا.

صفات الحصان العربي الأصيل

أحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قاعدته إلى أعلى وقمته إلى أسفل.

صفاته الجسمية. يختلف الحصان العربي عن الخيول الأخرى بعدد من الصفات التي تميزه عنها، وأول ما يلفت الانتباه في الحصان العربي الأصيل رأسه، وعليه يتوقف حسنه ومعرفة مدى أصالته وهمته. ورأس الحصان العربي الأصيل صغير الحجم، جميل التكوين، ناعم الجلد، خال من الوبر. وأحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم؛ قاعدته إلى أعلى وقمته إلى أسفل، والرأس في الأنثى أصغر قليلاً منه في الذكر.


أذنا الحصان العربي منتصبتان تدلان على أن الجواد لايزال يحتفظ بقوته ونشاطه تعلو الرأس أذنان طويلتان حساستان منتصبتان تدلان على أن الجواد لا يزال يحتفظ بعنفوانه وقوَّته ونشاطه، أما استرخاء الأذنين فمستقبح في المشرق العربي. أما الأذن في رأس الأنثى فهي أطول قليلاً عنها في الذكر. وإلى جانب الأذنين يضم الرأس العصفور؛ وهو العظم الظاهر في الجبين تحت الناصية؛ وهي الشعر المسترسل على جبهة الفرس، ومنبتها بين الأذنين، وأفضلها الناصية الطويلة الصافية اللون التي تقي عيني الجواد من أشعة الشمس. والعرب يرسلون نواصي خيولهم إلى الجهة اليمنى من العنق، ويستقبحون جزّها بخلاف نظيرتها العربية في الغرب التي تُرسل نواصيها إلى الجهة اليسرى ويجزون نواصيها. وتعطي الجبهة مسحة من الجمال إلى الفرس العربي الأصيل، وأفضلها ماكان عريضًا واسعًا تزينه غُرّة (بياض) في وسط الجبهة. والحصان العربي الأصيل ذو عينين كبيرتين صافيتين حادتين بعيدتين عن الأذنين، وخداه أسيلان قليلا اللحم. وله خطم (أنف) مستقيم به منخران مستديران واسعان يساعدانه على التنفس أثناء الركض. وفمه واسع الجحفلتين (الشٍّدقين) اللتين تلائمان اللجام.


عنق الحصان العربي الأصيل متَّسق مع جسده. وأفضل الجياد العربية ما كان ذا ظهر قوي قصير مستقيم، منحرف قليلاً من الخلف إلى الأمام عنق الحصان العربي الأصيل متسق مع جسده، يكون في الغالب غير مفرط في الطول ولا القصر وليس بالضخم ولا بالرقيق، وأفضله ماكان مستقيمًا رقيق الجلد يأخذ بالاتساع كلما اقترب من الكلكل (الصدر). وينبت على حافة العنق من الجانب الأعلى شعر طويل مسترسل يسمى العُرْف، وأجمل الأعراف لونًا ما اسودَّ وحلك كشعر النساء.

أما الجذع الذي يبدأ من قمة الكتفين وينتهي بأصل الذنب، فعليه تتوقف بعض أهم صفات الحصان العربي ومنها: قوته، وصبره، وسرعته. وينقسم الجذع إلى عدة أقسام هي الغارب والظهر، والمنكبان والصدر والأضلاع والبطن، والصلب، والكَفَل والغاربان.


الحصان العربي من أجمل الخيول في العالم، ويعود جماله إلى صغر رأسه وتناسق أعضائه تناسقًا تامًا. فالغارب تسميه العرب الكاهل والمتن والحارك وهو ما بين الظهر والعنق عند ملتقى الكتفين، ويكون في الحصان العربي الأصيل دقيقًا بارزًا يابسًا خاليًا من الدهن، وتُعرف الخيول النجدية بعلو غاربها وحسن تركيبه. أما الظهر فيسمى أيضًا الصهوة والمتن؛ وهو موضع السرج. وأفضل الجياد العربية ما كان ذا ظهر قوي قصير مستقيم، منحرف قليلاً من الخلف إلى الأمام. ومن الخصائص التركيبية لظهر الحصان العربي أن عدد الفقرات العظمية الظهرية أقل بواحدة من عددها في الخيول الأخرى. أما المنكبان فهما موضعا التقاء الطرفين الأماميين بالجذع، ويتوقف تناسق تركيبهما على تركيب الكتفين والصدر، ويكون بينهما فسحة. وكلما كانت أضخم كان ذلك دليلاً على الصدر الحسن وسرعة الركض. وصدر الحصان العربي عريض متسع بارز العضلات، وأضلاعه متسقة تملأ فراغ الخاصرتين، وبطنه مستدير متناسق مع جسمه، إلا أنه يكون أوسع لدى الأنثى الولادة، وصُلْبه مرتفع مستقيم محدب قليلاً. أما الجزء الذي يلي الصلب فهو الكَفَل، وهو في معظم الخيول العربية عريض مستقيم قليل التحدب شديد العضلات، ويحتوي هذا الكفل على عظمتين ناتئتين من أعلى الوركيْن هما الغاربان.

وقوائم الخيول العربية الأمامية ذات عضلات قوية يتصل بها كتفان مائلان إلى الأمام، يتصل بهما العضد الطويل الشديد العضلات الذي يعطي الحصان دفعة من السرعة، ويتصل ساعده من أعلى بالعضد بوساطة المرفق. والساعد في الحصان العربي معتدل الطول، كما يتصل الوظيف (الذراع) من أعلى بالساعد، وأفضل السواعد ما كان قصيرًا مستقيمًا ذا أوتار بارزة. وحوافر الخيول العربية الأصيلة صغيرة، مصقولة الجدران صلبة قوية. أما قوائمها الخلفية فتتكون من الحجبات ونتوءين من العظم يُستحسن فيهما بُعْدُ الواحدة عن الأخرى مع شدة عضلاتها واتساع المسافة بينهما، والإليتان تكون كل واحدة بعيدة عن الأخرى مع استدارتها وشدة عضلاتهما، أما الفسحة التي بينهما فتسمى المجرّ، ومن ميزاته في الحصان العربي اتساعه. أما أوراكها فطويلة متناسقة مع الكفلين تتصل بفخذين طويلتيْن، ويفصل بين الفخذ والساق عُرْقوب يكون فوق مؤخر القدم وعليه يتوقف جمال الفرس، وهو في الحصان العربي غالبًا ما يكون عريضًا رقيق الجلد. أما ساقا الحصان العربي فمتينتان قصيرتان مستقيمتان تنحدران إلى الأرض دون انحراف.

لا نجد الصفات المتقدمة باطِّراد في كل الجياد العربية، لكن تختلف هذه الصفات باختلاف المناطق التي نشأت فيها؛ فالخيول في الجزيرة العربية تختلف من إقليم إلى آخر، وبالتالي تختلف عن نظيرتها العربية في الشام والمغرب. فالحصان السعودي، رقيق الجحافل، ذو عيون سوداء جميلة، طويل الأذنين، صلب الحوافر، ذو عنق طويل متناسق وكَفَلين عريضين وقوائم رقيقة ممشوقة، غليظ الفخذيْن. والحصان السوري ذو حوافر لينة، وألوان جميلة، وعيون كبيرة، وشدقين واسعيْن. والحصان اليمني ذو جسم مستدير خشن تقريبًا، غليظ القوائم، خفيف الأجناب قصير العنق. والحصان المصري طويل العنق، دقيق القوائم، حديد الأذنيْن، طويل الرسغيْن، قليل الشعر. والحصان المغربي عظيم العنق، غليظ القوائم، ضيق المنخرين، وسبيبهما طويل غزير. ويقال أن أشرف الخيول العربية وأيمنها الخيول السعودية النجديّة، وأجلدها اليمنية وأشدها المصرية، وأغزرها نسلاً المغربية وأكثرها ألوانًا السورية.

