البواسير/البواسير الداخلية

تظهر أهم اعراض البواسير الداخلية عند رؤية قطرات أو نقاط دم أحمر متقطعة عند عملة التغوط (التبرز)، والمشكلة هنا هي أن الدم يظهر في أغلب الأحيان دون شعور المريض بالألم، ولهذا السبب غالباً يتعرف مريض البواسير الداخلية علي مرضه في وقت متأخر من الإصابة بحيث تكون البواسير ممتلئة بالدم وتكون جلطة، أو في بعض حالات البواسير الداخلية عندما تكون البواسير قريبة من فتحة الشرج.

اما بخصوص الجلطة فتختلف صورها وأحجامها من شخص لآخر حسب حالته، فقط تكون في حجم حبة البازلاء أو حبة الجوز. وفي جميع الأحوال يمكن تعريف هذه الجلطة علي أنها كتلة حول فتحة الشرج لونها أزرق، وسرعان ما تذوب هذه الجلطة في غضون 7 أيام مكونة كيس أو أكياس جلدية صغيرة فارغة ومن ثم يزول شعور المصاب بالألم.

تمرّ الإصابة بالبواسير الداخلية بأربع مراحل هي على التوالي:

  1. تضخم الأوعية الدمويّة داخل قناة الشرج دون الاندفاع نحو الخارج مصحوبةً بالنزيف.
  1. الأوعية الدمويّة المنتفخة تبدأ بالاندفاع نحو خارج فتحة الشرج عند خروج الغازات أو البراز من الجسم ثمّ تعود إلى الداخل تلقائيًّا، وقد يصاحبها النزيف.
  1. الأوعية الدمويّة المنتفخة تندفع إلى الخارج تلقائيًّا دون وجود مُسبب لذلك لكن المريض يستطيع إرجاعها إلى الداخل بواسطة اليدّ وقد يتزامن معها النزيف.
  1. الأوعية الدمويّة المنتفخة تندفع إلى الخارج وتبقى كذلك ولا يستطيع المريض إرجاعها إلى الداخل أبدًا بأي وسيلةٍ.

أعراض البواسير الداخليّة: عدل

نظرًا لكون غالبية الإصابة بالبواسير الداخليّة غير مصحوبةٍ بالألم فإنّ المريض لا يشعر بأعراضها إلا مع تقدم الحالة المرضيّة وأبرز اعراض البواسير الداخلية ما يلي:

  1. نزول الدمّ من فتحة الشرج مع خروج البراز منها وهو من اعراض البواسير المشتركة ما بين نوعيّ البواسير والأورام السرطانيّة في المستقيم والشرخ الشرجيّ؛ لذلك عند مشاهدة نقاط الدم الحمراء لا بد من التوجه الفوريّ للطبيب لتحديد سبب نزول الدمّ مع البراز.
  2. الألم يشبه وخز الإبر الخفيف نتيجة تمدد الأوعية الدمويّة داخل وخارج الفتحة الشرجيّة.
  3. ارتشاح البراز.
  4. الشعور بعدم الراحة خاصةً مع تقدم الحالة وتحولها إلى البواسير الهابطة مع تزايد حدّة الألم ونزّف الدم.
  5. انتفاخ الباسور وتورمه.

أسباب البواسير الداخلية: عدل

تتورّم الأوردة الشرجية وتنتفخ بسبب زيادة الضغط عليها، الأمر الذي يمكن أن تتسبب به العديد من الحالات الطبية والتي فيما يأتي أهمها:

  1. الحمل: تصاب النساء الحوامل بنسبة أكبر بالبواسير، وذلك بسبب ما يؤدي إليه زيادة حجم الرحم من ضغط على القولون والمستقيم.
  2. الشيخوخة: تكون البواسير أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 65 سنة، ولك هذا لا يعني أن الشباب والأطفال لا يمكن أن يصابوا بها.
  3. الإسهال: يمكن أن تحدث البواسير بعد حالات الإسهال المزمن بسبب الضغط الذي يولده الإخراج المتكرر على المستقيم.
  4. الإمساك المزمن: يؤدي امتناع الإخراج إلى الضغط على البراز وارتجاعه إلى أعلى، الأمر الذي يولّد ضغطًا إضافيًّا على جدران الأوعية الدموية.
  5. الجلوس لفترة طويلة: يمكن أن يؤدي البقاء في وضع الجلوس لفترات طويلة إلى حدوث البواسير، خاصةً في الجلوس على المرحاض.
  6. رفع الأجسام الثقيلة: يمكن أن يؤدي الرفع المتكرر للأجسام الثقيلة إلى البواسير.
  7. الجماع الشرجي: يمكن أن يسبب البواسير أو أن يزيد من سوء حالتها في حال وجوده.
  8. السمنة: ترتبط السمنة بالبواسير لما تسببه من زيادة ضغط على الجسم في تلك المنطقة.
  9. الوراثة: بعض الناس يرثون جينات تجعلهم أكثر عرضةً للتعرض للبواسير.

