إسلام
المُحتويات |
يعتقد المسلمون اعتقادا جازما أن الإسلام دين منزل من عند الله وأنزل الله لهذا الدين كتابا مثل ما أنزل التوراة لليهود والإنجيل للنصارى لكن الدين الإسلامي جعله الله خاتمة الأديان وبه أرسل الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء عيسى وموسى وخاتم الأنبياء وأرسل النبي محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة ولم يرسل إلى فئة معينة كما أرسل موسى وعيسى عليهم السلام لليهود ودين الإسلام أنزله الله للإنسانية جمعاء الأبيض والأسود والأحمر والأصفر قال الله تعالى في القران الكريم يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌٌ الحجرات : 13. فقد جعل الله الإسلام دين رحمة وتخفيف على من امن به ومساواة بين الناس باختلاف طبقاتهم واعطى المرأة حقوقها كاملة وحث الأبناء على برالوالدين والرحمة بهما وامر بالصدقة تؤخذ من الاغنياء وتعطى إلى الفقراء. في البدء تجب الاشارة إلى أن مفهوم الإسلام ورد في القران بمعنيين منفصلين : الأول هو الاطار العام للكلمة ويشمل كل الاديان السماوية منذ نشأة الخلق حتى بعثة النبي محمد ﷺ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَاب آل عمران : 19. والثاني الحديث عن الرسالة السماوية التي انزلت على آخر النبيين هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون التوبة : 33 .والجانب الأول قد تمت الاشارة اليه في عموم القران بطريقة الاشارة والربط مع الدين الاخير .اما المفهوم الثاني فقد جرت عليه اشارات تفصيلية وشرح مسهب في عموم الكتاب . والإسلام يعني اعتقادا ( الاستسلام لله سبحانه وتعالى)والإيمان بما جاء من عنده جملة وتفصيلا , بدون اختيار أو انتقاء اوغربلة. وهذا يستدعي بالضرورة تصديق المبلغ ( الرسول ﷺ) والإيمان بصدق رسالته والاعتقاد الجازم بامانته والا اختل الاعتقاد في نفس الفرد بداية أو في مراحل لاحقة. اذن الإسلام يتطلب بداية الإيمان بالله وطاعة رسوله بكل ماامر به.وحيث أن الإسلام هو خاتم الاديان السماوية الذي لايقبل التعديل أو التغيير فانه كدين سماوي يجب أن ينسجم تماما مع النفس البشرية قبل مئات السنين والآن وبعد مئات أو آلاف السنين .وهذا أمر بين لايقبل الاختلاف والا اندثر الدين واضمحل تاثيره في نفوس اتباعه.عليه نلاحظ ان تعاليم الإسلام قد تطابقت مع الفطرة الانسانية ولاقت قبولا روحانيا وعقليا من مختلف الفئات والاجناس والاعمارومستويات التفكير .وتقبل الدين الجديد /القديم اناس مختلفون ومتباينون في عقائدهم, فقد امن به الوثنيون الذين عبدوا الحجر والشجر والاجرام بنفس القوة التي امن بها أصحاب الكتب السماوية السابقة ( اليهود والنصارى والصابئة ). كما استجاب لرسول الإسلام والدعاة من بعده, أصحاب العقول الراجحة والمكانة العالية في قومهم بنفس الطريقة التي استجاب بها الاميون والبسطاء وانصاف المتعلمين . هذا الأمر العجيب يستدعي من الباحث وقفة تأملية سواء كان الباحث محبا للإسلام أو معتنقا اياه أو معاندا له, ليصل الجميع حتما إلى نفس الجواب ولو بعد حين : ان هذا الدين الهي سماوي لم يبتدعه البشر , وبالتحديد محمد ﷺ, وانه خالد بخلود البشرية حتى قيام الساعة .انه دين مرن ديناميكي يتكيف في تعاليمه وواجباته مع تغير الحياة الانسانية على مر القرون. لاتوجد عقيدة بشرية منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا استطاعت ان تنسجم مع كل البشر في كل الاوقات وان تدفع الناس إلى الابداع.