للعرب روايات كثيرة في صفات الجواد الجيد؛ من ذلك ما قيل من أن الحجاج سأل أحد الأعراب الخبيرين بالحصان العربي الأصيل عن صفة الحصان الجيد فأجابه: القصير الثلاث، الطويل الثلاث، الرحب الثلاث، الصافي الثلاث، وفُسّرت الثلاث القصار بالصُّلْب، والعسيب والقضيب. والثلاث الطوال بالأذن والعنق والذراع، والثلاث الرحبة بالجبهة، والمنخر، والورك. والثلاث الصافية بالأديم والعين والحافر. وذكر الأصمعي في كتاب الخيل أنه يُستحب في الفرس الأصيل أن يطول بطنه، ويقصر ظهره، وتشرف حجبتاه، ويشرف منسجه، وتعرض أوظفة رجليه، وتحدّب أوظفة يديه، ويدق صدره، ويتسع جلده، ويرق أديمه، وتقصر شعرته، وتطول عنقه، ويعرض منخره، ويَدقُّ مذبحه، ويتسع منخره ويرحب شدْقاه.

صفاته الأخرى. إلى جانب المميزات الجسمية، يتصف الحصان العربي الأصيل بصفات أخرى يشترك فيها مع بقية الخيول، وبعضها ينفرد به، ومن هذه الصفات؛ حبه للموسيقى فالخيول عامة ـ والعربية خاصة ـ تحب الموسيقى وتطرب لها. فنجد أنها تتمايل راقصة بفرسانها على إيقاع الطبول والمزامير وغيرها، وقد تتراقص في استعراضات السيرك على أنغام الموسيقى، وغالبًا ما تشرب الماء بالصفير. والحصان العربي من أجمل الخيول في العالم، وهو الأصيل بلا منازع، ويعود جماله إلى صغر رأسه وتناسق أعضائه تناسقًا تامًا. ومن صفات الحصان العربي الخصوبة سواءً للذكر أو الأنثى؛ فالحصان العربي لا يفقد قدرته على التناسل حتى لو تقدمت به السن، ومن صفاته أنه ليس شرهًا، ويكتفى بالقليل من الطعام، حيث أن أمعاءه أقصر من أمعاء الخيول الأخرى، لذا فهو يهضم طعامه ببطء، ومن ميزاته أنه يعتاد بسهولة على تقلبات الطقس ولا يمرض إلا نادرًا، كما أنه يتمتع بجهاز تنفسي فعال، وذلك بفضل كبر قصبته الهوائية إذا ما قورنت بحجمه، وكذلك ضخامة قفصه الصدري، مما يساعده على أخذ كمية أكبر من الأكسجين إلى الرئتين. ومن صفاته التي لا جدال فيها صبره وقدرته على تحمل المشاق. كما أنه أيضًا رقيق الإحساس، سريع الاستجابة. ويأتي الحصان العربي في مقدمة الخيول من حيث الذكاء وقوة الذاكرة والوداعة والوفاء لصاحبه مما يجعله جديرًا بصداقة صاحبه. وهو يفهم سيده ويستجيب لأدنى إشارة أو حركة تصدر عنه، ويُسرَّ بمواساة صاحبه له إذا مرض، وإذا سمع وقع خطوات صاحبه دخل السرور إلى نفسه ويعبِّر عن ذلك بصهيل منخفض.


الحصان الأشهب كان ولا يزال إلى حد ما مركب الملوك والقادة ألوانه. للحصان العربي لونان: بسيط ومركب؛ فاللون البسيط نجده في الحصان ذي اللون الواحد، والمركب نجده في الحصان الذي له أكثر من لون. وألوان الحصان العربي ألوان زاهية مشرقة أساسها أربعة ألوان: الأبيض والأحمر والأسود والأصفر. وينتج عن تمازج هذه الألوان ألوان أخرى وضعت العرب اسمًا لكل منها.

اللون الأبيض. الصافي نادر في الخيول العربية عند ولادتها، لكنَّ نسبته تزيد في الخيول التي كان لونها أشهب في صغرها بعد أن تتجاوز السادسة من العمر ولا يُرى في الخيل العتاق، ويستحب في الحصان الأبيض سواد عُرْفه وذنبه وهذا نادر جدًا. ويتفرع من اللون الأبيض اللون الأشهب، وهو مزيج بدرجات متناسبة متفاوتة بين اللونين الأبيض والأسود. وللحصان العربي في الشَّهبة خمسة ألوان: قرطاسي، وصِنّابي، ورمادي، وأبرش، وأبلق، وسوسني، وحديدي، وكافوري.

فالقرطاسي ما كان الغالب عليه البياض ويسمى أيضًا أضحى، والصنابي ماكان الغالب عليه الحمرة، والصنَّاب هو الخردل بالزبيب، والرمادي ما كان الغالب عليه غبرة فيها كدرة، والأبرش ما كان فيه نُكَت بيض، وإن كثرت هذه النُّكَت وعم البياض جميع جسده سمي أبلق ومغلّسًا. أما إذا تفرقت هذه النكت سمي أشْيم، والسّوسني ما خالط بياضه صُفْرة. والحديدي ما زاد فيه اللون الأسود عن الأبيض إلى درجة يغلب فيها اللون الأسود على الأبيض، أما إذا قل فيه الأسود، بحيث يطغى اللون الأبيض، فهو الأشهب الفاتح أو الكافوري.

وكان الحصان الأشهب ولايزال، إلى حد ما، مَرْكَب الملوك والقادة وكبار القوم عند العرب وخلافهم؛ فقد اقتنى سلاطين الدولة العثمانية الجياد العربية الشهباء، وكذا أمراء الأندلس وملوك الفرس. وتكثر الجياد الشهب في بلاد الشام.

واللون الأحمر . تندرج تحته عدة ألوان فرعية منها الورد، والكُمَيْت، والأصدأ، والأشقر. فالورد يكون في الحصان الأحمر خالص الحمرة، لكنّ عرفه وذيله أسودان. أما الكميت فهو ما كان في حمرته سواد، وتتفرع منه خمسة ألوان هي: الأحوى، والأحم، والمدمّى، والأحمر، والمحلّف. فالكميت الأحوى يعلوه سواد، والأحم يشبه الأحوى إلا أنه أقل سوادًا منه، أما المدمّى فهو ما اشتدت حمرته في السواد، أما إذا كانت كمتته بين السواد والبياض فهو ورد أغبس. أما الأحمر فيكون أشد حمرة من المدمّى، وهو أفضل أنواع الكميت، لأنه خالص الكمتة ويسمى الكميت المصامص (الخالص). أما الأحمر الأصدأ فهو ما قاربت حمرته السواد؛ أي مثل صدأ الحديد أما المحلف فهو ما قاربت حمرته إلى الشقرة، وعرفه وذنبه يميلان إلى السواد. والكمتة أحب الألوان إلى العرب، وهي أكثر الخيول صبرًا في الحرب وأقلها جلودًا وحوافر كما قال الأصمعي. أما اللون الأشقر فلا فرق بينه وبين الكميت إلا في العُرْف والذَّنَب والقوائم؛ فإن كانت سودًا فكميت وإلا فأشقر. والأشقر هو مزيج من اللونين الأحمر والأصفر، ويكثر الجواد الأشقر في الحجاز بينما يكثر الأحمر في بلاد نجد. والأشقر يتباين أنواعًا: فمنها الذهبي، والعسلي والمحرق، والغامق. وكان الرسول ³ يحب الخيل الشُّقر، فقد روى ابن عباس أن الرسول ³ قال: (خير الخيل الشُّقر).

أما اللون الأسود في الحصان العربي فيسمى أدهم، وهو مستحب نادر بين الخيول العراب. ويتفرع منه ستة أقسام: فإن كان حالك السواد فيسمى غيهبي أو غَيْهَب، فإذا اشتد سواده حتى يضرب إلى الخضرة من شدته فهو أخضر، فإن كان بين الدهمة والخضرة وعلا سواده حمرة فهو أحوى، فإذا خالطت سواده شقرة فهو أدبس، فإن خالطه أدنى حمرة أو صفرة فهو أحمّ، فإن كان سواده ضاربًا إلى البياض حتى يقرب من لون الرماد فيسمى الأورق.

أما اللون الأصفر فيتفرع بدوره إلى ستة أقسام: أصفر فاقع، وهو ما شاب صفرته الحمرة من شدة الاصفرار، ويكون لون شعر عرفه وذنبه أسود شديد السواد، ومن معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود، وهو أحسن ألوان الأصفر. والأصفر الناصع ماكانت صفرته خالصة ولون شعر الذنب والعرف أسود حالك السواد. وهناك الأصدى وهو ما علت صفرته كدرة، والأبيض الذي تضرب صفرته إلى البياض، ولون شعر ذنبه وعرفه أصهب وهو أشهر ألوان الصفر. والأعفر ماكانت صفرته كالتراب، والأكلف ماكانت صفرته مشوبة بسواد ويوجد من معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود. انظر: الحصان.


