أمازيغية/المقدمة
أيها القارئ الكريم، ما الذي دفعك إلى اقتناء هذا الكتاب؟ أهو تعاطفك مع اللغة الأمازيغية ورغبتك في تنمية معلوماتك والاطلاع عن كثب على جزء مهم من تراثنا المغربي الأصيل؟ إذا كان الأمر كذلك، فسر قُدُما، وابذل كل ما استطعتمن جهد من أجل الوصول إلى غايتك. أمّا إذا كنتتعتقد أن الأمازيغية(ليستإلا لهجة) وأن الإحاطة بمعطياتها النحوية والصرفية والمعجمية لن تتطلب منك إلا بعض ساعات، فإنّي أنصح لك أن تترك هذا الكتاب وأن تتعاطى تعلّم لغة تبَجّلها وتعظّمُ شأنها كالأنجليزية أو الألمانية. وذلكلأن العامل الأول في دفع الإنسان إلى التعلّم هو اهتمامه الحقيقي بما يريد أن يتعلمه. لقلّما يجد المرء في نفسه كلّ الاستعداد الضروري لتحصيل علم يزدريه مسبّقا أو يضمر له نوعا من الكراهية لأسباب يتبيّنها بوضوح أو لا يتبيّنها. فأنت إذن بيناثنين: إما أن تتخلّى عن مشروعشرعته بدون رَويّة، لا لتُلبّي رغبة أكيدة تراود نفسك منذ زمان، ولكن لتستجيب لدعوة نوع من الفضولية المستعلية المازحة. وإمّا أن توطّن نفسك، في رصانة الباحث المتجرد من كل حكم جاهز، على ضرورة النظر إلى الأمازيغية نِظرة غير التي كنت تنظرها إليها قبل الآن، كي تستأنس إلى الاعتقاد بأنها لغة كاللغات الأخرى، ليستأقلّ صعوبة من اللغات الأخرى ولا أكثر سهولة، وتكون قد تزوّدت بالطاقة الوِجدانية اللازمة التي ستُمكّنك من تخطّي العقبات ومن المُضيّ في طريقسيوصلكيقينا إلى معرفة وطن كمعرفة أجود، ومن ثمَّ إلى معرفة زاوية من نفسك يغلِب على الظنّ أنّك تجهلها...(فإذا عزمْت فتوكّل على الله).