في حين ان الاديان السماوية تجعل الانسان يبدع ويقدم الخير بدون اهتمام كبير برأي الناس .وقد عمل المسلمون في فترات الازدهار كدول وجماعات انجازات باهرة لاتزال تثير الاعجاب , ولايزال هذا النفس المبدع موجودا وسيبقى ,رغم ان من جوهر تعاليم الإسلام ان يوضح للانسان باستمرار انه يموت في أي لحظة وان بقاءه في هذه الدنيا قصير . مصادر التشريع في الإسلاميعتمد المسلمون منذ الأيام الأولى لنشأة هذا الدين العظيم على مصدرين أساسيين للتشريع , ليس عبثا اواجتهادا من شخص أو فئة بل استنادا إلى الكلام المنزل وطاعة لله وتقربا اليه بطاعته. المصدر الأول هو القران الكريم :الكتاب السماوي المعجز الذي لم يتغير فيه حرف منذ 1400سنة لانه منقول بالتواتر ومعناه انه رواه جمع عن جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم واتفاقهم على الكذب على رسول الله الله صلى الله عليه وسلم .تعريف القرآن(هو كلام الله تعالى المنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام والمعجز بلفظه والمتعبد بتلاوته والمنقول بالتواتر بلسان عربي مبين والمبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس والذي لم يستطع العرب أهل البلاغة والادب ان يجاروه في كماله اللغوي والبلاغي .ولم يستطع أهل العلم في كل الأرض ان يكتشفوا كل الاسرار العلمية التي يحتويها أو يشير إلى وجودها.والمصدر الثاني هو السنة النبوية المطهرة التي اشتملت على أقوال وافعال وموافقات(تقرير ) النبي محمد ﷺ على أمور حصلت امامه. وأيضا بنص القران وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْه ُفَانتَهُوا الحشر : 7، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا الأحزاب : 36 وأيضا مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً النساء : 80. هذا الأساس المتين عصم الإسلام والمسلمين إلى حد بعيد من الانزلاق في متاهات تبدأ بسيطة وتنتهي بتحريف الدين. هذا من جانب والجانب الايجابي الآخر انه مكن أي شخص مسلم لديه العقل النير من الاطلاع على أهم أسس العقيدة والإيمان مادامت معروضة امامه بدون تدخل مؤثر أو تحريف بين ( وهذا الأمر خاص بالسنة النبوية لان القرآن الكريم عصم من التحريف). طبعا توجد مصادر تشريع أخرى في الإسلام تستمد جذورها واصولها من المصدرين اعلاه افاض فيها علماء الإسلام بحثا وتوجيها.[1] ولكننا في هذا المقال نحاول الحديث عن الكليات التي يتشرب بها العقل الانساني السليم وتتقبلها الفطرة البشرية بشغف. وأهم ركن في التشريع الإسلامي أن لا أحد يستطيع أن يشرع عبادة للمسلمين بعد وفاة الرسول ﷺ الذي قال (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك). وهذه من الحكم البليغة للدين الإسلامي التي أعطت العبادات قدسية تتجاوز قابليات البشر وادراكهم وحدود اجتهادهم .فانحصرت جهود العلماء والمفكرين والدعاة والمتكلمين في مجال المعاملات والتفسير والسير والترغيب والترهيب .لان الرسول قد اخبر في حديثه المشهور إلى ابن عباس ( يا غلام اني اعلمك كلمات .... رفعت الأقلام وجفت الصحف ). فالعقل الإنساني مهما بلغ من الشمول والاتقاد لن يستطيع عبور حاجز الغيبيات الا بالقدر الضئيل وبهذا فلن نعرف ابدا الحكمة الالهية الخفية وراء جعل العبادات بهذه الاشكال ولتلك الفترات وبتلك المواعيد وفي أماكن بعينها. بل علينا الاستجابة والطاعة واستنباط بعض اللطائف والومضات الإيمانية منها. |