فرس مُحجَّل الثلاث وهو مستحب لأن قائمته الأمامية اليمنى غير محجّلة. الشِّيات. وهي العلامات اللونية المخالفة لمعظم لون الحصان. وأكثر شيات الحصان العربي بيضاء، فإذا كان هذا البياض في الوجه يسمى غُرة، وإذا كان في قوائم الفرس يسمى التحجيل. فإذا ابيضّت أذنا الفرس أو كانت فيهما نقط بيضاء فتسمى الذُّرأة، إلا في الفرس الأشهب فإنها لا تختص باسم وحدها، إلا أن تكون سوداء وحينئذ تسمى التطريف، وإذا ابيض رأس الفرس يسمى أصقع، وإن ابيضَّ قفاه يسمى أقنف، أما إذا خالط شعر ناصيته بياض فهو أسعف، فإن ابيض وجهه كله فيسمى أغشى أو أرخم، وإن كان أبيض البطن فهو أنبط، أما إذا كان البياض على جانبيه فيسمى أخصف، وإذا كان البياض في الكَفَل فيسمى عندئذ آزر.

الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وسط الجبهة، ولا تسمى غُرّة إلا إذا كانت أكبر حجمًا من الدرهم، أما إذا كانت دون ذلك فتسمى قرحة، والعرب تتشاءم بالقرحة، إن لم يصاحبها بياض في شيء من أعضاء الفرس. وقد وضع العرب أسماء لأنواع الغرر التي تُحلِّي الجواد العربي، وهي أنواع نذكر منها هنا تسعة أنواع أولها النجم وهي أول مراتب الغرر، أما إذا انتشرت في الجبهة وملأتها فتسمى الشادخة، وتسمى سائلة إذا امتدت في الجبهة إلى قصبة الأنف أو سالت على أرنبة الفرس، أما إذا نزلت إلى قصبة الأنف ولم تبلغ الجحفلة فتسمى الشّمراخ، وإن أخذت جميع وجهه قيل له مبرقع، فإن فشت حتى تأخذ العينين فتبيض أشفارهما فيسمى مُغرب، وإذا بلغت الغرة محل المرسن وانقطعت أو كانت بين العينين والمنخر فتسمى الغرة المنقطعة؛ وهي من أفضل الغرر، وأخيرًا تسمى الغرة السارحة إذا ما ملأت الوجة ولم تبلغ العينين.

التحجيل بياض في قوائم الفرس مأخوذ من الحِجَل وهو الخلخال. فإذا كانت قوائم الفرس الأربع بيضاء سمي مُحجَّل الأربع، وإن كان في ثلاث سمي محجل الثلاث ويُستحب إذا كانت قائمته الأمامية اليمنى غير محجَّلة، وإذا كان في اثنتين فهو محجل الرجلين، وإن كان البياض برجل واحدة فهو أرجل وإذا كان البياض بيده دون رجليه يسمى أعصم، فإن كان في واحدة فقط فهو أعصم اليمنى أو اليسرى، وإذا بلغ البياض الركبتين والعرقوبيْن يسمى مسرولا، وإذا كان البياض في يد ورجل من خلاف كأن يكون في اليد اليمنى والرجل اليسرى أو العكس فيسمى حينئذ مشكولاً وهو ليس بمحبوب.

الدوائر علامات تنشأ من نمو الشعر المختلف الاتجاه على سطح الجلد فينشأ من التقاء الشعر ما يشبه الدوائر، ولها أسماء أخرى تختلف باختلاف البلدان العربية فتسمى النياشين والنخلات والنقشات، ومن هذه الدوائر دوائر يتفاءل بها العرب ومنها ما يتشاءمون من وجوده في الفرس، ومن التي يتِفاءلون بها: دائرة العمود؛ وتكون في موضع القلادة قريبة من العُرْف، ودائرة الصدر ويتفاءلون بها في الكسب والغنى، ودائرة الهقعة وتوجد تحت الإبط ويتفاءلون بها في الصبر وطول العمر، ودائرة السمامة وتكون في وسط العنق. ودائرة الحزام، ومكانها موضع ممر الحزام ويتفاءلون بها في زيادة الخير. أما الدوائر التي يتشاءمون بها فهي: دائرة التابوت ومركزها قمة الكتف على الحارك وتمتد إلى أسفل، وتدل عندهم على أن صاحب الفرس سيموت على ظهره، ودائرة البكَّايات على الخدود. انظر: الحصان.

ألفاظ أطلقها العرب على الحصان بلغ من عناية العرب بالخيل أنهم وضعوا لكل شيء من أطوارها وأصواتها ومشيها وعدوها ألفاظًا شتى اختصوها دون غيرها، ولم تبزهم في ذلك أي لغة أخرى .

مراحل عمرها. يسمى وليد الفرس إذا ما وضعته أمه مُهرًا ثم فُلْوًا. وبعد أن يبلغ من العمر سنة واحدة فهو حولي ثم في الثانية يسمى جذعًا والثالثة ثَنيًا، فإذا أتم الثالثة ودخل الرابعة سمي رباعًا، وفي الخامسة قادحًا حتى يبلغ الثامنة وهي نهاية القوة والشدة، ثم يأخذ في النقص إلى الرابعة عشرة، فإن تجاوزها إلي نهاية عمره يسمى مُذَكىً. وعلامات كبرها استرخاء جحفلتها واختفاء أنيابها واغورار عينيها.

أصواتها. إذا خرج الصوت من الفم سمى شخيرًا، وإذا خرج من المنخريْن يسمى نخيرًا، وإذا خرج من الصدر يسمى كريرًا. وأنواعه ثلاثة: أجش وصلصال ومجلجل. ومن أصواته الصهيل، وهو صوت الفرس في أكثر أحواله خاصة إذا نشط والجلجلة أحسن أنواع الصهيل، وتخرج صافية مستدقة. وهناك الحمحمة وهي صوت الفرس إذا طلب العلف أو رأى صاحبه فاستأنس به. ومن أصواتها الضبح وهو صوت نفس الفرس إذا عدا، وقد ذكرت هذه الصفة في القرآن في قوله تعالى ﴿والعاديات ضبحًا﴾ ، وهو ليس بصهيل ولا حمحمة. والنثير صوته إذا عطس، والصوت الذي يخرج من بطنه يسمى البقبقة، والقبع صوت يردده من منخره إلى حلقه إذا نفر من شيء أو كرهه. أما الجشّة فصوت غليظ كصوت الرعد.

المشي والعدو. كما وضع العرب أسماء لأنواع أصوات الحصان، وضعوا كذلك مصطلحات لأنواع مشيه وعَدْوِه وجريه. ومن ذلك الضَّبر وهو إذا وثب الحصان فجمع يديه، وإذا باعد بين خطاه وتوسع في مشيه فيسمى العنق، وإذا عكس ذلك بأن قارب بين خطاه فتسمى المشية عندئذ الهملجة، أما إذا عنق مرة وهملج أخرى فذلك يسمى الارتجال، وإذا قبض رجليه وراوح بين يديه واستقام جريه فهو الخبب، وإذا خلط العنق بالخبب فيسمى التّقدّي، وإذا لوى حافريه إلى عضديه فذلك الضّبع. أما إذا كان أثناء جريه يضع يديه ويرفعهما في آن واحد فيسمى التقريب. وإذا جمع في جريه بين التقريب والخبب فذلك العُجَيلي. والإمجاج هو أن يأخذ في العدو قبل أن يضطرم والإحضار أن يعدو عدوًا متداركًا، والإرخاء أشد من الإحضار، والإهذاب أن يضطرم في عدوه، والإهماج هو قصارى جهد الفرس في العدو. على ذلك يكون ترتيب العدو كالآتي: الخبب، فالتقريب فالإمجاج فالإحضار فالإرخاء فالإهذاب ثم الإهماج.

ومن الألفاظ الأخرى التي يتواصل بها الفارس مع جواده ومنها ألفاظ الزّجر، ومما استعملته العرب في ذلك يَهْياه وهَلْ وأرحب وأقدِم وهب. وكان يقال في إسكاته وكفه عن الحركة والمرح هلا. ويفهم الجواد الأصيل كل إشارة أو صوت يصدر من صاحبه كما يفهم الصّفير عند شرب الماء. وقالوا في ذلك ¸عاتبوا الخيل فإنها تعتب·، أي أدّبوها فإن فيها قوة تدرك بها العتاب أمرًا ونهيًا .

