شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس السابع عشر

لما تكلم ابن مالك (رحمه الله) على المشترك من ألقاب الإعراب بين الاسم والفعل، أعقب ذلك بذكر ما يختص بكل منهما فقال: 24- والاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالْجَرِّ كَمَا قَدْ خُصِّصَ الْفِعْلُ بِأنْ يَنْجَزِمَا.

في هذا البيت من النظم أمران :

الأمر الأول قوله:( والاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالْجَرِّ). مراده؛ أن الجر لا يوجد إلا في الأسماء فقط، فهو مختص بها، وقد سبق ذكر هذا عند قوله سابقا( بالجر)، فمثال ذلك: ( بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ) فجميع هذه الكلمات أسماء، دليلها الجر في آخرها، وهو لا يكون الا في الأسماء.

الأمر الثاني قوله :(كَمَا قَدْ خُصِّصَ الْفِعْلُ بِأنْ يَنْجَزِمَا). مراده، خصصوا الجزم بالفعل كما خصصوا الجر بالاسم، فالجزم خاص بالأفعال، لا يوجد في غيرها، فمثال الجزم في الأفعال: ( لم يشاهدْ عملَهم)، و(اسمعْ كلامَ من سبقك).. ف(يشاهد، واسمع) فعلان مجزومان والجزم خاص بها.

-إعراب البيت: (الاسم) مبتدأ، مرفوع بالضمة فهو معرب لأنه اسم، (قد) حرف تحقيق مبني لأنه حرف، (خصص) فعل ماض مبني للنائب وهو مبني ايضا،(بالجر) متعلق به، (كما) الكاف حرف جر، وما ظرفية مصدرية في تأويل مصدر، مثل (بان ينجزما). والتقدير: والاسم قدخصص بالجر كتخصيص الفعل بالجزم.

فوائد عدل

أ/ليس هذا البيت تكرارا مع قوله سابقا(بالجر...يلي لم..). لأن كلا منهما في سياقه الخاص. ب/الاصل ان يقول( والجر قد خصص بالاسم) لأن الجر مختص بالاسم لا العكس، قالوا الأكثر دخولها على المقصور كما هنا لا على المقصور عليه. ج/ تحصل لديك إذن، ان ألقاب الاعراب منها ما هو مشترك (الرفع والنصب) ومنها ما هو خاص كما هنا.