تشخيص البواسير الداخليّة: عدل

في الغالب البواسير الداخليّة لا يشعر بها المصاب إلا مع تفاقمها عندها يتوجب عليه الذهاب إلى الطبيب الذي يستطيع تشخيص الإصابة عن طريق تحسس مكان الباسور بالإصبع كونه لا يمكن رؤيته بالعين، وقد يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام التنظير السينيّ باستخدام أشعة إكس ممّا يتيح الفرصة للطبيب رؤية كامل المنطقة داخل المستقيم، وفتحة الشرج، والقولون والكشف عن السبب وراء أعراض النزيف هل هي فعلًا البواسير الداخليّة أم أورام سرطانيّة في المستقيم، كما تستخدم حقنة الباريوم في التشخيص، وأخيرًا تنظير القولون خاصّة لمن تجاوز سنّ الخمسين ,وبناءا على ذلك يتم افتراح علاج البواسير الانسب لكم حسب درجة الحالة.

علاج البواسير الداخليّة: عدل

العلاج في المرحلة الأولى: إذا كانت الإصابة في مرحلتها الأولى يمكن السيطرة عليها بواسطة علاج البواسير في المنزل أو علاج البواسير بالاعشاب عن طريق الإكثار من تناول الألياف الغذائيّة الموجودة في الفاكهة والخضار كالحبوب الكاملة، وخبز النخالة والقمح الأسمر، وتجنُّب تناول الأطعمة الغنية بالبهارات خاصّةً الحارّة منها، والإكثار من شرب الماء والسوائل الطبيعيّة، كما يُنصح في المراحل المبكرة تناول ملعقة من زيت الزيتون الطبيعيّ، واستخدام اللبوس، وتناول الأدوية التي تعمل على انقباض الأوردة الدمويّة، والجلوس في المغطس المائيّ الدافئ مدة ربع ساعةٍ يوميًّا حتى الشفاء.

علاج المرحلة الثانية: تكرار طرق العلاج الطبيعيّة التي أسلفناها، واستخدام نفس الأدوية والمراهم التي تعمل على انقباض الأوردة الدمويّة، ويضاف إليها استخدام الربط المطاطيّ للباسور، وحقن موضع الباسور بمواد تعمل على تخثر الدم وتقليل تدفقه في الأوردة مثل الأشعة تحت الحمراء و علاج البواسير الليزر، واستخدام أسلوب الإنفاذ الحرايّ ثنائيّ القطب.

علاج المرحلة الثالثة: اللجوء إلى عمليات استئصال البواسير الداخليّة وهي من العمليات التي تحقق نسبة نجاح كبيرة جدًّ ونتائج مُرضية بعد العمليّة كي يعود المصاب إلى حالته الطبيعيّة باستخدام تقنية التدبيس، والربط الشريانيّ الباسوريّ بواسطة الأشعة فوق صوتيّة، وعملية بضع المصرة الغائرة. علاج المرحلة الرابعة: نفس طريقة علاج المرحلة الثالثة حيث يكن الوضع متفاقم والبواسير تدلَّت من الداخل إلى الخارج ولا يمكن إعادتها والتخلص منها إلا بالاستئصال.

الوقاية من البواسير الداخلية: عدل

للوقاية وتفادي البواسير، ينصح بزيادة كمية الماء التي يشربها الشخص يوميًا، وذلك لما يساعد بجعل قوام البراز أثر سلاسةً وسهولةً في الخراج، كما ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب الجلوس لفترات طويلة، وخاصةً على الأسطح الصلبة مثل الخرسانة أو البلاط، كما ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية مثل: الدقيق والإجاص والجزر.