أسماء عتاق الخيل. حظيت عتاق الخيل في كلام العرب بنصيب وافر من الألفاظ التي تدل على عتقها وكرمها؛ من ذلك الجواد الطِّرف الحسن في طول المقابل في الجياد من أبويه الحسن المظهر، واللهموم الجيد الحسن الخلق والصبور في العدو الذي لا يسبقه شيء طلبه ولا يدركه من جرى خلفه، والعنجوج الجيد الخلق الحسن الصورة في طول، والهذلول؛ الطويل القوي الجسيم، والذّيّال؛ الطويل الذيل، والهيكل؛ العظيم الخَلْق الحسن الطلعة، والنهد؛ الجواد العظيم الشديد الأعضاء عظيم الجوف، والجرشع؛ العظيم الخلْق الواسع البطن والضلوع، والخارجي؛ الجواد العتيق بين أبوين هجينين، والبحر؛ الكثير الجري الذي لا يصيبه التعب، وأول من أطلق هذا المصطلح الرسول ³، والمسوّم؛ الذي لديه علامة ينفرد بها عن غيره، والسابح الذي يرمي يديه قدمًا إذا جرى، والمطهَّم؛ التام الحسن الخلق، والمجنَّب؛ البعيد ما بين الرجليْن من غير اتساع، والجموح؛ النشيط السريع. والهضب؛ كثير العرق، والشّطب؛ الحسن القد، والعتيق والجواد؛ إذا كان كريم الأصل رائع الخلق، والمُعْرِب؛ إذا لم يكن فيه عرق هجين، والطموح؛ ما كان سامي الطرف حديد البصر، والسّكب؛ الخفيف السريع الجري وبه سمي أحد أفراس الرسول (ص).

ألفاظ للذم. وضعت العرب في عيوب الخيل البدنية والعادية مصطلحات تدل على ذلك في أوصاف مخصوصة؛ من ذلك الفرس الأسفى؛ قليل شعر الناصية، والأغم؛ الذي يكثر شعر ناصيته حتى يغطي عينيه، والأزور الذي دخلت إحدى صفحتي صدره وخرجت الأخرى، والأصك؛ الذي تصطك ركبتاه وكعباه، والأشرج، ما كانت له بيضة واحدة، والأعشى؛ الذي لا يرى بالليل، والأجهر؛ الضعيف البصر الذي لا يرى جيدًا في الشمس، والعضوض؛ الذي يعض من يدنو منه، والنفور؛ الذي لا يثبت لمن يقترب منه، والجموح، الذي لا يوقفه اللجام عن جريه، والحرون إذا ثبَّت أرجله في الأرض وامتنع عن المشي، والقموص؛ الذي ينفض راكبه حتى يسقطه.

ألفاظ في خيل السباق. كانت العرب قديمًا ترسل خيل السباق عشرة عشرة، ولكل واحد منها اسم خاص به، ومكان السباق هو المضمار، وكانوا يضعون عند آخر نقطة من المضمار الجائزة على رؤوس قصب الرماح؛ ومن ذلك جاءت عبارة ¸حاز فلان قصب السبق· فمن وصلها أولاً أخذها. وكانوا يسمون الأول السابق والمبرّز والمجلّي، وكانوا يمسحون على وجه الفرس الفائز، ويقال أنه سمي المجلّي لأنه جلّى عن صاحبه ما كان فيه من الكرب والشدة. ويسمون الثاني المصَلّي لوضع جحفلته على قطاة (عجز) السابق، والثالث المعَفّى والمُسَلّي لأنه سلّى عن صاحبه بعض همه بالسبق حيث جاء ثالثًا. والرابع التالي لأنه تلى المسلِّي، والخامس المرتاح لأن راحة اليد فيها خمس أصابع. والسادس العاطف، فكأن هذا الفرس عطف الأواخر على الأوائل أي ثنّاها، والسابع البارع والحظيّ لأنه قد ناله حظًا، والثامن المؤمَّل؛ لأنه يؤمل وإن كان خائبًا، والتاسع اللطيم؛ لأنه لو أراد أن يدخل الحجرة التي هي نهاية السباق لطم وجهه دونها أو لأنهم كانوا يلطمون صاحبه. والعاشر السُّكَّيْت، لأن صاحبه تعلوه ذلّة وحزن ويسكت من الغم، وكانوا يجعلون في عنقه حبلاً ويحملون عليه قردًا ويدفعون للقرد سوطًا فيركضه القرد ليعيرّ بذلك صاحبه.

النَّزْو والتضمير

النزو. هو أن يأتي الفحل (الذكر) الحِجر (الأنثى الأصيلة). وكان العرب ولا يزالون يُعْنون بنزو الحجر عناية كبيرة لأن نزوها يعني أنها ستلد ونتاجها يُعد الثروة المرجوّة لاسيما إذا ولدت أنثى. والحجر الأصيلة لا تسمح للذكر أن يأتيها إلا إذا كانت وادقًا (تشتهي). وهناك اعتقاد شائع ـ وليس صحيحًا ـ أن الفحل العربي الأصيل لا ينزو على أمه ولا أخته، ولهم في ذلك روايات عديدة. والمشهور عندهم أن كثرة نزو الفحل تسبب له أمراضًا وتجعل لون منيه أحمر، ولا يسمحون له بأكثر من خمس إلى ثماني مرات في إتيان الأنثى فقط. أما إذا كان الفحل ليس معدًا للركوب فلا حد أقصى لذلك. والعرب تستقبح بيع عسيب (مني) الفحل لأنه مناف للكرم الذي جبل عليه العربي، ويحرص أصحاب الخيول العربية الأصيلة على اختيار الفحل الأصيل لينزو على حجورهم، وكذلك الأعراب في البادية حتى الآن، وإن لم ينجحوا في ذلك تركوا الأنثى ما يقرب من ثلاث سنوات دون نزو، ووصل الحد ببعضهم أن يضع ما يشبه الأقفال على فروج الإناث حتى لا يطرقها جواد غير أصيل خلسة دون علم أصحابها فيفسد سلالتها.

ويختلف موسم التقفيز من بلد لآخر؛ ففي كثير من البلدان العربية يُفَضَّل أن يكون في فصل الربيع لتكون ولادة الفرس فيه بعد سنة. وفي بعض البلدان كالشام مثلاً يقفزون الخيل مرتين في السنة، في الربيع والخريف. إلا أن بعض الأعراب يفضّلون أن تجرى عمليات النزو مرة واحدة كل سنتين حتى تتمكن الأنثى من إرضاع مهرها، في حين يعتقد آخرون أن ترك الأنثى دون حبل كل هذه المدة يجعلها عقيمًا. والمشهور في بلاد الغرب أن الفحل العربي نزّاء ذو خصوبة عالية ممتاز في تحسين السلالات، وأن نزوه على أي حجر ينتج خيلاً أفضل من الأب والأم من حيث الطول والسرعة، ويصدق هذا القول على الحصان الإنجليزي والفرنسي من أصل عربي. انظر: الحصان.


