البيئة البيولوجية
حقائق بيولوجية • نماذج الأنواع أ. نماذج التماثل والتشابه أو التجانس : إن الأنواع الدنيا من النبات يكون التشابه فيها أكثر وضوحا من الاختلاف في حين أن الأنواع العليا من النبات يكون الاختلاف فيها بارزا . كما أن الأنواع الدنيا في الحيوان تكون هي الأخرى متماثلة كالأميبيا والإسفنج . ب. نماذج الاختلاف والتباين أو اللاتجانس : في النباتات الراقية يمكن ملاحظة الاختلاف في ميدان التذكير والتأنيث . وفي الحيوان يعتبر الإنسان هو الأرقى ولاشك أن الاختلاف اشد وضوحا . • مميزات الأنواع في الأنواع الدنيا من النبات والحيوان فان الجزء يؤدي حصرا وظيفة الكل فإذا قطعنا جزء من جسم الإسفنج فالحياة مستمرة لان باستطاعة الجزء أن يعيش ويقاوم حتى يصل إلى حالة التماثل الأولى وكذلك الأمر في بعض النباتات . هذا يعني أن التطور لن يصل في احسن الأحوال إلا إلى حالة التجانس أما اللاتجانس فلا . هذا يعني أيضا أن الجزء مستقل عن الكل حيث قوى النمو والتوالد كامنة فيه . أما في الأنواع العليا من النبات والحيوان فان الجزء لا يؤدي وظيفة الكل كما أن الجزء مستقل عن الكل نسبيا غير أن التباين والاستقلالية لا تعني الانفصال بل التكامل كما أن العضو مثلا في الإنسان لا تكمن فيه قوى النمو والتوالد لذا فهو يؤدي وظيفة معينة إلى جانب وظائف الأعضاء الأخرى بحيث أن عملية التكامل الوظيفي تؤدي إلى وحدة القصد والهدف . • القانون العام : من هذه الحقائق البيولوجية يستخلص سبنسر القانون التالي : " أن في الحياة ميلا إلى التفرد والتخصص والانتقال من المتجانس إلى اللامتجانس ومن المتشابه إلى المتباين . فالجماد او الجسم غير الحي كذرات التراب ، النار والهواء يكون متماثلا وغير متخصص في حين أن الجسم الحي يتمتع بذاتية وينفرد بشخصيته ويؤدي وظيفة خاصة ومحدودة يتعين عليه أن يؤديها وكلما زاد الكائن الحي ارتقاءا زاد تفرده وتخصصه ظهورا " . وهكذا يقرر سبنسر أن التخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات. • دعائم القانون : حسب تحليل سبنسر فالقانون يقوم على دعامتين : أولا : كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد تخصصا وتفردا . ثانيا :كلما ازدادت الأعضاء تفردا واختصاصا ازدادت استقلالا
• من الحقائق البيولوجية إلى الحقائق الاجتماعية "من ميدان البيولوجيا إلى ميدان الحياة الاجتماعية " نشط سبنسر في تطبيق ما توصل إليه في الميدان البيولوجي على الميدان الاجتماعي : 1. الأفراد وحياة الفطرة اتسمت حياة الجماعات البشرية الأولى بالتشابه والتماثل في انتسابهم إلى مجتمع تتشابه فيه طرق المعيشة والحاجات والغايات ووسائل العيش والاقتصاد والنمو والدفاع والأمن والزواج والدين والمعتقدات والأساطير...الخ وفي مرحلة ما حدث تطور في الحياة الاجتماعية والانتقال من سذاجة الفطرة إلى مرحلة أكثر ارتقاء لوحظ فيه ظهور الفوارق بين الأفراد وتقاسم وظيفي لشؤون الأسرة والعمل وما إلى ذلك من شؤون الحياة الاجتماعية . وفي مرحلة أكثر تطورا ورقيا لوحظ ازدياد في التخصص والاستقلالية الفردية . 2. انقسام المجتمعات : § كلما ازداد التخصص والتفرد كلما انقسمت المجتمعات إلى طبقات أكثر . § شيوع ظاهرة التخصص والتفرد في أدق مظاهرها .
تعقيب / تساؤل : هل التخصص والتفرد يشكلان مصدر قوة أم ضعف للمجتمع ؟ تماسك أم تفكك ؟ إن الإسراف في التخصص لا يعني استقلال كل كائن عن الآخر أو كل طائفة اجتماعية عن بقية الطوائف الأخرى في المجتمع وعلى العكس من ذلك فالتخصص ينطوي على التضامن والتعاون ويتجه نحو التآلف ؛ فالعدالة تستوجب ضمانات لتحقيقها كالقضاة والمحامون ووكلاء الدفاع والكتاب والمحضرون بحيث ينصرف كل إلى عمله ليتحقق القصد والهدف العام كما أن التآلف ينسحب على الدور التكاملي الذي يؤديه كل من التاجر والصانع والطبيب والمدرس وعامل النظافة والمزارع والجندي والشرطي بحيث ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تنزع نحو وحدة القصد والهدف رغم التفرد والاختصاص .