الخيول الأصيلة الضامرة أقدر من غيرها على السرعة، وأجمل منظرًا وأبهى طلعة التضمير. من المعلوم بالضرورة أن الخيول الأصيلة الضامرة أقدر من غيرها على السرعة وتحمل المشقة، وهي أجمل منظرًا وأبهى طلعة في سكونها وحركتها. وخلال فترة التضمير تروّض الخيول، وتُطبَّع على الطباع التي يريدها صاحبها، وتَضْمُر عضلاتها ويصلبُ لحمها ويخف ويذوب شحمها وبذلك تقوى على الجري. والتضمير أمر مألوف في العالم العربي قديمًا وحديثًا. وروي عن الرسول ³ أنه ³ كان يأمر بتضمير خيله بالحشيش اليابس شيءًا بعد شيء، وطيًا بعد طي. ويقول: (ارووها من الماء واسقوها غدوة وعشيًا، والزموها الجُلال فإنها تُلْقي الماء عرقًا تحت الجُلال، فتصفو ألوانها، وتتسع جلودها). ومدة التضمير أقلها أربعون يومًا وأقصاها ستون، على أن تكون الخيل التي سوف تخضع للتضمير أصيلة ذات أوصاف كريمة، سالمة من العيوب ليست بالهزيلة ولا القادمة من سفر أو القريبة العهد بالوضوع، وأفضل ما يكون ذلك في فصلي الربيع والخريف. أما الطرق المستحدثة، فهي المقسمة إلى ثلاث مراحل مدة كل منها شهران، يلخصها قبلان غلوب في كتاب الحصان العربي الأصيل في الآتي:

المرحلة الأولى. غاية هذه المرحلة تعويد الحصان على السير مركوبًا، وتعويده النظام، وتقوية جسمه وعضلاته. وفي بداية هذه المرحلة، ينُتقى الجواد الصالح للتضمير بشرط ألا يتجاوز عمره ثلاث سنوات، وأن تكون فيه العلامات الدالة على الأصالة... ويختار للتضمير أرض مرملة لا حجارة فيها ولا شوك ومستوية. وتبدأ هذه المرحلة بالسير يوميًا لمدة ساعة في الصباح وساعة في المساء، وتزداد هذه المدة تدريجيًا حتى تصل إلى ساعة ونصف في الصباح وساعة ونصف في المساء، وذلك عند انتهاء الشهريْن.

وفي هذه المرحلة يطعم الجواد الشعير ثلاث أُقَّات عند المساء، وأقة في الصباح، وقليلاً من العشب عند الظهر، ويجوز زيادة هذه الكمية قليلاً إذا وجد المضمِّر أن الجواد عنده قابلية للأكل.

وبعد 15 يومـًا من ابتداء هذه المرحلة، يجب تعريق الحصان بالطريقة التالية: يغطى بغطاء سميك (الجِلال)، ويؤخذ إلى ساحة التضمير، وهناك يعدو عدوًًا بسيطا ليقطع نحو 6,000م، وتزاد سرعته قليلاً في نهاية هذه المسافة، ثم يُعرّى من غطائه، ويفرك جسده فركًا شديدًا بمناشف مسخنة على النار، أو على حرارة الشمس، ويُنشَّف عرقه بمكان غير معرض للرياح أو الأمطار. ويجب فرْك الجسد جيدًا، ودلك القوائم من الركبة إلى الحافر. وعندما ينشف جلد الحصان جيدًا ويرتاح، يعطى قليلاً من الماء ثم يقاد إلى إسطبله. ويجب أن تعاد عملية التعريق هذه مرة كل أسبوع، وهي نافعة جدًا إذ إنها تذيب الدهن من جسد الحصان.

المرحلة الثانية. بعد المرحلة الأولى، منهم من يريح الحصان أسبوعًا، ومنهم من يريحه أسبوعيْن، ومنهم من لا يريحه مطلقًا. وفي المرحلة الثانية التي تدوم شهريْن إلى ثلاثة، يجب أن يعدو الحصان كل صباح عدوًا بسيطًا نحو ساعتين ولمسافة 1,000م تقريبًا، وتزاد السرعة وكذلك المسافة يومًا بعد يوم حتى نهاية هذه المرحلة، وفي نهاية هذه المرحلة يجب أن يصل إلى سرعته القصوى، وفيها تختبر إمكانات الحصان وقدراته. ويجب أن يتم العدو قبل تناول الماء والغذاء. وفي هذه المرحلة يُعرَّق مرة كل عشرة أيام. وبعد انتهاء هذه المرحلة يجب أن يرتاح الحصان نحو أسبوعين، يقدم له فيهما زيادة من البرسيم والجزر والخضراوات.

المرحلة الثالثة. ومدتها شهران، يُعوَّد فيهما الحصان على الجري السريع، وذلك بمرافقة خيول السبق عند التمرين. وفي هذه المرحلة يتم اختبار سرعة الحصان، وتقدمه وقدراته، وفي نهايته تُعرف سرعته القصوى. وفي هذه المرحلة يعرَّق مرة كل اثني عشر يومًا، ويقدَّم له كل ما يقدر أن يأكله.

أنساب الحصان وسلالاته

أنسابه. تُرجع الروايات أنساب الخيول العربية الأصيلة إلى عهد قديم يوصله بعض الكتاب إلى داود عليه السلام. فقد ورث سليمان عليه السلام من بين ماورث عن أبيه عددًا كبيرًا من الخيل. ويُحكى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ¸ أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قومًا من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داود عليه السلام بعد تزويجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، حتى قضوا من ذلك ما أرادوا، وهموا بالانصراف؛ فقالوا: يانبي الله! إن بلدنا شاسع وقد أنفضنا (نفد ما عندنا) من الزاد، فمُرْ لنا بزاد يبلغنا إلى بلدنا، فدفع إليهم سليمان فرسًا من خيل داود، وقال : هذا زادكم! فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلا وأعطوه مِطْردًا (رمحًا) واحتطبوا وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد. فجعل القوم لا ينزلون منزلا إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد، واحتطبوا وأوْرَوْا نارهم؛ فلا يلبثون إلا قليلاً حتى يأتيهم صاحبهم بصيد من الظباء والحُمر والبقر، فيأتيهم بما يكفيهم، وفضلاً عن ذلك اغتبطوا به فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب؛ فكان ذلك أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل. فأصل فحول العرب من نتاجه.· ويذكر ابن الكلبي في أنساب الخيل ¸أن أول فرس انتشر في العرب زاد الراكب للأزد، فلما سمعت به بنو تغلب أتوهم فاستطرقوهم فنتج لهم الهجيس، فكان أجود من زاد الراكب. فلما سمعت به بكر بن وائل، أتوا بني تغلب فاستطرقوهم فنتج عن الهجيس الديناري، فكان أجود من الهجيس ومن نسله أعوج والوجيه وغراب ولاحق وسيل.

حرص العربي على أنساب الخيل حرصه على نسبه. فكما كان هناك النسَّابة الذين ينقلون شفاهة نسب كل شخص، كان هناك من يحذقون أنساب الخيل فينسبونها إلى آبائها وأمهاتها. حتى أننا نجد مؤلفات بأكملها تقتصر على هذا مثل ما فعله ابن الكلبي في كتابه أنساب الخيل، والغندجاني في كتابه أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها، ولطالما افتخر أصحاب الخيول الأصيلة بأن أفراسهم من نسل زاد الراكب أو أعوج، أو لاحق أو خلافها.

سلالاته. يندرج تحت سلالة الحصان العربي الأصيل خمس فصائل رئيسية قد تكون خلف الخيول الخمسة التي ذكرناها آنفا في أصل الحصان العربي، وهي: الصقلاوية، وأم عرقوب، والشويمات، والكحيلان، والعبيان. واستمر هذا الاعتقاد حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما قسَّم بعض المستشرقين المهتمين بالخيول العربية سلالاتها إلى ثلاثة أنواع كبيرة يدخل ضمنها 20 فصيلة رئيسية يتفرع عنها 240 فصيلة أخرى. إلا أن المهتمين بالحفاظ على الجواد العربي الأصيل يُرْجعون أصوله من جهة الأم إلى 23 فصيلة تعود في معظمها إلى أنواع ثلاثة هي الكحيلان والصقلاوي والمعنكي.


الكُحَيْلان يتميز بكبر حجمه وضخامة عضلاته. وتبدو إناثه ذات هيئة ذكرية جميلة الكحيلان يتميز بكبر حجمه وضخامة عضلاته. وجماله ذكري الطابع حتى إناثه تبدو ذات هيئة ذكرية جميلة، وهو من أفضل الخيول العربية. واللون الغالب عليه هو البُنِّي؛ وله فروع عديدة منها: الحمداني، والهديان، والشويمان، والودنان، والعجوز، والهيفي، والجلابي، والروضان، والكروشان. ويعد الكحيلان ـ بصورة عامة ـ خير الخيول العربية المخصصة للركوب.

الصقلاوي يتصف بجماله الذي يتخذ الطابع الأنثوي حتى بين الذكور، وهو أصغر حجمًا من الكحيلان، ويتميز عنه برأسه الجميل وجبهته العريضة مع تقعّر واضح في المنظر الجانبي للأنف، وأهم فروعه لجهة الأم: الصقلاوي، والجدراني، والعبيان، والدهمان، والريشان، والتويسان، والجدراني بن سودان، والشيفي. ويعد الصقلاوي ـ بصفة عامة ـ أفضل الخيول العربية لأغراض الاستعراضات والاحتفالات.


الخيول العربية أسرع خيول السباق. والمعنكي أفضلها لأغراض العدو والسباق المعنكي. تتميز الخيول المعنكية بأنها فارهة الجسم، طويلة الرأس والعنق، ضخمة الحجم، ووجهها يختلف عن الخيول العربية الأخرى بكثرة زواياه ومنخريه الخشنين وعينيه الصغيرتين. والخيل المعنكية تحافظ على أصالتها إذا بقيت صافية دون اختلاط مع سلالات أخرى، وأي اختلاط في أي مرحلة من مراحل تطورها يؤدي إلى تدهور في قيمتها وزوال أصالتها. وقد دخل إلى أوروبا الكثير من هذه السلالة وعلى رأسها الحصان العربي الشهير عربي دارلي الذي يعد جد السلالة المعروفة بالثوربرد ومن أهم فروعه: المعنكي، والجلفان، وأبو عرقوب؛ والسمحان، والسعدان، والسبيلي، والهدروج، والمخلدي، والكوبيشان. ويعد المعنكي ـ بصفة عامة ـ أفضل الخيول العربية لأغراض العدو والسباق.

الحصان العربي حول العالم بما أن الحصان العربي في الأصل من حيوانات الجزيرة العربية، فلا غرو أن نجد أنها تنتشر في كل أقطار شبه الجزيرة العربية، ومن ثم انتشر بانتشار الإسلام شرقًا وغربًا، فقد كان أداة المواصلات الوحيدة التي خرجت بالفاتحين الأوائل شرقًا إلى آسيا والبلاد المجاورة لها كبلاد الشام وما بين النهرين وغربًا إلى إفريقيا بدءًا بمصر ثم إلى أوروبا بعد فتح الأندلس. وبدءًا بالحروب الصليبية اختلط الحصان العربي بالأوروبي، ونقل الأوروبيون أعدادًا كبيرة منها إلى أقطار أوروبا المختلفة، كما دخل الحصان العربي إلى أوروبا عن طريق آخر، وذلك عندما تمكن العثمانيون من فتح بلاد البلقان. وازداد اهتمام أوروبا بالحصان العربي بصورة أكبر خلال القرن التاسع عشر حينما بدأ الأوروبيون يهجِّنون خيولهم بانتظام بجلب الفحول والأفراس الأصيلة من الشرق العربي لذلك الغرض. ويشير التاريخ إلى أن أحسن السلالات العربية التي استخدمت في تهجين السلالات المحلية في أوروبا كانت من سلالة المعنكي.


تسجيل الجياد في شهادة معتمدة يصدرها مركز الخيل بالجناديرية. في المملكة العربية السعودية. وصف محمد بن الأمير عبد القادر الجزائري الخيول في الحجاز ونجد بقوله ¸إن الخيول الحجازية أحداقها حسنة سود، وهي رقيقة الجحافل، طويلة الآذان، صلبة الحوافر. والخيل النجدية طويلة الأعناق، قليلة لحم الخد، مدورة الرأس، عريضة الأكفال، رحبة البطون، رقيقة الآذان، غليظة الأفخاذ·. وفي الوقت الحالي، تجد الخيول العربية في المملكة عناية ورعاية كبيرتين، وذلك تمشيًا مع رغبة المسؤولين والحب المتأصل للحصان العربي لدى الأمراء وكثير من أفراد الشعب. وهناك عدة مراكز في شتى أنحاء المملكة تُعنى بأمر الخيول العربية. وتحرص هذه المراكز على مالديها من نسل الخيول العربية الأصيلة التي نشأت في الجزيرة العربية، والتي لا تزال تحتفظ بدمها العربي الأصيل والمسجلة أسماؤها في سجلات نسب دقيقة منظمة تشرف عليها خبرات عالمية، وتعمل على تكاثرها بانتخاب طلائق ممتازة. ونتحدث في السطور التالية عن بعض هذه المراكز.

مركز الخيل العربية في ديراب في 20/5/1381هـ، 1961م، أُوكلت مهمة تربية الخيول العربية إلى وزارة الزراعة والمياه. ووقع اختيار الوزارة على مركز ديراب الواقع على بعد 30كم جنوبي غربي مدينة الرياض ليكون مقرًا لتربية الخيول العربية؛ وذلك لتجميعها في مكان واحد وتوفير الرعاية الصحية لها وكذلك المتخصصين، ولعدم اختلاطها بأي من السلالات غير العربية الأصيلة. وكانت نواة هذا المركز خيولاً من الصفوة النقية للملك عبد العزيز آل سعود، كان قد أهداها له بعض زعماء القبائل العربية. وتوجد بهذا المركز خمسة أنواع من السلالات هي الحمدانية والكحيلانية والعبيانية والصقلاوية والصويتيات. وهناك أمر بعدم تصدير إناث هذه السلالات المحلية إلى خارج المملكة العربية السعودية. ومن الأعمال التي أُنجزت في هذه المراكز: 1- وضعت سياسة لتربية الخيول وتكثيرها وانتخاب الطلائق الممتازة، وعمل المواصفات الأساسية لبناء الإسطبلات وفق أرقى النظم الصحية المتبعة. 2- فتحت سجلات التربية وفق أفضل النظم وتم تسجيل الخيل فيها. 3- صدر الجزء الأول من سجل النسب ووافقت عليه المنظمة العالمية للحصان العربي، ويضم 913 رأسًا بعضها تابع لأصحاب السمو الملكي الأمراء وآخر لمربيي الخيول العربية بالمملكة العربية السعودية. 4- تشارك المملكة في كل الندوات الإقليمية والعالمية التي تناقش الوسائل المتبعة والتوصيات الضرورية للحفاظ على الدم العربي الأصيل، والمملكة العربية السعودية عضو فاعل في المنظمة العالمية للحصان العربي ومقرها لندن.

سلاح الفرسان ويتبع الحرس الوطني. مركز يُعدُّ من أهم المراكز التي تُعنى بالخيول العربية وتدريبها على القيام بالعروض الرياضية والعسكرية. كما يوجد مشروع الخيول العربية التابع للحرس الوطني أيضًا، ويحوي هذا المشروع سلالات طيبة من الخيول العربية الأصيلة. كما يوجد نادي الفروسية وسباق الخيل، وترصد الدولة الجوائز والمكافآت للمتسابقين وللخيل الفائزة. ومن المراكز الأخرى مركز الخيل العربية بالجنادرية وهو مشروع تابع لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وترصد له جوائز ومكافآت كبيرة تحصل عليها جياد السباق ويتقاسمها المشرفون على تربية الخيل. وهذه الجياد تسجل في شهادة معتمدة يصدرها المركز تحوي كل المعلومات المهمة، كتاريخ الميلاد واللون والأب والأم... إلخ. ومن المراكز الأخرى، توجد إسطبلات تُعنى بالخيول العربية الأصيلة متناثرة في مدينة الرياض والمدن الأخرى وفي الخرج والقصيم، وكذلك في المنطقة الشرقية ومكة المكرمة ومدينة جدة التي يوجد بها مجلس الفروسية الأهلي، بالإضافة إلى العديد من أندية ركوب الخيل في المدن والقواعد العسكرية.

في الإمارات العربية المتحدة. لا يختلف أهل الإمارات وأهل الخليج ـ بصفة عامة ـ عن أشقائهم في المملكة العربية السعودية من حيث أن حب الخيل متأصل فيهم. ويأتي على قمة من يعتنون بالحصان العربي الأصيل الحكام والأمراء. وتقام في دولة الإمارات سباقات تقتصر على الخيول العربية تشترك فيها الجياد العربية من شتى أنحاء العالم. وأقيمت مرابط حديثة للخيول في مدينة العين توافر لها المدربون والبيطريون.كما أنشئت إسطبلات حديثة ألحق بها مراكز سكنية تتوافر بها كل ما يحتاج إليه العاملون والخيول في المرابط والإسطبلات. ومن الإسطبلات الأميرية نذكر: الإسطبل الرئيسي، وإسطبل الحرس الأميري، وإسطبلات خيول السباق، وإسطبل خاص بتربية الخيول وتدريبها. هذا بالإضافة إلى الإسطبلات التي يشرف عليها جيش الإمارات، والإسطبلات التي يملكها بعض الوجهاء من المواطنين.

في الهلال الخصيب. لعل الحصان العربي الأصيل الذي وجده الأوروبيون في منطقة الشام إبان الحروب الصليبية، كان أول حصان يدخل إلى أوروبا بعد أن احتك الأوروبيون بأهل الشرق ووقفوا على إمكانات هذا الحصان. ونقلوه فرادى ثم بشكل منظم فيما بعد لتحسين سلالات خيولهم. ونجد أن عملية تربية الخيول في كل من العراق وسوريا يعدها العاملون في الحقل الزراعي من متممات حياتهم، فمعظم الفلاحين يمتلكون الخيول وبخاصة الإناث. وفي الأردن هناك مشروع الشريف ناصر الذي جُلب إليه أجود الخيول العربية الأصيلة من العراق. كما استورد بعض المهتمين بالخيول بعض الجياد ذات الدم العربي الأصيل وأنشأوا مراكز خاصة تُعنى بالسلالات الأصيلة واستيلادها. أما في لبنان فيأتي معظم الاهتمام بالخيول العربية من لدن كبار الشخصيات أكثر منه من الدولة، وتوجد مشاريع خاصة لاستيلاد هذه الخيول يمتلكها بعض وجهاء المجتمع اللبناني.

في مصر. دخل الحصان العربي الأصيل إلى مصر منذ عصر ما قبل الميلاد على يد العماليق (الهكسوس). لكنه لم ينتشر بصورة كبيرة إلا بعد الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري. واهتم كل من حكم مصر، بالخيول العربية الأصيلة. وبدا ذلك جليًا منذ بداية القرن 13 الميلادي حيث بدأ العمل المنظم على استيلادها وإكثارها. تلا ذلك إهمال لهذا المجال حتى جاءت الأسرة الخديوية وأعادت لها أهميتها، وبنيت لها الإسطبلات وجُلبت الخيول الأصيلة من الجزيرة العربية عن طريق الشراء والإهداء. وأسست جمعية للعناية بالخيول وتحسين نسلها عام 1892م، وعملت جاهدة على استجلاب السلالات الأصيلة، واشترت الجمعية عام 1919م 18 فرسًا عربيًا أصيلاً من إنجلترا لاستيلاد الخيول الأصيلة. أما اليوم فتنتشر بعض المراكز في أنحاء مصر وعلى رأسها الجمعية الزراعية المصرية. وقد قام المركز القومي للبحوث بإعداد مشروع لحماية السلالات الأصيلة للحصان العربي، وكذلك زراعة الأجنّة المخصّبة في الخيول العربية وذلك بالتنسيق مع معهد التكاثر الحيواني بجامعة ميونيخ بألمانيا وأكاديمية العلوم الزراعية بكراكوف في بولندا.

في قَطَر. يشارك القطريون إخوانهم في سائر الجزيرة العربية حبهم الفطري للجواد العربي. ويمتلك الحكام وعدد غير قليل من وجهاء قطر عددًا كبيرًا من الخيول العربية الأصيلة التي نافسوا بها في المهرجانات الدولية. ومن أشهر المرابط الموجودة في قطر مربط الشقب الذي أجريت فيه توسعة للإسطبلات القديمة وإنشاء العديد من الإسطبلات الحديثة لزيادة الطاقة الاستيعابية حتى تتسع للمزيد من الخيول، كما سيتم إنشاء مستشفى بيطري بكامل معداته، وكذلك مدرسة لتعليم ركوب الخيل وصالة مغلقة لتأهيل الشباب القطري على الرياضة التي عشقها أسلافهم. ويختص مربط الشقب باستيراد الخيول العربية الأصيلة ذات النشأة المصرية واستيلادها.

في السودان. يعود وجود الخيل في السودان إلى القرن الثامن قبل الميلاد إبان حكم الملك بعانخي الذي أحب الخيل حبًا كبيرًا. وهجم بجيشه على مصر عندما علم أن حكام الدلتا يسيئون معاملة خيولهم، وأصبحت الدولتان دولة واحدة إثر هذا الغزو.

دخل الحصان العربي إلى السودان بهجرة قبيلة بَلِيّ من الجزيرة العربية إلى شرق السودان قبيل الميلاد بقليل، ولعل أكبر عدد من الخيول العربية تجمع في السودان في وقت واحد هو العدد الذي أحضره القائد المسلم محمد القميّ سنة 255 هـ، 868م. وقد علَّق الأجراس على رقاب هذه الخيول في حربه ضد البجة فذعرت منها إبل البجة وانتهى الأمر بينهما بالصلح. كما أحضرت قبيلة هوازن خيلها معها عند هجرتها للسودان فرارًا من الحجاج بن يوسف، وكانوا في حربهم ضد القبائل المحلية يركبون خيولهم ويحملون السياط، لذا سمتهم هذه القبائل الحلنقا وهو اسم السوط في اللغة المحلية، ومن ثم عرفت هذه القبيلة باسم الحلنقا، ولا زالوا حتى الآن يمتلكون الخيول ويقاتلون على صهواتها.

ودخل الحصان العربي إلى غرب السودان عن طريق القبائل العربية التي هاجرت من مصر مثل سليم وفزارة وجهينة وغيرها. وكانت هذه القبائل تُعنى بتربية الخيول، ثم كثرت الخيل في غرب السودان خاصة لدى قبيلتي المسيرية والرزيقات.

ازدادت العناية بالحصان العربي حديثًا بعد قيام مشروع الجزيرة عام 1926م، فقد جلبت الشركة التي تولت إدارة المشروع عددًا كبيرًا من الخيول العربية ليتنقل بها مفتشو الغيط بين الحقول. ومن ثم أنشئ نادي الجزيرة لسباق الخيل، وازدادت العناية بتربية الخيول.

وأول من جلب الخيول العربية الأصيلة من أوروبا شركة كونتي ميخالوس، وأنشأت لها إصطلبلات حديثة لاستيلادها وتربيتها. قام السيد عبد الرحمن المهدي بشراء هذه الإصطبلات فيما بعد وصار أكبر منتجي الخيول العربية في السودان. وأُرسلت بعض سلالة الجياد الممتازة التي استجلبت خصيصًا من إنجلترا وفرنسا وكينيا إلى غرب السودان والخرطوم لتحسين النسل ورفع مستوى الأصالة العربية بين الخيول السودانية.

في إنجلترا. من أهم الخيول العربية التي دخلت إلى بريطانيا الحصان تركي بيرلي، وينسب إلى الضابط الإنجليزي بيرلي الذي استولى على هذا الحصان من أحد الباشوات الأتراك في معركة كالينبرج وأدخله إلى بريطانيا عام 1690م. ومن سلالته الثوربرد والهيرود. ومن أهم الخيول الإنجليزية الأخرى ذات الدم العربي تلك التي جاءت من سلالة الحصان عربي دارلي، وينسب إلى اللورد دارلي الذي اشتراه من أحد الأعراب، وأصله من نجد في الجزيرة العربية وهو من سلالة المعنكي، ووصل إلى إنجلترا عام 1704م، ويقال أنه صار أعظم حصان سفاد في التاريخ، ومن أحفاده أكليبْس، وسانت سيمون. ومن السلالات ذات الدم العربي النقي تلك التي نتجت عن الحصان عربي غولدفين، وكان هدية من باي تونس إلى الملك الفرنسي لودفيك الخامس، ونُقل عام 1729م إلى إنجلترا فاشتراه السيد غولدفين الذي سُمي باسمه، ويُعد هذا الحصان السلف الأول لسلالة ماتشم تسفيج، والرأي الراجح أنه من سلالة العبيان من اليمن.

أما الحصان الوحيد ذو السلالة العربية الذي استطاع أن ينافس الثوربرد في سباق المسافات القصيرة فهو الحصان الإنجليزي العربي الصافي. وهو نتاج إعادة تزاوج بين الثوربرد والعربي الأصيل، وينتج عن تهجين فحل ثوربرد مع فرس عربية على أن يكون كل منهما نقيًا. انظر: الحصان.

في فرنسا. تشير الوثائق إلى أن أول دخول للحصان العربي في فرنسا كان عام 1212م، عندما أهدى هارون الرشيد الملك كارل فرانكن الكبير تسعة من أفضل الخيول العربية الأصيلة. ثم جُلبت عام 1779م ثمانية فحول أصيلة إلى مربط بومبادور، أشهرها درويش، ثم جُلب عام 1790م 24 فحلاً آخر، كما أحضر نابليون عام 1798م بعد معركة الأهرام الكثير من خيول المماليك التي غنمها من المعركة. وبعد عام 1806م، حضرت بعثة فرنسية إلى سوريا وابتاعت 39 فحلاً أهمها الحصان مسعود، وكان لأحد شيوخ قبيلة عنزة، وكذلك الحصان أصلان الذي أهداه خورشيد باشا للبعثة الفرنسية. وصار الحصانان أصلاً للسلالة المعروفة باسم الأنجلو ـ آراب في فرنسا. ومن السلالات الفرنسية التي تأثرت بالدم العربي الليموزان المختلط، والشارلي المختلط، والأنجلو نورمان، وحصان الخبب الفرنسي.

في ألمانيا. أنشئ أول مربط للحصان العربي في ألمانيا عام 1817م في مدينة فيل في عهد الملك ويلهلم الأول. ومن أشهر الخيول العربية التي جُلبت إلى هذا المربط الحصان بيرقتار وهو من أصل صقلاوي جُدْران أشهب صافي اللون، ومن سلالته أمورات الذي كان له بصمات واضحة على سلالة الحصان العربي في أواسط أوروبا. ومن أشهر الخيول العربية التي دخلت ألمانيا الفحل ياسر الذي جلب عام 1930م من مربط الأمير محمد علي الكائن في القاهرة، وكان من أصل كحيلان شلبي، وكذلك الفحل حدبان العنزي عام 1955م. وترك الحصان العربي بصمات جلية على العديد من السلالات المحلية ومن أهمها سلالة التراكنر التي بدأت عام 1732م من سلالة فحل عربي خالص وفحل ثوربرد إنجليزي مع إناث محلية.

في بولونيا. يقال أن أول جواد عربي أصيل وصل إلى بولونيا كان عن طريق تركيا، وكان هدية من أحد الوزراء في الدولة العثمانية إلى سفير بولونيا الذي أهداه بدوره إلى الملك، واستُجلب إلى البلاط الملكي جوادان آخران ذكر وأنثى، وكانا من خيول عنزة، وهما أصل الخيول المعروفة في بولونيا اليوم بذات الدم النقي. وفي عهد الملك سيجسموند الثاني، أنشئ مربط خاص بالحصان العربي في منتصف القرن السادس عشر، وقد يكون أول مربط من نوعه في أوروبا. وجلب الأمير فالاف رتسفسكي في الفترة مابين 1817م ـ 1819م، 123 جوادًا عربيًا أصيلاً من سوريا وكانت نواة لمربطه المشهور في سوران. واستُجلبت الكثير من الخيول العربية الأصيلة إلى مربط جانو عام 1817م وكان بها ثلاث سلالات عربية وهي العربي الأصيل والعربي المختلط، والأنجلوآراب ولكن استولت روسيا على مئات من الخيول من هذا المربط عندما احتلت بولونيا.

في روسيا. دخل الحصان العربي إلى روسيا منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي، إلا أن دخوله رسميًا كان على يد الأمير أورلو عام 1770م، عندما حصل على 39 حصانًا أصيلاً من بينها 9 إناث والفحل سمتانكا الذي يعد السلف الأكبر لسلالة الأرلوف الروسية. وفي عام 1899م، جُلب 28 فرسًا من سوريا. وأنشئ مربط ترسك عام 1921م، وزُوِّد بنحو 47 فر سًا عربيًا استجلبت من المجر وبولونيا، وأُعطيت السلالة الجديدة اسم الترسكر نسبة إلى مربط ترسك. واعترفت منظمة الحصان العربي العالمية بالخيول العربية المسجلة في سجل الخيول الروسي الثالث لعام 1978م أثناء المهرجان الدولي للخيول العربية في ألمانيا. ثم ازداد الطلب عليها وقفزت أسعارها. ومن السلالات المهمة التي تأثرت كثيرًا بالحصان العربي سلالة آكال تاكنر، وكذلك البودجوني التي تمتاز بهدوئها وجلدها. وكذلك سلالة جمود المشابهة للآكال تاكنر لكنها أشد تأثرًا بالدم العربي.

في أسبانيا. دخل الحصان العربي إلى الأندلس مع فتحها على يد طارق بن زياد عام 710م. فقد جلب الفاتحون معهم الكثير من الخيول العربية والبربرية. ونتج عن اختلاط هذين النوعين بالسلالات المحلية خروج السلالة الأندلسية التي صدرت فيما بعد إلى أمريكا وفنلندا والدنمارك. ومن أشهر من شغف بالحصان العربي الملكة إيزابللا الثانية (1833 ـ 1870م) التي جلب إلى مربطها في يغُوَادا 38 حصانًا كانت النواة الأولى لهذا المربط. وخلال العقد الثاني من القرن العشرين جلب المركيز دي أفيلا عددًا من الخيول العربية الأصيلة من إنجلترا وفرنسا والأرجنتين. ومن الخيول المحلية التي تأثرت بالدم العربي كثيرًا الأنجلو ـ آراب الأسباني، وكان نتاجًا لتزاوج الخيول الأندلسية والثوربرد مع الحصان العربي الأصيل، وتستخدم في رياضة مصارعة الثيران لما عرف عنها من شجاعة وإقدام. واعترفت منظمة الحصان العربي العالمية بالسجل الرسمي للخيول العربية الأسباني عام 1972م. ومن ثم ازداد الطلب عليها وارتفعت أسعارها.

في المجر والنمسا. لا شك أن الحصان العربي دخل إلى المجر والنمسا من خلال الجيش العثماني الذي كان يمتلك معظم قواده من الباشوات الخيول العربية الأصيلة. وقد أدى ذلك إلى اختلاط الخيول المحلية بالخيول العربية. واهتم المجريون والنمساويون بالحصان العربي، وأنشأوا له المرابط بعد أن أدركوا قيمته لدى الجنود الأتراك. من أهم هذه المرابط مربط النبيل هُنْيادي الذي أنشئ عام 1818م وكان به 200 فرس في مقدمتها الفحول الأصيلة الأربعة طيار - سفير - طريفي - معنكي. وكذلك مربط البارون فون فَشْتيعْ، وهو الذي أدخل الحصان صقلاوي جدران الذي صار السلف الأكبر لسلالة الجدران المجرية المشهورة اليوم. وقد أنتج في مربطه خيولاً عربية أصيلة دون اختلاط بالإضافة إلى نوعين آخرين مهجَّنيْن. وكذلك مربط بابولنا الذي أنشئ عام 1789م ومن أهم الخيول التي جلبت له الفحل شاغيا، ومن أشهر الخيول التي مرت به الحصان عبيان الذي خلّف سلالة مشهورة، تميزت بحجمها الكبير ومشيتها الانسيابية بالإضافة إلى تناسق تكوين أعضاء جسمها. واعترفت جمعية الحصان العربي بأصالة نتاج خيول هذا المربط.

في أمريكا. دخل الحصان إلى أمريكا عام 1511م مع فردنانز كورتز، وكان مجموع ما جلبه 11 فحلاً وخمس إناث. وبدأ استيراد الخيول العربية الأصيلة إلي أمريكا بدءًا من عام 1730م. وقد كان وصول سلالة الحصان العربي عربي دارلى وهما سليم وعطيل عام 1750م إلى أمريكا نقطة بارزة في تاريخ الخيول فيها، وتلاها البدء في إنتاج أكثر السلالات الأمريكية عددًا وجودة وهي السلالة المسماة الثوربرد الأمريكية. ومن أشهر موردي الخيول العربية في أمريكا هومر ديفنبورت، وسبنسر بوردن، وألبرت هاريس، ووليم براون. وأهم الجهات التي مدت أمريكا بالخيول الأصيلة تركيا في عهد السلطان عبد الحميد، والمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز، ومصر في عهد محمد علي باشا، وحاليًا من الجمعية الزراعية المصرية، ومراكز توليد الخيل العربي في بولونيا. وتأسس بها عام 1908م نادي الخيول العربية بهدف التحقُّق من أصالة الخيول العربية التي تُسجَّل في سجلاته الرسمية من تقديم أخوكم في الله إليآس

Wikimedia Commons هناك ملفات عن Horses في ويكيميديا كومنز.